أحوال الناس في الدعاء
طرحنا في الصفحات السابقة شواهد من الدعاء وهي من قبل الأنبياء والصالحين، أناس رفعوا أكف الضراعة إلى الله فأجاب دعواتهم، وسبب طرحي لذلك علها أن تريح القلوب فتطمئن بأن الله سبحانه هو الواحد الأحد الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
أخي الداعي: ربما يأتيك الشيطان ويدعوك ويقول لك دعوت الله ولم يستجب لك فنقول: لا تعجل أخي فربما يريد الله أن يسمع تضرعك ويرى إنطراحك ويسمع استغفارك ويرى دموع ندمك تنسكب من عينيك مصحوبة بالتوبة، والالتجاء، والخوف من الله، ثم اعلم أخي: أن الداعي في أحوال ثلاثة: إما أن يستجيب الله له في الحال، وإما أن يصرف الله عنه من الشرور بقدر ما دعا، أو أن الله يدخر دعوته إلى يوم القيامة، فيجزل له العطايا، وذلك لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، حتى أن أهل الدعوات المستجابة في الدنيا يتمنون أن الله ما استجاب لهم دعواتهم لما يرون لإخوانهم الذين ادخر الله لهم أجرهم يوم القيامة.
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي r قال: «يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني، ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك، أليس دعوتني يوم كذا وكذا أن أفرج عنك ما نزل بك ففرجت عنك، فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا أن أفرج عنك ما نزل بك فلم تر فجرًا، قال: نعم يا رب، فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا، ودعوتني في حاجة أقضيها لك يوم كذا وكذا فقضيتها، فيقول: نعم يا رب، فيقول إني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها لك فلم تر قضاءها، فيقول: نعم يا رب فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا» قال رسول الله r: «فلا يدع دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بيّن له إما أن يكون عجّل له في الدنيا، وإما أن يكون أُدخر له في الآخرة، قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام يا ليته لم يكن عجّل له شيء من دعائه» انظر جامع الأصول (4/164)([sup][1])[/sup].
أخي: إن بعض الناس يتكل على الأمور الدنيوية بل ربما ينسى الله في أغلب الأحوال وترى من حوله ينصحه أيضًا بأخذ الأسباب الدن(31)
دعاء من وشي به عند الحجاج
ذكر التنوخي أن رجلاً وشي به عند الحجاج، فأمر بإدخاله السجن تمهيدًا لقتله فقام الرجل المسجون في جوف الليل، وصلى أربع ركعات ثم دعا بقوله: اللهم إنك تعلم أني كنت على إساءتي وظلمي وإسرافي على نفسي لم أجعل لك ولدًا ولا شريكًا ولا ندًا ولا كفوًا فإن تعذب فعدل منك وإن تعف فأنت العزيز الحكيم، اللهم إني أسألك يا من لا يأتي عطاؤه بإلحاح الملحين، ولا يَمُن بعفوه، أن تجعل في ساعتي هذه فرجًا ومخرجًا مما أنا فيه من حيث أرجو ومن حيث لا أرجو وخذ لي بقلب عبدك الحجاج وسمعه وبصره ويده ورجله حتى يخرجني في ساعتي هذه فإن قلبه وناصيته في يدك، يا رب يا رب، قال وقد كثَّر الدعاء فوالذي لا إله غيره ما انقطع دعاؤه حتى ضرب باب السجن وقيل: يا فلان فقام الرجل وقال للسجناء: يا هؤلاء إن تكن العافية فوالله لا أدع الدعاء لكم، وإن تكن الثانية فجمع الله بيننا وبينكم في مستقر رحمته، فبلغه من الغد أنه خُلي سبيله([sup][2])[/sup].
([1]) السعدي، حسين عبد الله، معذرة المؤمنين إلى رب العالمين، ص37-38.
([2]) الشويعر، محمد بن سعد. مكان الدعاء، جريدة الجزيرة، 9269 (الجمعة 16 شوال 1418هـ) ص9.
طرحنا في الصفحات السابقة شواهد من الدعاء وهي من قبل الأنبياء والصالحين، أناس رفعوا أكف الضراعة إلى الله فأجاب دعواتهم، وسبب طرحي لذلك علها أن تريح القلوب فتطمئن بأن الله سبحانه هو الواحد الأحد الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
أخي الداعي: ربما يأتيك الشيطان ويدعوك ويقول لك دعوت الله ولم يستجب لك فنقول: لا تعجل أخي فربما يريد الله أن يسمع تضرعك ويرى إنطراحك ويسمع استغفارك ويرى دموع ندمك تنسكب من عينيك مصحوبة بالتوبة، والالتجاء، والخوف من الله، ثم اعلم أخي: أن الداعي في أحوال ثلاثة: إما أن يستجيب الله له في الحال، وإما أن يصرف الله عنه من الشرور بقدر ما دعا، أو أن الله يدخر دعوته إلى يوم القيامة، فيجزل له العطايا، وذلك لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، حتى أن أهل الدعوات المستجابة في الدنيا يتمنون أن الله ما استجاب لهم دعواتهم لما يرون لإخوانهم الذين ادخر الله لهم أجرهم يوم القيامة.
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي r قال: «يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه، فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني، ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: أما إنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك، أليس دعوتني يوم كذا وكذا أن أفرج عنك ما نزل بك ففرجت عنك، فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا أن أفرج عنك ما نزل بك فلم تر فجرًا، قال: نعم يا رب، فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا، ودعوتني في حاجة أقضيها لك يوم كذا وكذا فقضيتها، فيقول: نعم يا رب، فيقول إني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها لك فلم تر قضاءها، فيقول: نعم يا رب فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا» قال رسول الله r: «فلا يدع دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بيّن له إما أن يكون عجّل له في الدنيا، وإما أن يكون أُدخر له في الآخرة، قال: فيقول المؤمن في ذلك المقام يا ليته لم يكن عجّل له شيء من دعائه» انظر جامع الأصول (4/164)([sup][1])[/sup].
أخي: إن بعض الناس يتكل على الأمور الدنيوية بل ربما ينسى الله في أغلب الأحوال وترى من حوله ينصحه أيضًا بأخذ الأسباب الدن(31)
دعاء من وشي به عند الحجاج
ذكر التنوخي أن رجلاً وشي به عند الحجاج، فأمر بإدخاله السجن تمهيدًا لقتله فقام الرجل المسجون في جوف الليل، وصلى أربع ركعات ثم دعا بقوله: اللهم إنك تعلم أني كنت على إساءتي وظلمي وإسرافي على نفسي لم أجعل لك ولدًا ولا شريكًا ولا ندًا ولا كفوًا فإن تعذب فعدل منك وإن تعف فأنت العزيز الحكيم، اللهم إني أسألك يا من لا يأتي عطاؤه بإلحاح الملحين، ولا يَمُن بعفوه، أن تجعل في ساعتي هذه فرجًا ومخرجًا مما أنا فيه من حيث أرجو ومن حيث لا أرجو وخذ لي بقلب عبدك الحجاج وسمعه وبصره ويده ورجله حتى يخرجني في ساعتي هذه فإن قلبه وناصيته في يدك، يا رب يا رب، قال وقد كثَّر الدعاء فوالذي لا إله غيره ما انقطع دعاؤه حتى ضرب باب السجن وقيل: يا فلان فقام الرجل وقال للسجناء: يا هؤلاء إن تكن العافية فوالله لا أدع الدعاء لكم، وإن تكن الثانية فجمع الله بيننا وبينكم في مستقر رحمته، فبلغه من الغد أنه خُلي سبيله([sup][2])[/sup].
([1]) السعدي، حسين عبد الله، معذرة المؤمنين إلى رب العالمين، ص37-38.
([2]) الشويعر، محمد بن سعد. مكان الدعاء، جريدة الجزيرة، 9269 (الجمعة 16 شوال 1418هـ) ص9.