السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيهِ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ وأشهدُ أن سيدنا ونبينا محمداً عبدهُ ورسولهُ صلى الله عليه وعلى آلهِ وأصحابهِ وعلى سائر من اقتفى أثرهُ واتبع منهجهُ بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
فحياكم الله في هذا الدرس العلمي الذي عنوانهُ {{ وقفاتٌ علمية مع سورة الزخرُف }}
والطريقةُ سيقرأ أخونا الشيخ عبد المجيد ثم نُعلّق مع كل وقفه وأُعيد وأُكرر أن الدرس وقفات علمية قد يتخللهُ بعضُ الأسئلةٍ لطُلاب العلم الحاضرين لأن المُخاطب بهِ أولاً وأخيراً هم طُلاب العلم .
نعم تفضل شيخ عبد المجيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبدهِ ورسُولهِ نبينا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين
أما بعد
فهذهِ وقفاتٌ علميةٌ مع بعض آياتٍ في سورة الزخرف المقصُود منها الإثراءُ العلمي من هذهِ الآيات المُباركات .
الوقفة الأولى :
وتُعنى بالتعريف بالسورة الكريمة وسبب تسميتها بسورة الزخرف
الحمدُ لله
سورة الزُخرف سورةٌ مكية وهي من سياق سبع سورٍ مُتتابعات تُسمّى هذهِ السور المُتتابعات بسور آل حم كما تُسمّى بديباج القرآن تبدأُ بغافر وتنتهي بالأحقاف كُلهُن مبدوءة بقول الله جل وعلا ( حم )
سبع سور مُتتابعات تُسمى ديباج القرآن لأنها لم تتضمّن أحكاما كُلهُن مكية صُدرت جميعاً بـ ( حم ) بعضُ أهل الفضل يقول الحُواميم والأفضلُ أن يُقال سورُ آل حم ..
وسببُ تسميتها بسورة الزخرف لورود كلمة الزخرف فيها وكلمة الزخرف إضافةً إلى ورُودها في هذهِ السورة لبيان حقارة الدُنيا وردت كلمة الزخرف في القرآن قبل سورة الزخرف ثلاث مرات في ثلاث مواضع :.
قال الله جل وعلا في الأنعام : ( يُوحي بعضهُم إلى بعضٍ زُخرف القول غُرورا ) .
وقال تباركت أسمائهُ وجل ثنائهُ في يونس : ( حتى إذا أخذت الأرض زُخرفها وازيّنت ).
وقال تبارك وتعالى في الإسراء : ( أو يكون لك بيتٌ من زُخرف فترقى في السماء ولن نُؤمن لرُقيك حتى تُنزل علينا كتاباً).
وورد كلمة زخرف في الإسراء وفي يونس وفي الأنعام ووردت في هذهِ السورة المباركة وبها سُميّت سورة الزخرف .
الزخرف في اللغة: كمال الزينة مع الحُسن ، وإذا قيل شيءٌ مُزخرف أي شيءٌ مُزين .
أُعيــــــــــــد
ما هي السُور التي تُسمّى ديباج القرآن ؟
سكت القوم
آل حم تبدأ بغافر وتنتهي بالأحقاف وسُميت بآل حم لأن كُلهُنّ تبدأ بــ (حم ) وخلُوها من الأحكام يدلُ على أنها سورٌ مكية ، خلُوها من الأحكام يدلُ على أنها سورٌ مكية .
نعم
الوقفة الثانية :.
مع قول الله تعالى ( إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً لعلّكم تعقلون )
وسيفُصّل الشيخ حفظهُ الله حول معنى الفعل جعل في القرآن .
تسمعون بالمعتزلة وهي فرقة تقول ــ تُنسب للإسلام ــ تقوم على بنود خمسة مُعتقدات خمسه عندهم :
نقول تعرفون المعتزلة وأنا هنا أتكلم درس علمي لا ينفع يا بُني أن تقول المعتزلة ضُلاّل المعتزلة بعيدون ، نعم المعتزلة ضُلاّل بعيدون متفقُون لكن لن تستطيع أن تُدافع عن رأيٍ حتى تتصف بصفتين :
1/ تقتنعُ بهِ . 2/ وتفهمهُ .
فلا بُد أن تفهم ما تُدافع عنه ولابُد أن تكون مُقتنعاً بهِ ، فليس كُل شيءٍ فهمتهُ اقتنعت بهِ تفهم الصورة جيداً لكنك لا تقتنع بهم ، تفهم المثال لكنّهُ غير مُقنع .
فحتى تكون مُقتنعاً في دفاعك عن أهل السُنة سلك الله بنا وبكم سبيلهُم والرد على المعتزلة لا بُد من أمرين اقتناعُك بمذهبك في طريقة أهل السُنة مع فهمك لأقوالهم وفهمك لأقوال مُعارضيهم حتى تتمكّن .
المعتزلة فرقة لها أمور تقوم على خمس أشياء في الأكثر :
على التوحيد يُسمُنونهُ التوحيد .
والعدل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والمنزلة بين المنزلتين .
من ضمن ما قالتهُ المعتزلة أن القرآن مخلــــــوق وهذا من أعظم خلافهم مع أهل السُنة زعموا أن القرآن مخلوق لهم أدلة منها :
أن الله قال ( إنّا جعلناهُ قرآناً عربيا ) الآية التي بين أيدينا في الزخرف ( حم * والكتاب المُبين * إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً )
ماذا قالوا ؟
قالوا انتُم تُكابرون الله يقول ( وجعل الظُلمات والنُور )
ما معنى (وجعل الظُلمات والنُور ) ؟
خلق الظُلمات والنور. والله جل وعلا يقول ( خلق منها زوجها ) ويقول في آية أُخرى ( وجعل منها زوجها )
ما معنى ( وجعل منها زوجها ) ؟
خلق منها زوجها .
فيقولون في مخاطبتهم لنا علام الكبر الله يقول (إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً) وجعل بمعنى خلق فلماذا تُناكفون وتقولون إنّ القرآن غير مخلوق ، هذا الإشكال ؟
ما العلم ؟
حل الإشكالات هذا .
قبل أن نتكلم عن الفعل جعل نأتي بنظائر حتى لا تُصبح المسألة مسألة عاطفة ، في أفعال وكلمات في اللُغة لا يظهر معناها إلا من سياق الجملة لا يظهر معناها إلا من سياق الجملة ، بمعنى أنها في كل سياقٍ لها معنى في كل سياقٍ لها معنى ولن أقول أمثلهُ فصيحة أنتُم عرب .
الآن أنت واقف وزميلُك يستعجل بك هيا نذهب الموعد فات قلت لهُ أنظرني ،
ما معنى أنظرني ؟ ــ أجيبوا ــ
أمهلني جاء ذكرُها في القرآن ( أنظرُونا نقتبس من نوركم ) ما معنى ( أنظرُونا نقتبس من نوركم ) ؟
أمهلُونا أنتظرُوا علينا حتى نصل إليكم ناخذ منكم نور .
وأضح طيب .
الآن تطرح قضية على زميلك يأتيك رجل وأنت عندك ابنه فتاة فيقول لك أُريد أن أخطُب ابنتك منك فقُلت لهُ سأنظُر في الأمر ما معنى سأنظُر في الأمر ؟
أُفكّر فيهِ نظرتُ في الأمر أتفكرُ فيهِ إذاً نظر الأولى غير نظرَ الثانية واضح .
مع أن الفعل واحد وهو ماذا وهو نظر لكن نظرتُ في الأمر عندما تعدت بحرف جر غير نظر من غير تعدٍ لازم هذيك أصبحت بمعنى أمهلني وهنا أصبحت أتفكر وأتدبّر .
قال الله جل وعلا ( أولم ينظُرُوا في ملكوت السماوات والأرض ) يعني يتدبرُوا .
نأخُذ مثـــــــــــــــال ثاني :
تقول لرجُل إلى ما تنظُر فقال لك أنظُر إلى تلك الكتابة المُعلّقة حلقات كذا وكذا طبعاً أنا ما أشوف المهُم أن مكتوب حلقة الظاهر ما فهمت ما يقول صالح نظرتُ إلى النظر بعين الباصرة الحقيقة بعين الباصرة تقول نظرتُ إليك أي أبصرتُك والفعل هو نفسهُ الفعل ماذا ؟ نظر . واضح الآن طيب .
الله جل وعلا يقول ( لتذكرُوا نعمة ربكم إذا استويتُم عليهِ ) ما معنى استويتُم عليهِ ؟
ركبتُم علوتم .
ويقول وهو أصدقُ القائلين في القرآن ( ولمّا بلغ أشدهُ واستوى ) هل في عاقل يقول ولمّا بلغ أشدهُ وركب ، ما معنى استوى ؟
كمُل نضُج .
ويقول جل وعلا : ( ثم استوى إلى السماء فسوّاهُن سبع سماوات ) هنا ليست بمعنى علا وليست بمعنى كمُل بمعنى انصرف إلى وقصد ، والفعلُ واحد استوى لكن من استعمالهِ عرفنا أن لهُ عدة معاني واضح هاذي .
قلت جنّب العاطفة تماماً
الآن نعود فننظُر لاستخدامهِ في القرآن حتى نحكُم عليهِ فنقول إذا تأملنا الفعل جعل في القرآن وجدنا لهُ أحوالاً تقريباً ثلاثة :
// حالٌ بمعنى خلق وهذا إذا تعدى إلى مفعولٍ بهِ واحد إذا تعدى الفعل جعل إلى مفعولٍ بهِ واحد يُصبح بمعنى خلق قال ربُنا ( وجعل منها زوجها ) أين المفعول ؟ زوج .
وقال جلّ وعلا ( وجعل الظُلمات والنور ) أين المفعول ؟ الظُلمات لا يأتي أحد يقول النور النـــور معطوفه مفعول بهِ واحد فإذا جاء الفعل جعل مُتعدياً إلى مفعول بهِ واحد يُصبح بمعنى خلق .
// وقد يتعدى إلى أكثر من مفعول فإذا تعدى إلى أكثر من مفعول لا يلزم أن يُصبح بمعنى جعل يُصبح بمعنىً يدُل عليهِ السياق قال الله جل وعلا ( وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ) من الذين جعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ؟
المشركون زعموا أن الملائكة إناثاً ثم قالوا أنهُم بناتُ الله تعالى الله عمّا يقول الظالمون علواً كبيرا
الآن هل أحد يفهم أن معنى (وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا) أنهُ معناها أن القرشيون خلقوا الملائكة ــ أجيبوا ــ في أحد يفهم كذا مُستحيل ولا القرشيون أرادوا هذا لكن معنى جعلوا هنا سمّوا ما معنى جعلوا ؟ سمّوا .
أين الدليل ؟ الدليل القرآن يُفسّرُ بعضهُ بعضاً قال الله تعالى ( وإنّ الذين لا يُؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأُنثى ) وهو قولهم ( وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ) واضح .
الله جل وعلا يقول على لسان أهل الإشراك في ردهم على نبينا صلى الله عليه وسلم لمّا جاء بالتوحيد قالوا كما قال الله في ص ( أجعل الآلهة إلهاً واحدا ) هل أحد فهم أن معنى قول قُريش كما حكى الله في كتابهِ ( أجعل الآلهة إلهاً واحدا ) أن قُريش تقول إنّ مُحمداً صلى الله عليهِ وسلم خلق الآلهة وخلق ربهُ هذا لا يقول بهِ أحد جعل هُنا ليست بمعنى خلق وإنّما بمعنى صيّر وأتخذ .
نعود الآن نُطبق على الآية التي بين أيدينا
( إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً )
عربياً صفة أخرجها لأنها من التابع والتابع يأخُذ حُكم المتبوع لا علاقة لنا بهِ ( إنّا جعلناهُ قرآناً) كم مفعول ؟ ما في علم إلا بلُغة اثنين الهاء وقُرآناً ( إنّا جعلناهُ قرآناً ) أي صيرناهُ قرآناً عربياً واضح .
فهُنا ليست بمعنى خلق إنما صيّر وكونهُ مُصيّر لا يعني أنهُ مخلوق هذا بحسب حالهِ من قبل ، فنرجع إلى بقية القرآن ماذا قال عن القرآن ؟
قال ( إنّا أنزلناهُ في ليلة القدر ) وقال ( تنزيلٌ من الرحمن الرحيم ) وقال ( وإنّهُ لتنزيلُ رب العالمين )
ففهمنا أن القـــــــــــــرآن منزلٌ غيرُ مخلوق .
واضح فبهذا يُرد على قول المُعتزلة أن جعل بمعنى خلق واضح الآن .
قُلنا تتعدى إلى كم ؟؟؟ إذا تعدت إلى مفعول واحد بمعنى خلق ،، وإذا تعدت إلى مفعولين ننظر إلى السياق فأحياناً تكون بمعنى سمّى وأحياناً تكون بمعنى صيّر واتخذَ ثم يكون ذالك المُصير والمُتخذ بحسب حالهِ من قبل .
ومُحكم القرآن يُثبت أن القرآن مُنزلٌ غيرُ مخلوق ومن أدله أُخرى إحنا سنرُد على المعتزلة و إلا فالأدلة أكثر :
أن الله جل وعلا من صفاتهِ أنهُ يتكلم بما شاء متى شاء إذا شاء والكلامُ صفةٌ من صفاتهِ والكلامُ في الذات كالكلام في الصفات ، والكلام في الصفات كالكلام في الذات ، فكما أن للهِ ذاتاً ليست كذات غيرهِ فلهُ جل وعلا صفات تليقُ بجلالهِ وعظمتهِ ليست كصفات غيرهِ وهو جل وعلا يتكلمُ بما شاء فالكلامُ صفةٌ من صفاتهِ والقرآن من كلامهِ بنصّ كلامهِ قال جل وعلا ( فأجرهُ حتى يسمع كلام الله ) الله يقول (حتى يسمع كلام الله ) فثمّ القرآن كلامهُ ولا محيد عن كلام ربنا والعرب تقول أو أهل الأصول يقولون :
والاجتهادُ في محل النصِ
كتارك العينِ ــ لماذا ؟ قُلتها مراراً في الدرس هذا
والاجتهادُ في محل النصِ
كتارك العينِ لأجل القصِ
ترى أيُها المباركون العلم فهم وأنتُم بإذن الله أفهم مني بس فقط أنا عارف ماذا أريد أن أقول وأنتم تعرفون لا تدرون الدرس عن ماذا .
ليس الفرق يعني أنتُم أي شخص لو جاء يتكلم مكاني في شيءٌ يعرفهُ سأقف أنا كما تقفون أنتُم فلا تعجل في العلم يعني لا يُصيبك شيء من اليأس والا بس العلم يحتاج إلى صبر مهما قبل أن أنتقل للوقفة الثانية أنا أعطي فائدة في قضية الصبر :
السيل من النُقط ــ قبل أن أشرح والاجتهادُ في محل النصِ ــ بس يحتاج إلى حتى تجمّعهُ
تعرفون أبا حنيفة رحمةُ الله تعالى عليه إمام عظيم كان أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة بعد ذالك يتيم أُمهُ كانت تقول لأبنها الذي هو يعقوب أبو يوسف كنيتهُ يأبى يوسف مُكنىً وهو صغير لأنهُ يتيم تأتيه عند حائك خياط تبيه يتعلم هذا يعطيه دانق دانـــق ما يُذكر في ذاك الزمان ريال هلل ريال قروش الآن دانق في اليوم بس أهم شيء يجيب أكل لقمه في ذالك اليوم وراضية أبو حنيفة كأنهُ جلس عندهُ مرة مرتين توسم فيهِ الزكاة صار ياخذُهُ من الحائك يضعهُ في الحلقة صار خصام بين أم الولد بين أم أبي يوسف وبين أبو حنيفة فجاءت أمام الناس أنت ما ضيع ولدي إلا أنت و .. سبتهُ قال أبو حنيفة من مثل أبو حنيفة في الفراسة قال اذهبي عني يا رعناء أن ابنكِ يأكُل ــ ذحين شوف فقير يتيم ضعيف ما عنُ دانق جالس في حلقة الشمس فلقتهُ ــ قال إن ابنكِ يأخذُ الفالوذج بدهن الفستق ،، الفالوذج نوع من الحلوى في ذالك الزمن ما يوجد إلا عند الأثرياء أما الفالوذج بدهن الفستق ما يوجد إلا في بيت الخليفة مرتين ثلاث أربعة في السنة ما يوجد ما حد شاف .
الآن تقرأ في كتب حقت الطبخ تشوف في القنوات في تلك الأزمنة بالسماع قالت والله إنك شيخٌ خرب لأنها هي تنظُر إلى أمامها لأنهُ ولد ضعيف جالس ما يتيم ويقول لها رجل كامل قواه العقلية إن ابنك يأكل الفالوذج بدهن الفستق .
مات أبو حنيفة ، ماتت الأم صار أبو يوسف قاضي القُضاة هو يحكي ماذا يقول ؟
يقـــول والله جلستُ مع الرشيد أمير المؤمنين على مائدتهِ فجيْ بطعامً لا أعرفهُ فقربهُ الرشيد مني وقال يا أبا يوسف كُل قُلت ما هذا يا أمير المؤمنين قال هذا لا يُصنعُ عندنا إلا قليلاً كُل منه هذا فالوذج بدهن الفستق ، قال فضحكت فتعجب الخليفة قال ما يُضحكُك ؟ قال خيراً يا أمير المؤمنين ، قال أخبرني وأخبرهُ بالقصة قال أنا كُنت يتيم وحصل كذا وكذا وقال أبو حنيفة أني أنا جالس أكل فالوذج بدهن الفستق فقال الرشيد رحمة الله تعالى عليه هارون قال لقد كان أبو حنيفة يرى بعيني عقلهِ ما لا يراهُ غيرهُ بعيني رأسهِ .
فكُل مجدٍ تُريدهُ لا بُد فيهِ مع التقوى إلى الصبر والله أعلم .
نعم .
الوقفةُ الثالثة :.
مع قول الله تعالى ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم )
وستُعنى هذهِ الوقفة بالمعنى اللغوي لكلمة أُم مع بيان الآية إجمالا .
الله يقول وإنهُ عائد الضمير على من ؟
على القرآن ( في أمُ الكتاب لدينا لعليٌ حكيم )
في يا أُخي أم الكتاب اللوح المحفوظ ، ما أُم الكتاب ؟ اللوح المحفوظ .
وفيهِ أقدار بيد الملائكة مكتوبة بيد الملائكة وبعضُ أهل العلم يقول إنّ ما في أم الكتاب لا يقبل التبديل وهذا حق الذي في أم الكتاب في اللوح المحفوظ لا يقبل التبديل
أمّا المكتوب بيد الملائكة فرُبما أصابهُ بعضُ التبديل وهذا نقول لهُ شواهد قال الله تعالى ( يمحو الله ما يشاءُ ويُثبت وعندهُ أم الكتاب ) ( يمحو الله ما يشاءُ) فيما بين يدي الملائكة (ويُثبت وعندهُ أم الكتاب) أي اللوح المحفوظ .
ما معنى قول الله : ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) ؟
نبدأ باللغويات :
الأُم في اللُغة إزاء الأب ، ما الأُم في اللُغة ؟ إزاء الأب ويُطلقُ في حقيقتهِ على الوالدة التي ولدت ثم أنتقل إلى إطلاقها على أكثر من ذالك :
تُطلق على الوالدة القريبة وهي أُمك مُباشرةً ،، وعلى الأُم البعيدة وهي مثل الجدات ولهذا يُقال عن حواء أنها أُمنا لأنها ولدتنا أجمعين وإن كانت ولادة غير مُباشرة بعضُ اللغويين كالخليل ابنُ أحمد يقول إن الأُم كُل شيءٍ ضُمّ إليهِ ما حولهُ فهو أم .
أُعيـــــــــــد
كُل شيءٍ ضُمّ إليهِ ما حولهُ فهو أم هذا من الناحية اللغوية .
أمّا كلمة أم في القرآن فوردت على معانٍ عدة نذكرُ بعضاً منها :
1/ وردت بمعنى الأُم التي ولدت ومنهُ قول الله تعالى ( فرجعناك إلى أُمّك كي تقرّ عينُها ولا تحزن ) ولا ريب أن أُم موسى هي التي ولدته هذهِ واحدة .
2/ ورد في القرآن الأُم بمعنى أصلُ الشيء قال الله تبارك وتعالى ( هُنّ أُم الكتاب ) أي أصلُ الكتاب .
3/ وجاءت بمعنى المآل قال الله تعالى ( فأُمهُ هاوية ) أي منقلبهُ إلى الهاوية .
هذهِ كم ؟ ثلاثة .
4/ وجاءت بمعنى الضئر ما الضئر ؟ المُرضع قال الله جل وعلا ( وأُمهاتكُم اللآتي أرضعنكُم ) ليس أُمك التي ولدتك وإن الأُم الضئر هنا المُرضعة هذي كم ؟ أربعة .
5/ وجاءت الأُم مقصُود بها مكة قال الله جل وعلا ( لتُنذر أُم القرى ) .
6/ وأُم الكتاب هي ماذا ؟ الفاتحة أم الكتاب هي الفاتحة .
7/ وأُطلق ذالك كذالك على أُمهات المؤمنين اللاتي هُنّ أزوجُ من؟ نبيُنا صلى الله عليه وسلم .
هذا معنى كلمة أُم في اللُغة على وجه التوسُط..
قال الله تعالى : ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) للُعلماء رحمهُم الله قولانِ في معنى الآية :
** قولٌ يقول معنى قولهِ ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) أي أن هذا القرآن منسوخٌ في اللوح المحفوظ منسوخ أي مكتوب في اللوح المحفوظ ويدلُ عليهِ قول الله جل وعلا ( فلا أُقسُم بمواقع النجوم وإنهُ لقسمٌ لو تعلمون عظيم إنهُ لقرآن كريم في كتابٍ مكنون لا يمسّهُ إلا المطهرون )
وقولهُ جل وعلا ( بأيدي سفرة كرامٍ بررة ) هذا شواهد .
** وقال آخرون ليس المقصود أنهُ منسوخٌ في اللوح المحفوظ وإنما المقصود أن ذكرهُ في اللوح المحفوظ ذكرٌ عليٌ وجلي .
والمعنى الأول والعلمُ عند الله أقربُ للصواب .
نعم
الوقفة الرابعة :
مع قول الله تعالى ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً أن كُنتُم قوماً مُسرفين )
وسيُبينُ فيها معاني الضرب في القرآن .
كلمة الضرب في اللُغة تأتي بمعنى النوع والصنف ، وتأتي في اللُغة بمعنى الرجُل الخفيف اللحم القليل اللحم .
قال طرفه :
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونني
خشاشٌ كرأس الحية المتوقدِ
علمياً هل يجوز الاستشهاد بقول طرفه أو لا يجوز ؟
يُستشهد بهِ لأنهُ من العصر الجاهلي لكن لو قُلنا في الاستشهاد قال المُتنبي أو قال أحمد شوقي لا يجوز الاستشهاد لأنهم بعد زمن الاحتجاج ، والاحتجاج تقريباً إلى مئة وعشرين سنة .فالجاهليون أقوى حجة بشعرهم فعندما نحتاجُ إلى شيءٍ نستشهدُ بهِ نرجع إلى شعر ماذا إلى شعر الجاهلية .
نعود فنقول هذا في اللُغة .
أما في القرآن فقد ورد الضربُ على معانٍ منها :
السيرُ في الأرض ــ من يأتي بالآية ؟ ــ تفضل
( فإذا ضربتُم في الأرض ) السفر أحسنت
غيرُها
( وآخرون يضربون في الأرض ) أحسنتُم
( فأضربوا فوق الأعناق ) هذهِ التي بعدها ( لا يستطيعون ضرباً في الأرض ) أي سيراً في الأرض هذهِ واحدة .
وتأتي الضرب بمعنى الإيذاء ويكون في القرآن على نوعين ضربٌ بالسيف وهي ما قال أخوكم قبل قليل ( فأضربوا فوق الأعناق ) واضح أنها بالسيف ،،
ويكونُ بالسوط أو بالشيء اليسير أو باليد ومنهُ قول الله تعالى في تأديب النساء ( واضربُهن ) .
وتأتي ضرب في القرآن بمعنى الالتصاق واللزوم قال الله تعالى ( ضُربت عليهم الذلة ) وقال جل ذكرهُ ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ).
أمّا هنا ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) أي أفنُعرض والمقصودُ من الآية أن القُرشيين أسرفوا على أنفُسهم في الذنوب وردوُا كلام الله وكلام رسُولهِ فالله جل وعلا يقول لهم إنّ إعراضكُم ليس مسوغاً أن نترُك إنذاركُم ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) صفحاً هاذي صفحة العُنق والإنسان إذا أعطى صفحة عُنقهِ لأحد كأنهُ أعرض عنه وإعطاؤك صفحة العُنق لشيء يكونُ بأحد سببين :
إمّا كبراً وهو الأغلب .
وإما تغافُلاً وهو الأقل .
لكنهُ يقع يقــع إمّا كبراً وإمّا تغافُلاً يعني يكون الشيء موجود وأنت تتغافل عنهُ لا تعلم عنه .
لكنّ العُلماء هنا اختلفوا في معنى الذكر على قولين :
// قال بعضهم ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) أي القرآن والمواعظ والذكر.
// ونُسب إلى ابن عباس رضي اله تعالى عنهما أنهُ أراد أن معنى الذكر هنا بمعنى ذكرُ العذاب أي أفنتركُ عذابكم لكونكم كُنتم مُسرفين .
و أياً كان المقصود فإنّ المعنى من الآية إجمالاً يُقارب قول الله جل وعلا ( أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركى سُدى ) قريبٌ من قول الله جل وعلا ( أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركى سُدى )
نعم
الوقفة الخامسة :
( وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
الآن تتعلم من الآية أعـــــــــــاننا الله وإياك كيفية الرد على المُخالف .
القرية إذا وردت في القرآن بمعنى المدينة والله يقول هنا ( وقالوا ) أي القرشيون (لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم)
يقولون إنّ مُحمداً نشأ يتيماً وأولى أن لا يُنزّل القرآن على يتيم وكانوا يقولون يزعمون أنهُ كان ينبغي ــ سوء أدب مع الله ــ أن يُنزّل القرآن على رجُلٍ عظيمٍ من القريتين وقصدُوا بالقريتين مكة والطائف ، وقيل أنهم قصدُوا بالرجلين عروة ابن مسعود والوليد ابن المغيرة أياً كان المقصود من الرجال .
هم يقولون أن مُحمداً لا يستحقُ أن يُعطى النبوة والرسالة ويُختم بهِ الأنبياء فالله جل وعلا كيف رد عليهم ؟
قال( وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك ) هذا استفهام إنكاري ثم قال بعدها ( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا )
الآن هم هؤلاء القائلون بهذا القول يعترفون أن الذي وزّع الأرزاق وقسّمها هو من ؟ هو الله .
القرشيون مؤمنون أن الذي قسّم الأرزاق وجعل هذا غنياً وهذا فقيراً وهذا حُراً وهذا عبداً وهذا خادماً وهذا مخدوم وهذا سيداً وهذت تابعاً يؤمنون أن الذي يفعل هذا هو الله ويؤمنون أن الأرزاق من الله فالله يقول لهم ( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ).
فإذا كان الله جل وعلا ــ هذا المقصود من الآية ــ مسائل الرفق العادي لم يكلها إليكم فكيف يكل إليكم تقسيم النبوة فهمتُم .
إعطاء النبوة أعظم من إعطاء الأرزاق وقسمة النبوة بين الخلق أعظم من قسمة المعيشة فالله يقول لهم أنتم مقرون أن الأرزاق إنّما قسّمها بينكم هو الله فكيف يُعقل أن تنسبُ إلى الله وتُطالبُ بشيءٍ لا يُمكن أن تنالوه فإذا كان الله لم يكل إلى أحدٍ من خلقهِ أن يُقسّم أرزاق الناس طعاماً وشراباً وإيواءً وسُكنى فكيف يكلُ الله إلى غيرهِ أن يُقسّم النبوة والنبوة أعظم من أرزاق الناس واضح .
( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ )
كما هو ظاهر اختلاف المال .
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا)
سُخرياً هذي بمعنى الخدمة مبرأة من الاستهزاء مبرأة من ماذا ؟ من الاستهزاء .
يعني المقصود أن الله جل وعلا جعل الناس بعضهم لبعضٍ خدم حتى تقوم الحياة فما تُحسنهُ أنت لا يُحسنهُ غيرك وما يُحسنهُ غيرك لا تُحسنهُ أنت لكن تأمل قول الله (نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا) نبه الأدنى على الأعلى نبه بالأدنى على الأعلى .
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا)
ثم قال الله ( ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
أختلف العلماء في معنى الرحمة هنا والذي أراه والعلم عند الله أن المقصود بها الجنة لأنهُ لا يظهر الفرق بين رحمة الله وما يجمعون إلا إذا كان شيءٌ خالد وشيءٌ غيرُ خالد والجنةُ نعيمُها خالد بخلاف متاع الدُنيا فإنهُ مهما عظم فإنهُ غيرُ خالد.
فيُصبح معنى قول الله( ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون ) يعودُ على الجنة في أظهر أقول العُلماء .
قبل أن ننتقل للوقفة التي بعدها نسأل عن مسألة معاني كلمة أُم في القرآن ؟
حاول لا تقرأ لا تُراجع راجع ذهنياً حتى لو ما تُجيب ترى هذا العلم يعني حاول تعني بهِ
تفضل .. من الضئر ؟المُرضعة ،، أُم القرى ما هي ؟مكة .
مُقابل للأب الوالدة ،، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كلكم بدأتُم بالأسهل ،
أصلُ الشيء ( وهُنّ أُم الكتاب ) أحسنت
،، المصير والمآل ( فأمهُ هاوية )على قول هذا .
وقلنا إن الضرب في اللُغة ما هو يأتي على معانٍ منها ::
..... لا هذا في القرآن الآن أنا أتكلم في اللغة النوع وقُلنا غير النوع صح النوع،،
قليلُ اللحم مثلُك يعني الرجل القليل اللحم، قال طرفة :
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونني
خشاشٌ كرأس الحية المتوقدِ
وطرفة أحد شُعراء الجاهليين وقُلنا يُستشهد بقولهِ مات صغيراً كم عمرهُ؟ 28 ، 26 .
من غيرهُ من شعراء الجاهلية ؟
عنترة مطلعُ مُعلّقتهِ ؟:
هل غادر الشُعراء من مُتردمٍ
أم هل عرفت الدار بعد توهمِ
أين كان يسكن ؟ في الجُو القصيم حالياً يعني عين الجوى يقول :
هل غادر الشُعراء من مُتردمٍ
أم هل عرفت الدار بعد توهمِ
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمِ صباحٍ دار عبلة واسلمي
غيرهُ ؟
أمرؤ القيس ، مطلع مُعلقتهِ ؟
قفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بسقطِ اللوا بين الدخُولِ فحوملِ
غيرهُ؟
أنا أتكلم عن المُعلّقات لبيد ابن ربيعة ، ما الذي يمتاز بهِ لبيد عن بقية شعراء المعلّقات ؟
أدرك الإسلام فأسلم
الحمدُ للهِ الذي لم يأتني أجلي
حتى أكتسيتُ من الإسلامِ سربالا
عُمّر طويلاً يقولون أنهُ وصل إلى 140 عام أو أقل أو أكثر المُهم جاوز المئة حتى ملّ
أنت الحين تخرُج المسجد يُقابلك واحد يجي يسلم عليك أول كلمة يقولها كيف حالك ؟ صح هو طفش من كلمة كيف حالك يقول:
ولقد سأمتُ من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ
ومُعلّقتهُ أقوى المُعلّقات لُغةً نعود يكفي هذا منهُم الأعشى ، ومنهم غيرُ ذالك نكتفي بهِ ونأخُذ وقفةً أُخرى
نعم يا عبد المجيد
الوقفة السادسة :.
مع قول الله تعالى ( ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون )
حيث تُعنى الوقفة ببيان أحول النار أعاذنا الله منها .
النار هي الخزيُ الأعظم وما فرّ هارب من شيءٍ مثل النار وكلُ بلاء دون النار فهو ماذا ؟ عافية لأن الخزي الأكبر في النار .
هنا الله جل وعلا يُنكل بأهل النار قائلاً : ( ومن يعشُ عن ذكر الحمن نُقيض لهُ شيطاناً فهو لهُ قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهُم مُهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين )
ثم قال الله : (ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون )
المقصود من الآية أن أهل النار عياذاً بالله محرومون حتى من التأسي .
ما معنى التأسي ؟
التأسي والتسلي أن يرى الإنسانُ مُصيبة غيرهِ فيتعزى بها عن مُصيبتهِ وهذا من أعظم ما يُهوّن مصائب الدُنيا وأيُ أحدٍ في الدُنيا لديهِ مُصيبة أو أراد أن يرى أحداً أعظم منهُ لوجد ، أو أحداً نظيراً لهُ في مُصيبته لوجد تقول الخنساء وقد فقدت أخاها صخراً :
يُذكّرني طلوع الشمس صخرا
وأذكرهُ لكُل مغيب شمسِ
ولولا كثرةُ الباكين حولي
على إخوانهم لقتلتُ نفسي
ولا يبكون مثل أخي ولكن
أُسلي النفس عنهُ بالتأسي
فمن أعظم ما يُخفف المصائب التأسي أن الإنسان يتذكر أن مثلُ هذهِ المُصيبة لكنّ الله جل وعلا حتى هذا النوع يحرمُ أهل النار منه فلا يجدون تأسيه قال الله : (ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون ) .
مع أن الاشتراك في المُصيبة ينفع في الدُنيا أو لا ينفع ؟
ينفع لكنّ عذاب الآخرة عياذاً بالله لو أشترك فيهِ أهلُ الأرض جميعاً لا ينفع إذاً ما المعنى والمقصُودُ من الآية ؟
نفي وجود التأسي في أهل النار .
نعم
الوقفة الأخيرة :.
مع قولهِ تعالى ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصدّون )
حيث تُعنى الوقفة بما يلي :
أولاً :بيانُ ضارب المثل.
ثانياً : الجمعُ بين الإفراد والجمعِ في الآيةِ التي بعدها .
ثالثاً : إظهارُ المعنى الأرجح لقولهِ سُبحانهِ ( وإنّهُ لعلمٌ لساعة فلا تمترُنّ بها ).
(واتّبعونِ هذا صراطٌ مُستقيم).
هذه الآيات نختم بها وهي هامةٌ جداً في أن تتصورها علمياً لا يمكن فهم القرآن بغير السُنة بغير السيرة ،
سورة الزخرف قُلنا إنّها سورة مكية من السور المكية سورة مريم وسورة مريم فيها ثناءٌ على من ؟ على عيسى.
أُعيــــــــــــــــــــــد
من السور المكية سورة الزخرف و من السور المكية سورة مريم و فيها ثناءٌ على عيسى وإخبارٌ أنّ النصارى عبدة من ؟ عبدة عيسى مع ثناء الله على عيسى واضح .
من السور المكية سورة الأنبياء قال الله في الأنبياء ( إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ حصبُ جهنّم أنتُم لها واردون )
كان هناك صراع ما بين النبي صلى الله علية وسلم والملأ من قُريش فذات مرة كان هُناك رجلٌ قرشي اسمهُ عبدُ الله ابنُ الزُبعرا عبدُ الله هذا أسلم بعد ذالك ــ يعني حتى لا أحد يقع فيه ــ أسلم بعد ذالك لكنّهُ قبل إسلامهِ كان بليغاً فصيحاً رجُلٌ ذو جدل فجلس مع المكيين فالمكيون يقولون إنّ مُحمد صلى الله عليه وسلم يقول ( إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ حصبُ جهنّم) فقال لقُريش الوليد وأبي جهل قال سكتُّم ؟ قالوا سكتنا ، قال لا تعرفون تردون قالوا كيف نرُد !، قال مُحمد ألم يُثني على عيسى قالوا نعم ، قال مُحمد يقول إنّ الآلهة ومن يعبُدها في النار نحنُ نرضى أن نكون مع ألهتنا في النار إذا كان عيسى مع من يعبُدهُ أين ؟ في النار فيكفينا فخراً بكلامهِ أن نكون نحنُ وألهتنا والنصارى وعيسى في النار وكلامُ مُحمدٍ مُتناقض ـ هذا كلامهُ هو ــ يقول لكم إنّ عيسى نبي ومُرسل ومُصدّق ويقول في نفس الوقت إنّ عيسى في النار ففرح القُرشيون بكلامهِ وضجّوا .
الآية فيها قراءتان :
قال الله تعالى : ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصِدّون ) بالكسر ( ويصُدّون ) الضم معناها يضجّون بالحديث .
فإذا قُلنا أن الآية بقراءة ( يصُدّون ) أصبحت منه أي بسببه .
وإذا قلنا (يصِدّون) بالكسر تُصبح منه هنا أي عنهُ أي يُعرضون عنه .
نعود
لمّا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا وفرح القُرشيون أنزل اللهُ جل وعلا قولهُ : ( إنّ الذين سبقت لهُم منّا الحُسنى أُولئك عنها مُبعدون ) مع أنهُ ليس لعبد الله ابن الزبعرا حُجّة فيما قال لأن الآية لأن تتكلم عن غير العاقل ( إنّكُم وما تعبُدون) .
نأتي الآن للآية
الله يقول ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً ) من الذي ضرب المثل ؟
عبد الله ابن الزبعرا السهمي ضرب المثل بعيسى .
قال الله (إذا قومك منهُ يصدّون )
أي يضجّون يصدون أي يُعرضون عنك .
( وقالوا ) أي في مثلهِم ( أألهتُنا خيرٌ أم هو ) يعني نقبل أن يكون ألهتُنا مثلُ عيسى في الحال قال الله ( ما ضربُوه لك إلا جدلاً ) لأنهُ لا يقوم حُجّة لأن (ما) في قول الله تعالى (إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ) تدلُ على غير ماذا ؟ على غير العاقل .
لكن يبقى إشكال أين الإشكال ؟
الإشكال إنّ الله قال ( ما ضربُوه ) والواو واو الجماعة ونحنُ قُلنا أن اللي ضرب المثال من ؟ واحد هو عبدالله ابنُ الزبعرا ، كيف الجمع الجمــــع أن يُقال هناك أمران :
الأمر الأول :
أن العرب جرى في كلامها أنها تُطلقُ الفرد وتُريدُ الجماعة وتُطلقُ الجماعة وتُريد الفرد عندما نقول أن العرب في كلامها تُطلقُ الجماعة وتُريدُ الفرد لابُد من ماذا ؟ لابُد من مثال
لمّا يأتي إنسان يجلس على كُرسي ويقول هذا أسلوب العرب في كلامهم وكُل ما مرّت آية أسلوب العرب في كلامها هذا ما يكفي يأتيك طالب يقول أين الدليل ؟ لأن العلم لا يقوم على العاطفة .
العرب تُطلقُ الجمع وتُريدُ الفرد قال قائلهم :
بسيف بني عبسٍ وقد ضربوا بهِ
نبا بيدي ورقاء عن رأس خالدِ
معنى البيـــــــــــــــــــت : كان هناك رجُل اسمهُ ورقاء ابنُ زُهير جاء رجلٌ اسمهُ خالد فقتل زُهيراً ووالدُ من ؟ والدُ الرجُل الذي اسمهُ ورقاء فغضبت قبيلتهُ بنو عبس فجاء ورقاء هذا ينتقم لأبيه وأخذ السيف وهو رجُل واحد وأراد أن يضرب خالداً لكنّ السيف نبأ ، ما معنى نبأ ؟ أخطأ لم يُصب والعربُ تقولُ لكُل سيفٍ ما أحسن أدبكُم لكُل سيفٍ نبوة و عالمٍ هفوة ولكُل صديقٍ جفوة ولكُل جوادٍ كبوة .
فالجواد إذا عثر قال كبا والصديق إذا بعُد يُقال جفا والسيف إذا لم يُصب يُقال نبأ والعالم إذا أخطأ يُقال هفا ولا يسلم أحدٌ من ذالك .
نعود
معنى القضية :هذا يُريد أن يسخر من بني عبس فجمع ما بين الأمرين الذين يُريد إثباتهُما في القصة قال :
بسيف بني عبسٍ وقد ضربوا بهِ
تكلم عن الجماعة ثم أفرد قال :بيدي ورقاء ورقـــــــاء رجلٌ واحد .
نبا بيدي ورقاء عن رأس خالدِ
يعني ما أصاب رأس خالد فهذا من الأدلة على أن العرب تذكرُ الجمع وتُريد بهِ الإفراد .
والأمر الثاني:
قُلنا إنّ العرب تفعل هذا أن الإنسان إذا أيد قولاً يُصبح كالمُشارك فيهِ والجاهليون فرحوا بقول عبدالله ابن الزبعرا فكانوا شُركاء معهُ في القول قال اللهُ جل وعلا ( إن انبعث أشقاها ) وقال ( فعقرُوها ) فذكر فرداً وذكر جماعة لأنهُم كانوا راضين عن صنيع من عقر الناقة واضح.
الذي ضرب المثل هو عبدُ الله ابن الزبعرا قال الله ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصِدّون ) ( وقالوا أألهتُنا خيرٌ أم هو ما ضربُوه لك إلا جدلاً بل هُم قومٌ خصمون)
ثم قال الله بعدها بآيتين :
( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) وفي قراءة ( وإنّهُ لعَلَمٌ لساعة ) وفي قراءة(إنّهُ لعِلم ) المشهورة عندنا
( وإنّهُ) الضمير في أنهُ يعود على ماذا ؟ يعود على عيسى هذا أرجح الأقوال ولا ينبغي أن يُقال بغيرهِ وإن كان بعضُ العُلماء قال بغيرهِ لكنّهُ بعيد جداً فنُبقيه على عيسى .
( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) يحتملُ معنيين :
// الجمهور على أن معنى ( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) أي أنهُ أمارة وعلامة من علامات الساعة أي نزول عيسى علامة من علامات الساعة وهذا يُؤيدهُ القرآن وتُؤيدهُ السُنة .
// وقال آخرون وهو منسوبٌ أظنّهُ لمُجاهد أو لغيرهِ لكنّهُ بعيد قال أن المعنى قُدرة عيسى على إحياء الموتى دلالة على قُدرة الله في إحياء الناس لأن الذي أعطى عيسى القُدرة هو من ؟ هو الله لكنّ هذا القول قُلنا بهِ لأن بعضُ العُلماء قال بهِ لكنّهُ بعيد والصواب أنهُ أمارة من أمارات الساعة .
الآن أُعيـــــــــــــــــد
قُلنا ضاربُ المثل واحد وحكاهُ الله عن الجماعة وهذا يتأتى لكم سبب ؟
لسببين لهُ شواهد من أمرين الشاهد الأول : أن من أساليب العرب أن تُطلق الفعل على الجماعة وتُريد بهِ الفرد.
والأمر الثاني أن من كان موافقاً لقول يُعدُ مُشاركاً فيهِ .
هذا ما تيسّر وقفة علمية إذا كان هُناك أسئلة يا شيخنا يوسف لا بأس **
أحسن اللهُ إليك وكتب الله أجرك ورفع اللهُ قدرك يا شيخ كثير من الأسئلة يا شيخ تسأل بما أنّ الدرس علمي يسألون عن طريقة طلب العلم وخاصةً في اللُغة العربية وفي التفسير ويسأل كثير من الأخوة عن دروس الشيخ فدروس الشيخ موجودة في مُنتدى محاسن التأويل وأيضاً مُنتدى نورين موجودة الدروس التي ألقاها الشيخ
فهذا سؤال شيخ يقول أحدُ الأخوة أنا شابٌ جديد على الزواج لأنني بعد الزواج تركت الدروس العلمية فما نصيحتكم لي في الطالب ؟؟
هذا يتصل أفضل هذا سؤال شخصي يعني قد لا يهم الجميع وقد يكون لشاب يعني ظرفٌ مُعين يُعالج إذا عرفناه، أما قضية الطلب الطـــــلب يحتاجُ إلى شيءٍ من التعب لكن إذا كان هُناك في الدرس يعني أُناس جادون في طالب التفسير فمن هذا اليوم يقتنون كُتباً سأقولها يقرأونها بشغف كثيراً ويًُحررون منها مسائل {{ البرهان في علوم القرآن لزركشي }}
{{ المُحرّر الوجيز لأبن عطية }} هذا تفسير
{{ شرح المُعلّقات السبع لزوزني }}
قدر الإمكان يقرأ في كتاب الشنقيطي رحمةُ الله تعالى عليهِ {{ أضواء البيان للشنقيطي }}
خمسّ{{ بتفسير ابن كثير }}
نبدأ بهذهِ الخمس ست أشهُر بعد ست أشهُر نتكلم عن مرحلة ثانية في الطلب إنّ شاء الله تعالى .
أحسن الله إليك يقول ما تفسير قول الله عز وجل ( ليس لك من الأمر شيء )؟؟؟
إي نعم الأمر كلهُ للهِ إلا ما أعطاهُ لنبيهِ وليس لأحدٍ من الأمر إلا ما أعطاهُ الهُ إياها .
أحسن الله إليك هذا السؤال الأخير لأني أعرف أن الشيخ مشغول ورآه برنامج ولكن يقول هذا يا شيخ كما تعلم أنهُ سيُقام مُلتقى بعنوان سفينة النجاة في نهاية هذا الأسبوع يوم الجُمعة وكم يحتاج الإنسان المُستقيم مثل هذهِ المواضيع يا شيخ كلمة تُوجههُا للشباب في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشايخ هذا الزمان؟؟؟
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر لا يخفى على أمثالكُم أنهُ شعيرة عظيمة بها قوامُ الدين ويحتاجُ إلى أُمور :
أولها : القناعة بأنه حاجةُ الناس إلى هذا.
ثُم الطريقة المُثلى في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر .
الحماس وحدهُ لا يكفي بل لا ينبغي لوحدهِ لابُد أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المٌُنكر مصحوباً بالعلم والذي فهمتهُ من الشيخ يوسف وفقهُ الله أن هناك عُلماء أفاضل سيُشاركون في هذا تجدون عندهم إن شاء الله الخير العميم .
الحمدُ لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيهِ وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ وأشهدُ أن سيدنا ونبينا محمداً عبدهُ ورسولهُ صلى الله عليه وعلى آلهِ وأصحابهِ وعلى سائر من اقتفى أثرهُ واتبع منهجهُ بإحسانٍ إلى يوم الدين ..
فحياكم الله في هذا الدرس العلمي الذي عنوانهُ {{ وقفاتٌ علمية مع سورة الزخرُف }}
والطريقةُ سيقرأ أخونا الشيخ عبد المجيد ثم نُعلّق مع كل وقفه وأُعيد وأُكرر أن الدرس وقفات علمية قد يتخللهُ بعضُ الأسئلةٍ لطُلاب العلم الحاضرين لأن المُخاطب بهِ أولاً وأخيراً هم طُلاب العلم .
نعم تفضل شيخ عبد المجيد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبدهِ ورسُولهِ نبينا مُحمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين
أما بعد
فهذهِ وقفاتٌ علميةٌ مع بعض آياتٍ في سورة الزخرف المقصُود منها الإثراءُ العلمي من هذهِ الآيات المُباركات .
الوقفة الأولى :
وتُعنى بالتعريف بالسورة الكريمة وسبب تسميتها بسورة الزخرف
الحمدُ لله
سورة الزُخرف سورةٌ مكية وهي من سياق سبع سورٍ مُتتابعات تُسمّى هذهِ السور المُتتابعات بسور آل حم كما تُسمّى بديباج القرآن تبدأُ بغافر وتنتهي بالأحقاف كُلهُن مبدوءة بقول الله جل وعلا ( حم )
سبع سور مُتتابعات تُسمى ديباج القرآن لأنها لم تتضمّن أحكاما كُلهُن مكية صُدرت جميعاً بـ ( حم ) بعضُ أهل الفضل يقول الحُواميم والأفضلُ أن يُقال سورُ آل حم ..
وسببُ تسميتها بسورة الزخرف لورود كلمة الزخرف فيها وكلمة الزخرف إضافةً إلى ورُودها في هذهِ السورة لبيان حقارة الدُنيا وردت كلمة الزخرف في القرآن قبل سورة الزخرف ثلاث مرات في ثلاث مواضع :.
قال الله جل وعلا في الأنعام : ( يُوحي بعضهُم إلى بعضٍ زُخرف القول غُرورا ) .
وقال تباركت أسمائهُ وجل ثنائهُ في يونس : ( حتى إذا أخذت الأرض زُخرفها وازيّنت ).
وقال تبارك وتعالى في الإسراء : ( أو يكون لك بيتٌ من زُخرف فترقى في السماء ولن نُؤمن لرُقيك حتى تُنزل علينا كتاباً).
وورد كلمة زخرف في الإسراء وفي يونس وفي الأنعام ووردت في هذهِ السورة المباركة وبها سُميّت سورة الزخرف .
الزخرف في اللغة: كمال الزينة مع الحُسن ، وإذا قيل شيءٌ مُزخرف أي شيءٌ مُزين .
أُعيــــــــــــد
ما هي السُور التي تُسمّى ديباج القرآن ؟
سكت القوم
آل حم تبدأ بغافر وتنتهي بالأحقاف وسُميت بآل حم لأن كُلهُنّ تبدأ بــ (حم ) وخلُوها من الأحكام يدلُ على أنها سورٌ مكية ، خلُوها من الأحكام يدلُ على أنها سورٌ مكية .
نعم
الوقفة الثانية :.
مع قول الله تعالى ( إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً لعلّكم تعقلون )
وسيفُصّل الشيخ حفظهُ الله حول معنى الفعل جعل في القرآن .
تسمعون بالمعتزلة وهي فرقة تقول ــ تُنسب للإسلام ــ تقوم على بنود خمسة مُعتقدات خمسه عندهم :
نقول تعرفون المعتزلة وأنا هنا أتكلم درس علمي لا ينفع يا بُني أن تقول المعتزلة ضُلاّل المعتزلة بعيدون ، نعم المعتزلة ضُلاّل بعيدون متفقُون لكن لن تستطيع أن تُدافع عن رأيٍ حتى تتصف بصفتين :
1/ تقتنعُ بهِ . 2/ وتفهمهُ .
فلا بُد أن تفهم ما تُدافع عنه ولابُد أن تكون مُقتنعاً بهِ ، فليس كُل شيءٍ فهمتهُ اقتنعت بهِ تفهم الصورة جيداً لكنك لا تقتنع بهم ، تفهم المثال لكنّهُ غير مُقنع .
فحتى تكون مُقتنعاً في دفاعك عن أهل السُنة سلك الله بنا وبكم سبيلهُم والرد على المعتزلة لا بُد من أمرين اقتناعُك بمذهبك في طريقة أهل السُنة مع فهمك لأقوالهم وفهمك لأقوال مُعارضيهم حتى تتمكّن .
المعتزلة فرقة لها أمور تقوم على خمس أشياء في الأكثر :
على التوحيد يُسمُنونهُ التوحيد .
والعدل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
والمنزلة بين المنزلتين .
من ضمن ما قالتهُ المعتزلة أن القرآن مخلــــــوق وهذا من أعظم خلافهم مع أهل السُنة زعموا أن القرآن مخلوق لهم أدلة منها :
أن الله قال ( إنّا جعلناهُ قرآناً عربيا ) الآية التي بين أيدينا في الزخرف ( حم * والكتاب المُبين * إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً )
ماذا قالوا ؟
قالوا انتُم تُكابرون الله يقول ( وجعل الظُلمات والنُور )
ما معنى (وجعل الظُلمات والنُور ) ؟
خلق الظُلمات والنور. والله جل وعلا يقول ( خلق منها زوجها ) ويقول في آية أُخرى ( وجعل منها زوجها )
ما معنى ( وجعل منها زوجها ) ؟
خلق منها زوجها .
فيقولون في مخاطبتهم لنا علام الكبر الله يقول (إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً) وجعل بمعنى خلق فلماذا تُناكفون وتقولون إنّ القرآن غير مخلوق ، هذا الإشكال ؟
ما العلم ؟
حل الإشكالات هذا .
قبل أن نتكلم عن الفعل جعل نأتي بنظائر حتى لا تُصبح المسألة مسألة عاطفة ، في أفعال وكلمات في اللُغة لا يظهر معناها إلا من سياق الجملة لا يظهر معناها إلا من سياق الجملة ، بمعنى أنها في كل سياقٍ لها معنى في كل سياقٍ لها معنى ولن أقول أمثلهُ فصيحة أنتُم عرب .
الآن أنت واقف وزميلُك يستعجل بك هيا نذهب الموعد فات قلت لهُ أنظرني ،
ما معنى أنظرني ؟ ــ أجيبوا ــ
أمهلني جاء ذكرُها في القرآن ( أنظرُونا نقتبس من نوركم ) ما معنى ( أنظرُونا نقتبس من نوركم ) ؟
أمهلُونا أنتظرُوا علينا حتى نصل إليكم ناخذ منكم نور .
وأضح طيب .
الآن تطرح قضية على زميلك يأتيك رجل وأنت عندك ابنه فتاة فيقول لك أُريد أن أخطُب ابنتك منك فقُلت لهُ سأنظُر في الأمر ما معنى سأنظُر في الأمر ؟
أُفكّر فيهِ نظرتُ في الأمر أتفكرُ فيهِ إذاً نظر الأولى غير نظرَ الثانية واضح .
مع أن الفعل واحد وهو ماذا وهو نظر لكن نظرتُ في الأمر عندما تعدت بحرف جر غير نظر من غير تعدٍ لازم هذيك أصبحت بمعنى أمهلني وهنا أصبحت أتفكر وأتدبّر .
قال الله جل وعلا ( أولم ينظُرُوا في ملكوت السماوات والأرض ) يعني يتدبرُوا .
نأخُذ مثـــــــــــــــال ثاني :
تقول لرجُل إلى ما تنظُر فقال لك أنظُر إلى تلك الكتابة المُعلّقة حلقات كذا وكذا طبعاً أنا ما أشوف المهُم أن مكتوب حلقة الظاهر ما فهمت ما يقول صالح نظرتُ إلى النظر بعين الباصرة الحقيقة بعين الباصرة تقول نظرتُ إليك أي أبصرتُك والفعل هو نفسهُ الفعل ماذا ؟ نظر . واضح الآن طيب .
الله جل وعلا يقول ( لتذكرُوا نعمة ربكم إذا استويتُم عليهِ ) ما معنى استويتُم عليهِ ؟
ركبتُم علوتم .
ويقول وهو أصدقُ القائلين في القرآن ( ولمّا بلغ أشدهُ واستوى ) هل في عاقل يقول ولمّا بلغ أشدهُ وركب ، ما معنى استوى ؟
كمُل نضُج .
ويقول جل وعلا : ( ثم استوى إلى السماء فسوّاهُن سبع سماوات ) هنا ليست بمعنى علا وليست بمعنى كمُل بمعنى انصرف إلى وقصد ، والفعلُ واحد استوى لكن من استعمالهِ عرفنا أن لهُ عدة معاني واضح هاذي .
قلت جنّب العاطفة تماماً
الآن نعود فننظُر لاستخدامهِ في القرآن حتى نحكُم عليهِ فنقول إذا تأملنا الفعل جعل في القرآن وجدنا لهُ أحوالاً تقريباً ثلاثة :
// حالٌ بمعنى خلق وهذا إذا تعدى إلى مفعولٍ بهِ واحد إذا تعدى الفعل جعل إلى مفعولٍ بهِ واحد يُصبح بمعنى خلق قال ربُنا ( وجعل منها زوجها ) أين المفعول ؟ زوج .
وقال جلّ وعلا ( وجعل الظُلمات والنور ) أين المفعول ؟ الظُلمات لا يأتي أحد يقول النور النـــور معطوفه مفعول بهِ واحد فإذا جاء الفعل جعل مُتعدياً إلى مفعول بهِ واحد يُصبح بمعنى خلق .
// وقد يتعدى إلى أكثر من مفعول فإذا تعدى إلى أكثر من مفعول لا يلزم أن يُصبح بمعنى جعل يُصبح بمعنىً يدُل عليهِ السياق قال الله جل وعلا ( وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ) من الذين جعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ؟
المشركون زعموا أن الملائكة إناثاً ثم قالوا أنهُم بناتُ الله تعالى الله عمّا يقول الظالمون علواً كبيرا
الآن هل أحد يفهم أن معنى (وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا) أنهُ معناها أن القرشيون خلقوا الملائكة ــ أجيبوا ــ في أحد يفهم كذا مُستحيل ولا القرشيون أرادوا هذا لكن معنى جعلوا هنا سمّوا ما معنى جعلوا ؟ سمّوا .
أين الدليل ؟ الدليل القرآن يُفسّرُ بعضهُ بعضاً قال الله تعالى ( وإنّ الذين لا يُؤمنون بالآخرة ليسمّون الملائكة تسمية الأُنثى ) وهو قولهم ( وجعلوا الملائكة الذين هم عبادُ الرحمن إناثا ) واضح .
الله جل وعلا يقول على لسان أهل الإشراك في ردهم على نبينا صلى الله عليه وسلم لمّا جاء بالتوحيد قالوا كما قال الله في ص ( أجعل الآلهة إلهاً واحدا ) هل أحد فهم أن معنى قول قُريش كما حكى الله في كتابهِ ( أجعل الآلهة إلهاً واحدا ) أن قُريش تقول إنّ مُحمداً صلى الله عليهِ وسلم خلق الآلهة وخلق ربهُ هذا لا يقول بهِ أحد جعل هُنا ليست بمعنى خلق وإنّما بمعنى صيّر وأتخذ .
نعود الآن نُطبق على الآية التي بين أيدينا
( إنّا جعلناهُ قرآناً عربياً )
عربياً صفة أخرجها لأنها من التابع والتابع يأخُذ حُكم المتبوع لا علاقة لنا بهِ ( إنّا جعلناهُ قرآناً) كم مفعول ؟ ما في علم إلا بلُغة اثنين الهاء وقُرآناً ( إنّا جعلناهُ قرآناً ) أي صيرناهُ قرآناً عربياً واضح .
فهُنا ليست بمعنى خلق إنما صيّر وكونهُ مُصيّر لا يعني أنهُ مخلوق هذا بحسب حالهِ من قبل ، فنرجع إلى بقية القرآن ماذا قال عن القرآن ؟
قال ( إنّا أنزلناهُ في ليلة القدر ) وقال ( تنزيلٌ من الرحمن الرحيم ) وقال ( وإنّهُ لتنزيلُ رب العالمين )
ففهمنا أن القـــــــــــــرآن منزلٌ غيرُ مخلوق .
واضح فبهذا يُرد على قول المُعتزلة أن جعل بمعنى خلق واضح الآن .
قُلنا تتعدى إلى كم ؟؟؟ إذا تعدت إلى مفعول واحد بمعنى خلق ،، وإذا تعدت إلى مفعولين ننظر إلى السياق فأحياناً تكون بمعنى سمّى وأحياناً تكون بمعنى صيّر واتخذَ ثم يكون ذالك المُصير والمُتخذ بحسب حالهِ من قبل .
ومُحكم القرآن يُثبت أن القرآن مُنزلٌ غيرُ مخلوق ومن أدله أُخرى إحنا سنرُد على المعتزلة و إلا فالأدلة أكثر :
أن الله جل وعلا من صفاتهِ أنهُ يتكلم بما شاء متى شاء إذا شاء والكلامُ صفةٌ من صفاتهِ والكلامُ في الذات كالكلام في الصفات ، والكلام في الصفات كالكلام في الذات ، فكما أن للهِ ذاتاً ليست كذات غيرهِ فلهُ جل وعلا صفات تليقُ بجلالهِ وعظمتهِ ليست كصفات غيرهِ وهو جل وعلا يتكلمُ بما شاء فالكلامُ صفةٌ من صفاتهِ والقرآن من كلامهِ بنصّ كلامهِ قال جل وعلا ( فأجرهُ حتى يسمع كلام الله ) الله يقول (حتى يسمع كلام الله ) فثمّ القرآن كلامهُ ولا محيد عن كلام ربنا والعرب تقول أو أهل الأصول يقولون :
والاجتهادُ في محل النصِ
كتارك العينِ ــ لماذا ؟ قُلتها مراراً في الدرس هذا
والاجتهادُ في محل النصِ
كتارك العينِ لأجل القصِ
ترى أيُها المباركون العلم فهم وأنتُم بإذن الله أفهم مني بس فقط أنا عارف ماذا أريد أن أقول وأنتم تعرفون لا تدرون الدرس عن ماذا .
ليس الفرق يعني أنتُم أي شخص لو جاء يتكلم مكاني في شيءٌ يعرفهُ سأقف أنا كما تقفون أنتُم فلا تعجل في العلم يعني لا يُصيبك شيء من اليأس والا بس العلم يحتاج إلى صبر مهما قبل أن أنتقل للوقفة الثانية أنا أعطي فائدة في قضية الصبر :
السيل من النُقط ــ قبل أن أشرح والاجتهادُ في محل النصِ ــ بس يحتاج إلى حتى تجمّعهُ
تعرفون أبا حنيفة رحمةُ الله تعالى عليه إمام عظيم كان أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة بعد ذالك يتيم أُمهُ كانت تقول لأبنها الذي هو يعقوب أبو يوسف كنيتهُ يأبى يوسف مُكنىً وهو صغير لأنهُ يتيم تأتيه عند حائك خياط تبيه يتعلم هذا يعطيه دانق دانـــق ما يُذكر في ذاك الزمان ريال هلل ريال قروش الآن دانق في اليوم بس أهم شيء يجيب أكل لقمه في ذالك اليوم وراضية أبو حنيفة كأنهُ جلس عندهُ مرة مرتين توسم فيهِ الزكاة صار ياخذُهُ من الحائك يضعهُ في الحلقة صار خصام بين أم الولد بين أم أبي يوسف وبين أبو حنيفة فجاءت أمام الناس أنت ما ضيع ولدي إلا أنت و .. سبتهُ قال أبو حنيفة من مثل أبو حنيفة في الفراسة قال اذهبي عني يا رعناء أن ابنكِ يأكُل ــ ذحين شوف فقير يتيم ضعيف ما عنُ دانق جالس في حلقة الشمس فلقتهُ ــ قال إن ابنكِ يأخذُ الفالوذج بدهن الفستق ،، الفالوذج نوع من الحلوى في ذالك الزمن ما يوجد إلا عند الأثرياء أما الفالوذج بدهن الفستق ما يوجد إلا في بيت الخليفة مرتين ثلاث أربعة في السنة ما يوجد ما حد شاف .
الآن تقرأ في كتب حقت الطبخ تشوف في القنوات في تلك الأزمنة بالسماع قالت والله إنك شيخٌ خرب لأنها هي تنظُر إلى أمامها لأنهُ ولد ضعيف جالس ما يتيم ويقول لها رجل كامل قواه العقلية إن ابنك يأكل الفالوذج بدهن الفستق .
مات أبو حنيفة ، ماتت الأم صار أبو يوسف قاضي القُضاة هو يحكي ماذا يقول ؟
يقـــول والله جلستُ مع الرشيد أمير المؤمنين على مائدتهِ فجيْ بطعامً لا أعرفهُ فقربهُ الرشيد مني وقال يا أبا يوسف كُل قُلت ما هذا يا أمير المؤمنين قال هذا لا يُصنعُ عندنا إلا قليلاً كُل منه هذا فالوذج بدهن الفستق ، قال فضحكت فتعجب الخليفة قال ما يُضحكُك ؟ قال خيراً يا أمير المؤمنين ، قال أخبرني وأخبرهُ بالقصة قال أنا كُنت يتيم وحصل كذا وكذا وقال أبو حنيفة أني أنا جالس أكل فالوذج بدهن الفستق فقال الرشيد رحمة الله تعالى عليه هارون قال لقد كان أبو حنيفة يرى بعيني عقلهِ ما لا يراهُ غيرهُ بعيني رأسهِ .
فكُل مجدٍ تُريدهُ لا بُد فيهِ مع التقوى إلى الصبر والله أعلم .
نعم .
الوقفةُ الثالثة :.
مع قول الله تعالى ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم )
وستُعنى هذهِ الوقفة بالمعنى اللغوي لكلمة أُم مع بيان الآية إجمالا .
الله يقول وإنهُ عائد الضمير على من ؟
على القرآن ( في أمُ الكتاب لدينا لعليٌ حكيم )
في يا أُخي أم الكتاب اللوح المحفوظ ، ما أُم الكتاب ؟ اللوح المحفوظ .
وفيهِ أقدار بيد الملائكة مكتوبة بيد الملائكة وبعضُ أهل العلم يقول إنّ ما في أم الكتاب لا يقبل التبديل وهذا حق الذي في أم الكتاب في اللوح المحفوظ لا يقبل التبديل
أمّا المكتوب بيد الملائكة فرُبما أصابهُ بعضُ التبديل وهذا نقول لهُ شواهد قال الله تعالى ( يمحو الله ما يشاءُ ويُثبت وعندهُ أم الكتاب ) ( يمحو الله ما يشاءُ) فيما بين يدي الملائكة (ويُثبت وعندهُ أم الكتاب) أي اللوح المحفوظ .
ما معنى قول الله : ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) ؟
نبدأ باللغويات :
الأُم في اللُغة إزاء الأب ، ما الأُم في اللُغة ؟ إزاء الأب ويُطلقُ في حقيقتهِ على الوالدة التي ولدت ثم أنتقل إلى إطلاقها على أكثر من ذالك :
تُطلق على الوالدة القريبة وهي أُمك مُباشرةً ،، وعلى الأُم البعيدة وهي مثل الجدات ولهذا يُقال عن حواء أنها أُمنا لأنها ولدتنا أجمعين وإن كانت ولادة غير مُباشرة بعضُ اللغويين كالخليل ابنُ أحمد يقول إن الأُم كُل شيءٍ ضُمّ إليهِ ما حولهُ فهو أم .
أُعيـــــــــــد
كُل شيءٍ ضُمّ إليهِ ما حولهُ فهو أم هذا من الناحية اللغوية .
أمّا كلمة أم في القرآن فوردت على معانٍ عدة نذكرُ بعضاً منها :
1/ وردت بمعنى الأُم التي ولدت ومنهُ قول الله تعالى ( فرجعناك إلى أُمّك كي تقرّ عينُها ولا تحزن ) ولا ريب أن أُم موسى هي التي ولدته هذهِ واحدة .
2/ ورد في القرآن الأُم بمعنى أصلُ الشيء قال الله تبارك وتعالى ( هُنّ أُم الكتاب ) أي أصلُ الكتاب .
3/ وجاءت بمعنى المآل قال الله تعالى ( فأُمهُ هاوية ) أي منقلبهُ إلى الهاوية .
هذهِ كم ؟ ثلاثة .
4/ وجاءت بمعنى الضئر ما الضئر ؟ المُرضع قال الله جل وعلا ( وأُمهاتكُم اللآتي أرضعنكُم ) ليس أُمك التي ولدتك وإن الأُم الضئر هنا المُرضعة هذي كم ؟ أربعة .
5/ وجاءت الأُم مقصُود بها مكة قال الله جل وعلا ( لتُنذر أُم القرى ) .
6/ وأُم الكتاب هي ماذا ؟ الفاتحة أم الكتاب هي الفاتحة .
7/ وأُطلق ذالك كذالك على أُمهات المؤمنين اللاتي هُنّ أزوجُ من؟ نبيُنا صلى الله عليه وسلم .
هذا معنى كلمة أُم في اللُغة على وجه التوسُط..
قال الله تعالى : ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) للُعلماء رحمهُم الله قولانِ في معنى الآية :
** قولٌ يقول معنى قولهِ ( وإنّهُ في أم كتاب لدينا لعليٌ حكيم ) أي أن هذا القرآن منسوخٌ في اللوح المحفوظ منسوخ أي مكتوب في اللوح المحفوظ ويدلُ عليهِ قول الله جل وعلا ( فلا أُقسُم بمواقع النجوم وإنهُ لقسمٌ لو تعلمون عظيم إنهُ لقرآن كريم في كتابٍ مكنون لا يمسّهُ إلا المطهرون )
وقولهُ جل وعلا ( بأيدي سفرة كرامٍ بررة ) هذا شواهد .
** وقال آخرون ليس المقصود أنهُ منسوخٌ في اللوح المحفوظ وإنما المقصود أن ذكرهُ في اللوح المحفوظ ذكرٌ عليٌ وجلي .
والمعنى الأول والعلمُ عند الله أقربُ للصواب .
نعم
الوقفة الرابعة :
مع قول الله تعالى ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً أن كُنتُم قوماً مُسرفين )
وسيُبينُ فيها معاني الضرب في القرآن .
كلمة الضرب في اللُغة تأتي بمعنى النوع والصنف ، وتأتي في اللُغة بمعنى الرجُل الخفيف اللحم القليل اللحم .
قال طرفه :
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونني
خشاشٌ كرأس الحية المتوقدِ
علمياً هل يجوز الاستشهاد بقول طرفه أو لا يجوز ؟
يُستشهد بهِ لأنهُ من العصر الجاهلي لكن لو قُلنا في الاستشهاد قال المُتنبي أو قال أحمد شوقي لا يجوز الاستشهاد لأنهم بعد زمن الاحتجاج ، والاحتجاج تقريباً إلى مئة وعشرين سنة .فالجاهليون أقوى حجة بشعرهم فعندما نحتاجُ إلى شيءٍ نستشهدُ بهِ نرجع إلى شعر ماذا إلى شعر الجاهلية .
نعود فنقول هذا في اللُغة .
أما في القرآن فقد ورد الضربُ على معانٍ منها :
السيرُ في الأرض ــ من يأتي بالآية ؟ ــ تفضل
( فإذا ضربتُم في الأرض ) السفر أحسنت
غيرُها
( وآخرون يضربون في الأرض ) أحسنتُم
( فأضربوا فوق الأعناق ) هذهِ التي بعدها ( لا يستطيعون ضرباً في الأرض ) أي سيراً في الأرض هذهِ واحدة .
وتأتي الضرب بمعنى الإيذاء ويكون في القرآن على نوعين ضربٌ بالسيف وهي ما قال أخوكم قبل قليل ( فأضربوا فوق الأعناق ) واضح أنها بالسيف ،،
ويكونُ بالسوط أو بالشيء اليسير أو باليد ومنهُ قول الله تعالى في تأديب النساء ( واضربُهن ) .
وتأتي ضرب في القرآن بمعنى الالتصاق واللزوم قال الله تعالى ( ضُربت عليهم الذلة ) وقال جل ذكرهُ ( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا ).
أمّا هنا ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) أي أفنُعرض والمقصودُ من الآية أن القُرشيين أسرفوا على أنفُسهم في الذنوب وردوُا كلام الله وكلام رسُولهِ فالله جل وعلا يقول لهم إنّ إعراضكُم ليس مسوغاً أن نترُك إنذاركُم ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) صفحاً هاذي صفحة العُنق والإنسان إذا أعطى صفحة عُنقهِ لأحد كأنهُ أعرض عنه وإعطاؤك صفحة العُنق لشيء يكونُ بأحد سببين :
إمّا كبراً وهو الأغلب .
وإما تغافُلاً وهو الأقل .
لكنهُ يقع يقــع إمّا كبراً وإمّا تغافُلاً يعني يكون الشيء موجود وأنت تتغافل عنهُ لا تعلم عنه .
لكنّ العُلماء هنا اختلفوا في معنى الذكر على قولين :
// قال بعضهم ( أفنضربُ الذكر عنكُم صفحاً ) أي القرآن والمواعظ والذكر.
// ونُسب إلى ابن عباس رضي اله تعالى عنهما أنهُ أراد أن معنى الذكر هنا بمعنى ذكرُ العذاب أي أفنتركُ عذابكم لكونكم كُنتم مُسرفين .
و أياً كان المقصود فإنّ المعنى من الآية إجمالاً يُقارب قول الله جل وعلا ( أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركى سُدى ) قريبٌ من قول الله جل وعلا ( أيحسبُ الإنسانُ أن يُتركى سُدى )
نعم
الوقفة الخامسة :
( وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
الآن تتعلم من الآية أعـــــــــــاننا الله وإياك كيفية الرد على المُخالف .
القرية إذا وردت في القرآن بمعنى المدينة والله يقول هنا ( وقالوا ) أي القرشيون (لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم)
يقولون إنّ مُحمداً نشأ يتيماً وأولى أن لا يُنزّل القرآن على يتيم وكانوا يقولون يزعمون أنهُ كان ينبغي ــ سوء أدب مع الله ــ أن يُنزّل القرآن على رجُلٍ عظيمٍ من القريتين وقصدُوا بالقريتين مكة والطائف ، وقيل أنهم قصدُوا بالرجلين عروة ابن مسعود والوليد ابن المغيرة أياً كان المقصود من الرجال .
هم يقولون أن مُحمداً لا يستحقُ أن يُعطى النبوة والرسالة ويُختم بهِ الأنبياء فالله جل وعلا كيف رد عليهم ؟
قال( وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجُلٍ من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك ) هذا استفهام إنكاري ثم قال بعدها ( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا )
الآن هم هؤلاء القائلون بهذا القول يعترفون أن الذي وزّع الأرزاق وقسّمها هو من ؟ هو الله .
القرشيون مؤمنون أن الذي قسّم الأرزاق وجعل هذا غنياً وهذا فقيراً وهذا حُراً وهذا عبداً وهذا خادماً وهذا مخدوم وهذا سيداً وهذت تابعاً يؤمنون أن الذي يفعل هذا هو الله ويؤمنون أن الأرزاق من الله فالله يقول لهم ( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ).
فإذا كان الله جل وعلا ــ هذا المقصود من الآية ــ مسائل الرفق العادي لم يكلها إليكم فكيف يكل إليكم تقسيم النبوة فهمتُم .
إعطاء النبوة أعظم من إعطاء الأرزاق وقسمة النبوة بين الخلق أعظم من قسمة المعيشة فالله يقول لهم أنتم مقرون أن الأرزاق إنّما قسّمها بينكم هو الله فكيف يُعقل أن تنسبُ إلى الله وتُطالبُ بشيءٍ لا يُمكن أن تنالوه فإذا كان الله لم يكل إلى أحدٍ من خلقهِ أن يُقسّم أرزاق الناس طعاماً وشراباً وإيواءً وسُكنى فكيف يكلُ الله إلى غيرهِ أن يُقسّم النبوة والنبوة أعظم من أرزاق الناس واضح .
( نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا ورفعنا بعضهم فوق بعضٍ درجاتٍ )
كما هو ظاهر اختلاف المال .
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا)
سُخرياً هذي بمعنى الخدمة مبرأة من الاستهزاء مبرأة من ماذا ؟ من الاستهزاء .
يعني المقصود أن الله جل وعلا جعل الناس بعضهم لبعضٍ خدم حتى تقوم الحياة فما تُحسنهُ أنت لا يُحسنهُ غيرك وما يُحسنهُ غيرك لا تُحسنهُ أنت لكن تأمل قول الله (نحنُ قسمنا بينهُم معيشتهُم في الحياة الدُنيا) نبه الأدنى على الأعلى نبه بالأدنى على الأعلى .
(ليتخذ بعضهُم بعضاً سُخريا)
ثم قال الله ( ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون )
أختلف العلماء في معنى الرحمة هنا والذي أراه والعلم عند الله أن المقصود بها الجنة لأنهُ لا يظهر الفرق بين رحمة الله وما يجمعون إلا إذا كان شيءٌ خالد وشيءٌ غيرُ خالد والجنةُ نعيمُها خالد بخلاف متاع الدُنيا فإنهُ مهما عظم فإنهُ غيرُ خالد.
فيُصبح معنى قول الله( ورحمتُ ربك خيرٌ مّمّا يجمعون ) يعودُ على الجنة في أظهر أقول العُلماء .
قبل أن ننتقل للوقفة التي بعدها نسأل عن مسألة معاني كلمة أُم في القرآن ؟
حاول لا تقرأ لا تُراجع راجع ذهنياً حتى لو ما تُجيب ترى هذا العلم يعني حاول تعني بهِ
تفضل .. من الضئر ؟المُرضعة ،، أُم القرى ما هي ؟مكة .
مُقابل للأب الوالدة ،، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كلكم بدأتُم بالأسهل ،
أصلُ الشيء ( وهُنّ أُم الكتاب ) أحسنت
،، المصير والمآل ( فأمهُ هاوية )على قول هذا .
وقلنا إن الضرب في اللُغة ما هو يأتي على معانٍ منها ::
..... لا هذا في القرآن الآن أنا أتكلم في اللغة النوع وقُلنا غير النوع صح النوع،،
قليلُ اللحم مثلُك يعني الرجل القليل اللحم، قال طرفة :
أنا الرجلُ الضربُ الذي تعرفونني
خشاشٌ كرأس الحية المتوقدِ
وطرفة أحد شُعراء الجاهليين وقُلنا يُستشهد بقولهِ مات صغيراً كم عمرهُ؟ 28 ، 26 .
من غيرهُ من شعراء الجاهلية ؟
عنترة مطلعُ مُعلّقتهِ ؟:
هل غادر الشُعراء من مُتردمٍ
أم هل عرفت الدار بعد توهمِ
أين كان يسكن ؟ في الجُو القصيم حالياً يعني عين الجوى يقول :
هل غادر الشُعراء من مُتردمٍ
أم هل عرفت الدار بعد توهمِ
يا دار عبلة بالجواء تكلمي
وعمِ صباحٍ دار عبلة واسلمي
غيرهُ ؟
أمرؤ القيس ، مطلع مُعلقتهِ ؟
قفا نبكي من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ
بسقطِ اللوا بين الدخُولِ فحوملِ
غيرهُ؟
أنا أتكلم عن المُعلّقات لبيد ابن ربيعة ، ما الذي يمتاز بهِ لبيد عن بقية شعراء المعلّقات ؟
أدرك الإسلام فأسلم
الحمدُ للهِ الذي لم يأتني أجلي
حتى أكتسيتُ من الإسلامِ سربالا
عُمّر طويلاً يقولون أنهُ وصل إلى 140 عام أو أقل أو أكثر المُهم جاوز المئة حتى ملّ
أنت الحين تخرُج المسجد يُقابلك واحد يجي يسلم عليك أول كلمة يقولها كيف حالك ؟ صح هو طفش من كلمة كيف حالك يقول:
ولقد سأمتُ من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ
ومُعلّقتهُ أقوى المُعلّقات لُغةً نعود يكفي هذا منهُم الأعشى ، ومنهم غيرُ ذالك نكتفي بهِ ونأخُذ وقفةً أُخرى
نعم يا عبد المجيد
الوقفة السادسة :.
مع قول الله تعالى ( ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون )
حيث تُعنى الوقفة ببيان أحول النار أعاذنا الله منها .
النار هي الخزيُ الأعظم وما فرّ هارب من شيءٍ مثل النار وكلُ بلاء دون النار فهو ماذا ؟ عافية لأن الخزي الأكبر في النار .
هنا الله جل وعلا يُنكل بأهل النار قائلاً : ( ومن يعشُ عن ذكر الحمن نُقيض لهُ شيطاناً فهو لهُ قرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهُم مُهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين )
ثم قال الله : (ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون )
المقصود من الآية أن أهل النار عياذاً بالله محرومون حتى من التأسي .
ما معنى التأسي ؟
التأسي والتسلي أن يرى الإنسانُ مُصيبة غيرهِ فيتعزى بها عن مُصيبتهِ وهذا من أعظم ما يُهوّن مصائب الدُنيا وأيُ أحدٍ في الدُنيا لديهِ مُصيبة أو أراد أن يرى أحداً أعظم منهُ لوجد ، أو أحداً نظيراً لهُ في مُصيبته لوجد تقول الخنساء وقد فقدت أخاها صخراً :
يُذكّرني طلوع الشمس صخرا
وأذكرهُ لكُل مغيب شمسِ
ولولا كثرةُ الباكين حولي
على إخوانهم لقتلتُ نفسي
ولا يبكون مثل أخي ولكن
أُسلي النفس عنهُ بالتأسي
فمن أعظم ما يُخفف المصائب التأسي أن الإنسان يتذكر أن مثلُ هذهِ المُصيبة لكنّ الله جل وعلا حتى هذا النوع يحرمُ أهل النار منه فلا يجدون تأسيه قال الله : (ولنّ ينفعكُم اليوم إذ ظلمتُم أنّكُم في العذاب مُشتركون ) .
مع أن الاشتراك في المُصيبة ينفع في الدُنيا أو لا ينفع ؟
ينفع لكنّ عذاب الآخرة عياذاً بالله لو أشترك فيهِ أهلُ الأرض جميعاً لا ينفع إذاً ما المعنى والمقصُودُ من الآية ؟
نفي وجود التأسي في أهل النار .
نعم
الوقفة الأخيرة :.
مع قولهِ تعالى ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصدّون )
حيث تُعنى الوقفة بما يلي :
أولاً :بيانُ ضارب المثل.
ثانياً : الجمعُ بين الإفراد والجمعِ في الآيةِ التي بعدها .
ثالثاً : إظهارُ المعنى الأرجح لقولهِ سُبحانهِ ( وإنّهُ لعلمٌ لساعة فلا تمترُنّ بها ).
(واتّبعونِ هذا صراطٌ مُستقيم).
هذه الآيات نختم بها وهي هامةٌ جداً في أن تتصورها علمياً لا يمكن فهم القرآن بغير السُنة بغير السيرة ،
سورة الزخرف قُلنا إنّها سورة مكية من السور المكية سورة مريم وسورة مريم فيها ثناءٌ على من ؟ على عيسى.
أُعيــــــــــــــــــــــد
من السور المكية سورة الزخرف و من السور المكية سورة مريم و فيها ثناءٌ على عيسى وإخبارٌ أنّ النصارى عبدة من ؟ عبدة عيسى مع ثناء الله على عيسى واضح .
من السور المكية سورة الأنبياء قال الله في الأنبياء ( إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ حصبُ جهنّم أنتُم لها واردون )
كان هناك صراع ما بين النبي صلى الله علية وسلم والملأ من قُريش فذات مرة كان هُناك رجلٌ قرشي اسمهُ عبدُ الله ابنُ الزُبعرا عبدُ الله هذا أسلم بعد ذالك ــ يعني حتى لا أحد يقع فيه ــ أسلم بعد ذالك لكنّهُ قبل إسلامهِ كان بليغاً فصيحاً رجُلٌ ذو جدل فجلس مع المكيين فالمكيون يقولون إنّ مُحمد صلى الله عليه وسلم يقول ( إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ حصبُ جهنّم) فقال لقُريش الوليد وأبي جهل قال سكتُّم ؟ قالوا سكتنا ، قال لا تعرفون تردون قالوا كيف نرُد !، قال مُحمد ألم يُثني على عيسى قالوا نعم ، قال مُحمد يقول إنّ الآلهة ومن يعبُدها في النار نحنُ نرضى أن نكون مع ألهتنا في النار إذا كان عيسى مع من يعبُدهُ أين ؟ في النار فيكفينا فخراً بكلامهِ أن نكون نحنُ وألهتنا والنصارى وعيسى في النار وكلامُ مُحمدٍ مُتناقض ـ هذا كلامهُ هو ــ يقول لكم إنّ عيسى نبي ومُرسل ومُصدّق ويقول في نفس الوقت إنّ عيسى في النار ففرح القُرشيون بكلامهِ وضجّوا .
الآية فيها قراءتان :
قال الله تعالى : ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصِدّون ) بالكسر ( ويصُدّون ) الضم معناها يضجّون بالحديث .
فإذا قُلنا أن الآية بقراءة ( يصُدّون ) أصبحت منه أي بسببه .
وإذا قلنا (يصِدّون) بالكسر تُصبح منه هنا أي عنهُ أي يُعرضون عنه .
نعود
لمّا قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا وفرح القُرشيون أنزل اللهُ جل وعلا قولهُ : ( إنّ الذين سبقت لهُم منّا الحُسنى أُولئك عنها مُبعدون ) مع أنهُ ليس لعبد الله ابن الزبعرا حُجّة فيما قال لأن الآية لأن تتكلم عن غير العاقل ( إنّكُم وما تعبُدون) .
نأتي الآن للآية
الله يقول ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً ) من الذي ضرب المثل ؟
عبد الله ابن الزبعرا السهمي ضرب المثل بعيسى .
قال الله (إذا قومك منهُ يصدّون )
أي يضجّون يصدون أي يُعرضون عنك .
( وقالوا ) أي في مثلهِم ( أألهتُنا خيرٌ أم هو ) يعني نقبل أن يكون ألهتُنا مثلُ عيسى في الحال قال الله ( ما ضربُوه لك إلا جدلاً ) لأنهُ لا يقوم حُجّة لأن (ما) في قول الله تعالى (إنّكُم وما تعبُدون من دون اللهِ) تدلُ على غير ماذا ؟ على غير العاقل .
لكن يبقى إشكال أين الإشكال ؟
الإشكال إنّ الله قال ( ما ضربُوه ) والواو واو الجماعة ونحنُ قُلنا أن اللي ضرب المثال من ؟ واحد هو عبدالله ابنُ الزبعرا ، كيف الجمع الجمــــع أن يُقال هناك أمران :
الأمر الأول :
أن العرب جرى في كلامها أنها تُطلقُ الفرد وتُريدُ الجماعة وتُطلقُ الجماعة وتُريد الفرد عندما نقول أن العرب في كلامها تُطلقُ الجماعة وتُريدُ الفرد لابُد من ماذا ؟ لابُد من مثال
لمّا يأتي إنسان يجلس على كُرسي ويقول هذا أسلوب العرب في كلامهم وكُل ما مرّت آية أسلوب العرب في كلامها هذا ما يكفي يأتيك طالب يقول أين الدليل ؟ لأن العلم لا يقوم على العاطفة .
العرب تُطلقُ الجمع وتُريدُ الفرد قال قائلهم :
بسيف بني عبسٍ وقد ضربوا بهِ
نبا بيدي ورقاء عن رأس خالدِ
معنى البيـــــــــــــــــــت : كان هناك رجُل اسمهُ ورقاء ابنُ زُهير جاء رجلٌ اسمهُ خالد فقتل زُهيراً ووالدُ من ؟ والدُ الرجُل الذي اسمهُ ورقاء فغضبت قبيلتهُ بنو عبس فجاء ورقاء هذا ينتقم لأبيه وأخذ السيف وهو رجُل واحد وأراد أن يضرب خالداً لكنّ السيف نبأ ، ما معنى نبأ ؟ أخطأ لم يُصب والعربُ تقولُ لكُل سيفٍ ما أحسن أدبكُم لكُل سيفٍ نبوة و عالمٍ هفوة ولكُل صديقٍ جفوة ولكُل جوادٍ كبوة .
فالجواد إذا عثر قال كبا والصديق إذا بعُد يُقال جفا والسيف إذا لم يُصب يُقال نبأ والعالم إذا أخطأ يُقال هفا ولا يسلم أحدٌ من ذالك .
نعود
معنى القضية :هذا يُريد أن يسخر من بني عبس فجمع ما بين الأمرين الذين يُريد إثباتهُما في القصة قال :
بسيف بني عبسٍ وقد ضربوا بهِ
تكلم عن الجماعة ثم أفرد قال :بيدي ورقاء ورقـــــــاء رجلٌ واحد .
نبا بيدي ورقاء عن رأس خالدِ
يعني ما أصاب رأس خالد فهذا من الأدلة على أن العرب تذكرُ الجمع وتُريد بهِ الإفراد .
والأمر الثاني:
قُلنا إنّ العرب تفعل هذا أن الإنسان إذا أيد قولاً يُصبح كالمُشارك فيهِ والجاهليون فرحوا بقول عبدالله ابن الزبعرا فكانوا شُركاء معهُ في القول قال اللهُ جل وعلا ( إن انبعث أشقاها ) وقال ( فعقرُوها ) فذكر فرداً وذكر جماعة لأنهُم كانوا راضين عن صنيع من عقر الناقة واضح.
الذي ضرب المثل هو عبدُ الله ابن الزبعرا قال الله ( ولمّا ضُرب ابنُ مريم مثلاً إذا قومك منهُ يصِدّون ) ( وقالوا أألهتُنا خيرٌ أم هو ما ضربُوه لك إلا جدلاً بل هُم قومٌ خصمون)
ثم قال الله بعدها بآيتين :
( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) وفي قراءة ( وإنّهُ لعَلَمٌ لساعة ) وفي قراءة(إنّهُ لعِلم ) المشهورة عندنا
( وإنّهُ) الضمير في أنهُ يعود على ماذا ؟ يعود على عيسى هذا أرجح الأقوال ولا ينبغي أن يُقال بغيرهِ وإن كان بعضُ العُلماء قال بغيرهِ لكنّهُ بعيد جداً فنُبقيه على عيسى .
( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) يحتملُ معنيين :
// الجمهور على أن معنى ( وإنّهُ لعِلمٌ لساعة) أي أنهُ أمارة وعلامة من علامات الساعة أي نزول عيسى علامة من علامات الساعة وهذا يُؤيدهُ القرآن وتُؤيدهُ السُنة .
// وقال آخرون وهو منسوبٌ أظنّهُ لمُجاهد أو لغيرهِ لكنّهُ بعيد قال أن المعنى قُدرة عيسى على إحياء الموتى دلالة على قُدرة الله في إحياء الناس لأن الذي أعطى عيسى القُدرة هو من ؟ هو الله لكنّ هذا القول قُلنا بهِ لأن بعضُ العُلماء قال بهِ لكنّهُ بعيد والصواب أنهُ أمارة من أمارات الساعة .
الآن أُعيـــــــــــــــــد
قُلنا ضاربُ المثل واحد وحكاهُ الله عن الجماعة وهذا يتأتى لكم سبب ؟
لسببين لهُ شواهد من أمرين الشاهد الأول : أن من أساليب العرب أن تُطلق الفعل على الجماعة وتُريد بهِ الفرد.
والأمر الثاني أن من كان موافقاً لقول يُعدُ مُشاركاً فيهِ .
هذا ما تيسّر وقفة علمية إذا كان هُناك أسئلة يا شيخنا يوسف لا بأس **
أحسن اللهُ إليك وكتب الله أجرك ورفع اللهُ قدرك يا شيخ كثير من الأسئلة يا شيخ تسأل بما أنّ الدرس علمي يسألون عن طريقة طلب العلم وخاصةً في اللُغة العربية وفي التفسير ويسأل كثير من الأخوة عن دروس الشيخ فدروس الشيخ موجودة في مُنتدى محاسن التأويل وأيضاً مُنتدى نورين موجودة الدروس التي ألقاها الشيخ
فهذا سؤال شيخ يقول أحدُ الأخوة أنا شابٌ جديد على الزواج لأنني بعد الزواج تركت الدروس العلمية فما نصيحتكم لي في الطالب ؟؟
هذا يتصل أفضل هذا سؤال شخصي يعني قد لا يهم الجميع وقد يكون لشاب يعني ظرفٌ مُعين يُعالج إذا عرفناه، أما قضية الطلب الطـــــلب يحتاجُ إلى شيءٍ من التعب لكن إذا كان هُناك في الدرس يعني أُناس جادون في طالب التفسير فمن هذا اليوم يقتنون كُتباً سأقولها يقرأونها بشغف كثيراً ويًُحررون منها مسائل {{ البرهان في علوم القرآن لزركشي }}
{{ المُحرّر الوجيز لأبن عطية }} هذا تفسير
{{ شرح المُعلّقات السبع لزوزني }}
قدر الإمكان يقرأ في كتاب الشنقيطي رحمةُ الله تعالى عليهِ {{ أضواء البيان للشنقيطي }}
خمسّ{{ بتفسير ابن كثير }}
نبدأ بهذهِ الخمس ست أشهُر بعد ست أشهُر نتكلم عن مرحلة ثانية في الطلب إنّ شاء الله تعالى .
أحسن الله إليك يقول ما تفسير قول الله عز وجل ( ليس لك من الأمر شيء )؟؟؟
إي نعم الأمر كلهُ للهِ إلا ما أعطاهُ لنبيهِ وليس لأحدٍ من الأمر إلا ما أعطاهُ الهُ إياها .
أحسن الله إليك هذا السؤال الأخير لأني أعرف أن الشيخ مشغول ورآه برنامج ولكن يقول هذا يا شيخ كما تعلم أنهُ سيُقام مُلتقى بعنوان سفينة النجاة في نهاية هذا الأسبوع يوم الجُمعة وكم يحتاج الإنسان المُستقيم مثل هذهِ المواضيع يا شيخ كلمة تُوجههُا للشباب في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومشايخ هذا الزمان؟؟؟
الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر لا يخفى على أمثالكُم أنهُ شعيرة عظيمة بها قوامُ الدين ويحتاجُ إلى أُمور :
أولها : القناعة بأنه حاجةُ الناس إلى هذا.
ثُم الطريقة المُثلى في الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر .
الحماس وحدهُ لا يكفي بل لا ينبغي لوحدهِ لابُد أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المٌُنكر مصحوباً بالعلم والذي فهمتهُ من الشيخ يوسف وفقهُ الله أن هناك عُلماء أفاضل سيُشاركون في هذا تجدون عندهم إن شاء الله الخير العميم .