"وأي داء
أدوى من البخل؟"
الكرم من مقومات السيادة والرئاسة
البخيل لا يصلح أن يكون سيداً
السيادة، والقيادة،
والإمارة في الإسلام وظيفة دينية لها مقومات وشروط، ومن أهم مقوماتها ما يأتي:
1. تقوى
الله.
2. العلم.
3. العدل والإنصاف.
4. الشجاعة.
5. الرأي السديد.
6. الكرم والجود.
7. المقدرة على القيام بالشفاعة
الحسنة.
8. العقل والحكمة.
ومن مقومات القيادة
والسيادة والرئاسة الجبلية الجودُ والكرم، فالبخيل الشحيح لا يصلح أن يكون رئيساً
ولا زعيماً أبداً.
دليل ذلك ما رواه الزهري
بسنده عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة:
"من سيِّدُكم؟" قالوا: الجَدُّ بن قيس؛ قال: "بِمَ
سَوَّدتموه؟" قالوا: إنه أكثرنا مالاً، وإنا على ذلك لنَزُنُّه1
بالبخل؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأيُّ داءٍ أدوى من البخل؟"،
قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: بشْر بن البَرَاء بن مَعْرور".2
وفي رواية: "من
سيِّدُكم؟" فقالوا: الجد بن قيس، على بخل فيه؛ فقال: "وأيُّ داءٍ أدوى
من البخل! سيِّدُكم الجَعْدُ الأبيض عمرو بن الجموح".
ورجح ابن عبد البر أنه
سوَّد عليهم بشر بن البراء.
قال ابن عبد البر: ورد في
هذا الخبر لبني ساعدة، وإنما هو لبني ساردة.3
لقد عزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم الجد بن قيس من سيادة هذا الحي من الأنصار عندما علم ببخله، وسوَّد
عليهم في الحال أحد الجوّاد، إما عمرو بن الجموح، أوبشر بن البراء، وكلاهما أهل
للسيادة والقيادة، وذلك لجودهما وكرمهما.
قال ابن عبد البر عن عمرو
بن الجموح رضي الله عنه: "وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تزوج".
ولهذا مدحه شاعر الأنصار:
وقال رسولُ الله و الحـقُّ
قـولُه لمن قال منا
من تسمون سيدا ؟
فقالوا له جـد بن قيس على
التي نبخله
فيهــا وإن كان أسـودا
فسوَّد عمرو بن الجموح
لجـوده وحـق لعمر بالندى
أن يسـوَّدا
إذا جـاءه السـؤَّالُ أذهب
مـاله وقـال خـذوه
إنه عائـد غـدا
فلو كنتَ يا جَدُّ بن قيس على
التي على مثلها عمرو لكنتَ
مسوَّدا 4
قتل عمرو بن الجموح، وكان
أعرج معذوراً عن الغزو، شهيداً في أحُد، وعندما قيل له: ما عليك من حرج لأنك أعرج؛
أخذ سلاحه وولى، وقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة؛ فكان له ما أراد،
فقد أخبر الصادق المصدوق أنه وطئ بها الجنة.
وأما بشر بن البراء فقد
قتل هو الآخر شهيداً مسموماً بسم اليهودية بخيبر، التي أرادت أن تسمَّ به رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الحال، وقيل عندما وصل المدينة.
أما الجد بن قيس لعنه الله
فقد ختم له بالكفر والنفاق، وذلك لسوء طويته، وبخله، ودناءة نفسه: "ومنهم من
يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين"5، حيث اعتذر عن الخروج إلى تبوك خوفاً من
نساء بني الأصفر!!
على العلماء وطلاب العلم
والدعاة أن يتأسَّوا بالأنبياء والصحابة والصالحين، وأن يتخلقوا بأخلاقهم، وأن
يتشبهوا بسلوكهم، وعليهم أن يدعوا الناس بأعمالهم قبل أقوالهم، وليحذروا أن يدعوا
الناس بأقوالهم ويصدوهم بأعمالهم، وأفعالهم، وسلوكهم.
من الأخلاق التي ينبغي أن
يتصف بها جميع الدعاة إلى الله الجودُ، والكرم، والشفاعة الحسنة، فإبراهيم أبو
الأنبياء والضيفان بادر ضيوفه الكرام من الملائكة حيث جاءوا في صور أناس بعجل سمين
حنيذ6، حيث قال الله على لسانه: "فراغ إلى
أهله فجاء بعجل سمين فقرَّبه إليهم فقال ألا تأكلون".
ورسولنا محمد صلى الله
عليه وسلم "ما سئل شيئاً قط فقال: لا".8
واعلم أن ما تنفقه مخلوف
عليك بوعد الله: "وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه"9، وبوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من يوم يصبح العبـاد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقـول أحدهما: اللهم أعـطِ
منفقاً خلفاً، ويقول الآخـر: اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً".10
اللهم إنا نسألك حبك، وحب
من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،
وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأزواجه
أمهات المؤمنين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أدوى من البخل؟"
الكرم من مقومات السيادة والرئاسة
البخيل لا يصلح أن يكون سيداً
السيادة، والقيادة،
والإمارة في الإسلام وظيفة دينية لها مقومات وشروط، ومن أهم مقوماتها ما يأتي:
1. تقوى
الله.
2. العلم.
3. العدل والإنصاف.
4. الشجاعة.
5. الرأي السديد.
6. الكرم والجود.
7. المقدرة على القيام بالشفاعة
الحسنة.
8. العقل والحكمة.
ومن مقومات القيادة
والسيادة والرئاسة الجبلية الجودُ والكرم، فالبخيل الشحيح لا يصلح أن يكون رئيساً
ولا زعيماً أبداً.
دليل ذلك ما رواه الزهري
بسنده عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة:
"من سيِّدُكم؟" قالوا: الجَدُّ بن قيس؛ قال: "بِمَ
سَوَّدتموه؟" قالوا: إنه أكثرنا مالاً، وإنا على ذلك لنَزُنُّه1
بالبخل؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأيُّ داءٍ أدوى من البخل؟"،
قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله؟ قال: بشْر بن البَرَاء بن مَعْرور".2
وفي رواية: "من
سيِّدُكم؟" فقالوا: الجد بن قيس، على بخل فيه؛ فقال: "وأيُّ داءٍ أدوى
من البخل! سيِّدُكم الجَعْدُ الأبيض عمرو بن الجموح".
ورجح ابن عبد البر أنه
سوَّد عليهم بشر بن البراء.
قال ابن عبد البر: ورد في
هذا الخبر لبني ساعدة، وإنما هو لبني ساردة.3
لقد عزل رسول الله صلى
الله عليه وسلم الجد بن قيس من سيادة هذا الحي من الأنصار عندما علم ببخله، وسوَّد
عليهم في الحال أحد الجوّاد، إما عمرو بن الجموح، أوبشر بن البراء، وكلاهما أهل
للسيادة والقيادة، وذلك لجودهما وكرمهما.
قال ابن عبد البر عن عمرو
بن الجموح رضي الله عنه: "وكان يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تزوج".
ولهذا مدحه شاعر الأنصار:
وقال رسولُ الله و الحـقُّ
قـولُه لمن قال منا
من تسمون سيدا ؟
فقالوا له جـد بن قيس على
التي نبخله
فيهــا وإن كان أسـودا
فسوَّد عمرو بن الجموح
لجـوده وحـق لعمر بالندى
أن يسـوَّدا
إذا جـاءه السـؤَّالُ أذهب
مـاله وقـال خـذوه
إنه عائـد غـدا
فلو كنتَ يا جَدُّ بن قيس على
التي على مثلها عمرو لكنتَ
مسوَّدا 4
قتل عمرو بن الجموح، وكان
أعرج معذوراً عن الغزو، شهيداً في أحُد، وعندما قيل له: ما عليك من حرج لأنك أعرج؛
أخذ سلاحه وولى، وقال: والله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه الجنة؛ فكان له ما أراد،
فقد أخبر الصادق المصدوق أنه وطئ بها الجنة.
وأما بشر بن البراء فقد
قتل هو الآخر شهيداً مسموماً بسم اليهودية بخيبر، التي أرادت أن تسمَّ به رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فمات في الحال، وقيل عندما وصل المدينة.
أما الجد بن قيس لعنه الله
فقد ختم له بالكفر والنفاق، وذلك لسوء طويته، وبخله، ودناءة نفسه: "ومنهم من
يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين"5، حيث اعتذر عن الخروج إلى تبوك خوفاً من
نساء بني الأصفر!!
على العلماء وطلاب العلم
والدعاة أن يتأسَّوا بالأنبياء والصحابة والصالحين، وأن يتخلقوا بأخلاقهم، وأن
يتشبهوا بسلوكهم، وعليهم أن يدعوا الناس بأعمالهم قبل أقوالهم، وليحذروا أن يدعوا
الناس بأقوالهم ويصدوهم بأعمالهم، وأفعالهم، وسلوكهم.
من الأخلاق التي ينبغي أن
يتصف بها جميع الدعاة إلى الله الجودُ، والكرم، والشفاعة الحسنة، فإبراهيم أبو
الأنبياء والضيفان بادر ضيوفه الكرام من الملائكة حيث جاءوا في صور أناس بعجل سمين
حنيذ6، حيث قال الله على لسانه: "فراغ إلى
أهله فجاء بعجل سمين فقرَّبه إليهم فقال ألا تأكلون".
ورسولنا محمد صلى الله
عليه وسلم "ما سئل شيئاً قط فقال: لا".8
واعلم أن ما تنفقه مخلوف
عليك بوعد الله: "وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه"9، وبوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من يوم يصبح العبـاد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقـول أحدهما: اللهم أعـطِ
منفقاً خلفاً، ويقول الآخـر: اللهم أعطِ ممسكاً تلفاً".10
اللهم إنا نسألك حبك، وحب
من يحبك، وحب عمل يقربنا إلى حبك، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا،
وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان.
وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأزواجه
أمهات المؤمنين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.