أحمدُ اللهَ ربي وأُثني عليه بما هو أهل وأُصلي وأُسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان أما بعد :
هذه صفحات ٌمتواضعة ٌأنـثر بين طيِّاتها أسطر الزينة التي لا تُمل وكلماتها التي لاتنتهي وذلك لمسائل هامة في أدوات التجميل في عصر تنقل فيه الفضائيات مشاهد قتل العفة والعفاف باسم آخر صيحات الموضة وأصول الشياكة لتقع نساؤنا فريسة سهلة للتقليد الأعمى والإعجاب المشين في التجمل واللبس دونما السؤال عن الجواز أ والتحريم من علمائنا الأفاضل الذين أوضحوا الحكم الشرعي بعبارة سهلة وفكرة واضحة كالشمس في رابعة النهار فكم من جمال وأناقة تُخبئ ورائها نفوسا ضعيفة حاقدة تؤذي نفسها بالمعصية وتحرق كل من يقرب منها لكنَّ الأمل في نساء وفتيات الإسلام أن يكنَّ متحجباتٍ محتشمات وقورات رزينات راعيات للقيم حافظات للمُثل غيورات على المحارم بعيدات عن المحرمات .
نساؤنا وفتياتنا يواجهن في الجمال والأناقة حربا لا تهدأ ونارا لا تنطفئ لقتل أعز ما يملكنه من عفة وعفاف ولو قمت بجولة عاجلة في استعراض الوسائل التي يراد منها اصطياد المؤمنات المسلمات لطال المقام بذكرها لكن هي ذكرى وتذكير في ظل تنافس المجلات الخاصة بأدوات التجميل وآخر صيحات العصر في عرض كل جديد ومتابعة كل موضة حسب تصنيفها الدوري والشهري التي تحكي وتصف وتجسد ما لا يخطر ببال نسائنا وفتياتنا وكأنه عصر مخيف مليء بالمفاجآت والمفارقات العجيبة التي توجب علينا حيالها أن نتحدث ونكتب من باب الأمانة الملقاة على كواهلنا في نشر العلم وتبليغه وبيان الحلال والحرام وإيقاف الطوفان المهلك للحسنات الموجب للطرد والإبعاد من رحمة الله فالصحف والمجلات لم تألوا جهدا في مخاطبة الجميلات باسم الأناقة و الشياكة متخذة في ذلك كآفة الأساليب الشيطانية والشهوانية لأقف حائرا وخائفا من تلك الأبواب الفضائية التي تدخل كل بيت لتعرض الخنا والعار والتبرج والسفور بل أفردت ساعات خاصة لبرامج أدوات التجميل والماكياج فلا تفتر خطوطها الهاتفية المحلي منها والدولي في استقبال المكالمات والرسائل الإلكترونية لتضعنا أمام تساؤلات واستفهامات إجابتها أن الضيف في هذا اللقاء المباشر هي أخصائية التجميل أو استشارية الأناقة أو أستاذة الشياكة !! حتى قنوات الأخبار الخاصة خصصت وقتا لا بأس به يوميا للحديث عن التجميل والأناقة فضلا عن عارضات الأزياء ومهرجانات التسوق التي تعج بآخر تقليعات وصيحات الموضة التي تدعو لكل جديد وأنيق وجميل دونما مراعاة للأخلاق والعفاف لتعظم الهجمة وتزداد شراسة في شبكات الإنترنت ومواقعها ومنتدياتها التي تجمع الصفحات الهائلة والصور المتنوعة والتعليقات المختلفة والمشاركات المتجددة حتى مُلاَّك المواقع ومشرفي المنتديات يهتمون كثيرا بجعل صفحات خاصة أو منتديات مفتوحة التي تنقل اختلاف نظرات العالم للمرأة وذلك من بلد لآخر فهي ما بين انتهاك لعفتها وعفافها ودعوة لمساواتها بالرجل فهذه بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها تعتلي عرشها (امرأة) انظري حال نسائها كم يعشن جرائم الاغتصاب والتمتع بالجسد ومثلها فرنسا بلد الإتيكيت والشياكة ودولة العهر و الخنا كم عاشت ألم العقوبة الإلهية فيمن خالف واعتدى وهذه أميركا يعلو إحدى بناياتها الشاهقة ( نصب الحرية ورمز التحرر ) انظري حال نسائها كم بلغن من انحطاط وامتهان والعالم شاهد بذلك في عصر أصبحت فيه الرذيلة عالمية رائحة لها نجومها ومؤسساتها وإعلامها ففتاة الغرب بجمالها وأزيائها وحريتها,وانفتاحها تدعو( المرأة المسلمة)
إلى اللحاق بها لكن ما نهاية الاستجابة لها لا سمح الله ؟؟؟ إلا الفضيحة والعار !!!!
أختي الكريمة :
بمَ تتفاخرين عن بقية بنات جنسك ؟ بجمالك ؟ فهناك أجمل! بمالك ؟ فهناك أغنى! بحسبك ؟ فهناك أشرف ! إذن بماذا تتنافسين وتتميزين وتتشرفين ؟؟!!
أخيتي: أنك تملكين ما لا يملكه نساء العالم و تتميزين بأشرف ما لدى نساء العالمين , إنك بحق تتفاخرين باستقامتك وطهرك وكرامتك وعفافك في زمان فقده نساء الغرب والشرق ، فكم يسعى دعاة التبرَّج إلى ما يُثير مشاعرك ويشغل فكرك بشراك خبيثة ومصائد مسومة تفتك بعفتك وتخدش حياءك وتدنس عرضك ومن ذلك أدوات التجميل وسؤ استخدامها.
فيا رعاكِ الله : حاولي تقريب الخطوط الطبيعية لوجهك ليتلاءم مع مظهر جمالك وأنوثتك في ظل إيمانك وسمو أدبك وأخلاقك .فلا يعجبنا منظر المرأة بعد إزالة المساحيق قد بدا وجهها كوجه مريض شاحب مشوب بالحمرة والإرهاق فالمرأة المسلمة قوية بإسلامها ، أميرة على زينتها ، تختار ما أجازه الشرع لها ولن يقف الالتزام بذلك مانعاً أمام الأناقة والشياكة والتناسق في ظل مملكة تتقلب في أرجائها وتعيش جمالها وأدبها ووقارها في ظلها ,فلا تقبل أن تكون عارضة الفتن للأعين الخائنة والنفوس الضعيفة, كالطعام المكشوف يتهاوى عليه ذباب البشر في الأسواق والمنتزهات . فهي تملك قلباً يخفق رقابة الله والخوف منه فأصبحت لمجتمعها قرة العين وبلسم الروح تراها في أي مناسبة أو مجلس نسائي أو عائلي في أجمل زينة قد التزمت بالأوامر وتركت النواهي فما أن تخرج من مجلسها أو مناسبتها إلا والحجاب قد غطى زينتها وجمالها كالصدفة لا يحجب اللؤلؤة بل يحميها, كيف لا..!!وهي المؤمنة التي تحب أن تكون حياتها جميلة قد مزجت بين المعرفة والثقة والموضوعية في زينتها وتجملها فما أجمل لغاتها الراقية وتفاهمها الأكيد حين تتحدث وتتعامل مع أدوات الزينة ومهرجانات التجميل بنفس عالية , وشخصية عاقلة فالكل يحترمها ويكنَّ لها التقدير .
قال أحد كبار الماسونية :
( امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع )
فهل ترضى المسلمة أن تكون سبباً لوقوع غيرها في الحرام فكانت حينئذ وسيلة من وسائل الشيطان وجندية من جنوده وسهما من سهامه فالعاقلة المؤمنة الصادقة لا تبيع الجنة والشرف بثمن بخس .في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : من يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
فالتبرج معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن الكبائر الموبقة الجالبة للعن والطرد من رحمة الله تعالى وهو سواد وظلمة وسوء عاقبة يوم القيامة ونفاقٌ وفاحشة وفضيحة وسوء خاتمة في الدنيا دعا إليه إبليس وأتباعه من اليهود والنصارى ليفتحوا باباً شره مستطير على المجتمع فتكثر نسب الجرائم وفساد الأخلاق وشيوع الفاحشة ويقل الزواج وتنقطع الروابط الأسرية فهذه مجتمعات الغرب تعيش التخلف والانحطاط الأخلاقي وإهدار كرامة الفتاة في أسؤ معانيها لتنزل وتحل بهم العقوبة الإلهية من انتشار الأمراض الجنسية المهلكة فالمرأة المسلمة أنموذجٌ فريد من نوعه فهي لا تبحث عن الموضة والأزياء إذْ أنها في قلب زوجها و أهلها تزداد حسناً وجمالاً في كل يومٍ فهي تحمل نفساً صافيةً قد قرّت عينها بطاعة ربها فالهمُّ عندها المنافسة على الطاعة لله في كل وقت وحين فهي جوهرةٌ يزينها الإيمان ويجمّلها العفاف لتذهب للسوق وقت الضرورة محتشمةً باللباس الساتر لا تتحدث مع الباعة باللين وما أن تنتهي حتى تخرج بسرعة فهي العاقلة العارفة بما يدور حولها ولن تتساهل مطلقا في الالتزام بالشرع في جمالها وأناقتها وكان ذلك على نفسها أبرد من الثلج وألذ من العسل فالجمال الحقيقي والأناقة المشروعة عنوان السمو و الاستقرار حتى أنني أجزم أن من الأخوات اللواتي أدمنَّ متابعة كل جديد في الأناقة والزينة يعرفن جيدا تحريم بعض الزينات والتجميل وتفعله وتتجنب سماع التحريم ممن ينكر عليها بغلظة وشدة فضلا عن اللواتي يجهلنَّ الكثير والكثير من الفتاوى ومن هنا أوجه رسالة عاجلة لكل داعية مباركة السعي وعلى وجه السرعة بنشر هذه الفتاوى بأسلوب سهل مبسط بين أوساط النساء فهنَّ أقدر على ذلك من جنس الرجال فهناك الكثيرات يحتجن إلى ذلك من أمهاتنا وأخوتنا وبناتنا كيف لا!! وهناك من وقعن ضحية النمص والوشم عمدا أو جهلا لكن بسببهما استحقت كل واحدة منهن َّاللعن والطرد من رحمة الله وكفى بتلك والله مصيبة !! فرحمــاك ربي كيف ستكون حياتها وهي المطرودة من رحمة الله وسعة فضله ومن المسئول عنها ؟ وهل ستقبل توبتها وكيف ذلك ؟
فعلى بركة الله نبدأ في عرض أدوات الزينة وأنواعها مع بيان الحكم الشرعي فيها مع التوفيق قدر المستطاع في المسائل الخلافية سائلا الله الإعانة والتوفيق والسداد .
(قص شعر الرأس )
شعر المرأة قديما وحديثا هو الجزء الأصيل من جمالها وكانوا في السابق يعتبرون طول شعر المرأة أناقة ورونقا لكن ومع هذا الوقت أصبح من زينة النساء والفتيات قص الشعر طلبا لجمال المنظر وشياكة الموديل فعن أبي سلمه رضي الله عنه قال (كان أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذنَّ من رؤوسهنَّ حتى تكون كالوفرة ) رواه مسلم
والوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمــة الأذن فالأصل جواز قص شعر الرأس بأنواعه المختلفة طلبا للزينة والتجمل بشرط أن يكون القص على الطريقة الحسنة وليس تقليدا للكافرات أو الرجال وذلك بعد إذن الزوج لأن التجمل له [1]
(قصة الولد)
ظهرت في الآونة الأخيرة قصة الولد تقليدا لبعض ما يُبث في الفضائيات وبشكل كبير فهو بحق أمرٌ مؤسفٌ ومحزنٌ أن نرى بعض نسائنا وفتياتنا تعمد إلى شعرها فتقصه أعلى من شحمة الأذن مقلدةً للولد بشكلٍ ملفت للنظر مثيرٍ للعجب وقد ظهر مؤخرا في مناسبات الأفراح وأخذ مساحة لا بأس بها من الاهتمام والانتشار إلا أن الحكم الشرعي واضح وجلي لا يخفى على متبع الدليل وهو التحريم لما فيه من تقليد الرجال الذكور والنهي جاء في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ) وكما سبق معنا آنفا أن الحد الشرعي في جواز قص الشعر للمرأة هو إلى شحمة الأذن لفعل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .
( القــصة )
هي نوعٌ من أنواع القصات عند النساء وهي قص شعر رأس المرأة من الأمام من فوق الجبهة وجعل خصلات تتدلى عليها سواء كانت قصيرة أم طويلة فهذه جائزة للتزين والتجمل ما لم يكن فيها تقليدا أو تشبها بالرجال [2]
( تسريحات الشعر )
لاحرج فيها إن كانت معتادة وليست على شكل تقليد للكافرات ومتابعة للموضات المخالفة للشرع بل يكون التسريح والتجمل هو الملائم لعادتهنَّ المحكمة المعروفة عند بنات جنسها .والواجب ألا تبالغ في التجمل وذلك بمبالغ باهضة يظهر منها الترف والإسراف وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال . [3]
( حلق شعر الرأس )
موضةٌ جديدةٌ وظاهرةٌ مؤسفةٌ وجدت في بعض المجتمعات الإسلامية في ظل غزو الفضائيات ومواقع الإنترنت لها ولو رجعنا للوراء قليلا لم نعرف حلق المرأة شعرها إلا في عصر الجاهلية قبل البعثة حينما يموت للمرأة زوج أو قريب أو تقع لها مصيبة فتحلق شعرها والحديث قد يطول بنا كثيرا لكن نقف عند الفصل ذلك وهو (لا يجوز للمرأة أن تحلق رأسها إلا من ضرورة لما روى الترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى المرأة أن تحلق رأسها ) [4]
( الباروكـة)
شعرٌ مستعارٌ تلبسه النساء على رؤوسهنَّ طلبا للتغير والزينة حكمها حكم وصل الشعر المنهي عنه كما في حديث أسماء الذي أخرجه البخاري قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) فدل ذلك على تحريم وصل الشعر بشعر صناعي ولو كان للتجمل للزوج ولو بإذنه وعلمه لأنه في معنى الوصل أو أشد [5]
ويستثنى من ذلك من بها عيب كأن لا يكون على رأس المرأة شيء من الشعر أو كانت قرعاء فلا حرج حينئذ من استخدام الباروكة لستر العيب لأن الأصل جواز إزالة العيب ولبس الباروكة تجميل وتحسين لمن ليس بها عيوب [6]
ويلحق بوصل الشعر المنهي عنه ما تقوم به العاملات في المشاغل من حشو الرأس بشعر آخر مقصوص من مخلفات المشاغل النسائية من نساء وفتيات لتكثير الشعر ورفعه وهذا حكمه المنع والتحريم ولسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كلام طويل في أدلة تحريم الباروكة [7]
(الشرائط الملونة)
وصلُ الشعر بالشرائط الملونة لا حرج فيه ولا ينطبق عليه أي علة أوردها الفقهاء للتحريم بل هذه الشرائط نوع من أنواع الزينة والتجمل ولا حرج منها والأصل الإباحة مثل أنواع الربطات للشعر والإكسسوارات التي تثبت الشعر وترفعه وتجمله وكذلك الطوق و البكل على شكل ورود وزهور وفتوى التحريم في الخصلة التي توصل بشعر المرأة مما يلتبس به ( [8]
( الشرائط والبكلات ذوات الصور)
إن كانت الصور لحيوانات أو الآلات موسيقية فإنها لا تجوز لأن الصور يحرم استعمالها في لباس وغيره وآلات اللهو يجب إتلافها وفي استعمال الشرائط والبكلات التي على صور الآلات اللهو دعوة إلى استعمالها وتذكير بها [9]
(تعلية الشعر فوق الرأس )
وتسمى الكعكة وحكمها التفصيل : فجمع الشعر وربطه خلف الرأس أو على أحد الجانبين أو على الرقبة لا حرج منه وأما إن جعلته المرأة على الرأس على فوق فهنا جاء النهي لحديث (صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم وأحمد [10] وقيل في علة التحريم أنه علامة الزواني نسأل الله السلامة والعافية والله اعلم وأحكم .
وهنا ملحوظة هامة وهي ) منع تعليته على الخلف حين خروجها للسوق لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر وهذا من باب التبرج والسفور فلا يجوز ( [11]
( جعل الشعر ضفيرة واحدة خلف الظهر )
هو ما شاع وانتشر بين النساء وقيل أنه من خصائص غير المسلمات لكنه غير صحيح بل هو موجود وبكثرة منذ القدم عند نسائنا وأمهاتنا وهذا ينفي التشبه وعادات البلد محكمة ولا حرج إن شاء الله والأصل الحل والجواز إلا يكون هناك نص ٌ على التحريم فالحق ما ورد فيه ولا أجد دليلا على تحريم جعل الرأس ضفيرة واحدة خلف الظهر ( [12] ويجوز كذلك ألا يكون الشعر مظفورا مادام أنه مستور عمن لا يحل .
(فرق الشعر )
وتسمى المشطة المائلة فإن كان المقصود منها فرق الشعر من جانب واحد فإن ذلك خلاف السنة والسنة أن يكون فرق الشعر من الوسط ويكون الشعر من الجانبين على السواء من جانب اليمين ومن جانب الشمال وهذا يجب ما تفعله المرأة لأن الشعر له اتجاهات والمشروع أن يكون في وسط الرأس والفرق على الجنب غير مشروع ولا ينبغي لاسيما إن كان يقتضي التشبه بغير المسلمات فإنه يكون حراما ويظهر ذلك لدى المرهقات أكثر وبين أوساطهنَّ تماشيا مع موضة العصر التي تهتم بها بعضهنَّ وقد يكون داخلا في قوله الرسول صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم وأحمد , لأن من العلماء من فسر المائلات المميلات بأنهنَّ من يمشطنَّ المشطة المائلة ويمشطن غيرهن تلك المشطة غير أن الصواب أن المراد من كن مائلات عما يجب عليهن من الحياء والدين مميلات لغيرهن عن ذلك[13]
(صبغ شعر الرأس )
يجوز صبغ الشعر بغير الأسود جمعا بين آراء العلماء المختلفة أما غيره من الألوان كالأشقر والبني الخفيف أو المخصل أو الحنا أو الكتم ونحوها فلا حرج بشرط أن لا يكون على شكل تقليد واضح وبيِّن للكافرات فتقع في التقليد المنهي عنه[14]
( تنبيه) يجب على المرأة المسلمة أن تحتاط عند الصبغ فتحرص على تجنب الصبغات الكيمائية التي تضعف جذور الشعر ونموه الطبيعي وتحوله إلى شعر خشن يتطلب فرده أو كـيه أو تجعــيده وربما أدى ذلك إلى تساقطه شيئا فشيئا وهذا ضرر ويمنع الصبغ حينئذ .
( الميش )
هو ما يوضع على أعلى الرأس من مواد للزينة فحكمه حكم ما يمنع وصول الماء إلى البشرة فإن كان هذا الميش فيه مادة تغلف الشعر ويكون ذلك بسحب اللون الأسود من الشعر ثم بتغليفه باللون المختار الأمر الذي يؤدي عدم وصول الماء إليه في الاغتسال الواجب أو المسح على الرأس في الوضوء فهذا غير جائز لأنه يمنع استكمال الطهارة أما إن كان لا يغلف الشعرة وإنما يصبغها فقط كالحناء ونحوه و يكتسب اللون مباشرة من ذلك فلا يظهر بأس بجوازه وصحة الوضوء [15]
( البنكس )
هي صبغة شهيرة تصبغ كل خصلة بلون مختلف تماما عن غيرها تقليدا للكافرات وخاصة بعض الممثلات في الأفلام الرومانسية المدبلجة التي تعرض في الفضائيات وحكمها التحريم لأننا كمسلمين لا يصح لنا تقليد الكفار
( استخدام الشامبو والزيوت لدهان الشعر)
لأصل الحل إلا إذا تحقق من وجود مانع يمنع استعماله كاشتماله على محرم أو أن فيه ضررا يزيد على المصلحة أو يساويها لأن درءا المفاسد مقدم على جلب المصالح [16]
(زيت الحشيش)
هو محط اسلئة الكثيرات من النساء فقلما تجد برنامجا للفتاوى إلا وتجد من ضمن أسلته زيت الحشيش وحكم استعماله ومنعا للإطالة اذكر لكم خلاصة ما توصلت له وهو أن زيت الحشيش المستعمل في أسواق المملكة العربية السعودية آمن ولا علاقة له بالحشيش المخدر وقد سمعت مرارا من د . عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أن استخدامه جائز وأكد ذلك في برنامج الإفتاء بالقناة الأولى أكثر من مره وأن هناك مخاطبات تمت بين هيئة اللجنة الدائمة للإفتاء ووزارة الصحة في ذلك وقد صدر مؤخرا إيقاف تصدير زيت الحشيش للسعودية لكثرة الغش فيه وما يسببه من آثار جانبية في استخدامه إضافة للمبالغة في ثمنه وزيادة الدعيات الكاذبة للترويج لمنتجاته ومن أراد الاستزادة فليراجع جريدة الرياض [17]
( تجعيد الشعر)
لاحرج فيه إذا انتفت المضرة وكانت المادة طاهرة مباحة [18]
(مثبتات الشعر وخلطات تنعيمه )
لاحرج في استعمال مثبتات الشعر بأنواعها لما فيه من عناية بالشعر وجماله للرائية من بنات جنسها أو محارمها وكذلك ( لاحرج في استعمال المعجون لتنعيم الشعر) [19]
(الماكياج )
عادة ملازمة لدى النساء والفتيات فكثير منهن يستخدمن الماكياج لتبيض السمراء وتسمير البيضاء وربما أطلن الكحل بالميل حتى توسع من عينها للذي يراها من بعيد طلبا للزينة والجمال من أنواع الماكياج التي يطول المقام بذكرها ) فهذا لا بأس به لكن بشرط عدم التشبه بالكافرات وأن تستره عن الأجانب ( [20]
(المساحيق )
وهو ما تصبغه المرأة على وجهها للزينة وفيها تفصيل : أن يحصل بها الجمال وهي لا تضر ولا تسبب فيه شيئا فلا بأس به ولا حرج وإن كانت تسبب فيها شيئا كبقع سوداء أو تحدث أضرارا فيه أخرى فإنها تمنع من أجل الضرر [21]
( النمص )
هو نتف شعر الحاجبين ليكون رقيقا خفيفا دقيقا طلبا للزينة والجمال وحكمه التحريم ومن أسباب اللعن والطرد من رحمة الله كما في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : لعن الله النامصة والمتنمصة ) [22]
ويلحق بالنمص المحرم حلق شعر الحاجبين كاملا [23]
ومن المؤسف حقا المبالغة في ما هو أكبر من النتف وهو حلقه كاملا بآلة كهربائية ووضع بعض المواد فتسبب عدم ظهوره ثانية ثم خطه بالقلم أو بالليزر بشكل ملائم للبشرة
( حف الحواجب )
يُلحق بما سبق وهو من النمص ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلته وهو من الكبائر [24]
( التشقير )
أمرٌ طارئٌ جديد في هذا العصر وهو صبغ شعر الحواجب بلون أشقر ونحوه للتجمل والزينة وحكمه كما في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء التحريم لما فيه من تغيير خلق الله ولمشابهته للنمص المحرم شرعا حيث أنه في معناه ويزداد الأمر حرمة إذا كان الفعل تقليدا وتشبها بالكفار أو في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر لقوله تعالى ( : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) [25] ومن باب الأمانة العلمية أنقل فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في التشقير التي طلبتها مني كثير من الأخوات وكثر مرارا السؤال عنها ذلك أن الشيخ رحمه الله يرى جواز التشقير وأن الأصل فيه الإباحة إلا بدليل يقتضي التحريم أو الكراهة من الكتاب والسنة لاسيما أن التشقير هو لون فقط وخلقة الله باقية لم تتغير ولو قُرب من وجه المرأة المشقرة لحواجبها لاستطاع الرائي مشاهدة الشعر المصبوغ بكامل هيئته ووضعه . ( [26] أهـ كلامه رحمه الله , وهنا تتحرّج الكثيرات من استخدامه وذلك لما يُذكر من الآثار الطبية السيئة من جراء فعله على المدى البعيد والأولى لها أن تتعرف أولا على سلبياته قبل التزيين به وملائمة بشرتها له.
( نتف وإزالة مابين الحاجبين )
يجوز نتفه وهو ليس من الحاجبين [27] ويلحق بذلك جواز إزالة شعر شارب ولحية المرأة لأنه عيب ولا حرج في إبعاده والتخلص منه [28]
(لبس العدسات الملونة)
انتشرت وبشكل ملفت للنظر وقد كثر السؤال عنها وخاصة فيما يُستخدم للزينة والتجمل والشياكة وهي باهضة الثمن جدا حسب الموديل والنوع والصنع وقد اختلف العلماء المعاصرون فيها فمابين محرم لها لأنها تغيير لخلق الله ومابين مجوز لها بحكم أنها لون وصبغ من الألوان والأصباغ المعتادة لدى النساء وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عنها فقال[29] : ( إن كانت المرأة محتاجة لذلك لكون نظرها قاصرا فتحتاج لتقويته أو لكون عينها مشوهة فتحتاج لتجميلها فهذا لا بأس به فإذا لم يكن حاجة نظرنا هل هذه العدسة ليست مشابهة لأعين البهائم فلا بأس بها لكن تركها أحسن لأن بقاء الشيء على طبيعته أولى ولأن في ذلك إضاعة مال وإضاعة وقت بعمل تركيبها وتنزيلها أم أنها هذه العدسة تجعل العين شبيهة بعين البهائم كعين الأرنب وما أشبه ذلك فهذه حرام لأن التشبيه بالبهائم لم يقع إلا في مقام الذم )
(لبس النظارات للزينة )
ينتشر ذلك كثيرا لدى المرهقات من فتياتنا طلبا للزينة والتجمل كالنظارات الشمسية أو نظارات الموديل الجديد للبس معين تبعا للساعة والإكسسوار مما يزيد في جمال الوجه بأشكال معروفة لدى الفتيات والأصل جواز لبس النظارات لكن بشرط عدم تقليد الكافرات في الطريقة أو النوع لأنه شوهد جليا التقليد في اللبس لأجل الممثلة أو المغنية وهكذا مما جاء به النص في النهي عن تقليد هولاء .
( الرموش الصناعية )
هي عبارة عن نوع من أنواع التجمل يوضع فوق جفن العين فوق الرموش الطبيعية لتبدو رموشها غزيرة مع تثبيتها بمادة مخصوصة وبالتأمل هي وصل للرموش الطبيعية بالصناعية والحكم فيها حكم الوصل الذي جاء النص الشرعي بالنهي عنه كما في حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله الواصلة والمستوصلة ) رواه البخاري ومسلم
وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة منعها لما فيه من الإضرار والغش والخداع وتغيير خلق الله [30] , فضلا عن الضرر الطبي الحاصل بالحساسية المزمنة في منطقة وضعها من جراء استخدامها ولهذا ينصح الأطباء بتركها .
( تنبيه ) يبقى لنا الإشارة إلى أنواع الزينة الأخرى المصاحبة للعينين ويطول بنا استعراضها كالكحل بأنواعه وألوانه , وأقلام التحديد والظل و الماسكرا وغيرها مما أصله الإباحة وداخل ضمن التجمل المشروع بالضوابط المعروفة مع الأخذ برأي الأطباء في البعد عما يُسبب أذى للبشرة في مثل هذه الزينة وأدواتها .
(الأسنان )
مسائل التجميل في الأسنان تحتاج لتفصيل وشرح أكثر من إي شيء آخر ولعلي أن أجملها في المسائل التالية :
( الوشر )
وهو أن تحدد المرأة أسنانها وترققها لتبدو جميلة بيضاء لامعة للرائي , وهذا النوع أتفق العلماء على منعه وتحريمه لأنه من التلبيس بتغيير خلق الله ويلحق به الفلج كذلك وهو المباعدة بين الأسنان للتجميل ومثل ذلك تقصير السن الطويل وما أستجد حديثا من جعل حبات الألماس والكريستال وهكذا من تغيير خلق الله , ويقول علماء اللغة في تفليج الأسنان هو تباعد مابين الثنايا والرباعيات خلقة فإن تُكلف فهو التفليج وفي صحيح البخاري من حديث علقمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المتلفجات للحسن المغيرات خلق الله وكذلك ما أخرجه النسائي عن أبي ريحانة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوشر
(جسر تقويم الأسنان)
هو جسر تضعه الطبيبة لمريضتها بين أسنانها الغير مرتبة والمشوه للمنظر المعتاد وتطول مدته قرابة السنة أو تزيد فهذا لا حرج فيه إن شاء الله فهو إبعاد للعيب والتشويه وعلاج له ويلحق بذلك علاج وإزالة التسوس ونحوه
(تبيض الأسنان )
هو غسلها طبيا لإزالة ما بينها من أوساخ طلبا للزينة والبياض في الأسنان فلا حرج فيه وربما كان ذلك مطلبا شرعيا بإزالة العوالق والأوساخ فيما بين الأسنان من آثار الأطعمة المتحللة وتقوية اللثة
(أسنان الذهب والفضة )
بداية لا حرج في استصلاح الأسنان وتعويض الساقط منها أو التالف أو المتهالك بالذهب والفضة فقد جاءت النصوص الشرعية بجواز ذلك ويلحق بذلك جواز طلاء السن بالذهب منعا للتسوس إذا لم يوجد غيره وكذلك يجوز ما كان من غيرهما واحتاجته المرأة طبا من الأسنان الطبية الصناعية التي تدوم طويلا وتشبه كثيرا السن العادي تعويضا للسن التالف أو الساقط !!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ) إذا جرت عادة النساء بأن تتحلى بأسنان الذهب فلا حرج عليها في ذلك فلها أن تكسو أسنانها ذهبا إذا كان هذا مما جرت العادة بالتجميل ولم يكن إسرافا لحديث أبي موسى الأشعري عند أبي داود والحاكم وصححه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي ) [31]
(أحمر الشفاه , الروج , تحمير الخدود)
هو ما يوضع على الشفتين حسب اللون المناسب للباس والإكسسوار المصاحب كالأحمر والموف ونحوهما والتحمير ما يوضع على الخدين من ذلك فهذا لا بأس به وخاصة للمتزوجة كي تتجمل لزوجها وتحسن في عينه وعين محارمها وبنات جنسها كذلك , ونص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أن استعمال أدوات التجميل كتحمير الشفاه لا بأس به وكذلك تحمير الخدود فلا بأس به[32] وقال رحمه الله في موضع آخر ( تحمير الشفاه لا بأس به لأن الأصل هو الحل حتى يتبين التحريم ) [33]
(حبة الخال المصطنعة)
طريقةٌ جديدة للزينة انتشرت بين أوساط النساء وهي أن تأخذ قلماً بلون أسود أو صبغة سائلة لتضع علامة مموجة بما تُسمى بحبة الخال على الخد الأيمن أو تحت الشفاه أو في إي مكان يلفت نظر من يشاهدها وخاصة زوجها الذي يفرحه رؤية وجهها بهذا التجمل المشروع الذي لاحرج فيه إن شاء الله
(الوشم )
هوغرس الإبرة بالجلد ثم حشوه بالكحل وغيره وحكمه التحريم بإجماع العلماء لحديث ابن مسعود (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة الواشمات والمستوشمات) رواه البخاري
وهناك صور للوشم قديما وحديثا ومنها نقش سائر الجسد وخاصة مواضع الفتنة أو في إي مكان كان منه كتحديد شكل العينين والشفتين ثم النقش عليها بالإبر وحشو الموضع باللون الملائم فتصبح العينان كحيلتين على الدوام وتصبح الشفتان دائمتي الحمرة وغير ذلك من أنواع الوشم المنهي عنه [34]
قال ابن حجر :( وذكر الوجه للغالب وأكثر ما يكون في " الشفة " وذكر الوجه ليس قيدا وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد وهذا يدل على أن حكم الوشم لا يختص بجزء معين إنما هو عام يشمل إي مكان وجد فيه الوشم )
وهنا رسالة عاجلة لكل من وضعت وشماً بأن تزيله عاجلا بدون مضرة وعليها التوبة مما مضى وهناك وسائل تقنية جديدة في عصرنا الحاضر يُزال بها الوشم عن طريق الليزر ومما يؤسف له حقا تمادى الكثير من النساء والفتيات تقليدا لبعض الممثلات الشهيرات في عالم الفن حتى وصل الوشم إلى أماكن لا أستطيع البوح بها من مناطق العورة لدى نسائنا فدعوة صادقة لأختنا الواشمة بالتوبة والنجاة من اللعن والطرد من رحمة الله ولتعلم أن باب رحمته مفتوح وفضله يغدو ويروح, يحب التائبة العائدة إليه , ويبدل سيئاتها حسنات والله المستعان .
(الكحل)
استعمال الكحل مشروع لكن لا يجوز للمرأة أن تُبدي شيئا من زينتها سواء الكحل أم غيره لغير زوجها ومحارمها. [35]
(الصبغ بالحناء)
لاحرج فيه وهو من الأمور القديمة في الزينة إلا أنها ظهرت حديثا بوجه وشكل جديد فقد ظهرت عينات جاهزة على شكل رسومات و صور لمشاعر مقدسة أو آثارا إسلامية أو أجهزة تقنية وحضارات عالمية وغيرها من الأمور المستحدثة والمستجدة فهنا ينسحب الحكم على الغرض من صبغه جوازا ومنعا أما رسومات و صور لذوات أرواح فهذه تحرم لأنها من التصوير المنهي عنها بذلك إضافة لما استجد من رسومات ونقوش للقرآن الكريم وآياته فتحرم لما يؤدي إليه من استهزاء بكلام الله ويلحق به رسومات حصن الأذكار وحروز دفع العين والسحر ورسمها على اليد أو الساعد فهذه حكمها حكم الشركيات المحرمة والتعلق بها والخوف من عواقب عدم وضعها وكذلك صبغ الحنا على شكل قلوب لإحياء أعياد معينة كعيد الحب ونحوه من الرسومات التي يطول المقام بذكرها وحصرها لكن أختم بجواز الرسومات للأشكال الجمالية من الزهور والورود وغيرها من الأمور المباحة حسب البلد واللون المعروف المعتاد مع التأكيد على منع الرسم في أمكان من الجسد لا تليق مما يُثير الفتنة ويتسبب في كشف العورات وأضاف الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله منع من الرسومات ما كان على صور الحيوان كما في مجلة الدعوة .[36]
( طلاء الأظافر, المناكير )
نوعٌ من أنواع الزينة والتجمل المشروع وهو منتشر بشكل واسع بين أوساط النساء بألوانه المختلفة حسب الموضة والموديل وقد يطول بنا المقام أكثر في ذلك لكن إيجاز ذلك أن العلماء المعاصرين اختلفوا فيه والصحيح جوازه مع التأكيد على حجة من منعه بأن للمنا كير مانعا وحائلا لوصول الماء إلى البشرة عند الوضوء والاغتسال فيجب إزالته بطلاء مماثل له لكي يكتمل الوضوء وتصح الصلاة وهناك في الأسواق ما يُسمى بالمناكير الإسلامي وهو ما يوضع على الأظافر ثم يُقشر بسرعة وهذا سريع وسهل التعامل معه إلا أن بعض النساء تضعه أيام الدورة الشهرية ومن العلماء من أجازه في هذه الفترة فقط ولمزيد الشرح مراجعة أقوالهم . [37]
(إطالة الأظافر)
ظاهرةٌ مؤسفة ومشهدٌ مقزز لكنها واقع فرضه التقليد الأعمى للفضائيات ومتابعة كل جديد في المجلات المختلفة ويزداد الأمر آسفا وحزنا حينما نرى تعمد إطالة ظفر الإصبع الصغير الخنصر فقط بلا هدف منشود إلا أن الحماقة أعيت من يداويها قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( تطويل الأظافر مكروه إن لم يكن محرما لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لتقليم الأظافر 40 يوما ) [38]
(الأظافر الصناعية )
لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية لما فيها من الضرر والخداع والغش ومخالفة الفطرة وتغيير خلق الله [39]
( تبييض البشرة )
عمليات تبيض البشرة ثلاثة أنواع :
الأول : طلب كمال وزيادة حُسن فهذا لا يجوز لما فيه من تغيير خلق الله وهو ملحق بالوشم المنهي عنه
الثاني : إزالة عيب كالبقعة السوداء ونحوها فتسعى لإزالتها بتبييض البشرة فلا بأس به من باب إزالة العيوب .
الثالث : استخدام كريمات تبييض الوجه والرقبة في وقت معين ثم يزول بالغسل فلا بأس به [40]
(عمليات التجميل )
التجميل نوعان :
الأول : تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره فهذا لا بأس به ولا حرج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لصاحبه عرفجة بن أسعد حين قطع أنفه في يوم الكُلاب في الجاهلية بأن يتخذ أنفا من ذهب لما انتن عليه الفضة( رواه الترمذي
وذلك لإزالة التشويه الذي حصل بقطع الأنف وكذلك ما كان عيبا خلقيا فلا حرج وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قطع أصبع زائدة ؟ فقال :إزالة العيوب هذه لا بأس بها مثل أن يكون في الإنسان إصبع زائد فيجرى لها عملية لقطعها إذا لم يكن هناك ضرر وما أشبه ذلك فإنه لا بأس به لأن هذا من باب إزالة العيوب الطارئة ...( [41]
الثاني : تجميل من اجل الزينة فقط دون الحاجة وإزالة العيب كعمليات التجميل التي تتبع موضة العصر وحديث المجلس بين أوساط النساء فلا تكاد تخلو دعاية فضائية أو إعلان صحفي إلا وهناك دعوات لعمليات التجميل ابتداء من شد الجبهة وتجميل الأذن البارزة وميلان الأنف وتصغير وتكبير الشفاه ومرورا بحقن إبر البونكس والكولاجين لمنع التجاعيد وغيرها من الدهون وانتهاء بتصغير وتكبير الثدي ووشم حبات الخال وتقشير الوجه إلى غير ذلك من الصفحات التي لا تنتهي من أمثلة عمليات التجميل فهذه ومثلها حكمها التحريم وعدم الجواز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما سبق بنا لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب وفيه تغيير لخلق الله كما قال جل وعلا حكاية عن إبليس ( ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ) وإني لأحزن لمن تبحث وتلجأ لهذه العمليات وكان الواجب عليها أن تسلم بما خلق الله وترضى بما قسمه الله من جمال وصورة
(ثقب الأذن)
يجوز ذلك لأنه للزينة وليس للإيذاء أو تغيير خلق الله وهو معروف عند الجاهلية وفي عهد رسول الله ولم ينه عنه بل أقره وأقره صحابته رضي الله عنهم
(ثقب الأنف)
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عنه فقال : ثقب الأنف لا أذكر فيه لأهل العلم كلاما ولكن فيه مثلةٌ وتشويه للخلقة فيما نرى ولعل غيرنا لا يرى ذلك فإن كانت المرأة في بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملا فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه [42]
(إزالة شعر اليدين والقدمين للزينة والتجمل)
لاحرج وهو من المسكوت عنه في الأمر والنهي فيجوز للمرأة أن تأخذ من شعرها في ذراعيها وساقيها وبقية جسد ها بالضوابط الشرعية وقد ذُكر في فتاوى اللجنة الدائمة مانصه ( ولها أن تزيل شعر وجهها وسائر جسدها بنتف أو نوره أو نحو ذلك ماعدا الرأس والحاجبين ) [43]
( تنبيه) يزال الشعر بأي شيء كان لكن مع مراعاة الأخذ بالرأي الطبي فيما يُذكر من المستحضرات والآلات الأخرى ومدى تأثيرها على البشرة بشرط ألا تضر فيجب الابتعاد عنه وأما يُشاع من قيام بعض العاملات في المشاغل النسائية من إزالته لبنات جنسها من النساء والفتيات فيجب أن يكون مضبوطا بضوابط شرعية بعدم كشف العورات ومراقبة الله في ذلك وعدم التساهل بحجج واهية لا تستند على دليل من الكتاب والسنة
(استعمال المواد الغذائية في التجميل)
يُسمى عند أهل الفقه التجمل بالمطعوم وذلك في وصفات تجميلية يمليها أهل التجربة من العوام أو المتخصصين في ذلك مع التأكيد الطبي على نفعها وبالغ أثرها كاستخدام الجرجير وزيت الزيتون لتساقط الشعر , والخيار لخشونة الجلد وتنعيم البشرة , والليمون لتنظيف الوجه والفراولة لإزالة التجاعيد ونحو ذلك من الأمثلة التي يطول بها المقام وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن استخدام بعض الأطعمة لعلاج الكلف والنمش فقال : ( من المعلوم أن هذه الأشياء هي من الأطعمة التي خلقها الله لغذاء البدن , فإذا احتاج الإنسان إلى استخدامها في شيء آخر ليس بنجس كالعلاج فإن هذا لا بأس به لقوله تعالى " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " فقوله " لكم " يشمل عموم الانتفاع إذا لم يكن ما يدل على التحريم وأما استعمالها للتجميل فهناك مواد أخرى أولى يحصل بها التجميل سوى هذه فاستعمالها أولى , وليعلم أن التجميل لا بأس به بل إن الله جميل يجب الجمال ) [44]
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن استعمال الحنة مع صفار البيض لتسريح الشعر فقال : ( لاحرج في ذلك إذا كان فيه فائدة استعمال الحنة مع صفار البيض أو غيره من الأمور المباحة , لا بأس به إذا كان فيه فائدة للشعر بتطويله أو تلميسه أو غيرها من مصالحه أو بقاءه وعدم سقوطه ). [45]
(التجمل بالذهب والفضة والماس والمجوهرات)
الأصل جواز ذلك لإناث أمة محمد صلى الله عليه وسلم لكن الإشكالية في المبالغ الباهظة التي تُبذل وتصرف في شراء هذه الأطقم الفاخرة بأنواعها المختلفة فكثير هنَّ النساء والفتيات اللواتي يلاحقنَ الموضة والموديل في الذهب خاصة سواء كان الأصفر منه أو الأبيض أو الرمادي المرصع بحُبيبات الماس أو اللؤلؤ المكنون أو الأحجار الكريمة حتى أنه حدثتني أحدى النساء عن نفسها أنها تملك ذهبا وألماسا قدرته بأكثر من 2 مليون ريال وأنها أحضرت لبيتها خزانات خاصة لحفظها إلى غير ذلك من القصص الغريبة العجيبة التي ظاهرها الإسراف وباطنها الخوف والقلق ولعلنا نتوقف مع مسائل فقهية في المجوهرات :
(لبس ساعة الذهب الأبيض )
لا بأس به لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الذهب على ذكور أمته [46]
(لبس الذهب المحلق )
لا حرج للنساء وهو جائز المحلق منـه وغير المحلق [47]
(بس الخاتم في إي أصبع ؟)
يجوز التختم بما جرت عادة النساء بلبسه وليس هناك تحديد اللبس بأي أصبع بل الأمر واسع [48]
(لبس المجوهرات ذوات الصور الحيوانية )
تحرم لأنها صور مجسمة يحرم اقتناؤها واستعمالها والملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة [49]
(حُلي ما خرج من البحر والخليج )
كاللؤلؤ والفيروز والعقيق والزبرجد والزمرد والياقوت والمرجان والماس ونحوه من الأحجار الكريمة وحلي البحار والخليج فالأصل جواز ذلك لأن الأصل فيها الإباحة ولا دليل على التفريق بين حجر وآخر من المجوهرات قال تعالى : ) وتستخرجون منه حلية تلبسونها ( وهذا دليل ما خرج من البحر جميعا .
(لبس الخلخال)
يجوز للمرأة ذلك وهو نوع من التجمل لكن لا تحركه أمام الأجانب لتظهر ذلك لهم قال تعالى
( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) [50]
(الإكسسوارات)
هي تقوم مقام الذهب والفضة والمجوهرات وقد تُطلى بطبقة من الذهب والفضة لكي لا يصدأ وهي مصنوعة من الجلد أو الحديد أو البلاستيك
وغيره وحكمها التفصيل :
1/ ما صنع من جلد الحيوانات فعلى حسب طهارة جلود الحيوانات ويجب أن تعرف المرأة ذلك فلا تشتري ولا تلبس نجسا أثناء فعل وأداء العبادات والصلوات وأما الجلود الصناعية فالأصل فيها الإباحة
2/ ما صنع من عظم الحيوانات فحكمه حكم العظام من الطهارة والنجاسة
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (الصواب أن العظم والحافر والقرن والظفر من الميتة طاهر ولا دليل على النجاسة ولا حرج )
3/ ما صنع من الحد يد وهو الأوسع انتشارا بين النساء فالأصل فيه الإباحة
4/ ما صنع من الخرز والبلاستيك ونحوها فالأصل أنه لا يدخل في صناعتها شيء نجس والأصل الطهارة والأصل فيها كذلك
( البنطال )
حديث لبس البناطيل للنساء والفتيات كان محل اهتمام مشايخنا ودعاتنا كتابة وحديثا , وبحثا وتأليفا وخاصة الضيق منه وهو ما يصف حجم الجسم وتقاطعيه فتظهر أعضاؤه بشكل واضح للمشاهد وتحديدا ما يُسمى ( الجينز ) وقد منع علماؤنا لبس البنطال لمشابهته الرجال وهو من خصائصهم وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن لبس البنطال فأجاب :
( ننصح أن لا تلبس البنطلون لأنه من لباس الكفرة فينبغي تركه وأن لا تلبس المرأة إلا لباس بنات جنسها ولا تشذ عنه وتحرص على اللباس الساتر المتوسط الذي ليس فيه ضيق , ولا رقة بل يستر من غير ضيق ولا يصف البدن وليس فيه تشبه بالكفار ولا بالرجال ولا تلبس ملابس الشهرة ) [51]
( الملابس الضيقة )
ظهر مؤخرا لبس الضيق بموديلات مختلفة , ضابطها أنها تبين الجسم وتحدده بشكل ملفت للنظر فتحرم باتفاق العلماء لأنه خلاف الحشمة والستر الواجب على المرأة وسبب للفتنة بها أما الضيق الذي بين الواسع والضيق فلا بأس به أمام النساء وهو الفضفاض إلى حد ما وللعلماء كلام مطول في ذلك في أنواع ملبوسات المرأة المختلفة مما يسمى بالتنورة والبلايز والميني جيب والمكر وجيب والتريكو والأسترتش وغيرها من الموديلات المختلفة أفتى مشايخنا بوجوب لبس الفضفاض الساتر[52]
( الياقات والمشدات )
لبس الياقات أو لبس المشدات أو حزام البطن ونحوه من اللبس الضيق لمنع الترهلات على الجسم وعدم ظهورها أمام النساء وهذه لاحرج منها ما لم تسبب أضرارا طبية .
( الأحذية والجزم )
فطر الله الإنسان على لبس ما يقي قدميه ويحفظهما من الضرر والأذى وذلك بالحذاء والانتعال إلا أنه ومع مرور الأعوام والسنين أصبح لبس الأحذية والجزم موضة تستحق التواكب وموديلا يوجب المتابعة . كيف لا!وهنَّ من يحرصن على الجديد في النوع والصنع و الإتيكيت ولعلنا نتوقف معها في النقاط التالية :
( الكعب العالي )
لبس الكعب نوعان فمنه العالي فهو يحرم ولا يجوز لأنه ضار بالصحة وفيه تدليس وهو من التبرج الذي نهى الله عنه وهو عادة من عادات الكافرات وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله النهي عن لبس الكعب العالي لما يظهر لبس الكعب العالي عجيزتها بأكثر مما هو عليه . [53]
أما العادي المعتاد فلا حرج منه إن شاء الله ..
( الحذاء الأبيض أو ذي الأصبع )
تركهما أولى لمشابهتهما أحذية الرجال لئلا يشمل لابسته حديث : ( لعن الله المتشابهات من النساء بالرجال ) [54]
أما مايُشاع من استخدام المعدن أو السلاسل أو الفونيكة ونحوها تجميلا للحذاء أو الجزم باختلاف موديلاتها فلا حرج إن شاء الله بل هو جمال وزينة تطلب المرأة والفتيات وتحرص عليه .
( لبس فستان الزفاف الأبيض )
المرأة يجوز لها أن تلبس الثوب الأبيض بشرط أن لا يكون على تفصيل ثياب الرجل , وأما كونه تشبهاً بالكفار فقد زال الآن هذا التشبه , لكون كل المسلمين إذا أردت النساء الزواج يلبسنه , والحكم يدور مع علته وجودا وعدما . فإذا زال التشبه وصار هذا شاملا للمسلمين والكفار زال الحكم , إلا أن يكون الشيء محرما لذاته لا للتشبيه , فهذا يحرم على كل حال . [55]
( التجمل بما هو عليه صور )
للأسف الشديد نراه وبشكل ملفت للنظر فيما يبُاع من المحلات الخاصة ببيع الملابس النسائية حتى أن من نسائنا الطيبات وهنَّ كُثر من تقلب البضائع بشكل واضح وتتعدد عندها المحلات وربما الأسواق لأجل البحث عن ملابس دون صور ولو أنها اشترت ما فيها صورا بطوع واختيار لتضايقت فيما بعد وقلقت من إقدامها على ذلك وكم هو جميلٌ بنا أن نؤصل المسألة تأصيلا شرعيا :
* صور ماله روح كالإنسان والطيور وبقية الحيوانات فهذه يحرم لبسها وهو قول جمهور العلماء سواء كانت رسماً أو تلويناً أو نسخاً بأجهزة الحاسوب الآلي , ومما يؤسف له تمادي بعض فتياتنا من لبس البلايز والفنايل تحمل صورا لشباب ورجال لهم أسهمات فنية أو بطولية في نظرهنَّ القاصر أو ربما تكون نظرة إعجاب له فهذا أمرٌ منكر يجب منعه.
* صور الصلبان فيحرم لبسه مرسوماً أو مجسماً لما فيه من التشبه السافر المحرم بأعداء الله وإعلاء لشعارهم وانتماء لعقيدتهم الفاسدة .
* صور ما ليس فيه روح كالشجر والورق والثمر فلا حرج فيه .
( لبس جلود الحيوانات وفرائها )
بمعنى أن المصدر هو الحيوان وهو أنواع ومسائل يطول بنا كثيرا استعراضها بل ربما تتشعب إلى ما لانهاية من التفصيل والشرح لكن من لما تأملت ُاسلئة النساء ابتدأ في جواز لبس جلود الثعالب والسباع من الفهود والنمور والأسود ووقوفاً عند لبس صوف الخراف وشعر الغنم و انتهاء من لبس وبر الأرانب وريش الطيور .. أستأذن قارئ وقارئة هذه الصفحة أن يغضا الطرف عني قليلاً في عجزي عن استعراضها بشكل كامل إلا أني أضع تأصيلا شرعيا مجتهدا فيه بما يفتح الله علي في مثل هذه المسائل :
1ـ إن كان الحيوان طاهرا في الحياة فيجوز الانتفاع بجلده , وفرائه , وريشه , وشعره , ومن الصعب حصر ذلك بأسماء معينة لكنها قاعدة يُستفاد منها للانطلاق في عرض الأحكام الشرعية .
ونص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على جواز الانتفاع بشعر الميتة لأنه طاهر مطلقا من مأكول اللحم وبالتالي جواز ما صنع منه .
2ـ جلود السباع بأنواعها منهيٌ عنها وعن لبسها لحديث ( نهى رسول الله عن لبس جلود السباع ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني
ولعل الحكمة في تحريمها لما فيها من الكبرياء والخيلاء ولأن فيها تشبها بالجبابرة وأنها زي أهل الترف والإسراف .
3ـ ما لا يحل بالذكاة كالكلب والخنزير وغيرهما ففي طهارته خلاف والأولى تركه عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ) من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه (وقوله صلى الله عليه وسلم ) دع ما يريبك إلى مالا يريبك ( [56]
4ـ الملابس المصنوعة من الجلد ,فيباح لبسها إن كانت مأخوذة من حيوان مأكولٍ مذكى أو من جلد حيوان ميت مدبوغ على أن يكون هذا الميت مما تبيحه الذكاة .
5ـ الجلود الصناعية التي تشابه أشكال وألوان جلود السباع فالأولى للمسلمة تركه حتى لا تتهم ممن لا يعلم حقيقتها وأنها ليست من جلود السباع المنهي عن لبسها .
( التجمل بملابس تحمل كتابات إنجليزية )
الواجب السؤال عن معنى هذه الكلمات والحروف لأنها قد تكون دالةً على معنى فاسد هادم للأخلاق , ولا يجوز لبس ما فيه كتابة إنجليزية مما ليس بعربي إلا بعد التأكد من نزاهة هذه الكتابة وأنه ليس فيها ما يخل بالشرف وليس فيها تعظيم للكفار كاللاعبين والفنانين والمبدعين الذين أبدعوا شيئا لم يسبقهم عليه أحد أو ما أشبه ذلك فإن كان فيه تعظيم للكفار فإن هذا حرام ولا يجوز , وإذا كان يشتمل على معان سافلة هابطة فكذلك لا يجوز ويجب السؤال عن معناها قبل لبس الثوب [57]
( التجمل بالفتحات أسفل الثوب )
الصحيح أنه لا يجوز للمرأة أن تجعل
هذه صفحات ٌمتواضعة ٌأنـثر بين طيِّاتها أسطر الزينة التي لا تُمل وكلماتها التي لاتنتهي وذلك لمسائل هامة في أدوات التجميل في عصر تنقل فيه الفضائيات مشاهد قتل العفة والعفاف باسم آخر صيحات الموضة وأصول الشياكة لتقع نساؤنا فريسة سهلة للتقليد الأعمى والإعجاب المشين في التجمل واللبس دونما السؤال عن الجواز أ والتحريم من علمائنا الأفاضل الذين أوضحوا الحكم الشرعي بعبارة سهلة وفكرة واضحة كالشمس في رابعة النهار فكم من جمال وأناقة تُخبئ ورائها نفوسا ضعيفة حاقدة تؤذي نفسها بالمعصية وتحرق كل من يقرب منها لكنَّ الأمل في نساء وفتيات الإسلام أن يكنَّ متحجباتٍ محتشمات وقورات رزينات راعيات للقيم حافظات للمُثل غيورات على المحارم بعيدات عن المحرمات .
نساؤنا وفتياتنا يواجهن في الجمال والأناقة حربا لا تهدأ ونارا لا تنطفئ لقتل أعز ما يملكنه من عفة وعفاف ولو قمت بجولة عاجلة في استعراض الوسائل التي يراد منها اصطياد المؤمنات المسلمات لطال المقام بذكرها لكن هي ذكرى وتذكير في ظل تنافس المجلات الخاصة بأدوات التجميل وآخر صيحات العصر في عرض كل جديد ومتابعة كل موضة حسب تصنيفها الدوري والشهري التي تحكي وتصف وتجسد ما لا يخطر ببال نسائنا وفتياتنا وكأنه عصر مخيف مليء بالمفاجآت والمفارقات العجيبة التي توجب علينا حيالها أن نتحدث ونكتب من باب الأمانة الملقاة على كواهلنا في نشر العلم وتبليغه وبيان الحلال والحرام وإيقاف الطوفان المهلك للحسنات الموجب للطرد والإبعاد من رحمة الله فالصحف والمجلات لم تألوا جهدا في مخاطبة الجميلات باسم الأناقة و الشياكة متخذة في ذلك كآفة الأساليب الشيطانية والشهوانية لأقف حائرا وخائفا من تلك الأبواب الفضائية التي تدخل كل بيت لتعرض الخنا والعار والتبرج والسفور بل أفردت ساعات خاصة لبرامج أدوات التجميل والماكياج فلا تفتر خطوطها الهاتفية المحلي منها والدولي في استقبال المكالمات والرسائل الإلكترونية لتضعنا أمام تساؤلات واستفهامات إجابتها أن الضيف في هذا اللقاء المباشر هي أخصائية التجميل أو استشارية الأناقة أو أستاذة الشياكة !! حتى قنوات الأخبار الخاصة خصصت وقتا لا بأس به يوميا للحديث عن التجميل والأناقة فضلا عن عارضات الأزياء ومهرجانات التسوق التي تعج بآخر تقليعات وصيحات الموضة التي تدعو لكل جديد وأنيق وجميل دونما مراعاة للأخلاق والعفاف لتعظم الهجمة وتزداد شراسة في شبكات الإنترنت ومواقعها ومنتدياتها التي تجمع الصفحات الهائلة والصور المتنوعة والتعليقات المختلفة والمشاركات المتجددة حتى مُلاَّك المواقع ومشرفي المنتديات يهتمون كثيرا بجعل صفحات خاصة أو منتديات مفتوحة التي تنقل اختلاف نظرات العالم للمرأة وذلك من بلد لآخر فهي ما بين انتهاك لعفتها وعفافها ودعوة لمساواتها بالرجل فهذه بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها تعتلي عرشها (امرأة) انظري حال نسائها كم يعشن جرائم الاغتصاب والتمتع بالجسد ومثلها فرنسا بلد الإتيكيت والشياكة ودولة العهر و الخنا كم عاشت ألم العقوبة الإلهية فيمن خالف واعتدى وهذه أميركا يعلو إحدى بناياتها الشاهقة ( نصب الحرية ورمز التحرر ) انظري حال نسائها كم بلغن من انحطاط وامتهان والعالم شاهد بذلك في عصر أصبحت فيه الرذيلة عالمية رائحة لها نجومها ومؤسساتها وإعلامها ففتاة الغرب بجمالها وأزيائها وحريتها,وانفتاحها تدعو( المرأة المسلمة)
إلى اللحاق بها لكن ما نهاية الاستجابة لها لا سمح الله ؟؟؟ إلا الفضيحة والعار !!!!
أختي الكريمة :
بمَ تتفاخرين عن بقية بنات جنسك ؟ بجمالك ؟ فهناك أجمل! بمالك ؟ فهناك أغنى! بحسبك ؟ فهناك أشرف ! إذن بماذا تتنافسين وتتميزين وتتشرفين ؟؟!!
أخيتي: أنك تملكين ما لا يملكه نساء العالم و تتميزين بأشرف ما لدى نساء العالمين , إنك بحق تتفاخرين باستقامتك وطهرك وكرامتك وعفافك في زمان فقده نساء الغرب والشرق ، فكم يسعى دعاة التبرَّج إلى ما يُثير مشاعرك ويشغل فكرك بشراك خبيثة ومصائد مسومة تفتك بعفتك وتخدش حياءك وتدنس عرضك ومن ذلك أدوات التجميل وسؤ استخدامها.
فيا رعاكِ الله : حاولي تقريب الخطوط الطبيعية لوجهك ليتلاءم مع مظهر جمالك وأنوثتك في ظل إيمانك وسمو أدبك وأخلاقك .فلا يعجبنا منظر المرأة بعد إزالة المساحيق قد بدا وجهها كوجه مريض شاحب مشوب بالحمرة والإرهاق فالمرأة المسلمة قوية بإسلامها ، أميرة على زينتها ، تختار ما أجازه الشرع لها ولن يقف الالتزام بذلك مانعاً أمام الأناقة والشياكة والتناسق في ظل مملكة تتقلب في أرجائها وتعيش جمالها وأدبها ووقارها في ظلها ,فلا تقبل أن تكون عارضة الفتن للأعين الخائنة والنفوس الضعيفة, كالطعام المكشوف يتهاوى عليه ذباب البشر في الأسواق والمنتزهات . فهي تملك قلباً يخفق رقابة الله والخوف منه فأصبحت لمجتمعها قرة العين وبلسم الروح تراها في أي مناسبة أو مجلس نسائي أو عائلي في أجمل زينة قد التزمت بالأوامر وتركت النواهي فما أن تخرج من مجلسها أو مناسبتها إلا والحجاب قد غطى زينتها وجمالها كالصدفة لا يحجب اللؤلؤة بل يحميها, كيف لا..!!وهي المؤمنة التي تحب أن تكون حياتها جميلة قد مزجت بين المعرفة والثقة والموضوعية في زينتها وتجملها فما أجمل لغاتها الراقية وتفاهمها الأكيد حين تتحدث وتتعامل مع أدوات الزينة ومهرجانات التجميل بنفس عالية , وشخصية عاقلة فالكل يحترمها ويكنَّ لها التقدير .
قال أحد كبار الماسونية :
( امرأة متبرجة واحدة أشد على المسلمين من ألف مدفع )
فهل ترضى المسلمة أن تكون سبباً لوقوع غيرها في الحرام فكانت حينئذ وسيلة من وسائل الشيطان وجندية من جنوده وسهما من سهامه فالعاقلة المؤمنة الصادقة لا تبيع الجنة والشرف بثمن بخس .في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : من يأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )
فالتبرج معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن الكبائر الموبقة الجالبة للعن والطرد من رحمة الله تعالى وهو سواد وظلمة وسوء عاقبة يوم القيامة ونفاقٌ وفاحشة وفضيحة وسوء خاتمة في الدنيا دعا إليه إبليس وأتباعه من اليهود والنصارى ليفتحوا باباً شره مستطير على المجتمع فتكثر نسب الجرائم وفساد الأخلاق وشيوع الفاحشة ويقل الزواج وتنقطع الروابط الأسرية فهذه مجتمعات الغرب تعيش التخلف والانحطاط الأخلاقي وإهدار كرامة الفتاة في أسؤ معانيها لتنزل وتحل بهم العقوبة الإلهية من انتشار الأمراض الجنسية المهلكة فالمرأة المسلمة أنموذجٌ فريد من نوعه فهي لا تبحث عن الموضة والأزياء إذْ أنها في قلب زوجها و أهلها تزداد حسناً وجمالاً في كل يومٍ فهي تحمل نفساً صافيةً قد قرّت عينها بطاعة ربها فالهمُّ عندها المنافسة على الطاعة لله في كل وقت وحين فهي جوهرةٌ يزينها الإيمان ويجمّلها العفاف لتذهب للسوق وقت الضرورة محتشمةً باللباس الساتر لا تتحدث مع الباعة باللين وما أن تنتهي حتى تخرج بسرعة فهي العاقلة العارفة بما يدور حولها ولن تتساهل مطلقا في الالتزام بالشرع في جمالها وأناقتها وكان ذلك على نفسها أبرد من الثلج وألذ من العسل فالجمال الحقيقي والأناقة المشروعة عنوان السمو و الاستقرار حتى أنني أجزم أن من الأخوات اللواتي أدمنَّ متابعة كل جديد في الأناقة والزينة يعرفن جيدا تحريم بعض الزينات والتجميل وتفعله وتتجنب سماع التحريم ممن ينكر عليها بغلظة وشدة فضلا عن اللواتي يجهلنَّ الكثير والكثير من الفتاوى ومن هنا أوجه رسالة عاجلة لكل داعية مباركة السعي وعلى وجه السرعة بنشر هذه الفتاوى بأسلوب سهل مبسط بين أوساط النساء فهنَّ أقدر على ذلك من جنس الرجال فهناك الكثيرات يحتجن إلى ذلك من أمهاتنا وأخوتنا وبناتنا كيف لا!! وهناك من وقعن ضحية النمص والوشم عمدا أو جهلا لكن بسببهما استحقت كل واحدة منهن َّاللعن والطرد من رحمة الله وكفى بتلك والله مصيبة !! فرحمــاك ربي كيف ستكون حياتها وهي المطرودة من رحمة الله وسعة فضله ومن المسئول عنها ؟ وهل ستقبل توبتها وكيف ذلك ؟
فعلى بركة الله نبدأ في عرض أدوات الزينة وأنواعها مع بيان الحكم الشرعي فيها مع التوفيق قدر المستطاع في المسائل الخلافية سائلا الله الإعانة والتوفيق والسداد .
(قص شعر الرأس )
شعر المرأة قديما وحديثا هو الجزء الأصيل من جمالها وكانوا في السابق يعتبرون طول شعر المرأة أناقة ورونقا لكن ومع هذا الوقت أصبح من زينة النساء والفتيات قص الشعر طلبا لجمال المنظر وشياكة الموديل فعن أبي سلمه رضي الله عنه قال (كان أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذنَّ من رؤوسهنَّ حتى تكون كالوفرة ) رواه مسلم
والوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمــة الأذن فالأصل جواز قص شعر الرأس بأنواعه المختلفة طلبا للزينة والتجمل بشرط أن يكون القص على الطريقة الحسنة وليس تقليدا للكافرات أو الرجال وذلك بعد إذن الزوج لأن التجمل له [1]
(قصة الولد)
ظهرت في الآونة الأخيرة قصة الولد تقليدا لبعض ما يُبث في الفضائيات وبشكل كبير فهو بحق أمرٌ مؤسفٌ ومحزنٌ أن نرى بعض نسائنا وفتياتنا تعمد إلى شعرها فتقصه أعلى من شحمة الأذن مقلدةً للولد بشكلٍ ملفت للنظر مثيرٍ للعجب وقد ظهر مؤخرا في مناسبات الأفراح وأخذ مساحة لا بأس بها من الاهتمام والانتشار إلا أن الحكم الشرعي واضح وجلي لا يخفى على متبع الدليل وهو التحريم لما فيه من تقليد الرجال الذكور والنهي جاء في الحديث الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ) وكما سبق معنا آنفا أن الحد الشرعي في جواز قص الشعر للمرأة هو إلى شحمة الأذن لفعل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .
( القــصة )
هي نوعٌ من أنواع القصات عند النساء وهي قص شعر رأس المرأة من الأمام من فوق الجبهة وجعل خصلات تتدلى عليها سواء كانت قصيرة أم طويلة فهذه جائزة للتزين والتجمل ما لم يكن فيها تقليدا أو تشبها بالرجال [2]
( تسريحات الشعر )
لاحرج فيها إن كانت معتادة وليست على شكل تقليد للكافرات ومتابعة للموضات المخالفة للشرع بل يكون التسريح والتجمل هو الملائم لعادتهنَّ المحكمة المعروفة عند بنات جنسها .والواجب ألا تبالغ في التجمل وذلك بمبالغ باهضة يظهر منها الترف والإسراف وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال . [3]
( حلق شعر الرأس )
موضةٌ جديدةٌ وظاهرةٌ مؤسفةٌ وجدت في بعض المجتمعات الإسلامية في ظل غزو الفضائيات ومواقع الإنترنت لها ولو رجعنا للوراء قليلا لم نعرف حلق المرأة شعرها إلا في عصر الجاهلية قبل البعثة حينما يموت للمرأة زوج أو قريب أو تقع لها مصيبة فتحلق شعرها والحديث قد يطول بنا كثيرا لكن نقف عند الفصل ذلك وهو (لا يجوز للمرأة أن تحلق رأسها إلا من ضرورة لما روى الترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى المرأة أن تحلق رأسها ) [4]
( الباروكـة)
شعرٌ مستعارٌ تلبسه النساء على رؤوسهنَّ طلبا للتغير والزينة حكمها حكم وصل الشعر المنهي عنه كما في حديث أسماء الذي أخرجه البخاري قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لعن الله الواصلة والمستوصلة ) فدل ذلك على تحريم وصل الشعر بشعر صناعي ولو كان للتجمل للزوج ولو بإذنه وعلمه لأنه في معنى الوصل أو أشد [5]
ويستثنى من ذلك من بها عيب كأن لا يكون على رأس المرأة شيء من الشعر أو كانت قرعاء فلا حرج حينئذ من استخدام الباروكة لستر العيب لأن الأصل جواز إزالة العيب ولبس الباروكة تجميل وتحسين لمن ليس بها عيوب [6]
ويلحق بوصل الشعر المنهي عنه ما تقوم به العاملات في المشاغل من حشو الرأس بشعر آخر مقصوص من مخلفات المشاغل النسائية من نساء وفتيات لتكثير الشعر ورفعه وهذا حكمه المنع والتحريم ولسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كلام طويل في أدلة تحريم الباروكة [7]
(الشرائط الملونة)
وصلُ الشعر بالشرائط الملونة لا حرج فيه ولا ينطبق عليه أي علة أوردها الفقهاء للتحريم بل هذه الشرائط نوع من أنواع الزينة والتجمل ولا حرج منها والأصل الإباحة مثل أنواع الربطات للشعر والإكسسوارات التي تثبت الشعر وترفعه وتجمله وكذلك الطوق و البكل على شكل ورود وزهور وفتوى التحريم في الخصلة التي توصل بشعر المرأة مما يلتبس به ( [8]
( الشرائط والبكلات ذوات الصور)
إن كانت الصور لحيوانات أو الآلات موسيقية فإنها لا تجوز لأن الصور يحرم استعمالها في لباس وغيره وآلات اللهو يجب إتلافها وفي استعمال الشرائط والبكلات التي على صور الآلات اللهو دعوة إلى استعمالها وتذكير بها [9]
(تعلية الشعر فوق الرأس )
وتسمى الكعكة وحكمها التفصيل : فجمع الشعر وربطه خلف الرأس أو على أحد الجانبين أو على الرقبة لا حرج منه وأما إن جعلته المرأة على الرأس على فوق فهنا جاء النهي لحديث (صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم وأحمد [10] وقيل في علة التحريم أنه علامة الزواني نسأل الله السلامة والعافية والله اعلم وأحكم .
وهنا ملحوظة هامة وهي ) منع تعليته على الخلف حين خروجها للسوق لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر وهذا من باب التبرج والسفور فلا يجوز ( [11]
( جعل الشعر ضفيرة واحدة خلف الظهر )
هو ما شاع وانتشر بين النساء وقيل أنه من خصائص غير المسلمات لكنه غير صحيح بل هو موجود وبكثرة منذ القدم عند نسائنا وأمهاتنا وهذا ينفي التشبه وعادات البلد محكمة ولا حرج إن شاء الله والأصل الحل والجواز إلا يكون هناك نص ٌ على التحريم فالحق ما ورد فيه ولا أجد دليلا على تحريم جعل الرأس ضفيرة واحدة خلف الظهر ( [12] ويجوز كذلك ألا يكون الشعر مظفورا مادام أنه مستور عمن لا يحل .
(فرق الشعر )
وتسمى المشطة المائلة فإن كان المقصود منها فرق الشعر من جانب واحد فإن ذلك خلاف السنة والسنة أن يكون فرق الشعر من الوسط ويكون الشعر من الجانبين على السواء من جانب اليمين ومن جانب الشمال وهذا يجب ما تفعله المرأة لأن الشعر له اتجاهات والمشروع أن يكون في وسط الرأس والفرق على الجنب غير مشروع ولا ينبغي لاسيما إن كان يقتضي التشبه بغير المسلمات فإنه يكون حراما ويظهر ذلك لدى المرهقات أكثر وبين أوساطهنَّ تماشيا مع موضة العصر التي تهتم بها بعضهنَّ وقد يكون داخلا في قوله الرسول صلى الله عليه وسلم : (صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر ونساء رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلنَّ الجنة ولا يجدنَّ ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم وأحمد , لأن من العلماء من فسر المائلات المميلات بأنهنَّ من يمشطنَّ المشطة المائلة ويمشطن غيرهن تلك المشطة غير أن الصواب أن المراد من كن مائلات عما يجب عليهن من الحياء والدين مميلات لغيرهن عن ذلك[13]
(صبغ شعر الرأس )
يجوز صبغ الشعر بغير الأسود جمعا بين آراء العلماء المختلفة أما غيره من الألوان كالأشقر والبني الخفيف أو المخصل أو الحنا أو الكتم ونحوها فلا حرج بشرط أن لا يكون على شكل تقليد واضح وبيِّن للكافرات فتقع في التقليد المنهي عنه[14]
( تنبيه) يجب على المرأة المسلمة أن تحتاط عند الصبغ فتحرص على تجنب الصبغات الكيمائية التي تضعف جذور الشعر ونموه الطبيعي وتحوله إلى شعر خشن يتطلب فرده أو كـيه أو تجعــيده وربما أدى ذلك إلى تساقطه شيئا فشيئا وهذا ضرر ويمنع الصبغ حينئذ .
( الميش )
هو ما يوضع على أعلى الرأس من مواد للزينة فحكمه حكم ما يمنع وصول الماء إلى البشرة فإن كان هذا الميش فيه مادة تغلف الشعر ويكون ذلك بسحب اللون الأسود من الشعر ثم بتغليفه باللون المختار الأمر الذي يؤدي عدم وصول الماء إليه في الاغتسال الواجب أو المسح على الرأس في الوضوء فهذا غير جائز لأنه يمنع استكمال الطهارة أما إن كان لا يغلف الشعرة وإنما يصبغها فقط كالحناء ونحوه و يكتسب اللون مباشرة من ذلك فلا يظهر بأس بجوازه وصحة الوضوء [15]
( البنكس )
هي صبغة شهيرة تصبغ كل خصلة بلون مختلف تماما عن غيرها تقليدا للكافرات وخاصة بعض الممثلات في الأفلام الرومانسية المدبلجة التي تعرض في الفضائيات وحكمها التحريم لأننا كمسلمين لا يصح لنا تقليد الكفار
( استخدام الشامبو والزيوت لدهان الشعر)
لأصل الحل إلا إذا تحقق من وجود مانع يمنع استعماله كاشتماله على محرم أو أن فيه ضررا يزيد على المصلحة أو يساويها لأن درءا المفاسد مقدم على جلب المصالح [16]
(زيت الحشيش)
هو محط اسلئة الكثيرات من النساء فقلما تجد برنامجا للفتاوى إلا وتجد من ضمن أسلته زيت الحشيش وحكم استعماله ومنعا للإطالة اذكر لكم خلاصة ما توصلت له وهو أن زيت الحشيش المستعمل في أسواق المملكة العربية السعودية آمن ولا علاقة له بالحشيش المخدر وقد سمعت مرارا من د . عبد الله المطلق عضو هيئة كبار العلماء أن استخدامه جائز وأكد ذلك في برنامج الإفتاء بالقناة الأولى أكثر من مره وأن هناك مخاطبات تمت بين هيئة اللجنة الدائمة للإفتاء ووزارة الصحة في ذلك وقد صدر مؤخرا إيقاف تصدير زيت الحشيش للسعودية لكثرة الغش فيه وما يسببه من آثار جانبية في استخدامه إضافة للمبالغة في ثمنه وزيادة الدعيات الكاذبة للترويج لمنتجاته ومن أراد الاستزادة فليراجع جريدة الرياض [17]
( تجعيد الشعر)
لاحرج فيه إذا انتفت المضرة وكانت المادة طاهرة مباحة [18]
(مثبتات الشعر وخلطات تنعيمه )
لاحرج في استعمال مثبتات الشعر بأنواعها لما فيه من عناية بالشعر وجماله للرائية من بنات جنسها أو محارمها وكذلك ( لاحرج في استعمال المعجون لتنعيم الشعر) [19]
(الماكياج )
عادة ملازمة لدى النساء والفتيات فكثير منهن يستخدمن الماكياج لتبيض السمراء وتسمير البيضاء وربما أطلن الكحل بالميل حتى توسع من عينها للذي يراها من بعيد طلبا للزينة والجمال من أنواع الماكياج التي يطول المقام بذكرها ) فهذا لا بأس به لكن بشرط عدم التشبه بالكافرات وأن تستره عن الأجانب ( [20]
(المساحيق )
وهو ما تصبغه المرأة على وجهها للزينة وفيها تفصيل : أن يحصل بها الجمال وهي لا تضر ولا تسبب فيه شيئا فلا بأس به ولا حرج وإن كانت تسبب فيها شيئا كبقع سوداء أو تحدث أضرارا فيه أخرى فإنها تمنع من أجل الضرر [21]
( النمص )
هو نتف شعر الحاجبين ليكون رقيقا خفيفا دقيقا طلبا للزينة والجمال وحكمه التحريم ومن أسباب اللعن والطرد من رحمة الله كما في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : لعن الله النامصة والمتنمصة ) [22]
ويلحق بالنمص المحرم حلق شعر الحاجبين كاملا [23]
ومن المؤسف حقا المبالغة في ما هو أكبر من النتف وهو حلقه كاملا بآلة كهربائية ووضع بعض المواد فتسبب عدم ظهوره ثانية ثم خطه بالقلم أو بالليزر بشكل ملائم للبشرة
( حف الحواجب )
يُلحق بما سبق وهو من النمص ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعلته وهو من الكبائر [24]
( التشقير )
أمرٌ طارئٌ جديد في هذا العصر وهو صبغ شعر الحواجب بلون أشقر ونحوه للتجمل والزينة وحكمه كما في فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء التحريم لما فيه من تغيير خلق الله ولمشابهته للنمص المحرم شرعا حيث أنه في معناه ويزداد الأمر حرمة إذا كان الفعل تقليدا وتشبها بالكفار أو في استعماله ضرر على الجسم أو الشعر لقوله تعالى ( : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) [25] ومن باب الأمانة العلمية أنقل فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في التشقير التي طلبتها مني كثير من الأخوات وكثر مرارا السؤال عنها ذلك أن الشيخ رحمه الله يرى جواز التشقير وأن الأصل فيه الإباحة إلا بدليل يقتضي التحريم أو الكراهة من الكتاب والسنة لاسيما أن التشقير هو لون فقط وخلقة الله باقية لم تتغير ولو قُرب من وجه المرأة المشقرة لحواجبها لاستطاع الرائي مشاهدة الشعر المصبوغ بكامل هيئته ووضعه . ( [26] أهـ كلامه رحمه الله , وهنا تتحرّج الكثيرات من استخدامه وذلك لما يُذكر من الآثار الطبية السيئة من جراء فعله على المدى البعيد والأولى لها أن تتعرف أولا على سلبياته قبل التزيين به وملائمة بشرتها له.
( نتف وإزالة مابين الحاجبين )
يجوز نتفه وهو ليس من الحاجبين [27] ويلحق بذلك جواز إزالة شعر شارب ولحية المرأة لأنه عيب ولا حرج في إبعاده والتخلص منه [28]
(لبس العدسات الملونة)
انتشرت وبشكل ملفت للنظر وقد كثر السؤال عنها وخاصة فيما يُستخدم للزينة والتجمل والشياكة وهي باهضة الثمن جدا حسب الموديل والنوع والصنع وقد اختلف العلماء المعاصرون فيها فمابين محرم لها لأنها تغيير لخلق الله ومابين مجوز لها بحكم أنها لون وصبغ من الألوان والأصباغ المعتادة لدى النساء وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عنها فقال[29] : ( إن كانت المرأة محتاجة لذلك لكون نظرها قاصرا فتحتاج لتقويته أو لكون عينها مشوهة فتحتاج لتجميلها فهذا لا بأس به فإذا لم يكن حاجة نظرنا هل هذه العدسة ليست مشابهة لأعين البهائم فلا بأس بها لكن تركها أحسن لأن بقاء الشيء على طبيعته أولى ولأن في ذلك إضاعة مال وإضاعة وقت بعمل تركيبها وتنزيلها أم أنها هذه العدسة تجعل العين شبيهة بعين البهائم كعين الأرنب وما أشبه ذلك فهذه حرام لأن التشبيه بالبهائم لم يقع إلا في مقام الذم )
(لبس النظارات للزينة )
ينتشر ذلك كثيرا لدى المرهقات من فتياتنا طلبا للزينة والتجمل كالنظارات الشمسية أو نظارات الموديل الجديد للبس معين تبعا للساعة والإكسسوار مما يزيد في جمال الوجه بأشكال معروفة لدى الفتيات والأصل جواز لبس النظارات لكن بشرط عدم تقليد الكافرات في الطريقة أو النوع لأنه شوهد جليا التقليد في اللبس لأجل الممثلة أو المغنية وهكذا مما جاء به النص في النهي عن تقليد هولاء .
( الرموش الصناعية )
هي عبارة عن نوع من أنواع التجمل يوضع فوق جفن العين فوق الرموش الطبيعية لتبدو رموشها غزيرة مع تثبيتها بمادة مخصوصة وبالتأمل هي وصل للرموش الطبيعية بالصناعية والحكم فيها حكم الوصل الذي جاء النص الشرعي بالنهي عنه كما في حديث عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لعن الله الواصلة والمستوصلة ) رواه البخاري ومسلم
وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة منعها لما فيه من الإضرار والغش والخداع وتغيير خلق الله [30] , فضلا عن الضرر الطبي الحاصل بالحساسية المزمنة في منطقة وضعها من جراء استخدامها ولهذا ينصح الأطباء بتركها .
( تنبيه ) يبقى لنا الإشارة إلى أنواع الزينة الأخرى المصاحبة للعينين ويطول بنا استعراضها كالكحل بأنواعه وألوانه , وأقلام التحديد والظل و الماسكرا وغيرها مما أصله الإباحة وداخل ضمن التجمل المشروع بالضوابط المعروفة مع الأخذ برأي الأطباء في البعد عما يُسبب أذى للبشرة في مثل هذه الزينة وأدواتها .
(الأسنان )
مسائل التجميل في الأسنان تحتاج لتفصيل وشرح أكثر من إي شيء آخر ولعلي أن أجملها في المسائل التالية :
( الوشر )
وهو أن تحدد المرأة أسنانها وترققها لتبدو جميلة بيضاء لامعة للرائي , وهذا النوع أتفق العلماء على منعه وتحريمه لأنه من التلبيس بتغيير خلق الله ويلحق به الفلج كذلك وهو المباعدة بين الأسنان للتجميل ومثل ذلك تقصير السن الطويل وما أستجد حديثا من جعل حبات الألماس والكريستال وهكذا من تغيير خلق الله , ويقول علماء اللغة في تفليج الأسنان هو تباعد مابين الثنايا والرباعيات خلقة فإن تُكلف فهو التفليج وفي صحيح البخاري من حديث علقمة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المتلفجات للحسن المغيرات خلق الله وكذلك ما أخرجه النسائي عن أبي ريحانة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الوشر
(جسر تقويم الأسنان)
هو جسر تضعه الطبيبة لمريضتها بين أسنانها الغير مرتبة والمشوه للمنظر المعتاد وتطول مدته قرابة السنة أو تزيد فهذا لا حرج فيه إن شاء الله فهو إبعاد للعيب والتشويه وعلاج له ويلحق بذلك علاج وإزالة التسوس ونحوه
(تبيض الأسنان )
هو غسلها طبيا لإزالة ما بينها من أوساخ طلبا للزينة والبياض في الأسنان فلا حرج فيه وربما كان ذلك مطلبا شرعيا بإزالة العوالق والأوساخ فيما بين الأسنان من آثار الأطعمة المتحللة وتقوية اللثة
(أسنان الذهب والفضة )
بداية لا حرج في استصلاح الأسنان وتعويض الساقط منها أو التالف أو المتهالك بالذهب والفضة فقد جاءت النصوص الشرعية بجواز ذلك ويلحق بذلك جواز طلاء السن بالذهب منعا للتسوس إذا لم يوجد غيره وكذلك يجوز ما كان من غيرهما واحتاجته المرأة طبا من الأسنان الطبية الصناعية التي تدوم طويلا وتشبه كثيرا السن العادي تعويضا للسن التالف أو الساقط !!
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ) إذا جرت عادة النساء بأن تتحلى بأسنان الذهب فلا حرج عليها في ذلك فلها أن تكسو أسنانها ذهبا إذا كان هذا مما جرت العادة بالتجميل ولم يكن إسرافا لحديث أبي موسى الأشعري عند أبي داود والحاكم وصححه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي ) [31]
(أحمر الشفاه , الروج , تحمير الخدود)
هو ما يوضع على الشفتين حسب اللون المناسب للباس والإكسسوار المصاحب كالأحمر والموف ونحوهما والتحمير ما يوضع على الخدين من ذلك فهذا لا بأس به وخاصة للمتزوجة كي تتجمل لزوجها وتحسن في عينه وعين محارمها وبنات جنسها كذلك , ونص الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على أن استعمال أدوات التجميل كتحمير الشفاه لا بأس به وكذلك تحمير الخدود فلا بأس به[32] وقال رحمه الله في موضع آخر ( تحمير الشفاه لا بأس به لأن الأصل هو الحل حتى يتبين التحريم ) [33]
(حبة الخال المصطنعة)
طريقةٌ جديدة للزينة انتشرت بين أوساط النساء وهي أن تأخذ قلماً بلون أسود أو صبغة سائلة لتضع علامة مموجة بما تُسمى بحبة الخال على الخد الأيمن أو تحت الشفاه أو في إي مكان يلفت نظر من يشاهدها وخاصة زوجها الذي يفرحه رؤية وجهها بهذا التجمل المشروع الذي لاحرج فيه إن شاء الله
(الوشم )
هوغرس الإبرة بالجلد ثم حشوه بالكحل وغيره وحكمه التحريم بإجماع العلماء لحديث ابن مسعود (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الواشمة الواشمات والمستوشمات) رواه البخاري
وهناك صور للوشم قديما وحديثا ومنها نقش سائر الجسد وخاصة مواضع الفتنة أو في إي مكان كان منه كتحديد شكل العينين والشفتين ثم النقش عليها بالإبر وحشو الموضع باللون الملائم فتصبح العينان كحيلتين على الدوام وتصبح الشفتان دائمتي الحمرة وغير ذلك من أنواع الوشم المنهي عنه [34]
قال ابن حجر :( وذكر الوجه للغالب وأكثر ما يكون في " الشفة " وذكر الوجه ليس قيدا وقد يكون في اليد وغيرها من الجسد وهذا يدل على أن حكم الوشم لا يختص بجزء معين إنما هو عام يشمل إي مكان وجد فيه الوشم )
وهنا رسالة عاجلة لكل من وضعت وشماً بأن تزيله عاجلا بدون مضرة وعليها التوبة مما مضى وهناك وسائل تقنية جديدة في عصرنا الحاضر يُزال بها الوشم عن طريق الليزر ومما يؤسف له حقا تمادى الكثير من النساء والفتيات تقليدا لبعض الممثلات الشهيرات في عالم الفن حتى وصل الوشم إلى أماكن لا أستطيع البوح بها من مناطق العورة لدى نسائنا فدعوة صادقة لأختنا الواشمة بالتوبة والنجاة من اللعن والطرد من رحمة الله ولتعلم أن باب رحمته مفتوح وفضله يغدو ويروح, يحب التائبة العائدة إليه , ويبدل سيئاتها حسنات والله المستعان .
(الكحل)
استعمال الكحل مشروع لكن لا يجوز للمرأة أن تُبدي شيئا من زينتها سواء الكحل أم غيره لغير زوجها ومحارمها. [35]
(الصبغ بالحناء)
لاحرج فيه وهو من الأمور القديمة في الزينة إلا أنها ظهرت حديثا بوجه وشكل جديد فقد ظهرت عينات جاهزة على شكل رسومات و صور لمشاعر مقدسة أو آثارا إسلامية أو أجهزة تقنية وحضارات عالمية وغيرها من الأمور المستحدثة والمستجدة فهنا ينسحب الحكم على الغرض من صبغه جوازا ومنعا أما رسومات و صور لذوات أرواح فهذه تحرم لأنها من التصوير المنهي عنها بذلك إضافة لما استجد من رسومات ونقوش للقرآن الكريم وآياته فتحرم لما يؤدي إليه من استهزاء بكلام الله ويلحق به رسومات حصن الأذكار وحروز دفع العين والسحر ورسمها على اليد أو الساعد فهذه حكمها حكم الشركيات المحرمة والتعلق بها والخوف من عواقب عدم وضعها وكذلك صبغ الحنا على شكل قلوب لإحياء أعياد معينة كعيد الحب ونحوه من الرسومات التي يطول المقام بذكرها وحصرها لكن أختم بجواز الرسومات للأشكال الجمالية من الزهور والورود وغيرها من الأمور المباحة حسب البلد واللون المعروف المعتاد مع التأكيد على منع الرسم في أمكان من الجسد لا تليق مما يُثير الفتنة ويتسبب في كشف العورات وأضاف الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله منع من الرسومات ما كان على صور الحيوان كما في مجلة الدعوة .[36]
( طلاء الأظافر, المناكير )
نوعٌ من أنواع الزينة والتجمل المشروع وهو منتشر بشكل واسع بين أوساط النساء بألوانه المختلفة حسب الموضة والموديل وقد يطول بنا المقام أكثر في ذلك لكن إيجاز ذلك أن العلماء المعاصرين اختلفوا فيه والصحيح جوازه مع التأكيد على حجة من منعه بأن للمنا كير مانعا وحائلا لوصول الماء إلى البشرة عند الوضوء والاغتسال فيجب إزالته بطلاء مماثل له لكي يكتمل الوضوء وتصح الصلاة وهناك في الأسواق ما يُسمى بالمناكير الإسلامي وهو ما يوضع على الأظافر ثم يُقشر بسرعة وهذا سريع وسهل التعامل معه إلا أن بعض النساء تضعه أيام الدورة الشهرية ومن العلماء من أجازه في هذه الفترة فقط ولمزيد الشرح مراجعة أقوالهم . [37]
(إطالة الأظافر)
ظاهرةٌ مؤسفة ومشهدٌ مقزز لكنها واقع فرضه التقليد الأعمى للفضائيات ومتابعة كل جديد في المجلات المختلفة ويزداد الأمر آسفا وحزنا حينما نرى تعمد إطالة ظفر الإصبع الصغير الخنصر فقط بلا هدف منشود إلا أن الحماقة أعيت من يداويها قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( تطويل الأظافر مكروه إن لم يكن محرما لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقت لتقليم الأظافر 40 يوما ) [38]
(الأظافر الصناعية )
لا يجوز استخدام الأظافر الصناعية لما فيها من الضرر والخداع والغش ومخالفة الفطرة وتغيير خلق الله [39]
( تبييض البشرة )
عمليات تبيض البشرة ثلاثة أنواع :
الأول : طلب كمال وزيادة حُسن فهذا لا يجوز لما فيه من تغيير خلق الله وهو ملحق بالوشم المنهي عنه
الثاني : إزالة عيب كالبقعة السوداء ونحوها فتسعى لإزالتها بتبييض البشرة فلا بأس به من باب إزالة العيوب .
الثالث : استخدام كريمات تبييض الوجه والرقبة في وقت معين ثم يزول بالغسل فلا بأس به [40]
(عمليات التجميل )
التجميل نوعان :
الأول : تجميل لإزالة العيب الناتج عن حادث أو غيره فهذا لا بأس به ولا حرج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لصاحبه عرفجة بن أسعد حين قطع أنفه في يوم الكُلاب في الجاهلية بأن يتخذ أنفا من ذهب لما انتن عليه الفضة( رواه الترمذي
وذلك لإزالة التشويه الذي حصل بقطع الأنف وكذلك ما كان عيبا خلقيا فلا حرج وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن قطع أصبع زائدة ؟ فقال :إزالة العيوب هذه لا بأس بها مثل أن يكون في الإنسان إصبع زائد فيجرى لها عملية لقطعها إذا لم يكن هناك ضرر وما أشبه ذلك فإنه لا بأس به لأن هذا من باب إزالة العيوب الطارئة ...( [41]
الثاني : تجميل من اجل الزينة فقط دون الحاجة وإزالة العيب كعمليات التجميل التي تتبع موضة العصر وحديث المجلس بين أوساط النساء فلا تكاد تخلو دعاية فضائية أو إعلان صحفي إلا وهناك دعوات لعمليات التجميل ابتداء من شد الجبهة وتجميل الأذن البارزة وميلان الأنف وتصغير وتكبير الشفاه ومرورا بحقن إبر البونكس والكولاجين لمنع التجاعيد وغيرها من الدهون وانتهاء بتصغير وتكبير الثدي ووشم حبات الخال وتقشير الوجه إلى غير ذلك من الصفحات التي لا تنتهي من أمثلة عمليات التجميل فهذه ومثلها حكمها التحريم وعدم الجواز لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما سبق بنا لعن النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة لما في ذلك من إحداث التجميل الكمالي الذي ليس لإزالة العيب وفيه تغيير لخلق الله كما قال جل وعلا حكاية عن إبليس ( ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ) وإني لأحزن لمن تبحث وتلجأ لهذه العمليات وكان الواجب عليها أن تسلم بما خلق الله وترضى بما قسمه الله من جمال وصورة
(ثقب الأذن)
يجوز ذلك لأنه للزينة وليس للإيذاء أو تغيير خلق الله وهو معروف عند الجاهلية وفي عهد رسول الله ولم ينه عنه بل أقره وأقره صحابته رضي الله عنهم
(ثقب الأنف)
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عنه فقال : ثقب الأنف لا أذكر فيه لأهل العلم كلاما ولكن فيه مثلةٌ وتشويه للخلقة فيما نرى ولعل غيرنا لا يرى ذلك فإن كانت المرأة في بلد يعد تحلية الأنف فيها زينة وتجملا فلا بأس بثقب الأنف لتعليق الحلية عليه [42]
(إزالة شعر اليدين والقدمين للزينة والتجمل)
لاحرج وهو من المسكوت عنه في الأمر والنهي فيجوز للمرأة أن تأخذ من شعرها في ذراعيها وساقيها وبقية جسد ها بالضوابط الشرعية وقد ذُكر في فتاوى اللجنة الدائمة مانصه ( ولها أن تزيل شعر وجهها وسائر جسدها بنتف أو نوره أو نحو ذلك ماعدا الرأس والحاجبين ) [43]
( تنبيه) يزال الشعر بأي شيء كان لكن مع مراعاة الأخذ بالرأي الطبي فيما يُذكر من المستحضرات والآلات الأخرى ومدى تأثيرها على البشرة بشرط ألا تضر فيجب الابتعاد عنه وأما يُشاع من قيام بعض العاملات في المشاغل النسائية من إزالته لبنات جنسها من النساء والفتيات فيجب أن يكون مضبوطا بضوابط شرعية بعدم كشف العورات ومراقبة الله في ذلك وعدم التساهل بحجج واهية لا تستند على دليل من الكتاب والسنة
(استعمال المواد الغذائية في التجميل)
يُسمى عند أهل الفقه التجمل بالمطعوم وذلك في وصفات تجميلية يمليها أهل التجربة من العوام أو المتخصصين في ذلك مع التأكيد الطبي على نفعها وبالغ أثرها كاستخدام الجرجير وزيت الزيتون لتساقط الشعر , والخيار لخشونة الجلد وتنعيم البشرة , والليمون لتنظيف الوجه والفراولة لإزالة التجاعيد ونحو ذلك من الأمثلة التي يطول بها المقام وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن استخدام بعض الأطعمة لعلاج الكلف والنمش فقال : ( من المعلوم أن هذه الأشياء هي من الأطعمة التي خلقها الله لغذاء البدن , فإذا احتاج الإنسان إلى استخدامها في شيء آخر ليس بنجس كالعلاج فإن هذا لا بأس به لقوله تعالى " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا " فقوله " لكم " يشمل عموم الانتفاع إذا لم يكن ما يدل على التحريم وأما استعمالها للتجميل فهناك مواد أخرى أولى يحصل بها التجميل سوى هذه فاستعمالها أولى , وليعلم أن التجميل لا بأس به بل إن الله جميل يجب الجمال ) [44]
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن استعمال الحنة مع صفار البيض لتسريح الشعر فقال : ( لاحرج في ذلك إذا كان فيه فائدة استعمال الحنة مع صفار البيض أو غيره من الأمور المباحة , لا بأس به إذا كان فيه فائدة للشعر بتطويله أو تلميسه أو غيرها من مصالحه أو بقاءه وعدم سقوطه ). [45]
(التجمل بالذهب والفضة والماس والمجوهرات)
الأصل جواز ذلك لإناث أمة محمد صلى الله عليه وسلم لكن الإشكالية في المبالغ الباهظة التي تُبذل وتصرف في شراء هذه الأطقم الفاخرة بأنواعها المختلفة فكثير هنَّ النساء والفتيات اللواتي يلاحقنَ الموضة والموديل في الذهب خاصة سواء كان الأصفر منه أو الأبيض أو الرمادي المرصع بحُبيبات الماس أو اللؤلؤ المكنون أو الأحجار الكريمة حتى أنه حدثتني أحدى النساء عن نفسها أنها تملك ذهبا وألماسا قدرته بأكثر من 2 مليون ريال وأنها أحضرت لبيتها خزانات خاصة لحفظها إلى غير ذلك من القصص الغريبة العجيبة التي ظاهرها الإسراف وباطنها الخوف والقلق ولعلنا نتوقف مع مسائل فقهية في المجوهرات :
(لبس ساعة الذهب الأبيض )
لا بأس به لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حرم الذهب على ذكور أمته [46]
(لبس الذهب المحلق )
لا حرج للنساء وهو جائز المحلق منـه وغير المحلق [47]
(بس الخاتم في إي أصبع ؟)
يجوز التختم بما جرت عادة النساء بلبسه وليس هناك تحديد اللبس بأي أصبع بل الأمر واسع [48]
(لبس المجوهرات ذوات الصور الحيوانية )
تحرم لأنها صور مجسمة يحرم اقتناؤها واستعمالها والملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة [49]
(حُلي ما خرج من البحر والخليج )
كاللؤلؤ والفيروز والعقيق والزبرجد والزمرد والياقوت والمرجان والماس ونحوه من الأحجار الكريمة وحلي البحار والخليج فالأصل جواز ذلك لأن الأصل فيها الإباحة ولا دليل على التفريق بين حجر وآخر من المجوهرات قال تعالى : ) وتستخرجون منه حلية تلبسونها ( وهذا دليل ما خرج من البحر جميعا .
(لبس الخلخال)
يجوز للمرأة ذلك وهو نوع من التجمل لكن لا تحركه أمام الأجانب لتظهر ذلك لهم قال تعالى
( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ) [50]
(الإكسسوارات)
هي تقوم مقام الذهب والفضة والمجوهرات وقد تُطلى بطبقة من الذهب والفضة لكي لا يصدأ وهي مصنوعة من الجلد أو الحديد أو البلاستيك
وغيره وحكمها التفصيل :
1/ ما صنع من جلد الحيوانات فعلى حسب طهارة جلود الحيوانات ويجب أن تعرف المرأة ذلك فلا تشتري ولا تلبس نجسا أثناء فعل وأداء العبادات والصلوات وأما الجلود الصناعية فالأصل فيها الإباحة
2/ ما صنع من عظم الحيوانات فحكمه حكم العظام من الطهارة والنجاسة
قال شيخ الإسلام رحمه الله : (الصواب أن العظم والحافر والقرن والظفر من الميتة طاهر ولا دليل على النجاسة ولا حرج )
3/ ما صنع من الحد يد وهو الأوسع انتشارا بين النساء فالأصل فيه الإباحة
4/ ما صنع من الخرز والبلاستيك ونحوها فالأصل أنه لا يدخل في صناعتها شيء نجس والأصل الطهارة والأصل فيها كذلك
( البنطال )
حديث لبس البناطيل للنساء والفتيات كان محل اهتمام مشايخنا ودعاتنا كتابة وحديثا , وبحثا وتأليفا وخاصة الضيق منه وهو ما يصف حجم الجسم وتقاطعيه فتظهر أعضاؤه بشكل واضح للمشاهد وتحديدا ما يُسمى ( الجينز ) وقد منع علماؤنا لبس البنطال لمشابهته الرجال وهو من خصائصهم وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن لبس البنطال فأجاب :
( ننصح أن لا تلبس البنطلون لأنه من لباس الكفرة فينبغي تركه وأن لا تلبس المرأة إلا لباس بنات جنسها ولا تشذ عنه وتحرص على اللباس الساتر المتوسط الذي ليس فيه ضيق , ولا رقة بل يستر من غير ضيق ولا يصف البدن وليس فيه تشبه بالكفار ولا بالرجال ولا تلبس ملابس الشهرة ) [51]
( الملابس الضيقة )
ظهر مؤخرا لبس الضيق بموديلات مختلفة , ضابطها أنها تبين الجسم وتحدده بشكل ملفت للنظر فتحرم باتفاق العلماء لأنه خلاف الحشمة والستر الواجب على المرأة وسبب للفتنة بها أما الضيق الذي بين الواسع والضيق فلا بأس به أمام النساء وهو الفضفاض إلى حد ما وللعلماء كلام مطول في ذلك في أنواع ملبوسات المرأة المختلفة مما يسمى بالتنورة والبلايز والميني جيب والمكر وجيب والتريكو والأسترتش وغيرها من الموديلات المختلفة أفتى مشايخنا بوجوب لبس الفضفاض الساتر[52]
( الياقات والمشدات )
لبس الياقات أو لبس المشدات أو حزام البطن ونحوه من اللبس الضيق لمنع الترهلات على الجسم وعدم ظهورها أمام النساء وهذه لاحرج منها ما لم تسبب أضرارا طبية .
( الأحذية والجزم )
فطر الله الإنسان على لبس ما يقي قدميه ويحفظهما من الضرر والأذى وذلك بالحذاء والانتعال إلا أنه ومع مرور الأعوام والسنين أصبح لبس الأحذية والجزم موضة تستحق التواكب وموديلا يوجب المتابعة . كيف لا!وهنَّ من يحرصن على الجديد في النوع والصنع و الإتيكيت ولعلنا نتوقف معها في النقاط التالية :
( الكعب العالي )
لبس الكعب نوعان فمنه العالي فهو يحرم ولا يجوز لأنه ضار بالصحة وفيه تدليس وهو من التبرج الذي نهى الله عنه وهو عادة من عادات الكافرات وقد ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله النهي عن لبس الكعب العالي لما يظهر لبس الكعب العالي عجيزتها بأكثر مما هو عليه . [53]
أما العادي المعتاد فلا حرج منه إن شاء الله ..
( الحذاء الأبيض أو ذي الأصبع )
تركهما أولى لمشابهتهما أحذية الرجال لئلا يشمل لابسته حديث : ( لعن الله المتشابهات من النساء بالرجال ) [54]
أما مايُشاع من استخدام المعدن أو السلاسل أو الفونيكة ونحوها تجميلا للحذاء أو الجزم باختلاف موديلاتها فلا حرج إن شاء الله بل هو جمال وزينة تطلب المرأة والفتيات وتحرص عليه .
( لبس فستان الزفاف الأبيض )
المرأة يجوز لها أن تلبس الثوب الأبيض بشرط أن لا يكون على تفصيل ثياب الرجل , وأما كونه تشبهاً بالكفار فقد زال الآن هذا التشبه , لكون كل المسلمين إذا أردت النساء الزواج يلبسنه , والحكم يدور مع علته وجودا وعدما . فإذا زال التشبه وصار هذا شاملا للمسلمين والكفار زال الحكم , إلا أن يكون الشيء محرما لذاته لا للتشبيه , فهذا يحرم على كل حال . [55]
( التجمل بما هو عليه صور )
للأسف الشديد نراه وبشكل ملفت للنظر فيما يبُاع من المحلات الخاصة ببيع الملابس النسائية حتى أن من نسائنا الطيبات وهنَّ كُثر من تقلب البضائع بشكل واضح وتتعدد عندها المحلات وربما الأسواق لأجل البحث عن ملابس دون صور ولو أنها اشترت ما فيها صورا بطوع واختيار لتضايقت فيما بعد وقلقت من إقدامها على ذلك وكم هو جميلٌ بنا أن نؤصل المسألة تأصيلا شرعيا :
* صور ماله روح كالإنسان والطيور وبقية الحيوانات فهذه يحرم لبسها وهو قول جمهور العلماء سواء كانت رسماً أو تلويناً أو نسخاً بأجهزة الحاسوب الآلي , ومما يؤسف له تمادي بعض فتياتنا من لبس البلايز والفنايل تحمل صورا لشباب ورجال لهم أسهمات فنية أو بطولية في نظرهنَّ القاصر أو ربما تكون نظرة إعجاب له فهذا أمرٌ منكر يجب منعه.
* صور الصلبان فيحرم لبسه مرسوماً أو مجسماً لما فيه من التشبه السافر المحرم بأعداء الله وإعلاء لشعارهم وانتماء لعقيدتهم الفاسدة .
* صور ما ليس فيه روح كالشجر والورق والثمر فلا حرج فيه .
( لبس جلود الحيوانات وفرائها )
بمعنى أن المصدر هو الحيوان وهو أنواع ومسائل يطول بنا كثيرا استعراضها بل ربما تتشعب إلى ما لانهاية من التفصيل والشرح لكن من لما تأملت ُاسلئة النساء ابتدأ في جواز لبس جلود الثعالب والسباع من الفهود والنمور والأسود ووقوفاً عند لبس صوف الخراف وشعر الغنم و انتهاء من لبس وبر الأرانب وريش الطيور .. أستأذن قارئ وقارئة هذه الصفحة أن يغضا الطرف عني قليلاً في عجزي عن استعراضها بشكل كامل إلا أني أضع تأصيلا شرعيا مجتهدا فيه بما يفتح الله علي في مثل هذه المسائل :
1ـ إن كان الحيوان طاهرا في الحياة فيجوز الانتفاع بجلده , وفرائه , وريشه , وشعره , ومن الصعب حصر ذلك بأسماء معينة لكنها قاعدة يُستفاد منها للانطلاق في عرض الأحكام الشرعية .
ونص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على جواز الانتفاع بشعر الميتة لأنه طاهر مطلقا من مأكول اللحم وبالتالي جواز ما صنع منه .
2ـ جلود السباع بأنواعها منهيٌ عنها وعن لبسها لحديث ( نهى رسول الله عن لبس جلود السباع ) أخرجه أبو داود وصححه الألباني
ولعل الحكمة في تحريمها لما فيها من الكبرياء والخيلاء ولأن فيها تشبها بالجبابرة وأنها زي أهل الترف والإسراف .
3ـ ما لا يحل بالذكاة كالكلب والخنزير وغيرهما ففي طهارته خلاف والأولى تركه عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم ) من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه (وقوله صلى الله عليه وسلم ) دع ما يريبك إلى مالا يريبك ( [56]
4ـ الملابس المصنوعة من الجلد ,فيباح لبسها إن كانت مأخوذة من حيوان مأكولٍ مذكى أو من جلد حيوان ميت مدبوغ على أن يكون هذا الميت مما تبيحه الذكاة .
5ـ الجلود الصناعية التي تشابه أشكال وألوان جلود السباع فالأولى للمسلمة تركه حتى لا تتهم ممن لا يعلم حقيقتها وأنها ليست من جلود السباع المنهي عن لبسها .
( التجمل بملابس تحمل كتابات إنجليزية )
الواجب السؤال عن معنى هذه الكلمات والحروف لأنها قد تكون دالةً على معنى فاسد هادم للأخلاق , ولا يجوز لبس ما فيه كتابة إنجليزية مما ليس بعربي إلا بعد التأكد من نزاهة هذه الكتابة وأنه ليس فيها ما يخل بالشرف وليس فيها تعظيم للكفار كاللاعبين والفنانين والمبدعين الذين أبدعوا شيئا لم يسبقهم عليه أحد أو ما أشبه ذلك فإن كان فيه تعظيم للكفار فإن هذا حرام ولا يجوز , وإذا كان يشتمل على معان سافلة هابطة فكذلك لا يجوز ويجب السؤال عن معناها قبل لبس الثوب [57]
( التجمل بالفتحات أسفل الثوب )
الصحيح أنه لا يجوز للمرأة أن تجعل