السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،
الاعجاز العلمي في الاية 40من سورة النور
اخواتى كنت ببحث عن الاعجاز العلمى لسورة النور ووجدت هذا وحبيت انقله لكم فعلا سبحان الله
كلما مررت بهذه الآيات المباركة من سورة النور وقفت عندها مليا اتخيل ما يسرده علي عقلي من صور بليغة لظلمة البحر !!! ومن ظلمنا لانفسنا واننا بحاجة الى نور الله سبحانه وتعالى أخذتني رهبتها واحساسي بالقصور في فهمها وفي تقصيري بحق الله وفي حق نفسي لابحث في تفسيرها حتى استشعر عظمتها لارضي نفسي وادخل في بحر من العلم في البلاغة واللغة وعلم الارض والكيمياء....اختصر عليكم واقول اسألوا الله أن يجعل لنا نورا يهدينا للحق :
الآية:
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)سورة النور
من شروحات د.زغلول النجار:
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر الثلث الثاني من سورة النور, وهي سورة مدنية, وآياتها أربع وستون, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أن الله( تعالي) هو نور السموات والأرض. وأنه( تعالي) هو الذي يهدي لنوره من يشاء, وأن... من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
(أو كظلمات) أي أعمالهم الحسنة في الدنيا من حيث خلوها عن نور الحق كظلمات( في بحر لجي) عميق كثير الماء( يغشاه) يعلوه ويغطيه( موج من فوقه موج) آخر( من فوقه) أي من فوق هذا الموج الأعلي( سحاب) قائم,( ظلمات) هذه ظلمات متراكمة( بعضها فوق بعض) ظلمة السحاب فوق ظلمة الموج فوق ظلمة البحر.( إذا أخرج يده) من ابتلي بها( لم يكد يراها) من تراكم الظلمات; أي لم يقرب من رؤيتها فضلا عن أن يراها. وقيل او للتنويع, فشبهت أعمالهم الحسنة بالسراب, والسيئة بالظلمات( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) أي من لم يشأ الله سبحانه أن يهديه لنوره في الدنيا فما له من هداية منها من أحد
وكل من أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم, وصاحب صفوة التفاسير( جزاهم الله خيرا) ذكر كلاما مشابها وإن أضاف الخبراء علي هامش المنتخب تفسيرا لظلمات البحر اللجي علي أساس من أن عواصف البحار العميقة أو المحيطات تنطلق فيها أمواج مختلفة الطول والسعة أو الارتفاع, بحيث يبدو الموج منطلقا في طبقات بعضها فوق بعض, فيحجب ضياء الشمس, لما تثيره هذه العواصف من سحب...
الدلالة العلمية للآية الكريمة
تشير هذه الآية الكريمة إلي الظلمة التامة فوق قيعان البحار العميقة والمحيطات, مؤكدة أنها ظلمة مركبة, يلعب كل من السحب, والأمواج السطحية, والأمواج الداخلية دورا أساسيا في إحداثها, وهي حقيقة لم يدركها الانسان إلا في مطلع القرن العشرين.ولما كانت الشمس هي مصدر الحرارة والضوء ومختلف صور الطاقة الأخري( فيما عدا الطاقة النووية) علي سطح الأرض وعلي أسطح غيرها من أجرام المجموعة الشمسية, كان لزاما علينا الرجوع إلي المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس للتعرف علي الحواجز التي يمكن أن تعترض أشعة الشمس في طريق وصولها إلي الأرض ومن أهمها الغلاف الغازي للأرض, خاصة جزءه السفلي( نطاق المتغيرات المناخية أو نطاق الرجع) ومابه من سحب.
الظلمة الأولي تسببها السحب:تتكون الأشعة الصادرة من الشمس من كل الموجات الكهرومغناطيسية ابتداء من الأشعة الراديوية إلي الأشعة السينية إلا أن الغالب عليها هو الضوء المرئي وكل من الاشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية, بالاضافة إلي بعض الجسيمات الأولية المتسارعة مثل الإلكترونات, وأغلب الأشعة فوق البنفسجية يردها إلي الخارج نطاق الأوزون. وعند وصول بقية أشعة الشمس إلي الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض فإن السحب تعكس وتشتت نحو30% منها.
وتمتص السحب وما بها من بخار الماء وجزيئات الهواء وهباءات الغبار وغيرها من نوي التكثيف الأخري حوالي19% من تلك الأشعة الشمسية المارة من خلالها, تحجب السحب بالانعكاس والتشتيت والامتصاص حوالي49% من أشعة الشمس, فتحدث قدرا من الظلمة النسبية.
الأمواج السطحية في البحار والمحيطات تسبب الظلمة الثانية
عند وصول ما تبقي من أشعة الشمس إلي أسطح البحار والمحيطات فإن حوالي35% من الأشعة تحت الحمراء فيها تستهلك في تبخير الماء, وتكوين السحب, وفي عمليات التمثيل الضوئي. التي تقوم بها النباتات البحرية.
أما ما يصل إلي سطح البحار والمحيطات مما تبقي من الأشعة المرئية( أو الضوء الأبيض). فان الأمواج السطحية للبحار تعكس5% أخري منها, فتحدث قدرا أخر من الظلمة النسبية في البحار والمحيطات.
توهن ضوء الشمس المرئي بمروره في ماء البحار والمحيطات
الجزء المرئي من أشعة الشمس الذي ينفذ إلي كتل الماء في البحار والمحيطات يتعرض لعمليات كثيرة من الانكسار, والتحلل إلي الأطياف المختلفة والامتصاص بواسطة كل من جزيئات الماء, وجزيئات الأملاح المذابة فيه, وبواسطة المواد الصلبة العالقة به, وبما يحيا فيه من مختلف صور الأحياء, وبما تفرزهتلك الأحياء من مواد عضوية, ولذلك يضعف الضوء المار في الماء بالتدريج مع العمق.
والطيف الأحمر هو أول مايمتص من أطياف الضوء الأبيض ويتم امتصاصه بالكامل علي عمق لا يكاد يتجاوز عشرة أمتار, ويليه في الامتصاص الطيف البرتقالي ثم الطيف الأصفر والذي يتم امتصاصه بالكامل علي عمق لا يتجاوز الخمسين مترا, ويلي ذلك الطيف الأخضر والذي يتم امتصاصه بالكامل علي عمق مائة متر في المتوسط, ويستمر الطيف الأزرق بعد ذلك ليتم امتصاصه علي عمق يزيد قليلا علي المائتي متر, ولذلك يبدو ماء البحار والمحيطات باللون الأزرق لتشتت هذا الطيف من أطياف الضوء الأبيض في المائتي متر العليا من تلك الكتل المائية.
وبذلك فإن معظم موجات الضوء المرئي تمتص علي عمق مائة متر تقريبا من مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات, ويستمر1% منها إلي عمق150 مترا, و0,01% إلي عمق200 متر في الماء الصافي الخالي من العوالق.
وعلي الرغم من السرعة الفائقة للضوء( حوالي300,000 كيلومتر في الثانية في الفراغ, وحوالي225,000 كيلومتر في الثانية في الأوساط المائية), فإنه ل ايستطيع أن يستمر في ماء البحار والمحيطات لعمق يزيد علي الألف متر, فبعد مائتي متر من أسطح تلك الأوساط المائية يبدأ الإظلام شبه الكامل حيث لا ينفذ بعد هذا العمق سوي أقل من0,01% من ضوء الشمس, ويظل هذا القدر الضئيل من الضوء المرئي يتعرض للانكسار والتشتت والامتصاص حتي يتلاشي تماما علي عمق لا يكاد يصل إلي كيلومتر واحد تحت مستوي سطح البحر. حيث لا يبقي من أشعة الشمس الساقطة علي ذلك السطح سوي واحد من عشرة تريليون جزء منها, ولما كان متوسط أعماق المحيطات يقدر بنحو3795 مترا, وأن أقصاها عمقا يتجاوز الأحد عشر كيلومترا بقليل(11,034 متر) وبين هذين الحدين تتراوح أعماق البحار والمحيطات بين أربعة وخمسة كيلومترات في المتوسط, وبين ثمانية وعشرة كيلومترات في أكثرها عمقا. فإن معني ذلك أن أعماق تلك المحيطات تغرق في ظلام دامس.
الأمواج الداخلية هي سبب الظلمة الثالثة فوق قيعان البحار العميقة
بالاضافة إلي تحلل الضوء الأبيض عند مروره في ماء البحار والمحيطات فإن السبب الرئيسي في إحداث الإظلام التام فوق قيعان البحار اللجية( أي الغزيرة الماء لعمقها حتي لايكاد يدرك لها قاع, والمتلاطمة الأمواج لقول العرب( إلتج البحر) أي: تلاطمت أمواجه) هي الأمواج الداخلية في تلك البحار العميقة وغير المتجانسة.
وتتكون هذه الأمواج الداخلية بين كتل الماء ذات الكثافات المختلفة, وتختلف كثافة الماء في البحار العميقة والمحيطات باختلاف كل من درجة حرارته, ونسبة الأملاح المذابة فيه, وتتمايز كتل الماء في تلك المسطحات المائية الكبيرة أفقيا بتمايز مناطقها المناخية, ورأسيا بتمايز كثافتها. وتتحرك التيارات المائية أفقيا بين مساحات شاسعة من خطوط العرض فتكتسب صفات طبيعية جديدة من درجات الحرارة والملوحة بسبب تغير معدلات التسخين أو التبريد, ومعدلات البخر أو سقوط الأمطار, مما يضطرها إلي التحرك رأسيا كذلك.
يتبــــــــــع
تم تحرير المشاركة بواسطة انوار القلوب: Nov 26 2009, 07:29 AM
الصورة المرفقة
//
//
//
الاعجاز العلمي في الاية 40من سورة النور
اخواتى كنت ببحث عن الاعجاز العلمى لسورة النور ووجدت هذا وحبيت انقله لكم فعلا سبحان الله
كلما مررت بهذه الآيات المباركة من سورة النور وقفت عندها مليا اتخيل ما يسرده علي عقلي من صور بليغة لظلمة البحر !!! ومن ظلمنا لانفسنا واننا بحاجة الى نور الله سبحانه وتعالى أخذتني رهبتها واحساسي بالقصور في فهمها وفي تقصيري بحق الله وفي حق نفسي لابحث في تفسيرها حتى استشعر عظمتها لارضي نفسي وادخل في بحر من العلم في البلاغة واللغة وعلم الارض والكيمياء....اختصر عليكم واقول اسألوا الله أن يجعل لنا نورا يهدينا للحق :
الآية:
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)سورة النور
من شروحات د.زغلول النجار:
هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر الثلث الثاني من سورة النور, وهي سورة مدنية, وآياتها أربع وستون, وقد سميت بهذا الاسم لورود الإشارة فيها إلي أن الله( تعالي) هو نور السموات والأرض. وأنه( تعالي) هو الذي يهدي لنوره من يشاء, وأن... من لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
(أو كظلمات) أي أعمالهم الحسنة في الدنيا من حيث خلوها عن نور الحق كظلمات( في بحر لجي) عميق كثير الماء( يغشاه) يعلوه ويغطيه( موج من فوقه موج) آخر( من فوقه) أي من فوق هذا الموج الأعلي( سحاب) قائم,( ظلمات) هذه ظلمات متراكمة( بعضها فوق بعض) ظلمة السحاب فوق ظلمة الموج فوق ظلمة البحر.( إذا أخرج يده) من ابتلي بها( لم يكد يراها) من تراكم الظلمات; أي لم يقرب من رؤيتها فضلا عن أن يراها. وقيل او للتنويع, فشبهت أعمالهم الحسنة بالسراب, والسيئة بالظلمات( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) أي من لم يشأ الله سبحانه أن يهديه لنوره في الدنيا فما له من هداية منها من أحد
وكل من أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم, وصاحب صفوة التفاسير( جزاهم الله خيرا) ذكر كلاما مشابها وإن أضاف الخبراء علي هامش المنتخب تفسيرا لظلمات البحر اللجي علي أساس من أن عواصف البحار العميقة أو المحيطات تنطلق فيها أمواج مختلفة الطول والسعة أو الارتفاع, بحيث يبدو الموج منطلقا في طبقات بعضها فوق بعض, فيحجب ضياء الشمس, لما تثيره هذه العواصف من سحب...
الدلالة العلمية للآية الكريمة
تشير هذه الآية الكريمة إلي الظلمة التامة فوق قيعان البحار العميقة والمحيطات, مؤكدة أنها ظلمة مركبة, يلعب كل من السحب, والأمواج السطحية, والأمواج الداخلية دورا أساسيا في إحداثها, وهي حقيقة لم يدركها الانسان إلا في مطلع القرن العشرين.ولما كانت الشمس هي مصدر الحرارة والضوء ومختلف صور الطاقة الأخري( فيما عدا الطاقة النووية) علي سطح الأرض وعلي أسطح غيرها من أجرام المجموعة الشمسية, كان لزاما علينا الرجوع إلي المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس للتعرف علي الحواجز التي يمكن أن تعترض أشعة الشمس في طريق وصولها إلي الأرض ومن أهمها الغلاف الغازي للأرض, خاصة جزءه السفلي( نطاق المتغيرات المناخية أو نطاق الرجع) ومابه من سحب.
الظلمة الأولي تسببها السحب:تتكون الأشعة الصادرة من الشمس من كل الموجات الكهرومغناطيسية ابتداء من الأشعة الراديوية إلي الأشعة السينية إلا أن الغالب عليها هو الضوء المرئي وكل من الاشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية, بالاضافة إلي بعض الجسيمات الأولية المتسارعة مثل الإلكترونات, وأغلب الأشعة فوق البنفسجية يردها إلي الخارج نطاق الأوزون. وعند وصول بقية أشعة الشمس إلي الجزء السفلي من الغلاف الغازي للأرض فإن السحب تعكس وتشتت نحو30% منها.
وتمتص السحب وما بها من بخار الماء وجزيئات الهواء وهباءات الغبار وغيرها من نوي التكثيف الأخري حوالي19% من تلك الأشعة الشمسية المارة من خلالها, تحجب السحب بالانعكاس والتشتيت والامتصاص حوالي49% من أشعة الشمس, فتحدث قدرا من الظلمة النسبية.
الأمواج السطحية في البحار والمحيطات تسبب الظلمة الثانية
عند وصول ما تبقي من أشعة الشمس إلي أسطح البحار والمحيطات فإن حوالي35% من الأشعة تحت الحمراء فيها تستهلك في تبخير الماء, وتكوين السحب, وفي عمليات التمثيل الضوئي. التي تقوم بها النباتات البحرية.
أما ما يصل إلي سطح البحار والمحيطات مما تبقي من الأشعة المرئية( أو الضوء الأبيض). فان الأمواج السطحية للبحار تعكس5% أخري منها, فتحدث قدرا أخر من الظلمة النسبية في البحار والمحيطات.
توهن ضوء الشمس المرئي بمروره في ماء البحار والمحيطات
الجزء المرئي من أشعة الشمس الذي ينفذ إلي كتل الماء في البحار والمحيطات يتعرض لعمليات كثيرة من الانكسار, والتحلل إلي الأطياف المختلفة والامتصاص بواسطة كل من جزيئات الماء, وجزيئات الأملاح المذابة فيه, وبواسطة المواد الصلبة العالقة به, وبما يحيا فيه من مختلف صور الأحياء, وبما تفرزهتلك الأحياء من مواد عضوية, ولذلك يضعف الضوء المار في الماء بالتدريج مع العمق.
والطيف الأحمر هو أول مايمتص من أطياف الضوء الأبيض ويتم امتصاصه بالكامل علي عمق لا يكاد يتجاوز عشرة أمتار, ويليه في الامتصاص الطيف البرتقالي ثم الطيف الأصفر والذي يتم امتصاصه بالكامل علي عمق لا يتجاوز الخمسين مترا, ويلي ذلك الطيف الأخضر والذي يتم امتصاصه بالكامل علي عمق مائة متر في المتوسط, ويستمر الطيف الأزرق بعد ذلك ليتم امتصاصه علي عمق يزيد قليلا علي المائتي متر, ولذلك يبدو ماء البحار والمحيطات باللون الأزرق لتشتت هذا الطيف من أطياف الضوء الأبيض في المائتي متر العليا من تلك الكتل المائية.
وبذلك فإن معظم موجات الضوء المرئي تمتص علي عمق مائة متر تقريبا من مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات, ويستمر1% منها إلي عمق150 مترا, و0,01% إلي عمق200 متر في الماء الصافي الخالي من العوالق.
وعلي الرغم من السرعة الفائقة للضوء( حوالي300,000 كيلومتر في الثانية في الفراغ, وحوالي225,000 كيلومتر في الثانية في الأوساط المائية), فإنه ل ايستطيع أن يستمر في ماء البحار والمحيطات لعمق يزيد علي الألف متر, فبعد مائتي متر من أسطح تلك الأوساط المائية يبدأ الإظلام شبه الكامل حيث لا ينفذ بعد هذا العمق سوي أقل من0,01% من ضوء الشمس, ويظل هذا القدر الضئيل من الضوء المرئي يتعرض للانكسار والتشتت والامتصاص حتي يتلاشي تماما علي عمق لا يكاد يصل إلي كيلومتر واحد تحت مستوي سطح البحر. حيث لا يبقي من أشعة الشمس الساقطة علي ذلك السطح سوي واحد من عشرة تريليون جزء منها, ولما كان متوسط أعماق المحيطات يقدر بنحو3795 مترا, وأن أقصاها عمقا يتجاوز الأحد عشر كيلومترا بقليل(11,034 متر) وبين هذين الحدين تتراوح أعماق البحار والمحيطات بين أربعة وخمسة كيلومترات في المتوسط, وبين ثمانية وعشرة كيلومترات في أكثرها عمقا. فإن معني ذلك أن أعماق تلك المحيطات تغرق في ظلام دامس.
الأمواج الداخلية هي سبب الظلمة الثالثة فوق قيعان البحار العميقة
بالاضافة إلي تحلل الضوء الأبيض عند مروره في ماء البحار والمحيطات فإن السبب الرئيسي في إحداث الإظلام التام فوق قيعان البحار اللجية( أي الغزيرة الماء لعمقها حتي لايكاد يدرك لها قاع, والمتلاطمة الأمواج لقول العرب( إلتج البحر) أي: تلاطمت أمواجه) هي الأمواج الداخلية في تلك البحار العميقة وغير المتجانسة.
وتتكون هذه الأمواج الداخلية بين كتل الماء ذات الكثافات المختلفة, وتختلف كثافة الماء في البحار العميقة والمحيطات باختلاف كل من درجة حرارته, ونسبة الأملاح المذابة فيه, وتتمايز كتل الماء في تلك المسطحات المائية الكبيرة أفقيا بتمايز مناطقها المناخية, ورأسيا بتمايز كثافتها. وتتحرك التيارات المائية أفقيا بين مساحات شاسعة من خطوط العرض فتكتسب صفات طبيعية جديدة من درجات الحرارة والملوحة بسبب تغير معدلات التسخين أو التبريد, ومعدلات البخر أو سقوط الأمطار, مما يضطرها إلي التحرك رأسيا كذلك.
يتبــــــــــع
تم تحرير المشاركة بواسطة انوار القلوب: Nov 26 2009, 07:29 AM
الصورة المرفقة
//
//
//