ميلاد محمد رضا بهلوى شاه إيران
كتب د. أيمن الجندى
٢٦/ ١٠/ ٢٠٠٩
إيران الطموح، إيران الجموح، إيران
الأساطير. لماذا يا محمد رضا بهلوى لم تحافظ على عرش الطاووس الذى تعاقبه الأباطرة حتى وصل إليك؟ لم تفهم
أبدا بلدك الذى تحكمه، فارس:
خليط النيروز
وعاشوراء، عمر الخيام والأئمة الاثنا عشر.
لم تفهم أن بلادك يسكنها التاريخ تحت كل حجر:
(قورش) الذى دانت له اليونان ومصر، الإسكندر الذى أسقط الإمبراطورية، حروب الروم التى دامت قروناً، وخيول
العرب تصهل عند أبواب كسرى.
هذا بلد يحتاج كى
تحكمه أن تفهمه، أن تنظر بعين إلى الماضى وعين إلى المستقبل، أن تفرغ فؤادك لدروس التاريخ، وتعلم أن
بلادك لم تحكمها – إلا قليلاً
– حكومة مركزية،
شعبك غير مدجّن يا شاه، وقدس أقداسه الدين والكرامة.
لم يشفع لك الانتعاش الاقتصادى الذى
شهده عهدك، ولا
تدفق المال بغير
حساب، ولا سماحك للمرأة بالتصويت، ولا جيشك القوى وهيبة فارس بين جيرانها، ولا إصلاحات
زراعية استفاد منها
ملايين الفقراء.
لم يتذكروا إلا السافاك، ومنعك للحجاب وحكمك المطلق. من قلب «قم» انطلق صوت مقبل من أعماق التاريخ يحطم قوائم عرشك ويهد
طمأنينتك.
محمد رضا بهلوى: ارتبطت حياته بمصر على
نحو لافت للنظر. شهدته مصر شاباً خجولاً متردداً سحقه طغيان والده. علاقة عجيبة معقدة كانت تربطه بوالده
الجاويش الذى استولى على حكم إيران، الديكتاتور الذى قهره وصارحه بأنه يصلح أن يكون فتاة وتكون
شقيقته هى
الذكر.
جاء ليطلب على
استحياء يد الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق تلبية لأوامر والده. حينما خلع الإنجليز الأب لميوله
الهتلرية ونصّبوه على عرش الطاووس لم يهنأ إلا قليلاً . تأميم البترول والتفاف الشعب حول
«محمد مصدّق» أرغمه على مغادرة إيران، قبل أن يعود إليها بانقلاب مضاد صنعته
المخابرات الأمريكية.
الأيام تمضى، والشاب الخجول لم يعد
خجولاً، وسرطان الكبرياء الكامن فى أعماقه يتمدد على حساب ماض يخجله ويحاول نسيانه. والحكم المطلق فساد
مطلق، وكلما انحنت الجباه له انتصبت قامته، ومن طقوس ولاء قادة الجيش السجود له مقبلين حذاءه،
وكارتر يشرب نخب
الاستقرار فى
القصر الإمبراطورى!.
ابن السماء لم
يتصور أن أقداره ستعيده إلى مصر طريداً بائساً. حينما اشتعلت الثورة وأخفق الرصاص فى وقف
الزاحفين ركب طائرته
وفرّ هارباً. لم
يتصور أن أمريكا ستتنكر له كعادتها مع الطغاة السابقين. الشاه المخلوع المريض بالسرطان طوّف العالم
شرقاً وغربا ًفلم يجد قبراً إلا فى ثرى المحروسة التى لا ترفض أحداً.
كتب د. أيمن الجندى
٢٦/ ١٠/ ٢٠٠٩
إيران الطموح، إيران الجموح، إيران
الأساطير. لماذا يا محمد رضا بهلوى لم تحافظ على عرش الطاووس الذى تعاقبه الأباطرة حتى وصل إليك؟ لم تفهم
أبدا بلدك الذى تحكمه، فارس:
خليط النيروز
وعاشوراء، عمر الخيام والأئمة الاثنا عشر.
لم تفهم أن بلادك يسكنها التاريخ تحت كل حجر:
(قورش) الذى دانت له اليونان ومصر، الإسكندر الذى أسقط الإمبراطورية، حروب الروم التى دامت قروناً، وخيول
العرب تصهل عند أبواب كسرى.
هذا بلد يحتاج كى
تحكمه أن تفهمه، أن تنظر بعين إلى الماضى وعين إلى المستقبل، أن تفرغ فؤادك لدروس التاريخ، وتعلم أن
بلادك لم تحكمها – إلا قليلاً
– حكومة مركزية،
شعبك غير مدجّن يا شاه، وقدس أقداسه الدين والكرامة.
لم يشفع لك الانتعاش الاقتصادى الذى
شهده عهدك، ولا
تدفق المال بغير
حساب، ولا سماحك للمرأة بالتصويت، ولا جيشك القوى وهيبة فارس بين جيرانها، ولا إصلاحات
زراعية استفاد منها
ملايين الفقراء.
لم يتذكروا إلا السافاك، ومنعك للحجاب وحكمك المطلق. من قلب «قم» انطلق صوت مقبل من أعماق التاريخ يحطم قوائم عرشك ويهد
طمأنينتك.
محمد رضا بهلوى: ارتبطت حياته بمصر على
نحو لافت للنظر. شهدته مصر شاباً خجولاً متردداً سحقه طغيان والده. علاقة عجيبة معقدة كانت تربطه بوالده
الجاويش الذى استولى على حكم إيران، الديكتاتور الذى قهره وصارحه بأنه يصلح أن يكون فتاة وتكون
شقيقته هى
الذكر.
جاء ليطلب على
استحياء يد الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق تلبية لأوامر والده. حينما خلع الإنجليز الأب لميوله
الهتلرية ونصّبوه على عرش الطاووس لم يهنأ إلا قليلاً . تأميم البترول والتفاف الشعب حول
«محمد مصدّق» أرغمه على مغادرة إيران، قبل أن يعود إليها بانقلاب مضاد صنعته
المخابرات الأمريكية.
الأيام تمضى، والشاب الخجول لم يعد
خجولاً، وسرطان الكبرياء الكامن فى أعماقه يتمدد على حساب ماض يخجله ويحاول نسيانه. والحكم المطلق فساد
مطلق، وكلما انحنت الجباه له انتصبت قامته، ومن طقوس ولاء قادة الجيش السجود له مقبلين حذاءه،
وكارتر يشرب نخب
الاستقرار فى
القصر الإمبراطورى!.
ابن السماء لم
يتصور أن أقداره ستعيده إلى مصر طريداً بائساً. حينما اشتعلت الثورة وأخفق الرصاص فى وقف
الزاحفين ركب طائرته
وفرّ هارباً. لم
يتصور أن أمريكا ستتنكر له كعادتها مع الطغاة السابقين. الشاه المخلوع المريض بالسرطان طوّف العالم
شرقاً وغربا ًفلم يجد قبراً إلا فى ثرى المحروسة التى لا ترفض أحداً.