هل تريدين الجمال ؟!
ليس الجمال بالتعرض للعنة الله وسخطه ..
بل الجمال الحقيقي هو ما يكون بطاعة الله ..
ويكمل الجمال ويزين .. للمؤمنات في الجنة ..
فإذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف ..
وهن لم يقمن الليل .. ولم يصمن النهار .. ولم يصبرن عن الشهوات ..
فما بالك بجمالك أنت .. وحسنك .. وبهائك ..
وأنت التي طالما خلوت بربك في ظلمة الليل .. يسمع نجواك .. ويجيب دعاك .. طالما تركت لأجل رضاه اللذات .. وفارقت الشهوات ..
فيا بشراك وقد تلقتك الملائكة عند الأبواب .. تبشرك بالنعيم وحسن الثواب .. وقد ازددت جمالاً فوق جمالك ..
] وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم [ ..
أنت ملكة .. ملكة ..
يقول أحد الأطباء :
كنت أدرس في بريطانيا ..
وكانت جارتنا عجوزاً يزيد عمرها على السبعين عاماً ..
كانت تستثير شفقة كل من رآها .. قد احدودب ظهرها .. ورق عظمها .. ويبس جلها ..
ومع ذلك .. فهي وحيدة بين جدران أربعة ..
تدخل وتخرج وليس معها من يساعدها من ولد ولا زوج ..
تطبخ طعامها .. وتغسل لباسها ..
منزلها كأنه مقبرة .. ليس فيه أحد غيرها .. و لا يقرع أحد بابَها ..
دعتها زوجتي لزيارتنا ذات يوم ..
فأخبرتها زوجتي بأن الإسلام يجعل الرجل مسئولاً عن زوجته .. يعمل من أجلها .. يبتاع طعامها ولباسها ..
يعالجها إذا مرضت .. ويساعدها إذا اشتكت ..
وهي تجلس في بيتها .. تجب عليه نفقتها ورعايتها .. بل وحماية عرضها ونفسها ..
فإذا رزقت بأولاد .. وجب عليهم هم أيضاً برها .. والذلة لها ..
ومن عقها من أولادها نبذه الناس وقاطعوه حتى يبُرّها ..
فإن لم تكن المرأة ذات زوج وجب على أبيها أو أخيها .. أو وليها .. أن يرعاها ويصونها ..
كانت هذه العجوز .. تستمع إلى زوجتي .. بكل دهشة وإعجاب ..
بل كانت تدافع عبراتها وهي تتذكر أولادها وأحفادها الذين لم ترهم منذ سنوات .. ولا يزورها أحد منهم .. بل لا تعرف أين هم ..
وقد تموت وتدفن أو تحرق وهم لا يعلمون .. لأنها لا قيمة لها عندهم ..
أنهت زوجتي حديثها .. فبقيت العجوز واجمة قليلاً .. ثم قالت :
في الحقيقة .. إن المرأة في بلادكم : ملكة .. ملكة ..
نعم والله .. أيتها الأخت الكريمة أنت عندنا ملكة ..
نعم ملكة ٌتسفك من أجلك الدماء .. فمن قتل دون عرضه فهو شهيد ..
وترخص لأجلك الأرواح .. وتنفق الأموال ..
ولأنك ملكة مصونة أمر الرجال حولك أن يحفظوك ..
ألحان وأشجان ..!!
بعض الفتيات قد يجرها الشيطان .. إلى سبيل الرذيلة .. بسماع الغناء .. والتعلق بالفحشاء ..
وقد قال تعالى : ( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ) كان ابن مسعود Z يقسم بالله أن المراد به الغناء ..
وفي الصحيح قال J : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف " ..
وصح عند الترمذي .. أنه J قال :" ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف " ..
ونص العلماء على تحريم آلات اللهو والعزف .. والتحريم يشتد والذنب يعظم إذا رافق الموسيقى غناء ..
وتتفاقم المصيبة عندما تكون كلمات الأغاني عشقاً وحباً وغراماً ووصفاً للمحاسن ..
بل هي مزمار الشيطان.. الذي يزمر به فيتبعه أولياؤه.. قال تعالى : ] واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك [.. وقال ابن مسعود : الغناء رقية الزنا.. أي أنه طريقُه ووسيلتُه..
عجباً.. هذا كان يقوله ابن مسعود لما كان الغناء يقع من الجواري والإماء المملوكات.. يوم كان الغناء بالدفّ والشعر الفصيح.. يقول هو رقية الزنا..
فماذا يقول ابن مسعود لو رأى زماننا هذا.. وقد تنوّعت الألحان.. وكثر أعوان الشيطان.. فأصبحت الأغاني تسمع في السيارة والطائرة.. والبر والبحر..
بل حتى الساعات والأجراس وألعاب الأطفال والكمبيوتر وأجهزة الهاتف .. دخلت فيها الموسيقى ..
رقية الزنا !!
والأغاني طريق لنشر الفاحشة .. وإثارة الغرائز .. فما يكاد يُذكر فيها إلا الحب والغرام.. والعشق والهيام..
بالله عليك ..
هل سمعت مغنياً غنى في التحذير من الزنا ؟ أو غض البصر ؟
أو حفظ أعراض المسلمين ؟!! أو في الحث على صوم النهار .. وبكاء الأسحار ..
كلا.. ما سمعنا عن شيء من ذلك..
بل أكثرهم يدعو إلى العشق المحرم .. وتعلق القلب بغير الله ..
بل قد يجر إلى الداهية العظمى .. وهو عشق الفتاة لفتاة مثلها .. و الإعجاب بها .. ومصاحبتها ..
نعم .. تحبها .. لا لأنها قوامة ليل .. أو صوامة نهار .. لا ولكن لجمال وجهها .. وملاحة بسمتها ..
تعجبها حركاتها .. وتثيرها ضحكاتها ..
تفتن بابتسامتها .. وتأنس بمجالستها ..
بل.. وتعجب منها بكل شيء وإن كان قبيحاً ..
وبعض الفتيات قد تتساهل بمثل ذلك.. بل قد يظهر منها ما يدلّ على استدعائها لذلك..
فكم نرى من الفتيات المائعات في حركاتهن وضحكاتهن .. بل وأسلوب الكلام.. وطريقة المشي..
إضافة إلى لبس الثياب الضيقة .. والتغنج والدلال .. وكثرة اللمسات والقبلات .. وتبادل الرسائل العاطفية .. والهدايا الشيطانية ..
نرى أحياناً هذه المظاهر في بعض المدارس .. والكليات ..
فلماذا تفعل الفتاة ذلك .. بسبب الإعجاب والعشق والمحبة ..
وهذا هو الشذوذ عن الفطرة .. وهو مؤذن بنزول العذاب الذي نزل على قوم لوط ..
فماذا فعل قوم لوط ؟
اكتفى رجالهم برجالهم .. ونساؤهم بنسائهم ..
وقد ذكر الله خبر هؤلاء الفجار في القرآن .. وأن لوطاً صاح بهم وقال ] أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين [ ..
وإذا وقعت هذه الفاحشة.. كادت الأرض تميد من جوانبها.. والجبال تزول عن أماكنها..
ولم يجمع الله على أمة من العذاب ما جمع على قوم لوط.. فإنه طمس أبصارهم.. وسوّد وجوههم.. وأمر جبريل بقلع قراهم من أصلها ثم قلبها عليهم.. ثم خسف بهم.. ثم أمطر عليهم حجارة من سجيل..
قال عز من قائل : ] فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل [..
فجعلهم آية للعالمين.. وموعظة للمتقين.. ونكالا للمجرمين..
إن في ذلك لآيات للمتوسمين..
أخذهم على غرة وهم نائمون.. فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون..
نعم.. ذهبت اللذات.. وأعقبت الحسرات.. وانقضت الشهوات..
تمتعوا قليلاً.. وعذبوا طويلاً.. وأعقبهم عذابا أليماً..
ندموا والله ولا ينفع الندم.. وبكوا بدل الدموع الدم..
فلو رأيتهم والنار تشوي وجوههم..
وتخرج من أفواههم وأنوفهم..
وهم بين أطباق الجحيم.. يشربون كؤوس الحميم..
ويقال لهم وهم على وجوههم يسحبون.. ذوقوا ما كنتم تكسبون..
] إصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون [
وما هي من الظالمين ببعيد..
أما رسول الله r فقد صح عنه فيما رواه الترمذي : ( إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط )..
وصح فيما رواه ابن حبان : ( لعن الله من عمل عمل قوم لوط.. لعن الله من عمل عمل قوم لوط.. لعن الله من عمل عمل قوم لوط )..
وصحّ في مسند أحمد أنه r قال : ( من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به )..
أما الصحابة فكانوا يحرقون اللوطية بالنار..
وقال ابن عباس t : اللوطي إذا مات من غير توبة مسخ في قبره خنزيراً..
ومن كانت قد أسرفت على نفسها .. ووقعت في شيء من ذلك.. فلتسارع إلى التوبة والاستغفار.. والإنابة إلى العزيز الغفار..
نعم .. توبي إلى الله .. مزقي ما عندك من رسائل وأرقام .. وأتلفي الصور والأشرطة والأفلام ..
أثبتي أن حبك للرحمن أعظم من كل حب .. أثبتي أنك تقدمين طاعة الله على طاعة الهوى والشيطان ..
فأين تلك المسكينة ..!!
التي تعرض عن سماع السور والآيات .. وتستمع إلى المعازف والأغنيات .. فتتعرض لعذاب الله .. وتحرم من سماع الغناء في الجنة .. سبحان الله .. ما كفاك القرآن وسماعُه .. فتركتيه وبحثت عن الغناء .. قال محمد ابن المنكدر : إذا كان يوم القيامة نادى مناد :
أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأنفسهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان ؟!
أسكنوهم رياض المسك .. ثم يقول الله للملائكة : اسمعوهم تمجيدي وتحميدي ..
وعن شهر بن حوشب : إن الله جل ثناؤه يقول لملائكته :
إن عبادي كانوا يحبون الصوت الحسن في الدنيا فيدعونه من أجلي .. فأسمعوا عبادي .. فيأخذون بأصوات من تسبيح وتكبير لم يسمعوا بمثله قط ..
قاتل ومقتول !!
وأنا عندما أكتب إليك هذه الكلمات .. أعلم بانك أرفع من أن تستمعي إلى الغناء .. أو تقعي في الفحشاء ..
لكني أريدك أن تكوني داعية لغيرك .. آمرة بالمعروف .. ناهية عن المنكر ..
كوني شجاعة .. نعم شجاعة .. ولا يخذلك الشيطان ..
صفية بنت عبد المطلب عمة النبي r .. عجوز قد جاوز عمرها الستين سنة .. ولكن لها بطولات وأعاجيب ..
لما اجتمع الكفار من قريش وغيرها .. وتآمروا على غزو المدينة .. حفر المسلمون خندقاً في جهة من جهات المدينة .. وكانت الجبال تحيط ببقية الجهات ..
وكان عدد المسلمين قليلاً .. فاستنفرهم النبي r للرباط أمام الخندق لصدّ من يتسلل إليهم من الكفار ..
أما النساء والصبيان فقد جمعهم النبي r في حصن منيع .. ولم يترك عندهم من يحرسهم .. لقلة المسلمين وكثرة الكفار ..
وبينما النبي r منشغل مع أصحابه في القتال عند الخندق .. تسلل جمع من اليهود حتى وصلوا إلى الحصن .. ثم لم يجرؤا على الدخول خشية من وجود أحد من المسلمين ..
فاصطفوا خارج الحصن .. وأرسلوا واحداً منهم يستطلع لهم الأمر .. فجعل هذا اليهودي يطوف بالحصن .. حتى وجد فرجة فدخل منها .. وجعل يبحث وينظر .. فرأته صفية t .. ففزعت وقالت في نفسها :
هذا اليهودي يطوف بالحصن .. وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود .. وقد شغل رسول الله r وأصحابه.. وإن صرخت فزعت النساء والصبيان .. وعلم اليهودي أن لا رجال في الحصن ..
فتناولت سكيناً وربطتها في وسطها .. ثم أخذت عموداً من خشب ..
ونزلت من الحصن إليه وتحينت منه التفاتة .. فضربته بالعمود على أم رأسه .. حتى قتلته .. فلما خمد .. تناولت سكيناً ..
فلله درّ صفية .. تلك العابدة التقية ..
تأملي في جرأتها وبذلها نفسها لخدمة الدين ..
فكم تبذلين أنت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
كم ترين في المجالس من النامصات .. وفي الأسواق من المتبرجات .. وفي الأعراس من المتعريات .. فماذا فعلت تجاههن ؟!
] والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم [ ..
ومن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استحق اللعنة ..
] لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون [ ..
ولا تخجلي من ذلك فالدعوة تحتاج إلى جرأة في أولها .. ثم تفرحين بآخرها ..