ضاءت له قصور الشام وان ارهاصات بالبعثه وقعت وهى سقوط اربعة عشر شرفه من ايوان كسرى وخمدت
النار التى يعبدها المجوس,وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد ان غاضت ولما ولدته امه ارسلت الى جده
عبد المطلب تبشره بحفيده ؛فجاء مستبشرا ودخل به الكعبه فدعا الله وشكر له واختار له اسم محمد وهذا الاسم
لم يكن معروفا فى الجاهليه عند العرب واول من ارضعته بعد امه ثويبه مولاة ابى لهب .
رأت حليمة من بركته العجب قالت أنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير مع
نسوة تبتغى الرضعاء قالت خرجت على أتان((حمار)) لى قمراء لاتبض بقطرة ولاينام صبينا من الجوع
ولكن كنا نرجوا الغيث والفرج فخرجنا الى مكة نلتمس الرضعاء فما منا الا وعرض عليها رسول الله((
صلى الله عليه وسلم ))فتأباه اذا قيل لها أنه يتيم لأننا كنا نرجو المعروف من أبى الصبى فأخذوا جميع
النسوة الرضعاء وبقى الا محمد فقلت لصاحبى والله انى لأكره أن أرجع ولم أخذ رضيعا والله لأذهبن الى
ذلك الرضيع فلآخذنه فلما وضعته على حجرى أقبل عليه منى اللبن فشرب هو وأخوه حتى رويا ثم نمنا
تلك الليلة مستريحين واصبحنا فذهب زوجى الى شارفنا ((معزة)) وحلبها فاذا هى مليئة باللبن فشربنا
وارتوينا فركبت على اتانى فاذا هى اقوى من العادة فتعجبت صواحبى . ثم عدنا الى ديارنا وما اعلم ارضا
اجدب منها فكانت غنمى تروح فترعى وتعود شبعة فنحلب ونشرب وما يحلب انسان قطرة لبن ولا يجدها
فى ضرع حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم : ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعى بنت ابى
ذؤيب فتروح اغنامهم جياعا وتروح غنمى شبعا لبنا وهذا من بركة محمد((ص))