وقفات مع الكوارث .. فااعتبروا يا أولي الأبصار !! بتفصيل العلماء يقول العلامة الإمام ابن القيم في كتابه (الداء والدواء): (ومن آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض أنواعا من الفساد في المياه والهواء والزروع والثمار والمساكن، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).. فكلما أحدثوا ذنبا أحدث الله لهم عقوبة.. ومن تأثير المعاصي في الأرض ما يحل من الخسف والزلازل ويمحق بركتها(.. ويقول في مكان آخر: (ما الذي سلط الريح على قوم عاد.. وما الذي أغرق فرعون وقومه.. وما الذي خسف بقارون؟).. ويقول العلامة ابن باز (مجلة البحوث الإسلامية العدد 51): (كل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها كله بأسباب الشرك والمعاصي كما قال الله عز وجل: "وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).. وقال تعالى عن الأمم الماضية: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).. فالواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه والضراعة إليه وسؤاله العافية والإكثار من ذكره والاستغفار).. أما الشيخ ابن عثيمين فيقول في (الصيد الثمين جـ2): (إن كثيرا من الناس اليوم يعزون المصائب التي يصابون بها إلى أسباب مادية بحتة.. ولا شك أن هذا من قصور أفهامهم وضعف إيمانهم وغفلتهم.. إن وراء هذه الأسباب أسبابا شرعية.. أقوى وأعظم وأشد تأثيرا من الأسباب المادية.. إن من الناس من يشكون ويشككون في كون المعاصي سبباً للمصائب، وذلك لضعف إيمانهم وقلة تدبرهم لكتاب الله عز وجل.. والله إن المعاصي لتؤثر في أمن البلاد وتؤثر في رخائها واقتصادها وتؤثر في قلوب الشعب). ونختم بالرد على من يقول إن هذه الكوارث تصيب أبرياء من المسلمين.. فما ذنب هؤلاء؟، والجواب في الحديث الشريف الذي صححه الألباني في (الصحيح): (إذا ظهرت المعاصي في أمتي عمهم الله بعذاب من عنده)، فلما سألته أم سلمة رضي الله عنها عن الصالحين فيهم، قال صلى الله عليه وسلم: (يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان).. فهل بعد كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.. وكلام الأئمة الأعلام قديما وحديثاً.. والقطع بأن الذنوب هي سبب الكوارث.. فلنستعرض بعض من الكوارث التي ألمت بنا وهي دليل وعبرة لقدرة الله تعالى في الكون <TABLE id=ncode_imageresizer_warning_78 class=ncode_imageresizer_warning width=480> <TR> <td class=td1 width=20></TD> <td class=td2 unselectable="on">هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 576x720 وحجمها 432 كيلو بايت .</TD></TR></TABLE> <TABLE id=ncode_imageresizer_warning_79 class=ncode_imageresizer_warning width=480> <TR> <td class=td1 width=20></TD> <td class=td2 unselectable="on">هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 576x720 وحجمها 452 كيلو بايت .</TD></TR></TABLE> <TABLE id=ncode_imageresizer_warning_80 class=ncode_imageresizer_warning width=480> <TR> <td class=td1 width=20></TD> <td class=td2 unselectable="on">هذه الصورة تم تصغيرها تلقائيا . إضغط على هنا لعرض الصورة بكامل حجمها . أبعاد الصورة الأصلية 576x720 وحجمها 390 كيلو بايت .</TD></TR></TABLE> | |
11-05-2010, 02:18 PM | #2 (permalink) |
عزيز عــضـــــو ممـيــز تاريخ التسجيل: Feb 2006 المشاركات: 4,212 | في قوله تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) دلت الدراسات الحديثة لتاريخ الأرض على أن هناك دورة للغلاف الجوي حيث كانت ذات يوم مليئة بالغازات السامة وعلى رأسهم غاز الكربون ثم إنخفضت نسبة الغازات السامة تدريجياً وفق عملية دقيقة ومعقدة " التمثيل الضوئى" بدأت بخلق الطحالب والنباتات وبدأت هذه الكائنات بإمتصاص غاز الكربون وإنتاج غاز الأكسجين اللازم وتكوين الغذاء اللازم لحياة كافة الكائنات تمهيداً لظهور الإنسان . === الإفساد فى الأرض و الكوارث البيئية . لقد دلت الدراسات أن نسبة غاز الكربون في الجو الآن أعلى بثلاثين في المئة من العصور السابقة، أما نسبة غاز الميثان فهي أعلى بنسبة مئة بالمئة من السنوات الماضية. ونسبة غاز الكربون تزداد بمعدل واحد بالمئة كل عام، وهذه الزيادة خطيرة جداً، وهذه الزيادة المتسارعة هي بسبب النشاط البشري في حرق الوقود وإنتاج الطاقة. ولذلك إذا استمرت الزيادة كما هي عليه الآن، فإنه خلال مئة عام ستكون نسبة غاز الكربون في الهواء أعلى من أي وقت مضى على تاريخ الأرض خلال المليون سنة الماضية. إن زيادة نسبة غاز الكربون سوف تتسبب بتغيرات مفاجئة بالمناخ، وهذا سوف يسبب بعض الكوارث الطبيعية، وينتج عن ذلك مجاعة قد تجتاح العالم الفقير خصوصاً، سوف يرتفع مستوى سطح البحر عدة أمتار بسبب ذوبان الجبال الجليدية في القارة المتجمدة الشمالية والجنوبية. وهذا سيؤدي إلى غرق مدن ساحلية بأكملها نتيجة هذا الارتفاع الكبير. إن زيادة نسبة الكربون في الجو خلال العصور السابقة للأرض كانت بفعل الظواهر الجيولوجية كالبراكين وما تقذفه من غازات، وعلى الرغم من الكميات الهائلة التي أطلقتها البراكين فيما مضى، إلا أنها تبقى أقل بكثير مما يطلقه البشر اليوم من ملوثات! === * أوجه الإعجاز . كما رأينا فإن الدراسات الحديثة لتاريخ الأرض تدل على أن هناك دورة للغلاف الجوي للأرض، حيث كان ذات يوم مليئاً بالغازات السامة، ثم انخفضت نسبة الغازات السامة تدريجياً وفق عملية دقيقة ومعقدة تم عبرها إصلاح هذا الخلل في جو الأرض ولولا هذه العمليات لم يكن للحياة أن تنشأ على الأرض. واليوم يخبرنا العلماء أن نسبة التلوث ازدادت من جديد فنجد العلماء يطلقون الصيحات المحذرة للبشر ألا يلوّثوا هذه الأرض لأن ذلك سيؤدي إلى الكثير من الكوارث البيئية ولذلك فقد سبق القرآن هؤلاء العلماء للإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية فأكد لنا القرآن أن الأرض كانت ذات يوم غير صالحة للحياة فأصلحها الله وأمرنا ألا نفسد فيها وأن ندعو الله ليجنبنا شر الكوارث فقال تعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الأعراف: 56] فهذه الآية تضمنت عدة إشارات: الإشارة إلى تجنب الإفساد في الأرض وتلويثها في قوله تعالى:"وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ" الإشارة إلى أن الأرض كانت ذات يوم ملوثة فأصلحها اله لنا وأمرنا ألا نفسدها بعد إصلاحها في قوله تعالى: "بَعْدَ إِصْلَاحِهَا" الإشارة إلى أهمية الدعاء في هذا العصر لأن الفساد البيئي اليوم يهدد الأرض بالكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والتسونامي والأمطار الحامضية وغير ذلك، فقال"وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا" الإشارة إلى ألا نفقد الأمل في رحمة الله تعالى وأن نستبشر بالخير وأن الله قادر على إصلاح هذا الخلل البيئي، فقال تعالى : "إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" === قال تعالى : "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" (الروم: 41 ) ما هو الفساد؟ من معاني الفساد في القاموس المحيط هو {الجدب}، والجدب يحدث كنتيجة لانقطاع المطر أو حدوث الكوارث الطبيعية التي تفتك بالنبات والحيوان، ولذلك فإن الله أمر الإنسان ألا يكون سبباً في تخريب جو الأرض وإفساده. وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى عن كل من يسعى في تخريب هذا النظام المتوازن للأرض . "وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ" البقرة: 205 إذن الفساد له أنواع، فساد أخلاقي وفساد بيئي، وقد نزلت هذه الآيات في زمن لم يكن لأحد علم بأنه سيأتي يوم على الأرض تكون فيه نسبة التلوث عالية جداً وتنذر بفساد جو الأرض. === الحقائق العلمية : ظهور الفساد في البر: أفادت دراسة علمية بأن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050 وأوضح معدو الدارسة التي نشرت في دورية "نيتشر" أنه بعد دراسة مطولة لست مناطق في العالم أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض. وأضافوا أن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل نسبة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون قد ينقذ العديد من أنواع الكائنات الحية من الاندثار. وها هي الأمم المتحدة تؤكد أن هذه الظاهرة الخطيرة تهدد ملايين البشر الذين يعتمدون على الطبيعة للبقاء على قيد الحياة. كما تؤدى إلى مخاطر كبيرة تواجه الطيور فى أرجاء العالم المختلفة وتهدد بإنقراضها === يؤكد العلماء أن كمية غازات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها البحار والمحيطات في العالم قد قلت بنسبة النصف ما بين أواسط التسعينيات من القرن الماضي وعام 2005. ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزداد سوءا في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري مما يؤدى إلى ذزبان الطبقات الجليدية وإرتفاع منسوب مياه البحر مما يؤدى إلى غرق الشواطىء الساحلية وبلدان بأكملها ويؤدى إلى حدوث خلل فى النظام البيئى وما يعكسه على الكائنات البحرية من أسماك ونباتات وكائنات حيه دقيقة . === ميثاق الأرض . وقد أجمع أكثر من 50 ألف عالم و 180 رئيس دولة ومن يمثله فى أكبر إجتماع حاشد لقمة الأرض لمؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالبيئة والتنمية ريودى جانيرو البرازيل من 12:1 حزيران يونيو 1993 فى "ميثاق الأرض" "تسليماً بأن تصرفات الناس حيال الطبيعة وحيال بعضهم الأرض هى مصدر الضرر المتنامي الذى يلحق بالبيئة وبالموارد اللازمة لتلبية الإحتياجات البشرية ولضمان البقاء والتنمية .اتعهد بأن أبذل كل ما بوسعى فى جعل الأرض مكاناً مأموناً مضيافاً للأجيال الحاضرة والمقبلة" === . عالم يجمعون على هذه الحقيقة! في مؤتمر باريس 2 الذي عقد في مطلع العام 2007 واجتمع فيه أكثر من 500 عالم من مختلف أنحاء العالم خرجوا بنتائج أهمها أن الفساد البيئي والتلوث قد شمل البر والبحر وحتى البشر والنبات والحيوان، وأن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد، وأن هناك إمكانية للرجوع إلى النسب الطبيعية لغاز الكربون في الغلاف الجوي. وسبحان الله تأتى الأية القرآنية المعجزة فى سورة الروم كدستور كامل للبيئة فى كلمات بليغة عبرت عن عمق ودقة المعانى بإسلوب أروع وأبلغ مما جاءت به كلمات " ميثاق الأرض المكاسب المادية السريعة هو ما سيؤدى حتماً إلى حدوث الكوارث البيئة مما يستوجب العذاب والعقاب وهذا يتضح فى قوله تعالى : "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا " ولا يعتدل الميزان إلا حين يرجعوا إلى الحفاظ على هذه النظم البيئة الربانية المختلفة ويتضح ذلك فى قوله تعالى : " لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" === فقد ناشد وزراء البيئة في مجموعة الدول الغنية اتخاذ الخطوة الأولى في خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وحث الوزراء في بيان أصدروه عقب اجتماع عقدوه في اليابان زعماء دولهم على اعتماد هدف خفض انبعاث هذه الغازات إلى النصف بحلول عام 2050، وكانت قمة الثماني الأخيرة التي عقدت في 2007 بألمانيا قد قررت دراسة هذا الموضوع بجدية، وذلك بعد معارضة أمريكية وروسية. وقال وزير البيئة الياباني ايشيرو كاموشيتا في مؤتمر صحفي: من أجل تحقيق النجاح في خفض كمية الانبعاث إلى النصف، يتوجب على الدول الغنية أخذ زمام المبادرة. وفي آخر تحذير أطلقه العلماء لعلاج هذه الظاهرة أنهم يؤكدون من خلال الدراسات أن العالم بحاجة لاستثمار 45 تريليون دولار في مصادر الطاقة خلال العقود المقبلة، بالإضافة إلى بناء 1400 مفاعل نووي، وتوسيع العمل بالطواحين الهوائية من أجل تقليص انبعاث الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول العام 2050. والتقرير الذي صدر عن وكالة الطاقة الدولية، التي تتخذ من باريس بفرنسا مقراً لها، يتصوّر "ثورة للطاقة" من شأنها أن تخفض وبشكل كبير اعتماد العالم على الوقود المستخرج من الأرض، وفي نفس الوقت الحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي بثبات. === |