تأتأة الصغارمشكلة لها حل
ليس في الوجود أجمل من مناغاة طفل يحاول الكلام، إذ يجد والده لذَّة خاصة لدى سماع أخطاء لسانه وعيوب ألفاظه، وكثيراً ما يقلده أحدهما ويحمله على التكرار.
لكننا إذا شئنا مصلحة الطفل، وآثرناها على مسرَّات الآباء، فسنضطر إلى أن نطلب من الأبوين ألا يستمرئا هذه اللذة الساحرة؛ لئلا تخرج عن حدودها المعقولة، فتعوق الطفل عن تقدمه اللغوي.
في عامه الثاني يبدأ الطفل بتكوين جمل من كلمتين، ومع أنَّ قاموس مفرداته محدود جداً، فهو يستطيع استخدام هذه الكلمات بطرائق مختلفة للتعبير عن أمور عديدة، مثل وصف الشيء أو مكان الشيء أو حالة الشيء من خلال مقاطع كلامية محدودة.
يزداد قاموس المفردات تدريجياً لدى الطفل، ويؤكد المختصون أنَّ كلّ أربعة من خمسة أطفال يسيئون التلفظ، دون أن يكون لديهم آفات سمعية أو عضوية، وهذا يعني أنَّ بوسعهم أن يصححوا ألفاظهم ويجوِّدوا نطقهم.. فهناك أطفال يقولون: "ثبعت" بدلاً من "شبعت"، أو "حثان" بدلاً من "حصان"، وعلينا أن ندرِّب هؤلاء الأطفال، دون تأخير، والزمن المناسب لهذا التصحيح يقع بين عمر 4 و7 سنوات، فإذا تأخر الأبوان بعد ذلك وظلَّت العيوب اللفظية عالقة بلسان الصغير، فإنَّه حين يدرك أخطاءه ويعيها عقله، ويحسّ بضعفه إزاءها، فمن الجائز أن يقع في صراع مع نفسه ويتأخَّر نمو شخصيته.
وبين السنة الرابعة والخامسة، تبرز أسئلة "كيف" و"لماذا" و"متى".. ويستطيع الطفل ربط الجمل بعضها ببعض باستعمال واو العطف.
في هذا العمر أيضاً، يستطيع أن يروي قصة صغيرة (مع بعض الأخطاء في التسلسل الزمني للأحداث) ويتقن العدّ من "1" إلى "10" .
بين الخامسة والسادسة نلاحظ أنَّ هناك فرقاً قليلاً بين القواعد التي يستخدمها الطفل في كلامه والقواعد التي يستخدمها الراشدون في كلامهم، فابن السادسة يصبح محاوراً فعَّالاً، يستطيع إيصال أفكاره بوضوح إلى الغير، إذ تراه يستمع بانتباه إلى حديث الآخر، وينتظر دوره للتكلّم، ويبقى ضمن الموضوع الواحد للحديث، فيبدو لنا وكأنَّ الطفل أتقن كلّ الجوانب الوظيفية العملية للنطق.
ويجب أن نذكر أنَّ إتقان مهارات الحوار الفعَّال يُكتسب على مدى السنوات الأولى من الحياة من خلال احتكاك الطفل اليومي بمن حوله، لكن يحدث أحياناً أن يعاني الطفل تعثراً في قدارته اللغوية.
الأسبــــاب
يحدث التعثر الطبيعي في الكلام؛ لأن قدرة الطفل الذهنية على التفكير بالكلام أسرع من تمكن اللسان على إخراجها، أما صعوبة النطق الطبيعية فهي عادة ترجع إلى أسباب وراثية، وفي معظم الحالات تنشأ التأتأة الحقيقية عندما يعاني الطفل التعثر الطبيعي، أو صعوبة النطق الطبيعية، ثم يقوم الأهل بالضغط عليه لتصحيح كلامه؛ الأمر الذي يزيد من حساسيته لقصوره وفشله، ويصبح الطفل متوتراً عندما يتكلم، وكلما حاول أن يتحكم في كلامه ازداد الأمر سوءاً بزيادة التأتأة، وهكذا يدور الطفل في حلقة مفرغة، ويتضاعف تكرار الكلام بدلاً من نطقه مرة واحدة، وقد تحدث التأتأة المؤقتة في أي مرحلة من العمر إذا أصبح الشخص مرتبكاً خائفاً من طريقة تحدثه. وعلى الرغم من من أننا ندرك ما نتلفظ به إلا أن كيفية التلفظ به مسألة لا شعورية في العادة، كما أن العوامل الوراثية تؤدي دوراً أيضا في حدوث التأتأة.
ماذا تفعلين؟
ينبغي مساعدة الطفل للتغلب على التعثر الطبيعي في الكلام وصعوبة النطق الطبيعية (المؤقتة) حتى لا يحدث تدهور للحالة وتحولها إلى التأتأة الحقيقية عند الأطفال، ومن أهم وسائل المساعدة ما يلي:
تشجيع الطفل على الحديث:
اجلسي مع الطفل وحدثيه ولو مرة واحدة في اليوم، اجعلي الموضوع شيقاً وممتعاً، تجنبي أن تطلبي منه إتقان الكلام أو إعادة كلامك، ولكن اجعلي من التحدث نوعاً من التسلية.
ساعدي الطفل على الاسترخاء عند حدوث التأتأة:
لا تأبهي للتأتأة الحقيقة التي لا تسبب للطفل أي مضايقة، أما إذا لم يستطع الطفل الكلام فطمأنيه بمثل قولك: "لا تنزعج فإني أفهم ما تريد أن تقوله". أما إذا سألك الطفل عن مشكلة التأتأة لديه فأخبريه أنه سيتحسن ثم تزول التأتأة أخيراً.
عدم مقاطعة الطفل عندما يتكلم:
يجب منح الطفل الوقت الكافي كي ينتهي مما يقوله وعدم إكمال الجملة له، حاولي أن تضعي فاصلاً لمدة ثانيتين بين نهاية جملة الطفل وبداية كلامك، ولا تسمحي للإخوة بمقاطعة بعضهم لبعض أثناء الكلام.
لا تطلبي من الطفل أن يكرر ما قاله أو يبدأ كلامه من جديد:
حاولي قدر الإمكان أن تخمني ما يحاول الطفل أن يوصله إليك، يجب أن تنصتي له جيدا عندما يحدثك، ولكن لا تطلبي منه أن يكرر كلامه إلا إذا لم تستطيعي فهم بعض الكلام الذي يبدو مهماً.
لا تطلبي من الطفل أن يتمهل عندما يتكلم:
حاولي أن تشعري الطفل أن لديك الوقت الكافي كي تسمعي منه، وأنك لست مستعجلة، وكمثال يحتذى: اتبعي أسلوباً هادئا في حديثك معه. إن اندفاع الطفل في كلامه مرحلة مؤقتة لا يمكن للوالدين تغييرها بإصدار الأوامر له.
عدم تعيير الطفل بالتأتأة:
فإن هذه النعوت تصبح من التوقعات المحققة ذاتياً، كما يجب عدم مناقشة مشكلات النطق عند الطفل في حضوره.
اطلبي من الآخرين ألا يصححوا كلام الطفل:
يجب أن يطلع كل من حاضنة الطفل وأقاربه ومدرسيه والجيران والزوار على هذه الإرشادات، ولا تسمحي لإخوته بأن يقلدوه في تأتأته أو يسخروا منه.
ساعدي الطفل على الطمأنينة والشعور بأنه مقبول بوجه عام:
يجب زيادة وقت لهو الطفل ولعبه اليومي، حاولي تهدئة إيقاع الحياة في الأسرة؛ وتجنبي المواقف التي تثير التأتأة لدى الطفل، وإذا كانت هناك بعض الأمور التي تتبعين فيها نظاماً صارماً، يجب أن تخففي من حدة الموقف.
م ن ق و ل
ليس في الوجود أجمل من مناغاة طفل يحاول الكلام، إذ يجد والده لذَّة خاصة لدى سماع أخطاء لسانه وعيوب ألفاظه، وكثيراً ما يقلده أحدهما ويحمله على التكرار.
لكننا إذا شئنا مصلحة الطفل، وآثرناها على مسرَّات الآباء، فسنضطر إلى أن نطلب من الأبوين ألا يستمرئا هذه اللذة الساحرة؛ لئلا تخرج عن حدودها المعقولة، فتعوق الطفل عن تقدمه اللغوي.
في عامه الثاني يبدأ الطفل بتكوين جمل من كلمتين، ومع أنَّ قاموس مفرداته محدود جداً، فهو يستطيع استخدام هذه الكلمات بطرائق مختلفة للتعبير عن أمور عديدة، مثل وصف الشيء أو مكان الشيء أو حالة الشيء من خلال مقاطع كلامية محدودة.
يزداد قاموس المفردات تدريجياً لدى الطفل، ويؤكد المختصون أنَّ كلّ أربعة من خمسة أطفال يسيئون التلفظ، دون أن يكون لديهم آفات سمعية أو عضوية، وهذا يعني أنَّ بوسعهم أن يصححوا ألفاظهم ويجوِّدوا نطقهم.. فهناك أطفال يقولون: "ثبعت" بدلاً من "شبعت"، أو "حثان" بدلاً من "حصان"، وعلينا أن ندرِّب هؤلاء الأطفال، دون تأخير، والزمن المناسب لهذا التصحيح يقع بين عمر 4 و7 سنوات، فإذا تأخر الأبوان بعد ذلك وظلَّت العيوب اللفظية عالقة بلسان الصغير، فإنَّه حين يدرك أخطاءه ويعيها عقله، ويحسّ بضعفه إزاءها، فمن الجائز أن يقع في صراع مع نفسه ويتأخَّر نمو شخصيته.
وبين السنة الرابعة والخامسة، تبرز أسئلة "كيف" و"لماذا" و"متى".. ويستطيع الطفل ربط الجمل بعضها ببعض باستعمال واو العطف.
في هذا العمر أيضاً، يستطيع أن يروي قصة صغيرة (مع بعض الأخطاء في التسلسل الزمني للأحداث) ويتقن العدّ من "1" إلى "10" .
بين الخامسة والسادسة نلاحظ أنَّ هناك فرقاً قليلاً بين القواعد التي يستخدمها الطفل في كلامه والقواعد التي يستخدمها الراشدون في كلامهم، فابن السادسة يصبح محاوراً فعَّالاً، يستطيع إيصال أفكاره بوضوح إلى الغير، إذ تراه يستمع بانتباه إلى حديث الآخر، وينتظر دوره للتكلّم، ويبقى ضمن الموضوع الواحد للحديث، فيبدو لنا وكأنَّ الطفل أتقن كلّ الجوانب الوظيفية العملية للنطق.
ويجب أن نذكر أنَّ إتقان مهارات الحوار الفعَّال يُكتسب على مدى السنوات الأولى من الحياة من خلال احتكاك الطفل اليومي بمن حوله، لكن يحدث أحياناً أن يعاني الطفل تعثراً في قدارته اللغوية.
الأسبــــاب
يحدث التعثر الطبيعي في الكلام؛ لأن قدرة الطفل الذهنية على التفكير بالكلام أسرع من تمكن اللسان على إخراجها، أما صعوبة النطق الطبيعية فهي عادة ترجع إلى أسباب وراثية، وفي معظم الحالات تنشأ التأتأة الحقيقية عندما يعاني الطفل التعثر الطبيعي، أو صعوبة النطق الطبيعية، ثم يقوم الأهل بالضغط عليه لتصحيح كلامه؛ الأمر الذي يزيد من حساسيته لقصوره وفشله، ويصبح الطفل متوتراً عندما يتكلم، وكلما حاول أن يتحكم في كلامه ازداد الأمر سوءاً بزيادة التأتأة، وهكذا يدور الطفل في حلقة مفرغة، ويتضاعف تكرار الكلام بدلاً من نطقه مرة واحدة، وقد تحدث التأتأة المؤقتة في أي مرحلة من العمر إذا أصبح الشخص مرتبكاً خائفاً من طريقة تحدثه. وعلى الرغم من من أننا ندرك ما نتلفظ به إلا أن كيفية التلفظ به مسألة لا شعورية في العادة، كما أن العوامل الوراثية تؤدي دوراً أيضا في حدوث التأتأة.
ماذا تفعلين؟
ينبغي مساعدة الطفل للتغلب على التعثر الطبيعي في الكلام وصعوبة النطق الطبيعية (المؤقتة) حتى لا يحدث تدهور للحالة وتحولها إلى التأتأة الحقيقية عند الأطفال، ومن أهم وسائل المساعدة ما يلي:
تشجيع الطفل على الحديث:
اجلسي مع الطفل وحدثيه ولو مرة واحدة في اليوم، اجعلي الموضوع شيقاً وممتعاً، تجنبي أن تطلبي منه إتقان الكلام أو إعادة كلامك، ولكن اجعلي من التحدث نوعاً من التسلية.
ساعدي الطفل على الاسترخاء عند حدوث التأتأة:
لا تأبهي للتأتأة الحقيقة التي لا تسبب للطفل أي مضايقة، أما إذا لم يستطع الطفل الكلام فطمأنيه بمثل قولك: "لا تنزعج فإني أفهم ما تريد أن تقوله". أما إذا سألك الطفل عن مشكلة التأتأة لديه فأخبريه أنه سيتحسن ثم تزول التأتأة أخيراً.
عدم مقاطعة الطفل عندما يتكلم:
يجب منح الطفل الوقت الكافي كي ينتهي مما يقوله وعدم إكمال الجملة له، حاولي أن تضعي فاصلاً لمدة ثانيتين بين نهاية جملة الطفل وبداية كلامك، ولا تسمحي للإخوة بمقاطعة بعضهم لبعض أثناء الكلام.
لا تطلبي من الطفل أن يكرر ما قاله أو يبدأ كلامه من جديد:
حاولي قدر الإمكان أن تخمني ما يحاول الطفل أن يوصله إليك، يجب أن تنصتي له جيدا عندما يحدثك، ولكن لا تطلبي منه أن يكرر كلامه إلا إذا لم تستطيعي فهم بعض الكلام الذي يبدو مهماً.
لا تطلبي من الطفل أن يتمهل عندما يتكلم:
حاولي أن تشعري الطفل أن لديك الوقت الكافي كي تسمعي منه، وأنك لست مستعجلة، وكمثال يحتذى: اتبعي أسلوباً هادئا في حديثك معه. إن اندفاع الطفل في كلامه مرحلة مؤقتة لا يمكن للوالدين تغييرها بإصدار الأوامر له.
عدم تعيير الطفل بالتأتأة:
فإن هذه النعوت تصبح من التوقعات المحققة ذاتياً، كما يجب عدم مناقشة مشكلات النطق عند الطفل في حضوره.
اطلبي من الآخرين ألا يصححوا كلام الطفل:
يجب أن يطلع كل من حاضنة الطفل وأقاربه ومدرسيه والجيران والزوار على هذه الإرشادات، ولا تسمحي لإخوته بأن يقلدوه في تأتأته أو يسخروا منه.
ساعدي الطفل على الطمأنينة والشعور بأنه مقبول بوجه عام:
يجب زيادة وقت لهو الطفل ولعبه اليومي، حاولي تهدئة إيقاع الحياة في الأسرة؛ وتجنبي المواقف التي تثير التأتأة لدى الطفل، وإذا كانت هناك بعض الأمور التي تتبعين فيها نظاماً صارماً، يجب أن تخففي من حدة الموقف.
م ن ق و ل