بسم الله الرحمن الرحيم :
إهداء لكل أم خلف جدران المعتقل:
يقين :
هناك :فى معتقل الغربة ؛ خلف غياهب سجن العتمة ؛ حيث القضبان محكمة؛والغرف مظلمة ؛ والجدران رطبة ،والنفوس وئيدة ؛ والقلوب طويّة ؛ كان قلبها ليس كالقلوب ؛ فى غفلة عن العتمة ؛ وفى صحبة من الرحمة ؛ طوته تسابيح الليالى وسترته عن الخطوب واجتبته بمنأى عن الكروب..
لكن ذاك اليوم مختلف :احتواها شعاع ضوء ،أبى إلا أن يخترق الأسوار والحجب ، فسرى عبر الزمان والمكان، مضى بثبات لحيث هى ،، فاجأها الضوء كالصبح !؛أجفلها؛ جافته؛ انزوت عنه بسرعة فى حجاب؛
كل ما تذكره عن الضوء هو الغياب ، كما وتخشى هى الأغراب ،كفاها فقداً لأحباب ،وزيادة عذاب..
ظلت تتأمل ؛ تنظر للشعاع المُخترِ ِق ، تحاول تحسب كم مرّ عليها من الزمان ؛ حبيسة الجدران ، جذبها الضوء الساكن ، زجرت نفسها : لايلبث أن يتراجع ، تحولت فى جلستها ، أبى الشعاع إلا أن يغمر وليدها ، ذاك المركون فى الجنب ، صاحت : آه يا ولدى ، لكم خشيت أن أراك !
كم أنا اليوم فى كربٍ ، نظرت للضوء فى صمتٍ ؛ ألا ترحل؟أما يكفيك ؟
لكن الضوء قلَّبَ شعاعه فيها،نادت يا ربِّ ، ثم عادت فى ذكرها ترفلُ.. ..
جاء الغروب ، استطعمت غيوب ، نظرت فى وليدها ثانية ؛ بعين مختلفة :
قََـَرَّبَته ُ :أيَا ابنى ..
ضمته : أيَا ابنى ..
أطعمته : أيَا ابنى ..
ناجت :أيَا علاّم الغيوب ؛ جاء الغروب ؛ خِفت الخطوب ..
ياربِّ اشقى : وَمَضَتْ : "ما أنزلنا عليكَ القرآنَ لتشقى"
عادت: ياربِّ :ابنى !
ذكرت : القيه فى اليم ، جَفلـَت : خافت عليه ..
بكت؛ اجتواها حزن ؛ صَلَّّت ثم قرأَت : لاتخافى ولاتحزنى..
نظرت صوب ابنها ، ثم رجعت فى تسليم: يارب ... رُدُّه عليّ !
مرَّت : إنّا رادوه إليكِ ، قالت : ياربِّ ،، بشرى .. ، تَلـَت : وجاعلوه من المرسلين ..
فاءت : يالها من آية ! أمرين ونهيين وبشارتين :
"وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفتِ عليه فالقيه في اليَّمِ ولا تَخَافِي ولاَ تَحْزَني إنَّا رَادُّوهُ إليكِ وجاعلوه من المرسلين "
رَجـِفَـَت : وأين منى أم موسى ؟ وأين منى أنبياء ومرسلين؟
رَعِدَت ؛ فأمطرت بكيا : فالله لايحب المعتدين ،،
عادت؛ نشجت فى أنين : ياربِّ ... ولدى ! سيأخذوه خارج الزنازين !
تـَابت :" وربك يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة"
هدأت ، سكنت : إذاّ ؛ فالأمر مرده لليقين،
آبت : "وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد"
الحمدلله رب العالمين .
د. أمنية السيد
إهداء لكل أم خلف جدران المعتقل:
يقين :
هناك :فى معتقل الغربة ؛ خلف غياهب سجن العتمة ؛ حيث القضبان محكمة؛والغرف مظلمة ؛ والجدران رطبة ،والنفوس وئيدة ؛ والقلوب طويّة ؛ كان قلبها ليس كالقلوب ؛ فى غفلة عن العتمة ؛ وفى صحبة من الرحمة ؛ طوته تسابيح الليالى وسترته عن الخطوب واجتبته بمنأى عن الكروب..
لكن ذاك اليوم مختلف :احتواها شعاع ضوء ،أبى إلا أن يخترق الأسوار والحجب ، فسرى عبر الزمان والمكان، مضى بثبات لحيث هى ،، فاجأها الضوء كالصبح !؛أجفلها؛ جافته؛ انزوت عنه بسرعة فى حجاب؛
كل ما تذكره عن الضوء هو الغياب ، كما وتخشى هى الأغراب ،كفاها فقداً لأحباب ،وزيادة عذاب..
ظلت تتأمل ؛ تنظر للشعاع المُخترِ ِق ، تحاول تحسب كم مرّ عليها من الزمان ؛ حبيسة الجدران ، جذبها الضوء الساكن ، زجرت نفسها : لايلبث أن يتراجع ، تحولت فى جلستها ، أبى الشعاع إلا أن يغمر وليدها ، ذاك المركون فى الجنب ، صاحت : آه يا ولدى ، لكم خشيت أن أراك !
كم أنا اليوم فى كربٍ ، نظرت للضوء فى صمتٍ ؛ ألا ترحل؟أما يكفيك ؟
لكن الضوء قلَّبَ شعاعه فيها،نادت يا ربِّ ، ثم عادت فى ذكرها ترفلُ.. ..
جاء الغروب ، استطعمت غيوب ، نظرت فى وليدها ثانية ؛ بعين مختلفة :
قََـَرَّبَته ُ :أيَا ابنى ..
ضمته : أيَا ابنى ..
أطعمته : أيَا ابنى ..
ناجت :أيَا علاّم الغيوب ؛ جاء الغروب ؛ خِفت الخطوب ..
ياربِّ اشقى : وَمَضَتْ : "ما أنزلنا عليكَ القرآنَ لتشقى"
عادت: ياربِّ :ابنى !
ذكرت : القيه فى اليم ، جَفلـَت : خافت عليه ..
بكت؛ اجتواها حزن ؛ صَلَّّت ثم قرأَت : لاتخافى ولاتحزنى..
نظرت صوب ابنها ، ثم رجعت فى تسليم: يارب ... رُدُّه عليّ !
مرَّت : إنّا رادوه إليكِ ، قالت : ياربِّ ،، بشرى .. ، تَلـَت : وجاعلوه من المرسلين ..
فاءت : يالها من آية ! أمرين ونهيين وبشارتين :
"وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه فإذا خفتِ عليه فالقيه في اليَّمِ ولا تَخَافِي ولاَ تَحْزَني إنَّا رَادُّوهُ إليكِ وجاعلوه من المرسلين "
رَجـِفَـَت : وأين منى أم موسى ؟ وأين منى أنبياء ومرسلين؟
رَعِدَت ؛ فأمطرت بكيا : فالله لايحب المعتدين ،،
عادت؛ نشجت فى أنين : ياربِّ ... ولدى ! سيأخذوه خارج الزنازين !
تـَابت :" وربك يخلق مايشاء ويختار ما كان لهم الخيرة"
هدأت ، سكنت : إذاّ ؛ فالأمر مرده لليقين،
آبت : "وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد"
الحمدلله رب العالمين .
د. أمنية السيد