الوقت الضائع
قال الحسن البصري: أدركت أقواما كان أحدهم أشحُ على عُمره منه على دِرهمه .
-----------
طفلي الصغير منذ مساء أمس و صحته ليست على ما يرام..
عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى.. رغم التعب و الإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة .
حملته و ذهبت.. لقد كان المنتظرون كثير.. الصمت يخيم على الجميع.. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة..
أجلتُ طرفي في الحاضرين..
البعض مغمض العينين لا تعرف فيمَ يفكر.. آخر يتابع نظرات الجميع.. آخرون تحس على وجوههم القلق و الملل من الانتظار .
يقطع السكون الطويل..صوت المنادي..برقم كذا.. الفرحة على وجه المُنادى.. يسير بخطوات سريعة.. ثم يرجع الصمت للجميع..
لفت نظري شاب في مقتبل العمر.. لا يعنيه أي شيء حوله.. لقد كان معه مصحف جيب صغير.. يقرأ فيه.. لا يرفع طرفه نظرت إليه
و لم أفكر في حاله كثيرا لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته و محافظته على الوقت .
ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها و أنا فارغ بلا عمل و لا شغل ، بل انتظار ممل.
أذّن المؤذن لصلاة المغرب.. ذهبنا للصلاة.
في مصلى المستشفى.. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف
بعد أن أتمنا الصلاة سرت معه و أخبرته مباشرةً عن حاله
قال.. إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.
و أخبرني.. أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل
بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر و المثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل و التوتر..
و أضاف محدّثي قائلاً إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة و النصف..
و سألني..
متى ستجد ساعة و نصف لتقرأ فيها القرآن..
تأملت.. كم من الأوقات تذهب سدى.. كم لحظة في حياتك تمر و لا تحسب لها حساب..
بل كم من شهر يمر عليك و لا تقرأ القرآن..
أجلت ناظري.. وجدت أني محاسب و الزمن ليس بيدي ، فماذا أنتظر؟
قطع تفكيري صوت المنادي.. ذهبت إلى الطبيب.
أريد أن أحقق شيئاً الآن..
بعد أن خرجت من المستشفى.. أسرعت إلى المكتبة.. اشتريت مصحفاً صغيرا..
قررت أن أحافظ على وقتي .. فكرت و أنا أضع المصحف في جيبي..
كم من شخص سيفعل ذلك..
و كم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك..
قال الحسن البصري: أدركت أقواما كان أحدهم أشحُ على عُمره منه على دِرهمه .
-----------
طفلي الصغير منذ مساء أمس و صحته ليست على ما يرام..
عندما عدت مساء هذا اليوم من عملي قررت الذهاب به إلى المستشفى.. رغم التعب و الإرهاق إلا أن التعب لأجله راحة .
حملته و ذهبت.. لقد كان المنتظرون كثير.. الصمت يخيم على الجميع.. يوجد عدد من الكتيبات الصغيرة استأثر بها بعض الإخوة..
أجلتُ طرفي في الحاضرين..
البعض مغمض العينين لا تعرف فيمَ يفكر.. آخر يتابع نظرات الجميع.. آخرون تحس على وجوههم القلق و الملل من الانتظار .
يقطع السكون الطويل..صوت المنادي..برقم كذا.. الفرحة على وجه المُنادى.. يسير بخطوات سريعة.. ثم يرجع الصمت للجميع..
لفت نظري شاب في مقتبل العمر.. لا يعنيه أي شيء حوله.. لقد كان معه مصحف جيب صغير.. يقرأ فيه.. لا يرفع طرفه نظرت إليه
و لم أفكر في حاله كثيرا لكنني عندما طال انتظاري عن ساعة كاملة تحول مجرد نظري إليه إلى تفكير عميق في أسلوب حياته و محافظته على الوقت .
ساعة كاملة من عمري ماذا استفدت منها و أنا فارغ بلا عمل و لا شغل ، بل انتظار ممل.
أذّن المؤذن لصلاة المغرب.. ذهبنا للصلاة.
في مصلى المستشفى.. حاولت أن أكون بجوار صاحب المصحف
بعد أن أتمنا الصلاة سرت معه و أخبرته مباشرةً عن حاله
قال.. إنه أخذ مصحف الجيب هذا منذ سنة واحدة فقط عندما حثه صديق له بالمحافظة على الوقت.
و أخبرني.. أنه يقرأ في الأوقات التي لا يستفاد منها كثيراً أضعاف ما يقرأ في المسجد أو في المنزل
بل إن قراءته في المصحف زيادة على الأجر و المثوبة إن شاء الله تقطع عليه الملل و التوتر..
و أضاف محدّثي قائلاً إنه الآن في مكان الانتظار منذ ما يزيد على الساعة و النصف..
و سألني..
متى ستجد ساعة و نصف لتقرأ فيها القرآن..
تأملت.. كم من الأوقات تذهب سدى.. كم لحظة في حياتك تمر و لا تحسب لها حساب..
بل كم من شهر يمر عليك و لا تقرأ القرآن..
أجلت ناظري.. وجدت أني محاسب و الزمن ليس بيدي ، فماذا أنتظر؟
قطع تفكيري صوت المنادي.. ذهبت إلى الطبيب.
أريد أن أحقق شيئاً الآن..
بعد أن خرجت من المستشفى.. أسرعت إلى المكتبة.. اشتريت مصحفاً صغيرا..
قررت أن أحافظ على وقتي .. فكرت و أنا أضع المصحف في جيبي..
كم من شخص سيفعل ذلك..
و كم من الأجر العظيم يكون للدال على ذلك..
من كتاب الزمن القادم