.title_link { font-size: 8pt; color: #3366cc; font-family: tahoma; text-decoration: none; } الأحاديث النبوية التي استدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان والأرض والفلك إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما) [الأحزاب: 70 – 71]. أما بعد: فلقد كثر في العصر الحاضر، الكلام عن (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)(1)، وألفت فيه الكتب، وكتبت فيه الأبحاث والمقالات، وأُلقيت فيه محاضرات، وعُقدت له مؤتمرات وندوات؛ اُستدل فيها بعدد من الأحاديث المرفوعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها الصحيح، وغير الصحيح. وبعد أن مَنَّ الله علي بالالتحاق بالدراسات العليا – شعبة الحديث – بالجامعة الإسلامية؛ كان لزاماً علي أن أقوم بخدمة الحديث النبوي الشريف، شأني شأن غيري من الزملاء؛ وانطلاقاً من قوله -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة، لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم»(2). قمت بتتبع تلك الأحاديث، التي اُستدل بها على الإعجاز العلمي، في الإنسان، والأرض، والفلك، في كل ما استطعت أن أقف عليه من الكتب، والأبحاث، والدوريات، وأعمال المؤتمرات، والمحاضرات، ثم قمت بفرزها، وترتيبها في أبواب ومباحث متناسقة، وتخريجها، تخريجاً أحسبه وافياً، ثم ذكرت القضية المستدل بالحديث عليها، مع بيان وجه الاستدلال، ثم أعقبته بما أراه من تعليق، إن كان لي تعليق على تلك القضية. وأعني بالإنسان هنا: خلق الإنسان، وأعضاء جسمه، فلم أتطرق إلى الروح، ولا المعنويات، ولا إلى أحاديث الطب العلاجي، ولا الوقائي، ولا النفسي. وعنيت بالأرض: جـِرْمَها وتركيبها، ولم أتطرق إلى ما عليها من نبات، أو حيوان. وأما الفلك فيراد به: ما يتعلق بالأجرام العلوية، وأشكالها، وأوضاعها، وأبعادها، كما قال العلماء(3) وهذا ما أردت دراسته. وهذا الموضوع أراه من الأهمية بمكان، وذلك من أجل: 1 – أنه الأول في بابه، حسب علمي. 2 – أنه يندرج في سلسلة خدمة السُّنة والدفاع عنها، وذلك أن جُلَّ الكتاب والمتحدثين في الإعجاز العلمي؛ ممن وقفت على كتبهم، ليس لهم دراية بكتب السنة، ولا يستطيعون تمييز الأحاديث الصحيحة من غيرها، مما سبب وقوعهم في الاستدلال بأحاديث ضعيفة، وموضوعة، ثم يقيمون عليها الإعجاز العلمي للسنة النبوية! 3 – أن بعض الكاتبين والمتحدثين، في الإعجاز العلمي للسنة، يستدلون بلفظ من ألفاظ الحديث، وقد يكون غيره أولى منه، ولكن لعدم درايته بالتخريج؛ يقتصر على ما وجده، وهذا البحث يبين الألفاظ المتعددة للأحاديث المستدل بها، فيستفيد منه الباحثون في الإعجاز العلمي في السنة، وغيره. 4 – أن ما اُستدل به من أحاديث؛ إذا كانت صحيحة، وكان الاستدلال بها وجيهاً، فهي من دلائل النبوة، التي تزيد المؤمن إيماناً(4)، وتفحم الملحد المعاند. فلهذه الأهمية لهذا الموضوع؛ اخترته، إضافة إلى: = أن فيه دربة لي، على علم من أهم علوم الحديث، بل يكاد أن يجمع كل علوم الحديث، ألا وهو علم التخريج. = أنه يجعلني أطلع على بعض العلوم العصرية، كما يذكرني ببعض ما درسته في المرحلة الثانوية، في القسم العلمي. = أن هذا اللون من الدراسة – أعني دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – مهم جداً في جانب الدعوة إلى الله، وخاصة جانب تثبيت وتقوية الإيمان، لاسيما في هذا العصر، الذي افتتن فيه الشباب المسلم بعلوم العصر ومخترعاته، فهذا النوع من الدراسة مقنع لهؤلاء الشباب، ومعيد للثقة في نفوسهم بدينهم وسنة نبيهم. بل إن هذا اللون من الدراسة، مسلك جيد وقوي، في دعوة عقلاء الكفار وعلمائهم إلى الإسلام، فإنهم لا يذعنون لشيء، مثل إذعانهم للعلم وبياناته، ودلائله، على اختلاف أجناسهم وأديانهم وأوطانهم. فهم عندما يكتشفون أمراً من أسرار المخلوقات، أو يتوصلون إلى نتيجة، لا يمكن التوصل إليها، إلا بعد الحصول على الآلات، والأجهزة المتطورة، التي لم تتوفر إلا في هذا العصر، ثم يجدون رجلاً واحداً فقط، من بين ملايين البشر، قد أخبر بهذه النتيجة والحقيقة، قبل أربعة عشر قرناً من الزمان، ولم يكن يملك شيئاً من الأدوات والأجهزة، التي في أيدي العلماء، بل إنه أميّ لا يقرأ ولا يكتب؛ فإنهم لاشك سيُسَلِّمون، ويعترفون ويقرون، بأن هذا لا يقوله بشر، وقد حصل هذا من عدد من أساطين العلم المعاصر، فقد أقروا وقرروا، بأن ما ورد في الكتاب والسنة من حقائق وأسرار، عن كثير من الأمور، لا يمكن أن يكون إلا وحياً، وقد أسلم بعضهم، بحمد الله(5). فكان لزاماً عليَّ أن أشارك في خدمة هذا الجانب، من جوانب الدعوة إلى الله، وذلك بدراسة ما وقفت عليه من الأحاديث، التي استدل بها على الإعجاز العلمي، وبيان الصحيح منها، والضعيف. = أنني أحببت أن ألفت نظر المختصين في الحديث النبوي، إلى هذا اللون من الدراسة للأحاديث النبوية؛ لكي تكون تحت سمعهم وبصرهم؛ فيقوموا بالرد على من يعبث بالسنة النبوية، ومن لا يحسن فهمها. = أنه محاولة في طريق تقويم مسار أصحاب الإعجاز العلمي. هذا من حيث اختيار الموضوع بصفة عامة. أما اختيار خلق الإنسان وتركيب جسمه، والأرض، والفلك؛ لجمع الأحاديث المستدل بها، على الإعجاز العلمي في هذه الأمور الثلاثة؛ فذلك لأهميتها، فإنها من أكبر الآيات الدالة على قدرة الله تعالى، وقد حظيت بجانب كبير من آيات القرآن الكريم، وفيها من الآيات الدالة على خالقها، ما لا يحصيه إلا هو. قال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ) [فصلت:53]. وقد وجه الله الإنسان إلى النظر في مخلوقاته، ومنها الإنسان نفسه، والأرض، والفلك، قال تعالى: (فَلْيَنظُرْ الإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ) [الطارق: 5]. وقال تعالى: (وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 20-21]. وقال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) [ق: 6-8]. وقال تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101]. وفي سبيل إخراج هذا البحث متكاملاً، وفي الصورة التي أرجوها، واجهت عدداً من الصعوبات، منها: 1 – تعدد المراجع التي استدلت بأحاديث نبوية، على الإعجاز العلمي، وتفرقها، فمنها: الكتاب، ومنها البحث الصغير، ومنها المقالة في جريدة أو مجلة، ومنها المحاضرات، والندوات، وأعمال المؤتمرات، مما تطلب جهداً كبيراً في جمع المادة منها. 2 – معظم أعمال المؤتمرات التي لها علاقة بموضوعي، لم تنشر(6)، مما حملني على القيام برحلة علمية إلى مصر؛ حيث إنه أُقيم فيها أكثر من مؤتمر عن الإسلام والعلوم المعاصرة، ومن أهمها: (المؤتمر الدولي الإسلامي عن الإعجاز الطبي في القرآن والسنة، المنعقد بتاريخ (26/9 – 28/9/1985م)، و(المؤتمر الطبي الإسلامي الدولي عن الشريعة الإسلامية، والقضايا الطبية المعاصرة) المنعقد بتاريخ (2–5 فبراير 1987م). 3 – بعض الأحاديث التي استدل بها، لم أقف عليها في جميع كتب الحديث التي اطلعت عليها، بل ولا في كتب الموضوعات(7). 4 – صعوبة الموضوعات العلمية – سواء في الطب، أو علم الأرض، أو علم الفلك – على مثلي ممن ليس له بها إلمام جيد، وهذا أخذ مني جهداً كبيراً في فهمها، ثم تلخيصها، لبيان وجه الاستدلال، ثم التعليق عليه. 5 – تفرق الموضوعات، وتناثرها؛ مما تطلب مني جهداً كبيراً في تجميعها وتصنيفها في أبواب ومباحث مترابطة. وبحمد الله وتوفيقه وحده، ثم بتوجيهات وعناية المشرف على الرسالة – جزاه الله خيراً – تم التغلب على هذه الصعوبات، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن قسمته إلى: مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة، ثم الفهارس اللازمة، والملحق. = أما المقدمة: فبينت فيها: موضوع الرسالة، وأهميته،وأسباب اختياره، والصعوبات التي واجهتني أثناء إعداده، والخطة، ومنهج البحث، ثم ختمتها بكلمة الشكر. = وأما التمهيد: فتحدثت فيه عن تعريف (الإعجاز العلمي)، و(التفسير العلمي)، والفرق بينهما، ثم بيان نشأتهما، وتطور الإعجاز العلمي. = وأما البابان، وفصولهما، ومباحث الفصول، فقد رتبتها كما يلي: الباب الأول: الأحاديث المستدل بها على الإعجاز العلمي في الإنسان الفصل الأول: الأحاديث المتعلقة بخلق الإنسان: · المبحث الأول: ترتيب المخلوقات وآخرها الإنسان. · المبحث الثاني: أصل الجسد البشري. · المبحث الثالث: الفروق الفطرية بين الناس، ترجع إلى تكوينهم البدني. · المبحث الرابع: صفة ماء الرجل، وماء المرأة، وبيان أثرهما في خلق الجنين، والشبه، والإذكار والإناث. · المبحث الخامس: ما من كل الماء يكون الولد. · المبحث السادس: مدى فعالية موانع الحمل. · المبحث السابع: الممسوخ لا يتناسل. · المبحث الثامن: السقط. · المبحث التاسع: أثر الأم الوراثي، وما يستحب أن يتخير لنطفه. · المبحث العاشر: أثر زواج الأقارب الوراثي. · المبحث الحادي عشر: أثر عمر الأم على أطفالها. · المبحث الثاني عشر: نزع الأعراق. · المبحث الثالث عشر: توريث السمع والبصر. · المبحث الرابع عشر: أطوار الجنين. · المبحث الخامس عشر: الكتابة على جبين الجنين. الفصل الثاني: الأحاديث المتعلقة بأعضاء فـي جسم الإنسان: · المبحث الأول: لون الجلد، لا يفضل به صاحبه. · المبحث الثاني: عدد المفاصل. · المبحث الثالث: تداعي الجسد. · المبحث الرابع: من أسرار تقديم اليمين. · المبحث الخامس: علاقة الناصية بسلوك الإنسان. · المبحث السادس: شق السمع والبصر، وتقديم السمع على البصر. · المبحث السابع: صلاح القلب صلاح للجسد. · المبحث الثامن: عجب الذنب. · المبحث التاسع: الرحم شجنة. الباب الثاني: الأحاديث المستدل بها على الإعجاز العلمي في الأرض، والفلك الفصل الأول: الأحاديث المتعلقة بالأرض. · المبحث الأول: كروية الأرض. · المبحث الثاني: حجم الأرض بالنسبة للكون. · المبحث الثالث: السبع الأرضين هي في أرضنا هذه. · المبحث الرابع: الجبال أوتاد. · المبحث الخامس: مكة هي مركز اليابس من الأرض. · المبحث السادس: عَوْدُ بلاد العرب مروجاً وأنهاراً. · المبحث السابع: أنواع التربة. · المبحث الثامن: تحت البحر نار. الفصل الثاني: الأحاديث المتعلقة بالفلك: · المبحث الأول: ليس في الكون فراغ. · المبحث الثاني: الجهات. · المبحث الثالث: ظاهرة الخسوف والكسوف. وأخيراً الخاتمة ذكرت فيها ما توصلت إليه من نتائج. ( هذه المادة العلمية من اعداد فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن حسن الحارثي وهي جزء من رسالة الماجستير ) (1) سيأتي تعريفه في التمهيد. (2) أخرجه مسلم – كتاب الإيمان – باب بيان أن الدين النصيحة (1/74ح55) وعلقه البخاري بصيغة الجزم، وبوب به ضمن كتاب الإيمان من صحيحه (1/137). (3) انظر مفتاح السعادة لطاش كبرى زادة (1/348). (4) قال الشيخ الألباني: "لا يهمنا كثيراً ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب؛ لأن الحديث برهان قائم في نفسه، لا يحتاج إلى دعم خارجي، ومع ذلك فإن النفس تزداد إيماناً حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح". اهـ. السلسلة الصحيحة (1/61ح39). (5) وقد أجرى فضيلة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، مقابلات، ومحاورات علمية، مع أربعة عشر عالماً من العلماء المتخصصين في العلوم العصرية، انتهت بإقرار بعضهم بأن هذا الدين حق، وإسلام بعضهم الآخر، وأذيعت هذه المحاورات في التلفاز السعودي بعنوان: "إنه الحق"، ثم طبعت هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، هذه المحاورات في كتيب بنفس العنوان. (6) نشرت هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة – برابطة العالم الإسلامي – بعض أبحاث المؤتمر العالمي الأول عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، إلا أن هذا النشر كان في أواخر عام (1412هـ) وقد أحلت إلى هذه النشرة، بدلاً من الأبحاث المطبوعة على الآلة الكاتبة التي أدخلت في هذه النشرة. وأما منظمة الطب الإسلامي بالكويت، فإن جل أبحاثها يتعلق بالطب العلاجي والوقائي، والطب عند العرب عموماً. (7) انظر حديث رقم (2) من مبحث كروية الأرض. |
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width="99%" border=0> <TR> <td vAlign=top></TD> <td vAlign=top></TD> <td vAlign=top></TD></TR></TABLE> |
الحلقة (1) الأحاديث النبوية التي استدل بها على الاعجاز العلمي في الإنسان