وقعت معركة العلمين
كتب د. أيمن الجندى
٢٣/ ١٠/ ٢٠٠٩
هل تحب مثلى أفلام الحرب العالمية الثانية؟: السيارات العسكرية المفتوحة، خطوة الإوز الشهيرة، والضباط النازيون المتخشبون.
هتلر بشاربه اللطيف والكاريزما التى تشع حوله، أجواء التعصب والحماسة: ألمانيا فوق الجميع.
هلم معى إلى العلمين، إلى الصحراء الغربية، وبحار الرمال اللانهائية. البحر المترامى والواحات المتفرقة، وسكان الواحات يرمقون فى دهشة الصحراء التى ازدحمت بالسيارات العسكرية، وكأنها ميدان العتبة أو شارع رمسيس.
البدويات يرمقن الجنود الشقر فى فضول، والبدو يتساءلون عما جرى للدنيا، عاش أجدادهم وأجداد أجدادهم ينعمون بالفراغ اللانهائى والسلام المحيط. يرعون أغنامهم، يحلبون شاتهم، يغزلون صوفهم، يقضون الليالى فى السمر، والنجوم شاهدة، وأمواج البحر تتكسر على الشاطئ بصوت لطيف.
لم يعلموا أنهم يدفعون ثمن حروب لا شأن لهم بها. بريطانيا التى أذلت ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، ألمانيا التى تريد أن تنتقم، يزرعون أرضنا بالألغام ثم يتركوننا ويرحلون.
معركة العلمين كانت بداية النهاية لهتلر، نقطة تحول فى الحرب العالمية الثانية. قوات التحالف أمام قوات المحور، ومونتجمرى فى مواجهة روميل، الذى حولته انتصاراته المتعاقبة إلى أسطورة.
ليالٍ طوال أمضاها مونتجمرى يتأمل صورته، التى وضعها على الحائط متفرّسا فى ملامحه، محاولا أن ينفذ إلى روحه من خلال عينيه.
يناجيه، يحدثه، يغضب عليه، يعاتبه، مشاعر عجيبة متضاربة بين الكراهية والإعجاب.
كانت مهمته الأولى أن ينزع الرهبة من داخل نفسه أولا من روميل الرهيب، بعدها يزرع الثقة فى قلوب جنوده بإمكانية النصر. المعركة تحسم قبل أن تطلق طلقة واحدة. مجرد إيمانك بحقك فى النصر يجلب لك النصر.
روميل كان يخوض حربا ضد أقداره، وظروف غير مواتية.. الحرب بدأت بتمهيد مدفعى أعقبه الهجوم. بعدها بيومين وصل روميل إلى الجبهة ليقود قوات المحور فى معركة محسومة النتيجة سلفا. بخبرته العسكرية أدرك أن الانسحاب هو الحل الوحيد.
مطاردة طويلة ومنهكة لفلول المحور استمرت على رمال الصحراء حتى تونس، وفيها كانت آخر المعارك الحاسمة ونهاية وجود قوات المحور فى أفريقيا.
أعوام تعاقبت ورحل الجميع. وبقيت الصحراوات اللانهائية شاهدا على عبث الصراع البشرى، والبدو يواصلون حياة أجدادهم: يرعون أغنامهم، يحلبون شاتهم، يغزلون صوفهم، يقضون الليالى فى السمر، والنجوم شاهدة، وأمواج البحر تتكسر على الشاطئ بصوت لطيف.
كتب د. أيمن الجندى
٢٣/ ١٠/ ٢٠٠٩
هل تحب مثلى أفلام الحرب العالمية الثانية؟: السيارات العسكرية المفتوحة، خطوة الإوز الشهيرة، والضباط النازيون المتخشبون.
هتلر بشاربه اللطيف والكاريزما التى تشع حوله، أجواء التعصب والحماسة: ألمانيا فوق الجميع.
هلم معى إلى العلمين، إلى الصحراء الغربية، وبحار الرمال اللانهائية. البحر المترامى والواحات المتفرقة، وسكان الواحات يرمقون فى دهشة الصحراء التى ازدحمت بالسيارات العسكرية، وكأنها ميدان العتبة أو شارع رمسيس.
البدويات يرمقن الجنود الشقر فى فضول، والبدو يتساءلون عما جرى للدنيا، عاش أجدادهم وأجداد أجدادهم ينعمون بالفراغ اللانهائى والسلام المحيط. يرعون أغنامهم، يحلبون شاتهم، يغزلون صوفهم، يقضون الليالى فى السمر، والنجوم شاهدة، وأمواج البحر تتكسر على الشاطئ بصوت لطيف.
لم يعلموا أنهم يدفعون ثمن حروب لا شأن لهم بها. بريطانيا التى أذلت ألمانيا فى الحرب العالمية الأولى، ألمانيا التى تريد أن تنتقم، يزرعون أرضنا بالألغام ثم يتركوننا ويرحلون.
معركة العلمين كانت بداية النهاية لهتلر، نقطة تحول فى الحرب العالمية الثانية. قوات التحالف أمام قوات المحور، ومونتجمرى فى مواجهة روميل، الذى حولته انتصاراته المتعاقبة إلى أسطورة.
ليالٍ طوال أمضاها مونتجمرى يتأمل صورته، التى وضعها على الحائط متفرّسا فى ملامحه، محاولا أن ينفذ إلى روحه من خلال عينيه.
يناجيه، يحدثه، يغضب عليه، يعاتبه، مشاعر عجيبة متضاربة بين الكراهية والإعجاب.
كانت مهمته الأولى أن ينزع الرهبة من داخل نفسه أولا من روميل الرهيب، بعدها يزرع الثقة فى قلوب جنوده بإمكانية النصر. المعركة تحسم قبل أن تطلق طلقة واحدة. مجرد إيمانك بحقك فى النصر يجلب لك النصر.
روميل كان يخوض حربا ضد أقداره، وظروف غير مواتية.. الحرب بدأت بتمهيد مدفعى أعقبه الهجوم. بعدها بيومين وصل روميل إلى الجبهة ليقود قوات المحور فى معركة محسومة النتيجة سلفا. بخبرته العسكرية أدرك أن الانسحاب هو الحل الوحيد.
مطاردة طويلة ومنهكة لفلول المحور استمرت على رمال الصحراء حتى تونس، وفيها كانت آخر المعارك الحاسمة ونهاية وجود قوات المحور فى أفريقيا.
أعوام تعاقبت ورحل الجميع. وبقيت الصحراوات اللانهائية شاهدا على عبث الصراع البشرى، والبدو يواصلون حياة أجدادهم: يرعون أغنامهم، يحلبون شاتهم، يغزلون صوفهم، يقضون الليالى فى السمر، والنجوم شاهدة، وأمواج البحر تتكسر على الشاطئ بصوت لطيف.