هذه الرسالة
• كيف كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، بعبارة وجيزة، لا تعقيد فيها ولا غموض،
بعيدة عن الأقيسة و الآراء.
• استقصيت فيها كل ما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم مما له صلة بموضوعها، بحيث جمعت ما في بطون الأمهات الفقهية وغيرها، بل
وأربت عليها.
• انتخبت مادتها من عشرات الكتب
الحديثية المعتمدة، من مطبوعة و مخطوطة.
كل مسألة فيها، تجد مستندها من قوله صلى الله عليه
وسلم أو فعله في أصلها "صفة الصلاة"، فهي بهذه المزايا فائقة كل ما هو معروف اليوم
من الرسائل المؤلفة.
تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله
عليه وسلم تأليف
محمد ناصر الدين الألباني
المكتب الإسلامي
تقديـــم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و
نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له و أشهد
أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله. أما بعد فلقد اقترح
علي أخي زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي أن أقوم بتلخيص كتابي "صفة صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها" واختصاره و تقريب
عبارته إلى عامة الناس. ولما رأيته اقتراحاً مباركاً، وكان موافقاً لما كان يجول في نفسي
من زمن بعيد، وطالما سمعت مثله من أخ أو صديق. فشجعني ذلك على أن أقتطع له
قليلاً من وقتي المزدحم بكثير من الأعمال العلمية، فبادرت إلى تحقيق ما اقترحه حسب طاقتي
وجهدي، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وينفع به
إخواني المسلمين.
وقد أوردت فيه بعض الفوائد الزائدة على
"الصفة" ، تنبهت لها ، واستحسنت ذكرها في أثناء التلخيص، كما عُنيتُ عناية خاصة بشرح بعض
الألفاظ الواردة في بعض الجمل الحديثية أو الأذكار .
وجعلت له عناوين رئيسية، و أخرى
كثيرة جانبية توضيحية ، و أوردت تحتها مسائل الكتاب بأرقام متسلسلة. وصرحت بجانب كل مسألة
بحكمها من ركن أو واجب ، وما سكت عن بيان حكمه فهو من السنن، وبعضها قد يحتمل القول
بالوجوب، والجزم بهذا أو ذاك ينافي التحقيق العلمي.
والركن: هو ما يتم به الشيء الذي
هو فيه ، ويلزم من عدم وجوده بطلان ما هو ركن فيه ، كالركوع مثلاً في
الصلاة، فهو ركن فيها، يلزم من عدمه بطلانها.
و الشرط: كالركن إلا أنه يكون
خارجاً عما هو شرط فيه. كالوضوء مثلاً في الصلاة. فلا تصح بدونه.
والواجب: هو ما ثبت الأمر به في
الكتاب أو السنة، ولا دليل على
ركنيته أو شرطيته، ويثاب فاعله ويعاقب تاركه إلا لعذر.
ومثله (الفرض)، و التفريق بينه
وبين الواجب اصطلاح حادث لا دليل عليه.
و السنة: ما واظب النبي صلى الله
عليه و سلم عليه من العبادات دائماً. أو غالباً. ولم يأمر به أمر إيجاب، ويثاب فاعلها ، ولا
يعاقب تاركها و لا يعاتب.
وأما الحديث الذي يذكره بعض
المقلدين معزواً إلى النبي صلى الله عليه وسلم "من ترك سنتي لم تنله شفاعتي"
فلا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما كان كذلك فلا يجوز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية
التقول عليه. فقد قال صلى الله عليه وسلم "من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ
مقعده من النار".
وإن من نافلة القول أن أذكر أنني لم ألتزم فيه تبعاً
لأصله مذهباً معيناً من المذاهب الأربعة المتبعة. وإنما سلكت فيه مسلك أهل الحديث الذين
يلتزمون الأخذ بكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الحديث، ولذلك كان مذهبهم أقوى
من مذاهب غيرهم، كما شهد بذلك المنصفون من كل مذهب، منهم العلامة أبو الحسنات
اللكنوي الحنفي القائل: " وكيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقاً. ونواب شرعه
صدقاً، حشرنا الله في زمرتهم، وأماتنا على حبهم وسيرتهم".
ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل إذ
قال:
دين النبي محمد أخبار نعم المطية
للفتى آثارُ
لا تـرغبن عن الحديث وألـه
فالرأي ليـل والـحديث نهـارُ
ولربـما جهل الفتى أثر الهدى
والشـمس بازغـةٌ لـها أنـوارُ
دمشق 26 صفر 1392
محمد ناصر الدين الألباني
• كيف كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، بعبارة وجيزة، لا تعقيد فيها ولا غموض،
بعيدة عن الأقيسة و الآراء.
• استقصيت فيها كل ما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم مما له صلة بموضوعها، بحيث جمعت ما في بطون الأمهات الفقهية وغيرها، بل
وأربت عليها.
• انتخبت مادتها من عشرات الكتب
الحديثية المعتمدة، من مطبوعة و مخطوطة.
كل مسألة فيها، تجد مستندها من قوله صلى الله عليه
وسلم أو فعله في أصلها "صفة الصلاة"، فهي بهذه المزايا فائقة كل ما هو معروف اليوم
من الرسائل المؤلفة.
تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله
عليه وسلم تأليف
محمد ناصر الدين الألباني
المكتب الإسلامي
تقديـــم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه و
نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له و أشهد
أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله. أما بعد فلقد اقترح
علي أخي زهير الشاويش صاحب المكتب الإسلامي أن أقوم بتلخيص كتابي "صفة صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تراها" واختصاره و تقريب
عبارته إلى عامة الناس. ولما رأيته اقتراحاً مباركاً، وكان موافقاً لما كان يجول في نفسي
من زمن بعيد، وطالما سمعت مثله من أخ أو صديق. فشجعني ذلك على أن أقتطع له
قليلاً من وقتي المزدحم بكثير من الأعمال العلمية، فبادرت إلى تحقيق ما اقترحه حسب طاقتي
وجهدي، سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وينفع به
إخواني المسلمين.
وقد أوردت فيه بعض الفوائد الزائدة على
"الصفة" ، تنبهت لها ، واستحسنت ذكرها في أثناء التلخيص، كما عُنيتُ عناية خاصة بشرح بعض
الألفاظ الواردة في بعض الجمل الحديثية أو الأذكار .
وجعلت له عناوين رئيسية، و أخرى
كثيرة جانبية توضيحية ، و أوردت تحتها مسائل الكتاب بأرقام متسلسلة. وصرحت بجانب كل مسألة
بحكمها من ركن أو واجب ، وما سكت عن بيان حكمه فهو من السنن، وبعضها قد يحتمل القول
بالوجوب، والجزم بهذا أو ذاك ينافي التحقيق العلمي.
والركن: هو ما يتم به الشيء الذي
هو فيه ، ويلزم من عدم وجوده بطلان ما هو ركن فيه ، كالركوع مثلاً في
الصلاة، فهو ركن فيها، يلزم من عدمه بطلانها.
و الشرط: كالركن إلا أنه يكون
خارجاً عما هو شرط فيه. كالوضوء مثلاً في الصلاة. فلا تصح بدونه.
والواجب: هو ما ثبت الأمر به في
الكتاب أو السنة، ولا دليل على
ركنيته أو شرطيته، ويثاب فاعله ويعاقب تاركه إلا لعذر.
ومثله (الفرض)، و التفريق بينه
وبين الواجب اصطلاح حادث لا دليل عليه.
و السنة: ما واظب النبي صلى الله
عليه و سلم عليه من العبادات دائماً. أو غالباً. ولم يأمر به أمر إيجاب، ويثاب فاعلها ، ولا
يعاقب تاركها و لا يعاتب.
وأما الحديث الذي يذكره بعض
المقلدين معزواً إلى النبي صلى الله عليه وسلم "من ترك سنتي لم تنله شفاعتي"
فلا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وما كان كذلك فلا يجوز نسبته إليه صلى الله عليه وسلم خشية
التقول عليه. فقد قال صلى الله عليه وسلم "من قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ
مقعده من النار".
وإن من نافلة القول أن أذكر أنني لم ألتزم فيه تبعاً
لأصله مذهباً معيناً من المذاهب الأربعة المتبعة. وإنما سلكت فيه مسلك أهل الحديث الذين
يلتزمون الأخذ بكل ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من الحديث، ولذلك كان مذهبهم أقوى
من مذاهب غيرهم، كما شهد بذلك المنصفون من كل مذهب، منهم العلامة أبو الحسنات
اللكنوي الحنفي القائل: " وكيف لا وهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم حقاً. ونواب شرعه
صدقاً، حشرنا الله في زمرتهم، وأماتنا على حبهم وسيرتهم".
ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل إذ
قال:
دين النبي محمد أخبار نعم المطية
للفتى آثارُ
لا تـرغبن عن الحديث وألـه
فالرأي ليـل والـحديث نهـارُ
ولربـما جهل الفتى أثر الهدى
والشـمس بازغـةٌ لـها أنـوارُ
دمشق 26 صفر 1392
محمد ناصر الدين الألباني