وقفات مع آية الجلباب وقصص معاصرة وعبر !
قال الله تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}
الدعوة إلى الحجاب الشرعي حيث قال الله تعالى : {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل}فمن دعا إلى الحجاب الشرعي فإنَّ له من رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة , فلا تفرط أيها المومن باتباع هدي نبيك محمد عليه الصلاة والسلام بالدعوة إلى الحجاب الشرعي .
عموم تغطية الوجه للنساء قال الله تعالى : {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}فيه البيان بأنَّ تغطية الوجه عام لكل نساء المؤمنين وليس خاصاً بأمهات لأنَّ الله أمر نساء المؤمنين بما أمر به أمهات المؤمنين من إدناء الجلابيب على وجوههنَّ .
الجلباب هو تغطية الوجه قال العلامة عبد العزيز بن باز، رحمه الله، في هذه الآية: إن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.(حراسة الحجاب ص9) انتهى كلامه . قلت : وقد اتفق المفسرون على أنَّ معنى قوله تعالى : {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} أي يغطين بها وجوههنَّ .
الحرة تغطي وجهها قال الله تعالى :{ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} أي يُعرفن بأنَّهنَّ حرائر مصونات عفيفات إذا تحجبن وغطين وجوههنَّ , فلا يتعرض لهنَّ فاسق بأذى من قول , ولا يتجرّؤ عليهنَّ عابث بأدنى قول , بل لايطمع بهنَّ من في قلبه مرض , ففيه الصيانة لهنَّ والطهارة والتكريم ممن يتربصُّ بهنَّ الشر والكيد والصغار .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية توفي في عام ، رحمه الله: "كانت سنَّة المؤمنين في زمن النَّبي، صلى الله عليه وسلم أنَّ الحرة تحتجب، والأمة تبرز" (تفسير سورة النور (56)).
وقال الحافظ ابن حجر، رحمه الله: "إنَّ العمل استمر على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال" (فتح الباري (9/ 337)).
ونقل الإمام ابنرسلان، رحمه الله: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (عون المعبود (4/ 106).
وقال الإمام أبو حامد الغزالي، رحمه الله: "لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات" (إحياء علوم الدين (1/ 729)).
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ}خرج نساء الأنصار كأنَّ على رؤوسهنَّ الغربان من السكينة وعليهنَّ أكسية يلبسنها "
عن أم عطية، رضي الله عنها، أن النَّبي، صلى الله عليه وسلم، لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد، قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتلبسها أختها من جلبابها" متفق عليه.
قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: والدلالة في هذا الحديث من وجهين:
أحدهما: أن الحجاب والتستر كانا من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً، فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة، فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في إتباعها بإحسان رضا الله تعالى عمن سلكها واتبعها! وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
ذكر الإمام ابن الجوزي – رحمه الله –في كتابه المنتظم في حوادث سنة 286هـ:
أنه من الحوادث العجيبة فيها: أنَّ محمد بن أحمد بن موسى القاضي قال: ( حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين هجرية, فتقدمت امرأة, فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهراً. فأنكر.فقال القاضي : شهودك؟ قال: قد أحضرتهم, فاستدعى بعض الشهود أن ينظروا إلى المرأة , ليشير إليها في شهادته, فقام الشاهد, وقال للمرأة: قومي! فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل:ينظرون إلى امرأتك, وهي مسفرة, لتصح عندهم معرفتها. فقال الزوج: فإني أُشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه, ولا يُسفر عن وجهها. فأُخبرت المرأة بما كان من زوجها, فقالت: فإني أُشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر, وأبرأته منه في الدنيا والآخرة! فقال القاضي: " يكتب هذا في مكارم الأخلاق")
يتبع,,,
وقفات حول آية الجلباب
قال الله تعالى:{يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً}
الدعوة إلى الحجاب الشرعي حيث قال الله تعالى : {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل}فمن دعا إلى الحجاب الشرعي فإنَّ له من رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة , فلا تفرط أيها المومن باتباع هدي نبيك محمد عليه الصلاة والسلام بالدعوة إلى الحجاب الشرعي .
عموم تغطية الوجه للنساء قال الله تعالى : {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ}فيه البيان بأنَّ تغطية الوجه عام لكل نساء المؤمنين وليس خاصاً بأمهات لأنَّ الله أمر نساء المؤمنين بما أمر به أمهات المؤمنين من إدناء الجلابيب على وجوههنَّ .
الجلباب هو تغطية الوجه قال العلامة عبد العزيز بن باز، رحمه الله، في هذه الآية: إن محمد بن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} فغطى وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسرى.(حراسة الحجاب ص9) انتهى كلامه . قلت : وقد اتفق المفسرون على أنَّ معنى قوله تعالى : {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} أي يغطين بها وجوههنَّ .
الحرة تغطي وجهها قال الله تعالى :{ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} أي يُعرفن بأنَّهنَّ حرائر مصونات عفيفات إذا تحجبن وغطين وجوههنَّ , فلا يتعرض لهنَّ فاسق بأذى من قول , ولا يتجرّؤ عليهنَّ عابث بأدنى قول , بل لايطمع بهنَّ من في قلبه مرض , ففيه الصيانة لهنَّ والطهارة والتكريم ممن يتربصُّ بهنَّ الشر والكيد والصغار .
عادة نساء المسلمين على مرِّ الزَّمان تغطية الوجوه:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية توفي في عام ، رحمه الله: "كانت سنَّة المؤمنين في زمن النَّبي، صلى الله عليه وسلم أنَّ الحرة تحتجب، والأمة تبرز" (تفسير سورة النور (56)).
وقال الحافظ ابن حجر، رحمه الله: "إنَّ العمل استمر على جواز خروج النساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات لئلا يراهن الرجال" (فتح الباري (9/ 337)).
ونقل الإمام ابنرسلان، رحمه الله: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه" (عون المعبود (4/ 106).
وقال الإمام أبو حامد الغزالي، رحمه الله: "لم يزل الرجال على ممر الزمان مكشوفي الوجوه، والنساء يخرجن منتقبات" (إحياء علوم الدين (1/ 729)).
نساء الصحابة رضوان الله عليهم والحجاب :
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لما نزلت هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ}خرج نساء الأنصار كأنَّ على رؤوسهنَّ الغربان من السكينة وعليهنَّ أكسية يلبسنها "
عن أم عطية، رضي الله عنها، أن النَّبي، صلى الله عليه وسلم، لما أمر بإخراج النساء إلى مصلى العيد، قلن: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لتلبسها أختها من جلبابها" متفق عليه.
قال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله: والدلالة في هذا الحديث من وجهين:
أحدهما: أن الحجاب والتستر كانا من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز وجل، وأعلاها أخلاقاً وآداباً، وأكملها إيماناً، وأصلحها عملاً، فهم القدوة الذين رضي الله عنهم وعمن اتبعوهم بإحسان، كما قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} فإذا كانت تلك طريقة نساء الصحابة، فكيف يليق بنا أن نحيد عن تلك الطريقة التي في إتباعها بإحسان رضا الله تعالى عمن سلكها واتبعها! وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
قصة تكتب في مكارم الأخلاق:
ذكر الإمام ابن الجوزي – رحمه الله –في كتابه المنتظم في حوادث سنة 286هـ:
أنه من الحوادث العجيبة فيها: أنَّ محمد بن أحمد بن موسى القاضي قال: ( حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين هجرية, فتقدمت امرأة, فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهراً. فأنكر.فقال القاضي : شهودك؟ قال: قد أحضرتهم, فاستدعى بعض الشهود أن ينظروا إلى المرأة , ليشير إليها في شهادته, فقام الشاهد, وقال للمرأة: قومي! فقال الزوج: تفعلون ماذا؟ قال الوكيل:ينظرون إلى امرأتك, وهي مسفرة, لتصح عندهم معرفتها. فقال الزوج: فإني أُشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه, ولا يُسفر عن وجهها. فأُخبرت المرأة بما كان من زوجها, فقالت: فإني أُشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر, وأبرأته منه في الدنيا والآخرة! فقال القاضي: " يكتب هذا في مكارم الأخلاق")
يتبع,,,