سفيرة النساء ..!!
والمجتمع قسمان .. داخلي وخارجي .. فالرجل يقوم على القسم الخارجي فيعمل ويكتسب .. ويبني البيت .. ويعالج المريض .. ويطعم الجائع .. ويقود السيارة .. ويبيع ويشتري ..
والمرأة تربي الأولاد .. وتقوم على حاجة البيت .. ولا يصح الخلط بينهما .. بل كل فيما يخصه ..
ألا تري إلى ما أخرجه البيهقي في الشعب : أن أسماء بنت يزيد أتت النبي J .. وهو بين أصحابه فقالت : بأبي أنت وأمي .. إني وافدة النساء إليك .. واعلم - نفسي لك الفداء - أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب .. سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع .. إلا وهي على مثل رأيي ..
إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء .. فآمنا بك .. وبإلاهك الذي أرسلك .. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات .. قواعد بيوتكم .. ومقضى شهواتكم .. وحاملات أولادكم ..
وإنكم معاشر الرجال .. فضلتم علينا بالجمعة والجماعات .. وعيادة المرضى .. وشهود الجنائز .. والحج بعد الحج .. وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ..
وإن الرجل منكم إذا أخرج حاجاً أو معتمراً أو مجاهداً .. حفظنا أموالكم .. وغزلنا أثوابكم .. وربينا أولادكم ..
فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟
فالتفت النبي J إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟
قالوا : لا ..
فالتفت J إليها ثم قال لها : انصرفي أيتها المرأة .. وأعلمي من خلفك من النساء .. أن حسن تبعل إحداكن لزوجها .. وطلبها مرضاته .. واتباعها موافقته .. تعدل ذلك كله ..
فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر .. فرحاً واستبشاراً ..
نعم كلٌ في مجاله .. المرأة مملكتها بيتها .. فهي فيه ملكة .. وزوجها ملك .. وأبناؤهم الرعية ..
ولكن قد تخرق هذه القاعدة .. عند الحاجة ..
بطولات .. أم عمارة ..
في طبقات ابن سعد .. أن أم عمارة Z خرجت مع جيش المسلمين إلى معركة أحد .. تسقي الماء وتداوي الجرحى .. لكنها لما اشتد القتال .. وفرت جموع من المسلمين ..
فنظرت أم عمارة .. فرأت المسلمين يفرون .. والكفار يصولون ويجولون .. وما ثبت إلا رسول الله J يضارب بسيفه .. وليس حوله إلا عشرة من أصحابه .. فسلت سيفاً .. ثم أقبلت تشتد حتى وقفت بين يدي النبي J .. تذب عنه .. والناس يمرون به منهزمين .. وهي ليس معها ترس تدفع عن نفسها ضرب السيوف ..
فمر رجل معه ترس .. فقال له J : ألق ترسك إلى من يقاتل .. فألقى الرجل ترسه .. فأخذته أم عمارة فجعلت تترس به عن رسول الله J .. ووقفت على قدميها تقاتل ..
فأقبل رجل على فرس فضربها بالسيف فاتقته بترسها .. فلم يصنع سيفه شيئاً .. وولى الرجل فضربت عرقوب فرسه .. فوقع على ظهره .. وهجمت عليه .. فجعل النبي J يصيح بابنها : أمَّك أمك .. فأقبل ولدها فعاونها عليه حتى قتلته ..
وفي هذه الأثناء .. أقبل فارس من الكفار .. إلى ولدها بين يديها .. فضربه على كتفه الأيسر .. فكادت يده أن تسقط من أصلها .. وجعل الدم ينزف .. فالتفت إليه النبي J فرأى الدماء تجري على ثيابه .. فصاح به وقال : اعصب جرحك ..
فأخرجت أم عمارة .. خرقاً قد أعدتها للجرحى .. فربطت جرح ولدها .. والنبي J ينظر إليهما .. فلما أحكمت جرحه .. ضربت كتفه وقالت : انهض بُنيَّ فضارب القوم ..
فعجب النبي J من صبرها وأخذ يقول : ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة ..
وفجأة أقبل عليها الرجل الذي ضرب ابنها .. فقال J : هذا ضارب ابنك يا أم عمارة ..
فاعترضت له فضربت ساقه فبرك على الأرض وهو ينتفض .. فأقبلت تضربه بالسيف حتى مات ..
فقال J : الحمد لله الذي أظفرك .. وأقر عينك من عدوك .. وأراك ثأرك بعينك ..
ثم أقبل عليها أحد الكفار فضربها على عاتقها ضربة غرت في جسدها .. والنبي J .. يضارب القوم ويلتفت إليها .. فلما رأى جرحها .. صاح بولدها قال :
أمك .. أمك .. اعصب جرحها .. بارك الله عليكم من أهل البيت .. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان .. رحمكم الله أهل البيت .. ومقام زوج أمك خير من مقام فلان وفلان .. رحمكم الله أهل البيت ..
فالتفتت إليه أم عمارة وقالت وهي تصارع ألمها :
ادع الله أن نرافقك في الجنة .. فقال : اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة ..
قالت أم عمارة : فما أبالي ما أصابني من الدنيا ..
فكان J يقول بعدها : عن يوم أحد : ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أرى أم عمارة تقاتل دوني ..
نعم جرحت أم عمارة بأحد اثني عشر جرحاً .. وشهدت بعدها قتال مسيلمة الكذاب .. فجرحت أحد عشر جرحا .. وقطعت يدها ..
فرضي الله عنها .. تعلم أن الأصل بقاؤها في بيتها ترعى أولادها .. ولكن لما احتاج إليها الدين نصرته بجسدها كما نصرته بمالها ..
وكذلك الرجل .. الأصل أنه يكدح خارج البيت ويرتاح داخله .. ولكن قد تخرق هذه القاعدة .. فهذا رسول الله J أحياناً .. كان يخصف نعله .. ويفلي ثوبه .. ويكون في حاجة أهله ..
ما أغلاك عندنا !!
نعم .. لأنك عندنا غالية ..
فقد أوصى الله بك أباك وأمك :
فقال r فيما رواه مسلم : ( من عال جاريتين حتى تبلغا .. جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه ) ..
وأوصى بك أولادك فقال r كما في الصحيحين .. للرجل الذي سأله فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمك .. ثم أمك .. ثم أمك .. ثم أبوك ..
بل أوصى النبي r بالمرأة زوجها .. وذمّ من غاضب زوجته أو أساء إليها .. فعند مسلم والترمذي ..
أن النبي r قام في حجة الوداع .. فإذا بين يديه مائةُ ألف حاج ..
فيهم الأسود والأبيض .. والكبير والصغير .. والغني والفقير ..
صاح r بهؤلاء جميعاً وقال لهم :
ألا واستوصوا بالنساء خيراً .. ألا واستوصوا بالنساء خيراً ..
وروى أبو داود وغيره ..
أنه في يوم من الأيام أطاف بأزواج رسول الله r نساء كثير يشتكين أزواجهن ..فلما علم النبي r بذلك .. قام .. وقال للناس :
لقد طاف بآل محمد r نساء كثير يشتكين أزواجهن .. ليس أولائك بخياركم .. وصحّ عند ابن ماجة والترمذي أن النبي r قال :
( خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) ..
مسك .. وعنبر ..
قد يدقق الرجل على امرأته .. فيأمرها أو ينهاها .. وهو إنما يريد نجاتها ..
وانظري إلى عمر بن الخطاب Z .. وقد جيئ إليه بمسك وعنبر من مصر .. ليبيعه ويجعل ثمنه في بيت مال المسلمين .. فقال Z : وددت أني وجدت امرأة جيدة الوزن .. تكسر هذا الطيب وتبيعه وتجعل المال في بيت مال المسلمين .. فقالت امرأته : أنا أفعل ذلك يا أمير المؤمنين ..
قال : فافعلي ..
فأخذت النساء تأتيها .. وتكسر العنبر بيدها وتزن لهن وتبيع .. فكانت إذا التصق بيدها شيء من الطيب مسحته بخمارها ..
فلما أقبل عمر في الليل .. ناولته المال .. فلما دنا منها .ز شم فيها طيباً .. فقال : أشتريت من الطيب .؟ قالت : لا .. قال : فمن أين هذه الريح ؟ قالت : كان يبقى في أصابعي فأمسحه بخماري ..
فقال : سبحان الله .. النساء يشترين بأموالهن .. وأنت تتطيبين من مال المسلمين .. ثم جبذ خمارها من على رأسها .. وقام إلى قربة معلقة في السقف .. فصب منها على الخمار .. وأخذ يغسله ويعصره ويشمه .. فإذا أثر الطيب باق فيه .. فكشف البساط .. ثم جعل على التراب ماءً وأخذ يفرك الخمار على الطين .. حتى ذهبت الرائحة .. فغسله ثم ألقاه إليها ..
خوفاً عليها من دقيق الحساب .. وأليم العذاب .. والله يقول : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ..
من أجلك نسحق الجماجم !!
بلغ من إكرام الدين للمرأة .. أنها كانت تقوم الحروب .. وتسحق الجماجم .. وتتطاير الرؤوس .. لأجل عرض امرأة واحدة ..
ذكر أصحاب السير :
أن اليهود كانوا يساكنون المسلمين في المدينة ..
وكان يغيظهم نزولُ الأمر بالحجاب .. وتسترُ المسلمات .. ويحاولون أن يزرعوا الفساد والتكشف في صفوف المسلمات .. فما استطاعوا ..
وفي أحد الأيام جاءت امرأة مسلمة إلى سوق يهود بني قينقاع ..
وكانت عفيفة متسترة .. فجلست إلى صائغ هناك منهم ..
فاغتاظ اليهود من تسترها وعفتها .. وودوا لو يتلذذون بالنظر إلى وجهها .. أو لمسِها والعبثِ بها .. كما كانوا يفعلون ذلك قبل إكرامها بالإسلام .. فجعلوا يريدونها على كشف وجهها .. ويغرونها لتنزع حجابها .. فأبت .. وتمنعت .. فغافلها الصائغ وهي جالسة .. وأخذ طرف ثوبها من الأسفل .. وربطه إلى طرف خمارها المتدلي على ظهرها ..
فلما قامت .. ارتفع ثوبها من ورائها .. وانكشفت سوأتها .. فضحك اليهود منها..
فصاحت المسلمة العفيفة .. وودت لو قتلوها ولم يكشفوا عورتها ..
فلما رأى ذلك رجل من المسلمين .. سلَّ سيفه .. ووثب على الصائغ فقتله ..فشد اليهود على المسلم فقتلوه ..
فلما علم النبي r بذلك .. وأن اليهود قد نقضوا العـهد وتعرضوا للمسلمات .. حاصرهم .. حتى استسلموا ونزلوا على حكمه ..
فلما أراد النبي r أن ينكل بهم .. ويثأر لعرض المسلمة العفيفة ..
قام إليه جندي من جند الشيطان ..
الذين لا يهمهم عرض المسلمات .. ولا صيانة المكرمات ..
وإنما هم أحدهم متعة بطنه وفرجه ..
قام أنمممرأس المنافقين .. عبد الله بن أبي ابن سلول ..
فقال : يا محمد أحسن في موالي اليهود وكانوا أنصاره في الجاهلية ..
فأعرض عنه النبي r .. وأبى ..
إذ كيف يطلب العفو عن أقوام يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ..فقام المنافق مرة أخرى .. وقال :
يا محمد أحسن إليهم .. فأعرض عنه النبي r .. صيانة لعرض المسلمات .. وغيرة على العفيفات ..
فغضب ذلك المنافق .. وأدخل يده في جيب درع النبي r .. وجرَّه وهو يردد : أحسن إلى مواليّ .. أحسن إلى مواليّ ..
فغضب النبي r والتفت إليه وصاح به وقال : أرسلني ..
فأبى المنافق .. وأخذ يناشد النبي r العدول عن قتلهم ..
فالتفت إليه النبي r وقال : هم لك ..
ثم عدل عن قتلهم .. لكنه r أخرجهم من المدينة .. وطرَّدهم من ديارهم ..
حتى على النعش ..!!
ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ..
أن فاطمة بنت رسول الله r .. كانت دائمة الستر والعفاف ..
فلما حضرها الموت ..
فكرت في حالها وقد وضعت جثتها على النعش .. وألقي عليها الكساء .. فالتفتت إلى أسماء بنت عميس ..
وقالت يا أسماء : إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء ..
إنه ليطرح على جسد المرأة الثوب فيصف حجم أعضائها لكل من رأى ..
فقالت أسماء : يا بنت رسول الله .. أنا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة ..
قالت : ماذا رأيتِ ..
فدعت أسماء بجريدة نخل رطبة فحنتها .. حتى صارت مقوّسة كالقبة .. ثم طرحت عليها ثوباً .. فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله .. تُعرف بها المرأة من الرجل ..فلما توفيت فاطمة .. جعل لها مثل هودج العروس ..
هذا حرص فاطمة على الستر وهي جثة هامدة .. فكيف لما كانت حية ؟!
سبحان الله !!
أين أولئك الفتيات المسلمات .. اللاتي نعلم أنهن يحببن الله ورسوله ..
وقلوبهن تشتاق إلى الجنة .. ولكن مع ذلك :
تذهب إحداهن إلى المشغل النسائي فتكشف عورتها طائعة مختارة لتقوم امرأة أخرى بإزالة الشعر من أجزاء جسدها .. وقد قال r فيما رواه الترمذي : ( ما من امرأة تضع ثيابها .. في غير بيت زوجها .. إلا هتكت الستر بينها وبين ربها ) ..
والنبي r قد قال فيما صح عند البيهقي : ( شر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم ) .. بل .. أين الفتيات المسلمات اللاتي نؤمل فيهن أن ينصرن الإسلام .. ويبذلن أنفسهن وأرواحهن خدمة لهذا الدين ..
فنفاجأ بإحداهن قد لبست العباءة المطرّزة .. أو الكعب العالي .. ثم ذهبت إلى سوق .. أو حديقة ..
أو تلبس إحداهن البنطال .. وتقول : لا يراني إلا إخوتي .. أو أنا ألبسه بين النساء .. وكل هذا لا يجوز .. كما أفتى بذلك العلماء ..
بل قد تزيد بعض النساء بأن لا تكتفي بعمل المعصية بل تجرّ غيرها من الفتيات إليها .. فتنشر الصور المحرّمة .. أو أرقام الهواتف المشبوهة .. أو المجلات المليئة بالعهر والفساد ..
والله تعالى يقول : ] إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون [ ..
مسكينة ..!!
إن تساهل المرأة بالتكشف والسفور .. يؤدي إلى فساد حياتها .. وأن تكون أحقر عند الناس من كل أحد ..
سألت عدداً من الشباب .. ممن يتتبعون الفتيات في الأسواق وعند بوابات المدارس .. كيف تنظرون إلى الفتاة التي تستجيب لكم فقالوا لي جميعاً – والله - : إننا نحتقرها ونلعب بها وبعقلها .. فإذا شبعنا منها ركلناها بأرجلنا .. بل قال لي أحدهم : والله يا شيخ إني إذا ذهبت إلى السوق ورأيت فتاة عفيفة قد جمعت على نفسها ثيابها فإنها تكبر في عيني .. ولا أجرؤ على الاقتراب منها .. بل والله لو رأيت أحداً يقترب منها لتشاجرت معه ..
بل انظري إلى ما يحدث في البلاد التي يزعمون أن فيها حرّية ..
فقد بلغت المرأة من التكشف والسفور .. بل التفسخ والانحطاط .. ما ندمت عليه ..
يغتصب يومياً في أمريكا ألفٌ وتسعمائة فتاة .. عشرون في المائة منهن يغتصبن من قبل آبائهن ..!!
ويقتل سنوياً في أمريكا مليون طفل ما بين إجهاض متعمد أو قتل فور الولادة !! وبلغت نسبة الطلاق في أمريكا ستين في المائة من عدد الزيجات ..!! وفي بريطانيا مائة وسبعون شابة تحمل سفاحاً كلَّ أسبوع !!
كم من امرأة هناك والله تتمنى ما أنتِ عليه من تستر وعفاف ..
بل إن النساء لما تكشفت هناك .. انتشرت الفواحش .. وكثرت السرقات وأنواع الجرائم ..
والشيطان طالما استعمل بعض النساء لتحقيق الفساد في الأرض ..
ومن استغواها الشيطان .. فأطاعته وقدمت شهوات نفسها .. وتتبعت الموضات .. في اللباس .. والعباءة .. والنمص .. والوشم .. والأغاني .. والأفلام .. والمجلات ..
وصارت هذه الشهوات أغلى عندها من اتباع شريعة ربها ..
فهي عاصية .. وما خلقت النار إلا لتأديب العصاة ..
أخرج مسلم عن حديث أبي هريرة t قال : كنا عند النبي r يوماً ..
فسمعنا وجبة .. فقال النبي r : أتدرون ما هذا ؟
فقلنا : الله و رسوله أعلم ..
قال : هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً .. فالآن انتهى إلى قعرها ..قال الله :
] خالدين فيها أبداً لا يجدون ولياً ولا نصيراً * يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا [ ..
هذا حال من عصت ربها .. وأهملت آخرتها ..
حتى خفت موازينها .. وتبرأ منها أبوها وأمها ..
ولم تنفعها صديقاتها .. ولا أساورها ومجلاتها ..
وأهل النار .. هم في النار لا ينامون ولا يموتون ..
يمشون على النار .. ويجلسون على النار ..
ويشربون من صديد أهل النار .. ويأكلون من زقوم النار ..
فرشهم نار .. ولحفهم نار .. وثيابهم ونار .. وتغشى وجوههم النار ..
قد ربطوا بسلاسل بأيدي الخزنة أطرافها ..
يجرونهم بها في النار .. فيسيل صديدهم .. ويرتفع صراخهم ..
ويلقى الجرب على جلودهم .. فيحكّون جلودهم .. حتى تبدو العظام ..
ولو أن رجلاً أدخل النار .. ثم أخرج منها إلى الأرض ..
لمات أهل الأرض من نتن ريحه .. وتشوّه خلقه ..
عجوز بني إسرائيل !!
قال أبو موسى قال :
أتى النبي r أعرابياً فأكرمه .. فقال له r : " ائتنا " ..
فأتاه .. فقال له رسول الله r :" سل حاجتك
قال : ناقة نركبها .. وأعنز يحلبها أهلي ..
فقال r : أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل ؟
قالوا : يا رسول الله ! وما عجوز بني إسرائيل ؟!
قال :" إنَّ موسى ـ عليه السلام ـ لما سارَ ببني إسرائيل من مصر .. ضَلّوا الطريق ..
فقال : ما هذا ؟ فقال علماؤهم : إنَّ يوسفَ ـ عليه السلام ـ لمّا حضره الموتُ .. أخذ علينا موثقاً من الله .. أن لا نخرجَ من مصر حتّى ننقلَ عظامَه معنا ـ أي بدنه بعد موته –
قال : فمن يعلمُ موضع قبره ؟
قال : عجوز من بني إسرائيل .. فبعث إليها .. فقال : دلَّيني على قبر يوسفَ .. قالت : حتى تعطيني حُكمي .. قال : وما حكمكِ ؟ قالت : أكونُ معك في الجنة ..
فكره أن يعطيها ذلك .. فأوحى اللهُ إليه أن أعطها حكمَها ..
فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقعِ ما .. فقالت : انضبوا هذا الماء .. فأنضبوه .. فقالت : احفروا .. فحفروا .. فاستخرجوا عظامَ يوسف .. فلما أقلّوه إلى الأرض .. فإذا الطريقُ مثل ضوء النهار ..
( الحديث في السلسة الصحيحة ـ للألباني (313) وصحيح موارد الظمآن (2/452) (2064) ..
أرأيت الفرق الواسع .. والبون الشاسع بين من يريد أعنزاً يحلبها .. وناقة يركبها ..
وبين من تريد مرافقة الرسول في الجنة ؟!
إنها الهمة العالية ، وفقط !
فأجيبيني .. ولا تلتفتي إلى غيرك .. فإنما أخاطبك أنت دون سواك ..ما هي أمنياتك ؟ وما أحلامك وطموحاتك ؟ إلى أين تريدين الوصول ؟
هل تحملين الهم الكبير ..
الهمّ الكبير ..!!
لا تعيشي لنفسك فقط .. بل احملي هم الدين .. لا يكن همك لباس وحذاء .. وتسريحة شعر .. وإنما الهم الأكبر كيف تخدمين هذا الدين ..
إذا رأيت عاصية فكيف تنصحينها .. كوني مباركة أينما كانت ..
تفيدين النساء في مجالسهن ..
توزعين عليهن الأشرطة النافعة .. تنصحين هذه .. وتتوددين إلى تلك.. فأنت أحسن الناس قولاً ..
] ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين[ ..
وأنت نحسبك من الصالحات .. اللاتي تغض إحداهن بصرها عن النظر إلى الرجال ..
بل وتغض بصرها عن النظر إلى من قد تُفتن بها من النساء ..
ومن تساهلت بالنظر الحرام .. والخلوة المحرمة .. جرّها ذلك إلى كبيرة الزنا .. أو السحاق عياذاً بالله ..
] ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً [ ..
وعند البخاري أن النبي r رأى رجالاً ونساءً عراة في مكان ضيق مثل التنور .. أسفله واسع وأعلاه ضيق .. وهم يصيحون ويصرخون .. وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم .. فإذا أتاهم ذلك اللهب صاحوا من شدة حره ..قال r : فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟
قال : هؤلاء الزناة والزواني .. فهذا عذابهم إلى يوم القيامة ..
ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .. نسأل الله العفو والعافية .
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ..