أفلح وأبيه إن صدق: استقر الشرع العام لأُمة محمد على تحريم الحلف بغير الله تعالى، وأن من حلف بغير الله فقد أشرك شركاً أصغر.
والأحاديث في النهي عن الحلف بغير الله – تعالى – بلغت مبلغ التواتر، وهي من قضايا الاعتقاد التي لا خلاف فيها بين المسلمين.
وأمام هذا جاء حديث عن طلحة بن عبيد الله، في قصة الأعرابي النجدي: أن النبي قال: "أفلح وأبيه إن صدق" رواه مسلم، وأبو داود، وهو في البخاري، والموطأ، وبقية السنن، دون لفظ: "وأبيه".
وللعلماء عن هذا اللفظ: "وأبيه" أجوبة منها:
1- منسوخ بأحاديث التشريع العام.
2- على تقدير محذوف: "ورب أبيه".
3- خاص به .
4- تصحيف من قوله: "والله".
5- جرت بدون قصد الحلف. كما جرى: عقْرى، حلْقى، وما أشبههما.
6- لفظ يقصد به التأكيد لا التعظيم.
أقامها الله وأدامها: الحديث في هذا عند أبي داود، ولا يصح.
أقضى القضاة: من الألفاظ المكروهة وقد عقب السبكي في "الطبقات" على من يقول: إنَّ قاضي القضاة دون أقضى القضاة. بل يرى العكس فيما ناقله عن والده، ووجَّهه والله أعلم.
الْتفت:
لسيد قطب – المقتول ظلماً – رحمه الله تعالى – كتاب في تفسير القرآن العظيم، باسم: "في ظِلال القرآن"، وهو مع فائدته فيه مواضع تقتضي التنبيه، ومنها عبارات وألفاظ تسمَّح في إطلاقها. وقد ألَّف الشيخ عبد الله بن محمد الدويش، المتوفى سنة 1408 هـ - رحمه الله تعالى- كتاباً يتعقبه في ذلك باسم: "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال"، فتعقبه في جملة ألفاظ منها:
1- التفت: في تفسير سورة العلق "6/3936"، قال: "إن الله ... قد تكرم في عليائه فالتفت إلى هذه الخليقة" ونحوه: "3/ 3937 ".
والله سبحانه لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، ومنه لفظ النظر كما في حديث عياض – رضي الله عنه - : "إن الله نظر إلى أهل الأرض .... " الحديث، رواه مسلم. فلا يُطلق الالتفات على الله إلاَّ حيث ورد النص، ولا يعلم وروده، فيترك. والله أعلم.
2- الحقيقة الكبرى: لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، ويأتي في حرف القاف بلفظ: قوة خفية.
3- قانون: إطلاقه على شريعة الإسلام. يأتي في حرف القاف.
4- ضريبة اجتماعية: تسمية الزكاة بذلك. الأسماء الشرعية بنص القرآن والسنة لا يجوز تغييرها ولا العدول عنها، وإن استبدالها باسم آخر فيه: هجر للاسم الشرعي، واستدراك على الشرع، ومنابذة ظاهرة لما ذكره الله ورسوله، مع ما في ذلك من انفصام بين المسلم وكتب السلف.
وإن لفظ الضريبة، ومثله: المكس، ونحوهما ، فيما إجحاف وجور، فلا يجوز أن يُطلق ما كان كذلك على الحقائق الشرعية.
5- العشق : يأتي في حرف العين.
6- لغة موسيقية. إيقاع موسيقي. منظومة موسيقية. إيقاع فيه خشونة: وصف القرآن العظيم بهذه الألفاظ، ونحوه، وهي أوصاف مرفوضة لثلاثة أُمور:
1- أن هذا تشبيه لآيات القرآن بآلات اللهو المحرمة.
2- الموسيقى فن يدعو إلى الفسق والفجور، فكيف يشبه به القرآن العظيم كلام رب العالمين ، الهادي إلى الإيمان والصراط المستقيم؟
3- أن الله سبحانه نفى كون القرآن قول شاعر ونزهه عنه فكيف يشبه بأصوات وموسيقات المُتفنِّنْيِن به؟
7- الكوكب: تسمية الأرض كوكباً. هذا إطلاق أجنبي عن نصوص الوحيين الشريفين، فالكواكب في السماء، والأرض في السفل، ولم يطلق على الكواكب اسم: الأرض، ومن لازم هذا الإطلاق أن تكون الأرض زينة للسماء الدنيا، وجعلها رجوماً للشياطين، وهذا باطل .
8- نعيم بدوي: عبَّر عن بعض نعيم أهل الجنة بذلك عند قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}. وهذا التعبير يحتمل التنقيص، وإن كان غير مراد من سيد قطب – رحمه الله تعالى، لكن البعد عن الألفاظ المحتملة هو الحق.
9- الأُمة البدوية: إطلاقه على الجزيرة العربية، واختيار الله لهم لحمل الدِّين. وهذا تعبير خاطئ، فإن الله سبحانه لم يبعث نبيّاً : بدوياً، ولا جِنِّيّاً، ولا امرأة، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}. فالنبي وشيوخ الصحابة رضي الله عنهم من أهل القرى أي من المدن: مكة، والمدينة ... فهم حاضرة وليسوا بادية، وقد قال : "إن زاهراً باديتنا ونحن حاضره".
10- أناشيده: أطلقها على ترتيل داود عليه السلام للزبور. وهذا إطلاق فاسد، فالمتعين تنزيه كلام الله تعالى عن الأناشيد، والشعر، وقد قال الله تعالى عن القرآن العظيم: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}. هذا ما اقتضى التنبيه عليهن، والله أعلم.
الله خليفتي عليك: قال صالح بن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – قلت: - أي لأبيه - : المرأة تقول لابنها: الله خليفتي عليك؟ قال: لو استودعته الله كان أعجب لي، فأما خليفتي فما أدري.
الله ديتا: هذا تركيب أعجمي، تسمَّى به المسلمون منهم، ولفظ "ديتا" بمعنى: "عطية".
الله ركها محمد بخش: ركها بمعنى: محفوظ. فيكون معنى الكلمتين الأُوليين منه: محفوظ الله، على عادة الأعاجم في تقديم المضاف إليه على المضاف، ومعنى: محمد بخش: بخش: عطية، أو هبة. أي: عطية محمد، أو هبة محمد. وهذا محرم لا يجوز؛ لذا يجب تغيير هذا الاسم.
الله ما يضرب بِعصى" هذه من الألفاظ الدارجة على ألسنة بعض العامة، عِنْد المُغالبةِ والمُشادّة، ويظهر أن المراد: أن الله – سبحانه – حكمٌ قِسط {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}، لكن في التعبير بها سوء أدب وجفاء، فتجتنب، وينهى عنها من يتلفظ بها.
الله ينشد عن حالك: لدى بعض أعراب الجزيرة، إذا قال واحد للآخر: كيف حالك، قال الآخر: الله ينشد عن حالك. وهذه الكلمة إغراق في الجهل، وغاية في القبح، ولا يظهر لها محمل حسن، ولو فرض لوجب اجتنابها؛ لأن علم الله – سبحانه – محيط بكل شيء، لا تخفى عليه خافية، فعلى من سمعها إنكارها والله أعلم.
الله الله: للعلامة محمد صديق حسن خان – رحمه الله تعالى – بحث مهم، في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد "الله". وأنه لا أصل له في الكتاب، ولا في السنة، ولا في أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – ولا عن أحد من أهل القرون المفضَّلة.
الله أكْبر: تكبيرة الإحرام، وما إليها، في الصلاة والأذان والإقامة ونحوها يحصل للناس فيها عدد من الأغاليط: منها: أن همزة "أكبر" حقها الفتح لا غير. ومنها: الله أكبر الله أكبرْ: في تكبير المؤذن على هذه الصفة مبحثان: الأول: فتح الراء في الأُولى. الثاني: وصل التكبير بالتكبير.
الله كبير: ومنها: أنه لا يُقال "الله كبير"، قال ابن فارس: ولا يجوز أن يقول "الله كبير" وذلك أن "أكبر" موضوع لبلوغ الغاية في العظمة. اهـ.
الله بالخير: سُئِل الشيخ عبد الله أبا بطين عن استعمال الناس هذا في التحية، فقال: "هذا كلام فاسد خلاف التحية التي شرعها الله ورضيها، وهو السلام، فلو قال: صبّحك الله بالخير، أو قال: الله يصبّحك بالخير، بعد السلام، فلا ينكر" اهـ .
الله فرد وابن زيد فرد: قال ابن حزم – رحمه الله تعالى - : "ولا يجوز أن يُقال: الله فرد، ولا موجود؛ لأنه لم يأت بهذا نص أصلاً، انتهى. وفي: "تاج العروس": "والفرد في صفات الله تعالى من لا نظير له، ولا مثل، ولا ثاني، قال الأزهري: ولم أجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنة، قال: ولا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به النبي . قال: ولا أدري من أين جاء به الليث، انتهى.
الله فقط والكثرة وهم: سُئِل ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عن كلمات وجدت بخط من يوثق به ذكرها عنه جماعة من الناس فيهم من انتسب إلى الدين فمنها:
1- إن الله لطف ذاته فسماها حقاً، وكثفها فسماها خلقاً .
2- إن الله ظهر في الأشياء حقيقة واحتجب بها مجازاً.
3- لبس صورة العالم فظاهره خلقه ، وباطنه حقه.
4- الله فقط والكثرة وهم.
5- عين ما ترى ذات لا ترى.
6- التوحيد لا لسان له، والألسنة كلها لسانه.
وذكر جملة وافرة نظماً ونثراً من مقولات الحلولية والصوفية الغلاة.
فأجاب عنها – رحمه الله تعالى – بأن هذه الأقوال مخالفة لدين الإسلام؛ لاشتمالها على أصلين باطلين: أحدهما: الحلول والاتحاد. ثانيها: الاحتجاج بالقدر على المعاصي. ثم بسط ذلك في نحو مائة صحيفة، والله أعلم.
الله – محمد: كتابه: لفظ الجلالة "الله" واسم النبي "محمد" على جنبتي المحاريب، وفي رقاع، ونحوها في المجالس. وهي دروشة لا معنى لها شرعاً. ومن يسوي المخلوق بالخالق سبحانه؟ ويجمل بالمسلم التوقي من هذه وأمثالها.
وانظر كيف نهى النبي عن قول الخطيب: "من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى"؛ لما يوهم من التسوية.
الله مُتولٍّ على عباده: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في رده على الرافضي: "إن الله سبحانه لا يوصف بأنه متولٍّ على عباده، وأنه أمير عليهم، جل جلاله، وتقدست أسماؤه، فإنه خالقهم ورازقهم، وربهم، ومليكهم، له الخلق والأمر، ولا يُقال: إن الله أمير المؤمنين، كما يسمى المتولي، مثل علي، وغيره: أمير المؤمنين، بل الرسول لا يقال أيضاً: إنه متول على الناس، وأنه أمير عليهم، فإن قدْرهُ أجلُّ من هذا" اهـ .
الله موجود في كل مكان: عن عبد الله بن معاوية الغاضري قال: قال رسول الله : "ثلاث من فعلهن فقد طعِم طعم الإيمان" .. وفيه: "وزكى نفسه"، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: "أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان". رواه البيهقي ، وغيره .
قال الألباني: "فائدة : قوله : "إن الله معه حيث كان"، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي: يريد أن الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش. ذكره الحافظ الذهبي في "العلو" رقم الترجمة "73" بتحقيقي واختصاري.
وأما قول العامة وكثير من الخاصة: الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود، ويعنون بذاته، فهو ضلال، بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً"اهـ .
الله ورسوله أعلم: الأصل أن يُقال: الله سبحانه وتعالى أعلم، لأن النبي لا يعلم إلا ما يعلمه الله به.
الله وفلان: قال البخاري في "الأدب المفرد": "باب لا يقول الرجل: الله وفلان". ثم ساق بسنده عن ابن جريج، قال: سمعت مغيثاً يزعم أن ابن عمر سأله عن مولاه، فقال: الله وفلان. قال ابن عمر: لا تقل كذلك، لا تجعل مع الله أحداً، ولكن قل: فلان بعد الله.
الله يحافظ عليك: هذا إطلاق لم يرد، ولا يجوز، لأنه يقتضي المعالجة والمغالبة، وإنما يقال: الله يحفظك.
الله يسأل عن حالك: قال الشيخ أبا بطين – رحمه الله تعالى - : هذا كلام قبيح ينصح من تلفظ به. اهـ .
ومثله: الله ينشد عن حالك. كما تقدَّم قريباً.
الله يعاملنا بعدله: في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن علي بن موسى النجدي المتوفى سنة "1344هـ"، رحمه الله تعالى - : " أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله تعالى – زار الشيخ المذكور، فتكلم الملك في أناس إلى أن قال: "الله يعاملنا وإياهم بعدله": فنبهه الشيخ أن يقول بدل : "عدله" "بفضله وعفوه"، فشكره الملك عبد العزيز على ذلك.
الله يظلمك: في قول بعضهم: تظلمني! الله يظلمك. وهذا باطل محال على الله تعالى، ولا تجوز نسبة الظلم إليه وهو تكذيب للقرآن: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}. وانظر في حرف الخاء: خان الله من يخون .
اللهم اجعلني من الأقلين: قال الجاحظ: وسمع عمر رجلاً يدعو، ويقول: اللهم اجعلني من الأقلين قال: ما هذا الدعاء؟ قال: إنِّي سمعت الله عز وجل يقول: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} وقال: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ}، قال عمر: عليك من الدعاء بما يعرف.اهـ.
اللهم أخْزِه: قال الجاحظ: وكره مطرف بن عبد الله، قول القائل للكلب: اللهم أخزه. اهـ .
اللهم ارحم محمداً صلى الله عليه وسلم وآله: في معرض تعقب ابن القيم – رحمه الله تعالى – لمن قال إن صلاة العبد على النبي بمعنى: طلب الرحمة – قال: ".. أن أحداً لو قال عن رسول الله : "رحمه الله". بدل: "صلى الله عليه وسلم"؛ لبادرت الأُمة إلى الإنكار عليه، وعدوه مبتدعاً غير موقر للنبي ولا مصلٍّ عليه، ولا مثن عليه بما يستحقه، ولا يستحق أن يصلى عليه بذلك عشر صلوات، ولو كانت الصلاة من الله الرحمة: لم يمتنع شيء من ذلك". انتهى .
اللهم اسلبه الإيمان: قال النووي: - رحمه الله تعالى - : "فصل: لو دعا مسلم، على مسلم فقال: اللهم اسلبه الإيمان؛ عصى بذلك. وهل يكفر الداعي بمجرد هذا الدعاء؟ فيه وجهان لأصحابنا، حكاهما القاضي حسين من أئمة أصحابنا في الفتوى، أصحهما: لا يكفر. وقد يحتج لهذا بقول الله تعالى إخباراً عن موسى عليه السلام: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا} الآية. وفي هذا الاستدلال نظر، وإن قلنا إن شرع من قبلنا شرع لنا" انتهى .
اللهم اغفر لي إن شئت: النهي عن ذلك ورد في "الصحيحين" وغيرهما، عن النبي ، وساقه ابن القيم في "الهدي" في: "فصل: في ألفاظ كان يكره أن يُقال – وذكر منها: ومنها أن يقول في دعائه: اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت.
اللهم إني أريد الحج أو العمرة: هذه ونحوها هي عبارة تلفظ المتعبد بالنية، لما يريد القيام به من العبادات البدنية. وهي بدعة لا أصل لها في شرع، وقد غلط أقوام من أتباع الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – عليه في فهم مذهبه في قولِه: عن الصلاة، ففهموا منه مشروعية التلفظ بالنية، وطردوها في الحج والعمرة، ونحوهما من العبادات البدنية. وقد كشف عن هذا ابن القيم - رحمه الله تعالى - في "الهدي" وبينته في "التعالم".
وما جاء في الحج والعمرة من تسمية المحرم بهما أو بأحدهما ذلك في تلبيته كقوله: "اللهم لبيك حجاً" ليس من التلفظ بالنية في شيء.
اللهم صلِّ عليَّ: قال ابن القيم في معرض نقضه للقول بأن معنى الصلاة على النبي طلب الرحمة: "الوجه الرابع عشر: أنه يسوغ، بل يستحب لكل واحد أن يسأل الله أن يرحمه، فيقول: اللهم ارحمني. كما علّم النبي الداعي أن يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني"، فلما حفظها قال: "أما هذا فقد ملأ يديه من الخير". ومعلوم أنه لا يسوغ لأحد أن يقول: اللهم صل علي. بل الداعي بهذا مُعتدٍ في دعائه، والله لا يحب المعتدين. بخلاف سؤاله الرحمة فإن الله يحب أن يسأله عبده مغفرته ورحمته ، فعلم أنه ليس معناهما واحداً" اهـ .
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لفظ السيادة ليس لها أصل لا في الصلاة – التشهد -ولا خارجها, وعلى ذلك كلمة: شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والفيروز آبادي، وتلميذه الحافظ ابن حجر، والسخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر، والقاسمي، والألباني، في خلق آخرين. وعدم ذكر السيادة هو مذهب الحنفية. والله أعلم.
اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن: قال ابن أبي شيبة في: "المصنف": "ما لا ينبغي للرجل أن يدعو به: ثم ذكر بسنده عن مجاهد، قال: كان يكره أن يقول: اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن، ويقول: قال الله تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}"اهـ.
اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك: يروى عن على – رضي الله تعالى عنه- أنه قال: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال : "لا تقل هكذا، فإنه ليس أحد إلا هو محتاج إلى الناس، ولكن قل: اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك، الذين إذا أعطوا منُّوا، وإن منعوا عابوا".
لا أصل له، فيه ابن فرضخ، يتهم بالوضع. وقال العجلوني: "قال ابن حجر المكي، نقلاً عن الحافظ السيوطي: إنه موضوع، بل قد يُقال: إن الدعاء به ممنوع" اهـ . والله أعلم.
اللهم لا تؤمني مكرك: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – خلاف السلف في هذا: هل يكره الدعاء به؟ فكان بعض السلف يدعو بذلك، ومراده: لا تخذلني حتى آمن مكرك ولا أخافه.
اللهم أعطني ما أُحب واصرف عني ما أكره: في: "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي – رحمه الله - : "[مطلب: ما هو محرم من الدعاء وليس بكفر]: وسُئِل رضي الله تعالى عنه سؤالاً صورته: نقل الشيخ شهاب الدين القرافي المالكي في قواعده ما هو محرم من الدعاء وليس بكفر، أن يسأل الله تعالى الاستعفاء في ذاته عن الأمراض، ليسلم طول عمره من الآلام والأسقام والأنكاد والمخاوف وغير ذلك من البلايا ، وقد دلَّت العقول على استحالة جميع ذلك؟ قال: فإذا كانت هذه الأُمور مستحيلة في حقه تعالى عقلاً كان طلبها من الله تعالى سوء أدب عليه ؛ لأن طلبها يعد في العادة تلاعباً وضحكاً من المطلوب منه، والله تعالى يجب له من الإجلال فوق ما يجب لخلقه ... إلى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى؟
فأجاب بقوله: ما ذكره القرافي صحيح وقد أقره عليه جماعة من أئمتنا، وحينئذ فإذا قال الدَّاعي: اللهم سهل لي وأعطني ما أُحب واصرف عني ما أكره، فإن أراد العموم الذي ذكره القرافي؛ حرم عليه ذلك ، وإن أراد إعطاء ما يحب من أنواع مخصوصة جائزة، وصرف ما يكره من أنواع كذلك ، أو أطلق فلم يرد شيئاً ؛ لم يحرم عليه ذلك" انتهى.
اللهم اغفر لنا وللمؤمنين جميع الذنوب: في "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى - : "[مطلب: هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا؟]. فأجاب بقوله رحمه الله تعالى: إن الدعاء بعدم دخول أحد من المؤمنين النار حرام، بل كفر؛ لما فيه من تكذيب النصوص الدالة على أن بعض العصاة من المؤمنين لابد من دخوله النار. وأما الدعاء بالمغفرة لجميعهم فإن أراد به مغفرة مستلزمة لعدم دخول أحد منهم النار فحكمه ما مر، وإن أراد مغفرة تخفف عن بعضهم وزره، وتمحو عن بعض آخرين منهم، أو أطلق ذلك؛ فلا منع منه" انتهى.
اللهم لا تمتني: سؤال العبد أن لا يميته الله – سبحانه – دعاء بطلب المحال. وقاعدة الدعاء: أنه لا يجوز الدعاء بالمستحيلات التي لا تجوزها العقول، ولا الدعاء بالتخليد والمعافاة من الموت أو الدعاء برحمة بني آدم من الكفار وغيرهم، مما أحاله الشرع، لامتناع وقوعه، ولأنه لم يأت الشرع بالتعبد بمثله. فامتنع الدعاء بعدم الموت. والله أعلم.
إلهي بخش: هذا واحد من أسماء المسلمين الأعجميين في الهند، والباكستان، وما جاورهما من بلاد العجم، مُقدِّمين المضاف إليه على المضاف، على قاعدتهم في المتضايفين. ومعناه: إلهي: الله. بخش: عطية، أو هبة. أي عطية الله، أو هبة الله.
وهو تركيب أعجمي من جهة تقديم المضاف إليه على المضاف، وهو اسم أعجمي لا عهد للعرب به، وفيه لبس وإبهام. ولذا: فعلى المسلم اجتناب التسمية به ابتداء بعد أن علِم ما فيه.
إلى الرفيق الأعلى: ليس من الهدي النبوي أن يقول المسلم في حق المسلم الميت: قدم، أو: رحل، أو ذهب إلى الرفيق الأعلى. وقاعدة الإسلام في عدم الشهادة لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له النبي تمنع هذا الإطلاق في حق غير من شهد له بالجنة.
اللات: من الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى تسمية الأصنام بها. كتسميتهم اللات من الإلهية.
أُم المؤمنين: من خصوصيات زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، أنهن أُمهات المؤمنين، قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، فكل واحدة منهن رضي الله عنهن يصدق عليها أنها أًم المؤمنين.
فهن أًمهات المؤمنين في الاحترام، والإكرام، وحرمة الزواج بهن بعده ، وكما لا يشاركهن أحد في هذه الخصوصية، فلا يشاركهن أحد في إطلاق هذا اللقب.
أُم الأفراح: تلقيب الخمرة بذلك.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى: "حتى إن الفجار ليسمون أعظم أنواع الفجور بأسماء لا ينبو عنها السمع ويميل إليها الطبع فيسمون أُم الخبائث: أُم الأفراح، ويسمون اللقمة الملعونة: لقيمة الذكر والفكر التي تثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، ويسمون مجالس الفجور والفسوق: مجالس الطيبة، حتى إن بعضهم لما عذل عن شيء من ذلك قال لعاذله: ترك المعاصي والتخوف منها إساءة ظن برحمة الله وجرأة على سعة عفوه ومغفرته. فانظر ماذا تفعل هذه الكلمة في قلب ممتلئ بالشهوات ضعيف العلم والبصيرة؟".
إمام المتقين: يُروى عن عبد الله بن عكيم الجهني، مرفوعاً: "إن الله أوحى إليَّ في: عليٍّ، ثلاثة أشياء ليلة أُسري بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين". رواه الطبراني في "المعجم الصغير"، وقال: تفرد به مجاشع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى: هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم، ولا نعلم أحداً هو: سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، غير نبينا ، واللفظ مطلق، ما قاله فيه: "من بعدي" انتهى.
الأًمة البدوية: مضى في التفت.
أمؤمن أنت: كن دقيقاً في أُصول الدين، فإن للمبتدعة الكلاميين وغيرهم ألفاظاً يجرونها على أُصول معتقدهم، قد تندرج على من شاء الله من أهل السنة والجماعة، ومنها هذا السؤال، فقد كان الإمام أحمد وغيره من السلف يكرهون سؤال الرجل لغيره: أمؤمن أنت؟ ويكرهون الجواب لأن هذه بدعة أحدثها المرجئة؛ ليحتجوا بها لقولهم بأن الإيمان: التصديق. فافهم، واحذر غوائل ألفاظهم.
أمتي: عن أبي هريرة عن النبي قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي ، وفتاتي، وغلامي". [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: "لا يقل أحدكم: ربي، وليقل سيدي ومولاي". وفي رواية له: "لا يقولن أحدكم عبدي، فكلكم عبيد. ولا يقل العبد: ربي، وليقل: سيدي". وفي رواية له: "لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، وكلكم عبيد الله ، وكل نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل: غلامي، وجاريتي، وفتاي، وفتاتي".
أمير المؤمنين: أول خليفة تسمى: أمير المؤمنين هو: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ، كما في "تاريخ الطبري"، و"الأوائل" للعسكري، و"شرح المواهب"، و"تاريخ عمر بن الخطاب" لابن الجوزي، و"التراتيب الإدارية" للكتاني، و"الأذكار" للنووي. قال: "وأول من سمي أمير المؤمنين : عمر بن الخطاب لا خلاف في ذلك بين أهل العلم. وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة؛ فخطأ صريح، وجهل قبيح مخالف لإجماع العلماء، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " اهـ . وإنَّما أوردته هنا للإيقاظ بأن هذا اللقب الشريف لا يسوغ إطلاقه على كافر يحكم بلاد الكافرين، ولا على كافر يحكم بلاد مسلمين، حتى لا يتشرف بشرف المضاف إليه، والله أعلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يقال: إن الله أمير المؤمنين. ا هـ .
أمير الناس: لا يُقال في حق الله تعالى، ولا يقال في حق نبيه .
أنا: هو كما يُقال: لفظٌ نصفُ بلاءِ العالم منه. لما يدل عليه من كثير من المخلوقين غالباً من دعوى عريضة، وكذب أعرض، ونحوه مثل: لي، وعندي، وغيرهما.
وفي هذا يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "الزاد" (2/37): "وليحذر كل الحذر من طغيان: أنا، ولي، عندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون: فأنا خير منه: لإبليس. ولي ملك مصر: فرعون. وإنما أُوتيته على علم عندي: لقارون.
وأحسن ما وضعت "أنا" في قول العبد المذنب المخطئ المستغفر المعترف، ونحوه. ولي: في قوله: لي الذنب، ولي الجرم، ولي المسكنة، ولي الفقر والذل. وعندي: في قوله: اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي" اهـ .
فائدة: في "خير الكلام" لابن بالي القسطنطيني "ص21" قال: ومن اختراعاتهم الفاسدة لفظ "الأنانية" فإنه لا أصل له في كلام العرب. اهـ .
أنا أنا: عن جابر قال: أتيت النبي في ديْنٍ كان على أبي، فدققت الباب فقال: "من ذا؟" فقلت: أنا، قال: "أنا أنا" كأنه كرهه. [متفق عليه].
أنا الحق: هذه من أقوال غلاة الصوفية، وهي نظير قول فرعون، قبحه الله: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى}.
أنا بالله وبك: هذا شبيه: ما شاء الله وشئت.
أنا خير من يونس بن متى: ورد الحديث بالنهي عن ذلك، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى" [متفق عليه].
أنا الشيخ فلان: ذكر ابن حجر في شرح الاستئذان وكيف يجيب من قرع الباب، فقيل: من ذا؟ قال: قال النووي: إذا لم يقع التعريف إلا بأن يكني المرء نفسه لم يكره ذلك، وكذا لا بأس أن يقول: أنا الشيخ فلان، أو القارئ فلان أو القاضي فلان، إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك. اهـ.
وانظر إلى هذا القيد الحسن: "إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك"، بمعنى أَنه إذا لم يكن على وجه التمييز وإنما على وجه التعالي والافتخار ففيه البأس. ولذا عددته في المناهي حين يكون كذلك. والله المستعان.
أنا صبي التوحيد: في "الدرر السنية في الفتاوى النجدية" قال: سُئِل الشيخ سعد بن حمد بن عتيق: هل هذه من دعوى الجاهلية؟ فأجاب جواباً مطولاً: أنه لا بأس بها في نصرة الحق ودفع الباطل. وإن كان المتكلم بها ينصر باطلاً ، أو يقصد تعاظماً وترفعاً فلا، والله أعلم.
أنا في حسب الله وحسب فلان: يأتي في حرف الميم ما شاء الله وشئت.
أنا متوكل على الله وفلان : هذا في معني الشرك المنهي عنه، لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال: "أجعلتني لله نداً، قل: ما شاء وحده"، ونحوه من الأحاديث. فهو قول من لا يتوقى الشرك، والله أعلم.
وفي فتاوى الشيخ محمد - رحمه الله تعالى - أن هذا لا يجوز حتى ولو أتى بلفظ "ثم"؛ لأن التوكل كله عبادة، فلما سئل عن قول: متوكل على الله ثم عليك يا فلان، قال: شرك، يقول موكلك. ولا تقل: موكل الله ثم موكلك على هذا الشيء. هذه عامية؛ وليست في محلها.
أنا مؤمن أو: أنا مؤمن حقاً: قال ابن القيم: وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل بعينه، فقالوا: له أن يقول: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، ولا يقول: أنا مؤمن؛ لأن قوله: أنا مؤمن، يفيد الإيمان المطلق الكامل الآتي صاحبه بالواجبات، التارك للمحرمات، بخلاف قوله: آمنت بالله، فتأمله. اهـ .
أنا مؤمن عِند الله: قال ابن أبي حاتم الرازي – رحمه الله تعالى - : "والناس مؤمنون في أحكامهم، ومواريثهم، فمن قال: إنه مؤمن حقاً، فهو مبتدع. ومن قال: هو مؤمن عند الله، فهو من الكاذبين. ومن قال: إني مؤمن بالله، فهو مصيب" انتهى .
أنا مسلم إن شاء الله: عن الإمام أحمد – رحمه الله – في هذا روايتان: الأُولى: المنع من الاستثناء على قول الزهري: هو الكلمة. أما على القول الآخر الذي لم يختر فيه قول من قال: الإسلام الكلمة، فيستثني في الإسلام، كما يستثنى في الإيمان؛ لأن الإسلام: الكلمة، وفعل الواجبات الظاهرة كلها.
أنا ولي: قال ابن القيم في مبحث نفيس من "البدائع" "3/106/ 107": "والذي يظهر لي من ذلك: أن ولاية الله تعالى نوعان: عامة، وخاصة: فالعامة: ولاية كل مؤمن فمن كان مؤمناً لله تقياً كان له ولياً، وفيه من الولاية بقدر إيمانه وتقواه، ولا يمتنع في هذه الولاية أن يقول: أنا ولي إن شاء الله، كما يقول: أنا مؤمن إن شاء الله.
والولاية الخاصة: إن علم من نفسه أنه قائم لله بجميع حقوقه مؤثر له على كل ما سواه في جميع حالاته، قد صارت مراضي الله، ومحابه، هي همه، ومتعلق خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه، وإن سخط الخلق، فهذا إذا قال: أنا ولي لله ؛ كان صادقاً، وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل ...." اهـ .
إن شاء الله: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا ما يعقد عليه المسلمون قلوبهم، مؤمنين بقضاء الله وقدره، وأنه لا يخرج في هذه الأكوان شيء البتة عن قدرته ومشيئته، وأن للعبد قدرة ومشيئة وهي تابعة لقدرة الله ومشيئته، وينتهج المسلم في التعليق على المشيئة أُموراً:
1- إذا تحدث عما مضى فيقول: مضى بمشيئة الله، كقوله: خلق الله السموات بمشيئته، وأرسل محمداً بمشيئته. ولا يقول: إن الله خلق السموات إن شاء الله ... ومن قال ذلك فقد أخطأ بل قوله بدعة مخالفة للعقل والدين.
2- إذا تحدث عن حال أو مستقبل فيقول: سأفعل كذا إن شاء الله، سوف أُتم العمل الحاضر إن شاء الله، وهكذا يعلقه على المشيئة. ومن الخطأ المبين تجريد ذلك من المشيئة: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية.
3- الاستثناء في الماضي من الأعمال الصالحات، ويأتي في حرف الصـاد بلفظ: صليت إن شـاء الله.
4- تعليق الداعي للدعاء على المشيئة، كقوله: اللهم اغفر لي إن شاء الله. وهذا لا يجوز، وأنظره في لفظ: "اللهم اغفر لي إن شئت".
5- قول بعضهم: "أرجو إن شاء الله أن يكون كذا"، أو: "آمل .."، لا معنى للجميع بين الترجي، والمشيئة، فإنه لم يحصل الجزم، فيقول: "يكون كذا إن شاء الله"، بل إنْ قال: "أرجو" فليقل: "أرجو أن يكون كذا". والله أعلم.
إن فعل كذا فهو كافر: ويأتي في حرف الياء: يهودي إن فعل كذا.
إن الله أوجب علينا طلب الثأر:
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى: في فتاويه: "وأما قول القائل: إن الله أوجب علينا طلب الثأر. فهو كذب على الله ورسوله، فإن الله لم يوجب على من له عند أخيه المسلم المؤمن مظلمة من دم، أو مال، أو عرض، أن يستوفي ذلك، بل لم يذكر حقوق الآدميين في القرآن إلا ندب إلى العفو ..." اهـ .
إن الله منزه عن الأعراض: مقصود المعتزلة منها: أنه ليس له سبحانه وتعالى علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام قائم به، ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها هم: أعراضاً. فليحذر أهل العلم من عبارات المبتدعة.
إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز: مقصود المعتزلة : أنه ليس معايناً للخلق ، ولا منفصلاً عنهم، وأنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله. ونحو ذلك من معاني الجهمية.
إن الله يرحم الكافر: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "البدائع" مسائل سئل عنها القاضي فقال: "ومنها: هل يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؟ فقال: لا يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؛ لأن فيه رد الخبر الصادق: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}، {لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} إلى أمثاله، بل يقال: يخفف عذاب بعضهم، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، {آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}" اهـ .
إن الله يرضى لرضى المشايخ ويغضب لغضبهم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فصل: وأما قول القائل: إن الله يرضى لرضا المشائخ، ويغضب لغضبهم. فهذا الحكم ليس هو لجميع المشائخ، ولا مختص بالمشائخ، بل كل من كان موافقاً لله: يرضى ما يرضاه الله ويسخط ما يسخط الله؛ كان يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، من المشائخ وغيرهم، ومن لم يكن كذلك من المشائخ، لم يكن من أهل هذه الصفة، ومنه قول النبي لأبي بكر الصديق وكان قد جرى بينه وبين صهيب وخباب وبلال وغيرهم كلام في أبي سفيان بن حرب؛ فإنه مرَّ بهم فقالوا: ما أخذت السيوف من عدو الله مأخذها. فقال: أتقولون هذا لكبير قريش؟ ودخل على النبي فأخبره، فقال: "لعلك أغضبتهم يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك"، أو كما قال. قال: فخرج عليهم أبو بكر فقال لهم: يا إخواني! أغضبتكم؟ قالوا: يغفر الله لك يا أبا بكر. فهؤلاء كان غضبهم لله.
أنا حُرٌّ: حكم هذا اللفظ، ونحوه: أنا حُرٌّ في تصرفي، أو تصرفاتي، حسب المقام، فإن كانت في مقام يُنهى فيه عن محرم، فهي محرمة؛ لأنه مضبوط بالشرع، لا بالتشهي والهوى. وإن كانت في مقام المباحات، فلا بأس بها، وهكذا.
إنه ليس بجسم: مقصود الجهمية بهذه العبارة: أن الله سبحانه وتعالى لا يرى، ولا يتكلم بنفسه، ولا يقوم به صفة، ولا هو مباين للخلق ..، وهو مقصود باطل.
الأنبياء لم يحققوا التوحيد: هذه كلمة شنيعة إذا فاه بها مُسلم اقتضت كُفره، وردته؛ لما فيها من التنقص لمقام النبوة والتكذيب لآيات الله سبحانه؛ إذ ما من نبي بعث إلا ويأمر قومه بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة، وهذا كثير في القرآن الكريم في قصة كل نبي من أنبياء الله ورسله.
الأنبياء يتهمون: إذا قالها مكلف لمن قال له: تتهمني. وهذه من ألفاظ الردّة، نسأل الله السلامة.
الانتفاضة: في عام 1408هـ قام الغيورون من الفلسطينيين برد اعتداءات "يهود" ودافعوا عن أنفسه ، وعن حرماتهم، فأطبقت وسائل الإعلام، وأقلام الكاتبين، على تلقيب هذا العمل الجهادي الدفاعي باسم: "الانتفاضة".
وهذا لقب واصطلاح حادث، لم يعلق الله عليه حكماً، ثم هو ضئيل، ومن وراء ذلك هو في معناه هنا مُولَّدٌ ودخيل؛ إذ لا ينتفض إلا العليل كالمحموم والرعديد. فعلى المسلمين التيقظ والبصيرة فيما يأتون ويدعون. والله المستعان.
أنت للشيخ فلان: قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : "وأما قول القائل: أنت للشيخ فلان، وهو شيخك في الدنيا والآخرة. فهذه بدعة منكرة من جهة أنه جعل نفسه لغير الله، ومن جهة أن قوله: شيخك في الدنيا والآخرة كلام لا حقيقة له، فإنه إن أراد أنه يكون معه في الجنة، فهذا إلى الله لا إليه، وإن أراد أنه يشفع فيه فلا يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله تعالى.
أنت فضولي: في "الدر المختار" قال في فصل: في الفضولي: هو: من يشتغل بما لا يعنيه، فالقائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضولي؛ يُخشى عليه الكفر. اهـ .
إنسانية: اتسع انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم، ويسْتمْلِحُ الواحد نفسه حين يقول: هذا عمل "إنساني".
وهكذا حتى في صفوف المتعلمين، والمثقفين، وما يدري المسكين أنها على معنى "ماسونية" وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه؛ لأنها ضد الدين فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
والخلاصة: إنها محاربة المسلمين باسم: الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم.
أنديراً: ومن الأسماء المحرمة على المسلمين: التسمية بالأسماء الأعجمية المولَّدة للكافرين الخاصة بهم، والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها، وينفر منها، ولا يحوم حولها. وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أمم الكفر. وهذا من أشد مواطن الإثم، وأسباب الخذلان، ويأتي في حرف العين: عبد المطلب.
أنصت: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة، والإمام يخطب؛ فقد لغوت". رواه الشيخان، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم.
أنصتوا: في "السلسلة الصحيحة" للألباني ذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قلت للناس أنصتوا وهم يتكلمون، فقد ألغيت على نفسك" [رواه أحمد في المسند].
ثم أبان الشيخ ناصر أن هذا من الآداب الرفيعة في الحديث والمجالسة، وإن أخلَّ به كثير من المتباحثين. والله المستعان.
انصرفنا من الصلاة: عن ابن عباس وابن عمر – رضي الله عنهم – قالا: لا يقال: انصرفنا من الصلاة، ولكن: قد قضيت الصلاة. [رواه ابن أبي شيبة].
إنه برئ من الإسلام: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله : "من قال إنه بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً". [رواه النسائي، وابن أبي الدنيا، وأحمد، والحاكم، وقال: على شرط الشيخين، وأقره الذهبي].
أهلاً بذكر الله: قوله عند سماع الأذان: لا أصل له في المرفوع عن النبي . وفي الأثر عن عبد الله بن عُكيْم، قال: كان عثمان إذا سمع الأذان، قال: مرحباً بالقائلين عدلاً، وبالصلاة مرحباً وأهلاً. رواه ابن منيع كما في: "المطالب العالية"، ولا يصح.
أهل الكتاب ليسوا كفاراً: هذا القول كفر صريح، ومعتقِده مرتد عن الإسلام: قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران:70].
وقال – سبحانه - : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29] .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والحكم بكفر من لم يؤمن برسالة محمد من أهل الكتاب، من الأحكام القطعية في الإسلام، فمن لم يكفرهم فهو كافر؛ لأنَّه مكذِّب لنصوص الوحيين الشريفين.
أوجد الله كذا وكذا: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : لا يعرف هذا الإطلاق وإنما الذي جاء: خلقه، وبرأه، وصوره، وأعطاه خلقه، ونحو ذلك فلما لم يكن يستعمل فعله، لم يجئ اسم الفاعل منه في أسمائه الحسنى، فإن الفعل أوسع من الاسم .... وهو مهم.
أوغن: في شمال أفريقيا مجموعة من الأسماء الأعجمية ذات المعاني الخطيرة على الاعتقاد؛ لما فيها من الوثنية والتعلق بدون الله.
وفي كتاب "الإسلام وتقاليد الجاهلية" فضل التنبيه على بعض منها، وهذا نص كلامه: "وتوجد هذه الأسماء الجاهلية بكثرة في "بلاد يوربا"، وهي التي تمُتُّ بصلة إلى الآلهة، التي كانوا يعبدونها من دون الله في الجاهلية، ويعتقدون أنهم منحدرون من تلك الأصنام. مثل: "أوغن"، ومعناه الحديد المعبود. و"أوبا أوشون" ومعناه: إله البحر، أو النهر المعبود. ومثل: "أوشو" بمعنى الإله العاشق و"آفا" ومعناه: الإله الكاهن، و"وشنغو" بمعنى إله الرعد. فتجد بعض الحجاج وبعض الزعماء الإسلاميين في بلاد "يوربا" حتى اليوم لا يزال يرادف هذه الأسماء باسمه على أنها أسماء أجداده، فيحتفلوا بها؛ لأنها أصلهم ونشأتهم، أليس حسن إسلام المرء أن يبتعد عن آثار الكفر والوثنية في كل شيء، حتى لا تجد مكاناً بين المسلمين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208] انتهى.
أووَيْصل: قال أبو الوفاء ابن عقيل – رحمه الله تعالى - : قال أبو زيد: قلت للخليل: لِم قالوا في تصغير: "واصل" "أُويْصل" ولم يقولوا: "أُوَوَيْصِل"؟ قال: كرهوا أن يشبه كلامهم نبح الكلاب. انتهى.
إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين: قال النووي – رحمه الله تعالى - : "فصل: مما ينهى عنه ما يقوله كثير من الناس في الصلاة إذا قال الإمام: إياك نعبد وإياك نستعين. فيقول المأمون: إيَّاك نعبد وإياك نستعين. فهذا مما ينبغي تركه والتحذير منه. فقد قال صاحب "البيان" من أصحابنا: إن هذا يبطل الصلاة إلا أن يقصد به التلاوة. وهذا الذي قاله وإن كان فيه نظر، والظاهر أنه لا يوافق عليه، فينبغي أن يجتنب، فإنه لم يبطل الصلاة فهو مكروه في هذا الموضع. والله أعلم"، انتهى.
وفي "تمام المنة": من مرَّ بآية رحمة فليسأل الله من فضله، أن هذا مقصور على صلاة الليل في التطوع دون الفريضة. والله أعلم.
الإيمان شيء واحد في القلب: هذه من ألفاظ أهل البدع التي يُلْمحُوْنَ بها إلى نفي القول والعمل عن مسمى الإيمان، وهذا يقولونه مراراً من تبعض الإيمان وتعدده.
الإيمان مخلوق أو غير مخلوق: في رواية أبي طالب عن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى- أنه قال: "من قال في الإيمان إنه مخلوق فهو جهمي، ومن قال إنه غير مخلوق فهو مبتدع". [رواه ابن أبي يعلى].
وقرر والده: أبو يعلى، في "كتاب الإيمان" أنه لا يجوز إطلاق القول في الإيمان أنه مخلوق، أو غير مخلوق.
إيْليا: روي عن كعب أنه قال: لا تُسمُّوا بيت المقدس: "إيليا" ولكن سموه باسمه، فإن إيليا: امرأة بنتِ المدينة.
والأحاديث في النهي عن الحلف بغير الله – تعالى – بلغت مبلغ التواتر، وهي من قضايا الاعتقاد التي لا خلاف فيها بين المسلمين.
وأمام هذا جاء حديث عن طلحة بن عبيد الله، في قصة الأعرابي النجدي: أن النبي قال: "أفلح وأبيه إن صدق" رواه مسلم، وأبو داود، وهو في البخاري، والموطأ، وبقية السنن، دون لفظ: "وأبيه".
وللعلماء عن هذا اللفظ: "وأبيه" أجوبة منها:
1- منسوخ بأحاديث التشريع العام.
2- على تقدير محذوف: "ورب أبيه".
3- خاص به .
4- تصحيف من قوله: "والله".
5- جرت بدون قصد الحلف. كما جرى: عقْرى، حلْقى، وما أشبههما.
6- لفظ يقصد به التأكيد لا التعظيم.
أقامها الله وأدامها: الحديث في هذا عند أبي داود، ولا يصح.
أقضى القضاة: من الألفاظ المكروهة وقد عقب السبكي في "الطبقات" على من يقول: إنَّ قاضي القضاة دون أقضى القضاة. بل يرى العكس فيما ناقله عن والده، ووجَّهه والله أعلم.
الْتفت:
لسيد قطب – المقتول ظلماً – رحمه الله تعالى – كتاب في تفسير القرآن العظيم، باسم: "في ظِلال القرآن"، وهو مع فائدته فيه مواضع تقتضي التنبيه، ومنها عبارات وألفاظ تسمَّح في إطلاقها. وقد ألَّف الشيخ عبد الله بن محمد الدويش، المتوفى سنة 1408 هـ - رحمه الله تعالى- كتاباً يتعقبه في ذلك باسم: "المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال"، فتعقبه في جملة ألفاظ منها:
1- التفت: في تفسير سورة العلق "6/3936"، قال: "إن الله ... قد تكرم في عليائه فالتفت إلى هذه الخليقة" ونحوه: "3/ 3937 ".
والله سبحانه لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله ، ومنه لفظ النظر كما في حديث عياض – رضي الله عنه - : "إن الله نظر إلى أهل الأرض .... " الحديث، رواه مسلم. فلا يُطلق الالتفات على الله إلاَّ حيث ورد النص، ولا يعلم وروده، فيترك. والله أعلم.
2- الحقيقة الكبرى: لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، ويأتي في حرف القاف بلفظ: قوة خفية.
3- قانون: إطلاقه على شريعة الإسلام. يأتي في حرف القاف.
4- ضريبة اجتماعية: تسمية الزكاة بذلك. الأسماء الشرعية بنص القرآن والسنة لا يجوز تغييرها ولا العدول عنها، وإن استبدالها باسم آخر فيه: هجر للاسم الشرعي، واستدراك على الشرع، ومنابذة ظاهرة لما ذكره الله ورسوله، مع ما في ذلك من انفصام بين المسلم وكتب السلف.
وإن لفظ الضريبة، ومثله: المكس، ونحوهما ، فيما إجحاف وجور، فلا يجوز أن يُطلق ما كان كذلك على الحقائق الشرعية.
5- العشق : يأتي في حرف العين.
6- لغة موسيقية. إيقاع موسيقي. منظومة موسيقية. إيقاع فيه خشونة: وصف القرآن العظيم بهذه الألفاظ، ونحوه، وهي أوصاف مرفوضة لثلاثة أُمور:
1- أن هذا تشبيه لآيات القرآن بآلات اللهو المحرمة.
2- الموسيقى فن يدعو إلى الفسق والفجور، فكيف يشبه به القرآن العظيم كلام رب العالمين ، الهادي إلى الإيمان والصراط المستقيم؟
3- أن الله سبحانه نفى كون القرآن قول شاعر ونزهه عنه فكيف يشبه بأصوات وموسيقات المُتفنِّنْيِن به؟
7- الكوكب: تسمية الأرض كوكباً. هذا إطلاق أجنبي عن نصوص الوحيين الشريفين، فالكواكب في السماء، والأرض في السفل، ولم يطلق على الكواكب اسم: الأرض، ومن لازم هذا الإطلاق أن تكون الأرض زينة للسماء الدنيا، وجعلها رجوماً للشياطين، وهذا باطل .
8- نعيم بدوي: عبَّر عن بعض نعيم أهل الجنة بذلك عند قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ}. وهذا التعبير يحتمل التنقيص، وإن كان غير مراد من سيد قطب – رحمه الله تعالى، لكن البعد عن الألفاظ المحتملة هو الحق.
9- الأُمة البدوية: إطلاقه على الجزيرة العربية، واختيار الله لهم لحمل الدِّين. وهذا تعبير خاطئ، فإن الله سبحانه لم يبعث نبيّاً : بدوياً، ولا جِنِّيّاً، ولا امرأة، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}. فالنبي وشيوخ الصحابة رضي الله عنهم من أهل القرى أي من المدن: مكة، والمدينة ... فهم حاضرة وليسوا بادية، وقد قال : "إن زاهراً باديتنا ونحن حاضره".
10- أناشيده: أطلقها على ترتيل داود عليه السلام للزبور. وهذا إطلاق فاسد، فالمتعين تنزيه كلام الله تعالى عن الأناشيد، والشعر، وقد قال الله تعالى عن القرآن العظيم: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ}. هذا ما اقتضى التنبيه عليهن، والله أعلم.
الله خليفتي عليك: قال صالح بن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – قلت: - أي لأبيه - : المرأة تقول لابنها: الله خليفتي عليك؟ قال: لو استودعته الله كان أعجب لي، فأما خليفتي فما أدري.
الله ديتا: هذا تركيب أعجمي، تسمَّى به المسلمون منهم، ولفظ "ديتا" بمعنى: "عطية".
الله ركها محمد بخش: ركها بمعنى: محفوظ. فيكون معنى الكلمتين الأُوليين منه: محفوظ الله، على عادة الأعاجم في تقديم المضاف إليه على المضاف، ومعنى: محمد بخش: بخش: عطية، أو هبة. أي: عطية محمد، أو هبة محمد. وهذا محرم لا يجوز؛ لذا يجب تغيير هذا الاسم.
الله ما يضرب بِعصى" هذه من الألفاظ الدارجة على ألسنة بعض العامة، عِنْد المُغالبةِ والمُشادّة، ويظهر أن المراد: أن الله – سبحانه – حكمٌ قِسط {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}، لكن في التعبير بها سوء أدب وجفاء، فتجتنب، وينهى عنها من يتلفظ بها.
الله ينشد عن حالك: لدى بعض أعراب الجزيرة، إذا قال واحد للآخر: كيف حالك، قال الآخر: الله ينشد عن حالك. وهذه الكلمة إغراق في الجهل، وغاية في القبح، ولا يظهر لها محمل حسن، ولو فرض لوجب اجتنابها؛ لأن علم الله – سبحانه – محيط بكل شيء، لا تخفى عليه خافية، فعلى من سمعها إنكارها والله أعلم.
الله الله: للعلامة محمد صديق حسن خان – رحمه الله تعالى – بحث مهم، في عدم مشروعية الذكر بالاسم المفرد "الله". وأنه لا أصل له في الكتاب، ولا في السنة، ولا في أقوال الصحابة – رضي الله عنهم – ولا عن أحد من أهل القرون المفضَّلة.
الله أكْبر: تكبيرة الإحرام، وما إليها، في الصلاة والأذان والإقامة ونحوها يحصل للناس فيها عدد من الأغاليط: منها: أن همزة "أكبر" حقها الفتح لا غير. ومنها: الله أكبر الله أكبرْ: في تكبير المؤذن على هذه الصفة مبحثان: الأول: فتح الراء في الأُولى. الثاني: وصل التكبير بالتكبير.
الله كبير: ومنها: أنه لا يُقال "الله كبير"، قال ابن فارس: ولا يجوز أن يقول "الله كبير" وذلك أن "أكبر" موضوع لبلوغ الغاية في العظمة. اهـ.
الله بالخير: سُئِل الشيخ عبد الله أبا بطين عن استعمال الناس هذا في التحية، فقال: "هذا كلام فاسد خلاف التحية التي شرعها الله ورضيها، وهو السلام، فلو قال: صبّحك الله بالخير، أو قال: الله يصبّحك بالخير، بعد السلام، فلا ينكر" اهـ .
الله فرد وابن زيد فرد: قال ابن حزم – رحمه الله تعالى - : "ولا يجوز أن يُقال: الله فرد، ولا موجود؛ لأنه لم يأت بهذا نص أصلاً، انتهى. وفي: "تاج العروس": "والفرد في صفات الله تعالى من لا نظير له، ولا مثل، ولا ثاني، قال الأزهري: ولم أجده في صفات الله تعالى التي وردت في السنة، قال: ولا يُوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به النبي . قال: ولا أدري من أين جاء به الليث، انتهى.
الله فقط والكثرة وهم: سُئِل ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عن كلمات وجدت بخط من يوثق به ذكرها عنه جماعة من الناس فيهم من انتسب إلى الدين فمنها:
1- إن الله لطف ذاته فسماها حقاً، وكثفها فسماها خلقاً .
2- إن الله ظهر في الأشياء حقيقة واحتجب بها مجازاً.
3- لبس صورة العالم فظاهره خلقه ، وباطنه حقه.
4- الله فقط والكثرة وهم.
5- عين ما ترى ذات لا ترى.
6- التوحيد لا لسان له، والألسنة كلها لسانه.
وذكر جملة وافرة نظماً ونثراً من مقولات الحلولية والصوفية الغلاة.
فأجاب عنها – رحمه الله تعالى – بأن هذه الأقوال مخالفة لدين الإسلام؛ لاشتمالها على أصلين باطلين: أحدهما: الحلول والاتحاد. ثانيها: الاحتجاج بالقدر على المعاصي. ثم بسط ذلك في نحو مائة صحيفة، والله أعلم.
الله – محمد: كتابه: لفظ الجلالة "الله" واسم النبي "محمد" على جنبتي المحاريب، وفي رقاع، ونحوها في المجالس. وهي دروشة لا معنى لها شرعاً. ومن يسوي المخلوق بالخالق سبحانه؟ ويجمل بالمسلم التوقي من هذه وأمثالها.
وانظر كيف نهى النبي عن قول الخطيب: "من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى"؛ لما يوهم من التسوية.
الله مُتولٍّ على عباده: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى- في رده على الرافضي: "إن الله سبحانه لا يوصف بأنه متولٍّ على عباده، وأنه أمير عليهم، جل جلاله، وتقدست أسماؤه، فإنه خالقهم ورازقهم، وربهم، ومليكهم، له الخلق والأمر، ولا يُقال: إن الله أمير المؤمنين، كما يسمى المتولي، مثل علي، وغيره: أمير المؤمنين، بل الرسول لا يقال أيضاً: إنه متول على الناس، وأنه أمير عليهم، فإن قدْرهُ أجلُّ من هذا" اهـ .
الله موجود في كل مكان: عن عبد الله بن معاوية الغاضري قال: قال رسول الله : "ثلاث من فعلهن فقد طعِم طعم الإيمان" .. وفيه: "وزكى نفسه"، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: "أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان". رواه البيهقي ، وغيره .
قال الألباني: "فائدة : قوله : "إن الله معه حيث كان"، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي: يريد أن الله علمه محيط بكل مكان، والله على العرش. ذكره الحافظ الذهبي في "العلو" رقم الترجمة "73" بتحقيقي واختصاري.
وأما قول العامة وكثير من الخاصة: الله موجود في كل مكان، أو في كل الوجود، ويعنون بذاته، فهو ضلال، بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق، ويقول كبيرهم: كل ما تراه بعينك فهو الله! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً"اهـ .
الله ورسوله أعلم: الأصل أن يُقال: الله سبحانه وتعالى أعلم، لأن النبي لا يعلم إلا ما يعلمه الله به.
الله وفلان: قال البخاري في "الأدب المفرد": "باب لا يقول الرجل: الله وفلان". ثم ساق بسنده عن ابن جريج، قال: سمعت مغيثاً يزعم أن ابن عمر سأله عن مولاه، فقال: الله وفلان. قال ابن عمر: لا تقل كذلك، لا تجعل مع الله أحداً، ولكن قل: فلان بعد الله.
الله يحافظ عليك: هذا إطلاق لم يرد، ولا يجوز، لأنه يقتضي المعالجة والمغالبة، وإنما يقال: الله يحفظك.
الله يسأل عن حالك: قال الشيخ أبا بطين – رحمه الله تعالى - : هذا كلام قبيح ينصح من تلفظ به. اهـ .
ومثله: الله ينشد عن حالك. كما تقدَّم قريباً.
الله يعاملنا بعدله: في ترجمة الشيخ عبد العزيز بن علي بن موسى النجدي المتوفى سنة "1344هـ"، رحمه الله تعالى - : " أن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – رحمه الله تعالى – زار الشيخ المذكور، فتكلم الملك في أناس إلى أن قال: "الله يعاملنا وإياهم بعدله": فنبهه الشيخ أن يقول بدل : "عدله" "بفضله وعفوه"، فشكره الملك عبد العزيز على ذلك.
الله يظلمك: في قول بعضهم: تظلمني! الله يظلمك. وهذا باطل محال على الله تعالى، ولا تجوز نسبة الظلم إليه وهو تكذيب للقرآن: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً}. وانظر في حرف الخاء: خان الله من يخون .
اللهم اجعلني من الأقلين: قال الجاحظ: وسمع عمر رجلاً يدعو، ويقول: اللهم اجعلني من الأقلين قال: ما هذا الدعاء؟ قال: إنِّي سمعت الله عز وجل يقول: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} وقال: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلا قَلِيلٌ}، قال عمر: عليك من الدعاء بما يعرف.اهـ.
اللهم أخْزِه: قال الجاحظ: وكره مطرف بن عبد الله، قول القائل للكلب: اللهم أخزه. اهـ .
اللهم ارحم محمداً صلى الله عليه وسلم وآله: في معرض تعقب ابن القيم – رحمه الله تعالى – لمن قال إن صلاة العبد على النبي بمعنى: طلب الرحمة – قال: ".. أن أحداً لو قال عن رسول الله : "رحمه الله". بدل: "صلى الله عليه وسلم"؛ لبادرت الأُمة إلى الإنكار عليه، وعدوه مبتدعاً غير موقر للنبي ولا مصلٍّ عليه، ولا مثن عليه بما يستحقه، ولا يستحق أن يصلى عليه بذلك عشر صلوات، ولو كانت الصلاة من الله الرحمة: لم يمتنع شيء من ذلك". انتهى .
اللهم اسلبه الإيمان: قال النووي: - رحمه الله تعالى - : "فصل: لو دعا مسلم، على مسلم فقال: اللهم اسلبه الإيمان؛ عصى بذلك. وهل يكفر الداعي بمجرد هذا الدعاء؟ فيه وجهان لأصحابنا، حكاهما القاضي حسين من أئمة أصحابنا في الفتوى، أصحهما: لا يكفر. وقد يحتج لهذا بقول الله تعالى إخباراً عن موسى عليه السلام: {رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا} الآية. وفي هذا الاستدلال نظر، وإن قلنا إن شرع من قبلنا شرع لنا" انتهى .
اللهم اغفر لي إن شئت: النهي عن ذلك ورد في "الصحيحين" وغيرهما، عن النبي ، وساقه ابن القيم في "الهدي" في: "فصل: في ألفاظ كان يكره أن يُقال – وذكر منها: ومنها أن يقول في دعائه: اللهم اغفر لي إن شئت، وارحمني إن شئت.
اللهم إني أريد الحج أو العمرة: هذه ونحوها هي عبارة تلفظ المتعبد بالنية، لما يريد القيام به من العبادات البدنية. وهي بدعة لا أصل لها في شرع، وقد غلط أقوام من أتباع الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – عليه في فهم مذهبه في قولِه: عن الصلاة، ففهموا منه مشروعية التلفظ بالنية، وطردوها في الحج والعمرة، ونحوهما من العبادات البدنية. وقد كشف عن هذا ابن القيم - رحمه الله تعالى - في "الهدي" وبينته في "التعالم".
وما جاء في الحج والعمرة من تسمية المحرم بهما أو بأحدهما ذلك في تلبيته كقوله: "اللهم لبيك حجاً" ليس من التلفظ بالنية في شيء.
اللهم صلِّ عليَّ: قال ابن القيم في معرض نقضه للقول بأن معنى الصلاة على النبي طلب الرحمة: "الوجه الرابع عشر: أنه يسوغ، بل يستحب لكل واحد أن يسأل الله أن يرحمه، فيقول: اللهم ارحمني. كما علّم النبي الداعي أن يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني"، فلما حفظها قال: "أما هذا فقد ملأ يديه من الخير". ومعلوم أنه لا يسوغ لأحد أن يقول: اللهم صل علي. بل الداعي بهذا مُعتدٍ في دعائه، والله لا يحب المعتدين. بخلاف سؤاله الرحمة فإن الله يحب أن يسأله عبده مغفرته ورحمته ، فعلم أنه ليس معناهما واحداً" اهـ .
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: لفظ السيادة ليس لها أصل لا في الصلاة – التشهد -ولا خارجها, وعلى ذلك كلمة: شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، والفيروز آبادي، وتلميذه الحافظ ابن حجر، والسخاوي تلميذ الحافظ ابن حجر، والقاسمي، والألباني، في خلق آخرين. وعدم ذكر السيادة هو مذهب الحنفية. والله أعلم.
اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن: قال ابن أبي شيبة في: "المصنف": "ما لا ينبغي للرجل أن يدعو به: ثم ذكر بسنده عن مجاهد، قال: كان يكره أن يقول: اللهم لا تبتليني إلا بالتي هي أحسن، ويقول: قال الله تعالى:{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}"اهـ.
اللهم لا تحوجنا لأحد من خلقك: يروى عن على – رضي الله تعالى عنه- أنه قال: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال : "لا تقل هكذا، فإنه ليس أحد إلا هو محتاج إلى الناس، ولكن قل: اللهم لا تحوجني إلى شرار خلقك، الذين إذا أعطوا منُّوا، وإن منعوا عابوا".
لا أصل له، فيه ابن فرضخ، يتهم بالوضع. وقال العجلوني: "قال ابن حجر المكي، نقلاً عن الحافظ السيوطي: إنه موضوع، بل قد يُقال: إن الدعاء به ممنوع" اهـ . والله أعلم.
اللهم لا تؤمني مكرك: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – خلاف السلف في هذا: هل يكره الدعاء به؟ فكان بعض السلف يدعو بذلك، ومراده: لا تخذلني حتى آمن مكرك ولا أخافه.
اللهم أعطني ما أُحب واصرف عني ما أكره: في: "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي – رحمه الله - : "[مطلب: ما هو محرم من الدعاء وليس بكفر]: وسُئِل رضي الله تعالى عنه سؤالاً صورته: نقل الشيخ شهاب الدين القرافي المالكي في قواعده ما هو محرم من الدعاء وليس بكفر، أن يسأل الله تعالى الاستعفاء في ذاته عن الأمراض، ليسلم طول عمره من الآلام والأسقام والأنكاد والمخاوف وغير ذلك من البلايا ، وقد دلَّت العقول على استحالة جميع ذلك؟ قال: فإذا كانت هذه الأُمور مستحيلة في حقه تعالى عقلاً كان طلبها من الله تعالى سوء أدب عليه ؛ لأن طلبها يعد في العادة تلاعباً وضحكاً من المطلوب منه، والله تعالى يجب له من الإجلال فوق ما يجب لخلقه ... إلى آخر ما ذكره رحمه الله تعالى؟
فأجاب بقوله: ما ذكره القرافي صحيح وقد أقره عليه جماعة من أئمتنا، وحينئذ فإذا قال الدَّاعي: اللهم سهل لي وأعطني ما أُحب واصرف عني ما أكره، فإن أراد العموم الذي ذكره القرافي؛ حرم عليه ذلك ، وإن أراد إعطاء ما يحب من أنواع مخصوصة جائزة، وصرف ما يكره من أنواع كذلك ، أو أطلق فلم يرد شيئاً ؛ لم يحرم عليه ذلك" انتهى.
اللهم اغفر لنا وللمؤمنين جميع الذنوب: في "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي – رحمه الله تعالى - : "[مطلب: هل يجوز الدعاء للمؤمنين والمؤمنات بمغفرة جميع الذنوب وبعدم دخولهم النار أم لا؟]. فأجاب بقوله رحمه الله تعالى: إن الدعاء بعدم دخول أحد من المؤمنين النار حرام، بل كفر؛ لما فيه من تكذيب النصوص الدالة على أن بعض العصاة من المؤمنين لابد من دخوله النار. وأما الدعاء بالمغفرة لجميعهم فإن أراد به مغفرة مستلزمة لعدم دخول أحد منهم النار فحكمه ما مر، وإن أراد مغفرة تخفف عن بعضهم وزره، وتمحو عن بعض آخرين منهم، أو أطلق ذلك؛ فلا منع منه" انتهى.
اللهم لا تمتني: سؤال العبد أن لا يميته الله – سبحانه – دعاء بطلب المحال. وقاعدة الدعاء: أنه لا يجوز الدعاء بالمستحيلات التي لا تجوزها العقول، ولا الدعاء بالتخليد والمعافاة من الموت أو الدعاء برحمة بني آدم من الكفار وغيرهم، مما أحاله الشرع، لامتناع وقوعه، ولأنه لم يأت الشرع بالتعبد بمثله. فامتنع الدعاء بعدم الموت. والله أعلم.
إلهي بخش: هذا واحد من أسماء المسلمين الأعجميين في الهند، والباكستان، وما جاورهما من بلاد العجم، مُقدِّمين المضاف إليه على المضاف، على قاعدتهم في المتضايفين. ومعناه: إلهي: الله. بخش: عطية، أو هبة. أي عطية الله، أو هبة الله.
وهو تركيب أعجمي من جهة تقديم المضاف إليه على المضاف، وهو اسم أعجمي لا عهد للعرب به، وفيه لبس وإبهام. ولذا: فعلى المسلم اجتناب التسمية به ابتداء بعد أن علِم ما فيه.
إلى الرفيق الأعلى: ليس من الهدي النبوي أن يقول المسلم في حق المسلم الميت: قدم، أو: رحل، أو ذهب إلى الرفيق الأعلى. وقاعدة الإسلام في عدم الشهادة لأحد بجنة أو نار إلا من شهد له النبي تمنع هذا الإطلاق في حق غير من شهد له بالجنة.
اللات: من الإلحاد في أسماء الله سبحانه وتعالى تسمية الأصنام بها. كتسميتهم اللات من الإلهية.
أُم المؤمنين: من خصوصيات زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، أنهن أُمهات المؤمنين، قال الله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}، فكل واحدة منهن رضي الله عنهن يصدق عليها أنها أًم المؤمنين.
فهن أًمهات المؤمنين في الاحترام، والإكرام، وحرمة الزواج بهن بعده ، وكما لا يشاركهن أحد في هذه الخصوصية، فلا يشاركهن أحد في إطلاق هذا اللقب.
أُم الأفراح: تلقيب الخمرة بذلك.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى: "حتى إن الفجار ليسمون أعظم أنواع الفجور بأسماء لا ينبو عنها السمع ويميل إليها الطبع فيسمون أُم الخبائث: أُم الأفراح، ويسمون اللقمة الملعونة: لقيمة الذكر والفكر التي تثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن، ويسمون مجالس الفجور والفسوق: مجالس الطيبة، حتى إن بعضهم لما عذل عن شيء من ذلك قال لعاذله: ترك المعاصي والتخوف منها إساءة ظن برحمة الله وجرأة على سعة عفوه ومغفرته. فانظر ماذا تفعل هذه الكلمة في قلب ممتلئ بالشهوات ضعيف العلم والبصيرة؟".
إمام المتقين: يُروى عن عبد الله بن عكيم الجهني، مرفوعاً: "إن الله أوحى إليَّ في: عليٍّ، ثلاثة أشياء ليلة أُسري بي: أنه سيد المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين". رواه الطبراني في "المعجم الصغير"، وقال: تفرد به مجاشع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى: هذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث، ولا تحل نسبته إلى الرسول المعصوم، ولا نعلم أحداً هو: سيد المسلمين، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، غير نبينا ، واللفظ مطلق، ما قاله فيه: "من بعدي" انتهى.
الأًمة البدوية: مضى في التفت.
أمؤمن أنت: كن دقيقاً في أُصول الدين، فإن للمبتدعة الكلاميين وغيرهم ألفاظاً يجرونها على أُصول معتقدهم، قد تندرج على من شاء الله من أهل السنة والجماعة، ومنها هذا السؤال، فقد كان الإمام أحمد وغيره من السلف يكرهون سؤال الرجل لغيره: أمؤمن أنت؟ ويكرهون الجواب لأن هذه بدعة أحدثها المرجئة؛ ليحتجوا بها لقولهم بأن الإيمان: التصديق. فافهم، واحذر غوائل ألفاظهم.
أمتي: عن أبي هريرة عن النبي قال: "لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي ومولاي. ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي ، وفتاتي، وغلامي". [متفق عليه]، وفي رواية لمسلم: "لا يقل أحدكم: ربي، وليقل سيدي ومولاي". وفي رواية له: "لا يقولن أحدكم عبدي، فكلكم عبيد. ولا يقل العبد: ربي، وليقل: سيدي". وفي رواية له: "لا يقولن أحدكم: عبدي وأمتي، وكلكم عبيد الله ، وكل نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل: غلامي، وجاريتي، وفتاي، وفتاتي".
أمير المؤمنين: أول خليفة تسمى: أمير المؤمنين هو: الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، ، كما في "تاريخ الطبري"، و"الأوائل" للعسكري، و"شرح المواهب"، و"تاريخ عمر بن الخطاب" لابن الجوزي، و"التراتيب الإدارية" للكتاني، و"الأذكار" للنووي. قال: "وأول من سمي أمير المؤمنين : عمر بن الخطاب لا خلاف في ذلك بين أهل العلم. وأما ما توهمه بعض الجهلة في مسيلمة؛ فخطأ صريح، وجهل قبيح مخالف لإجماع العلماء، وكتبهم متظاهرة على نقل الاتفاق على أن أول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " اهـ . وإنَّما أوردته هنا للإيقاظ بأن هذا اللقب الشريف لا يسوغ إطلاقه على كافر يحكم بلاد الكافرين، ولا على كافر يحكم بلاد مسلمين، حتى لا يتشرف بشرف المضاف إليه، والله أعلم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يقال: إن الله أمير المؤمنين. ا هـ .
أمير الناس: لا يُقال في حق الله تعالى، ولا يقال في حق نبيه .
أنا: هو كما يُقال: لفظٌ نصفُ بلاءِ العالم منه. لما يدل عليه من كثير من المخلوقين غالباً من دعوى عريضة، وكذب أعرض، ونحوه مثل: لي، وعندي، وغيرهما.
وفي هذا يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "الزاد" (2/37): "وليحذر كل الحذر من طغيان: أنا، ولي، عندي، فإن هذه الألفاظ الثلاثة ابتلي بها إبليس، وفرعون، وقارون: فأنا خير منه: لإبليس. ولي ملك مصر: فرعون. وإنما أُوتيته على علم عندي: لقارون.
وأحسن ما وضعت "أنا" في قول العبد المذنب المخطئ المستغفر المعترف، ونحوه. ولي: في قوله: لي الذنب، ولي الجرم، ولي المسكنة، ولي الفقر والذل. وعندي: في قوله: اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي" اهـ .
فائدة: في "خير الكلام" لابن بالي القسطنطيني "ص21" قال: ومن اختراعاتهم الفاسدة لفظ "الأنانية" فإنه لا أصل له في كلام العرب. اهـ .
أنا أنا: عن جابر قال: أتيت النبي في ديْنٍ كان على أبي، فدققت الباب فقال: "من ذا؟" فقلت: أنا، قال: "أنا أنا" كأنه كرهه. [متفق عليه].
أنا الحق: هذه من أقوال غلاة الصوفية، وهي نظير قول فرعون، قبحه الله: {أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى}.
أنا بالله وبك: هذا شبيه: ما شاء الله وشئت.
أنا خير من يونس بن متى: ورد الحديث بالنهي عن ذلك، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله قال: "ما ينبغي لعبد أن يقول: إني خير من يونس بن متى" [متفق عليه].
أنا الشيخ فلان: ذكر ابن حجر في شرح الاستئذان وكيف يجيب من قرع الباب، فقيل: من ذا؟ قال: قال النووي: إذا لم يقع التعريف إلا بأن يكني المرء نفسه لم يكره ذلك، وكذا لا بأس أن يقول: أنا الشيخ فلان، أو القارئ فلان أو القاضي فلان، إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك. اهـ.
وانظر إلى هذا القيد الحسن: "إذا لم يحصل التمييز إلا بذلك"، بمعنى أَنه إذا لم يكن على وجه التمييز وإنما على وجه التعالي والافتخار ففيه البأس. ولذا عددته في المناهي حين يكون كذلك. والله المستعان.
أنا صبي التوحيد: في "الدرر السنية في الفتاوى النجدية" قال: سُئِل الشيخ سعد بن حمد بن عتيق: هل هذه من دعوى الجاهلية؟ فأجاب جواباً مطولاً: أنه لا بأس بها في نصرة الحق ودفع الباطل. وإن كان المتكلم بها ينصر باطلاً ، أو يقصد تعاظماً وترفعاً فلا، والله أعلم.
أنا في حسب الله وحسب فلان: يأتي في حرف الميم ما شاء الله وشئت.
أنا متوكل على الله وفلان : هذا في معني الشرك المنهي عنه، لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، فقال: "أجعلتني لله نداً، قل: ما شاء وحده"، ونحوه من الأحاديث. فهو قول من لا يتوقى الشرك، والله أعلم.
وفي فتاوى الشيخ محمد - رحمه الله تعالى - أن هذا لا يجوز حتى ولو أتى بلفظ "ثم"؛ لأن التوكل كله عبادة، فلما سئل عن قول: متوكل على الله ثم عليك يا فلان، قال: شرك، يقول موكلك. ولا تقل: موكل الله ثم موكلك على هذا الشيء. هذه عامية؛ وليست في محلها.
أنا مؤمن أو: أنا مؤمن حقاً: قال ابن القيم: وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل بعينه، فقالوا: له أن يقول: آمنت بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، ولقائه، ولا يقول: أنا مؤمن؛ لأن قوله: أنا مؤمن، يفيد الإيمان المطلق الكامل الآتي صاحبه بالواجبات، التارك للمحرمات، بخلاف قوله: آمنت بالله، فتأمله. اهـ .
أنا مؤمن عِند الله: قال ابن أبي حاتم الرازي – رحمه الله تعالى - : "والناس مؤمنون في أحكامهم، ومواريثهم، فمن قال: إنه مؤمن حقاً، فهو مبتدع. ومن قال: هو مؤمن عند الله، فهو من الكاذبين. ومن قال: إني مؤمن بالله، فهو مصيب" انتهى .
أنا مسلم إن شاء الله: عن الإمام أحمد – رحمه الله – في هذا روايتان: الأُولى: المنع من الاستثناء على قول الزهري: هو الكلمة. أما على القول الآخر الذي لم يختر فيه قول من قال: الإسلام الكلمة، فيستثني في الإسلام، كما يستثنى في الإيمان؛ لأن الإسلام: الكلمة، وفعل الواجبات الظاهرة كلها.
أنا ولي: قال ابن القيم في مبحث نفيس من "البدائع" "3/106/ 107": "والذي يظهر لي من ذلك: أن ولاية الله تعالى نوعان: عامة، وخاصة: فالعامة: ولاية كل مؤمن فمن كان مؤمناً لله تقياً كان له ولياً، وفيه من الولاية بقدر إيمانه وتقواه، ولا يمتنع في هذه الولاية أن يقول: أنا ولي إن شاء الله، كما يقول: أنا مؤمن إن شاء الله.
والولاية الخاصة: إن علم من نفسه أنه قائم لله بجميع حقوقه مؤثر له على كل ما سواه في جميع حالاته، قد صارت مراضي الله، ومحابه، هي همه، ومتعلق خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه، وإن سخط الخلق، فهذا إذا قال: أنا ولي لله ؛ كان صادقاً، وقد ذهب المحققون في مسألة: أنا مؤمن، إلى هذا التفصيل ...." اهـ .
إن شاء الله: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، وهذا ما يعقد عليه المسلمون قلوبهم، مؤمنين بقضاء الله وقدره، وأنه لا يخرج في هذه الأكوان شيء البتة عن قدرته ومشيئته، وأن للعبد قدرة ومشيئة وهي تابعة لقدرة الله ومشيئته، وينتهج المسلم في التعليق على المشيئة أُموراً:
1- إذا تحدث عما مضى فيقول: مضى بمشيئة الله، كقوله: خلق الله السموات بمشيئته، وأرسل محمداً بمشيئته. ولا يقول: إن الله خلق السموات إن شاء الله ... ومن قال ذلك فقد أخطأ بل قوله بدعة مخالفة للعقل والدين.
2- إذا تحدث عن حال أو مستقبل فيقول: سأفعل كذا إن شاء الله، سوف أُتم العمل الحاضر إن شاء الله، وهكذا يعلقه على المشيئة. ومن الخطأ المبين تجريد ذلك من المشيئة: {وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً * إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} الآية.
3- الاستثناء في الماضي من الأعمال الصالحات، ويأتي في حرف الصـاد بلفظ: صليت إن شـاء الله.
4- تعليق الداعي للدعاء على المشيئة، كقوله: اللهم اغفر لي إن شاء الله. وهذا لا يجوز، وأنظره في لفظ: "اللهم اغفر لي إن شئت".
5- قول بعضهم: "أرجو إن شاء الله أن يكون كذا"، أو: "آمل .."، لا معنى للجميع بين الترجي، والمشيئة، فإنه لم يحصل الجزم، فيقول: "يكون كذا إن شاء الله"، بل إنْ قال: "أرجو" فليقل: "أرجو أن يكون كذا". والله أعلم.
إن فعل كذا فهو كافر: ويأتي في حرف الياء: يهودي إن فعل كذا.
إن الله أوجب علينا طلب الثأر:
قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى: في فتاويه: "وأما قول القائل: إن الله أوجب علينا طلب الثأر. فهو كذب على الله ورسوله، فإن الله لم يوجب على من له عند أخيه المسلم المؤمن مظلمة من دم، أو مال، أو عرض، أن يستوفي ذلك، بل لم يذكر حقوق الآدميين في القرآن إلا ندب إلى العفو ..." اهـ .
إن الله منزه عن الأعراض: مقصود المعتزلة منها: أنه ليس له سبحانه وتعالى علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام قائم به، ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها هم: أعراضاً. فليحذر أهل العلم من عبارات المبتدعة.
إن الله منزه عن الحدود والجهات والأحياز: مقصود المعتزلة : أنه ليس معايناً للخلق ، ولا منفصلاً عنهم، وأنه ليس فوق السموات رب، ولا على العرش إله. ونحو ذلك من معاني الجهمية.
إن الله يرحم الكافر: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "البدائع" مسائل سئل عنها القاضي فقال: "ومنها: هل يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؟ فقال: لا يجوز أن يقال: إن الله يرحم الكافر؛ لأن فيه رد الخبر الصادق: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ}، {لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ} إلى أمثاله، بل يقال: يخفف عذاب بعضهم، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}، {آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ}" اهـ .
إن الله يرضى لرضى المشايخ ويغضب لغضبهم: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فصل: وأما قول القائل: إن الله يرضى لرضا المشائخ، ويغضب لغضبهم. فهذا الحكم ليس هو لجميع المشائخ، ولا مختص بالمشائخ، بل كل من كان موافقاً لله: يرضى ما يرضاه الله ويسخط ما يسخط الله؛ كان يرضى لرضاه، ويغضب لغضبه، من المشائخ وغيرهم، ومن لم يكن كذلك من المشائخ، لم يكن من أهل هذه الصفة، ومنه قول النبي لأبي بكر الصديق وكان قد جرى بينه وبين صهيب وخباب وبلال وغيرهم كلام في أبي سفيان بن حرب؛ فإنه مرَّ بهم فقالوا: ما أخذت السيوف من عدو الله مأخذها. فقال: أتقولون هذا لكبير قريش؟ ودخل على النبي فأخبره، فقال: "لعلك أغضبتهم يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم، لقد أغضبت ربك"، أو كما قال. قال: فخرج عليهم أبو بكر فقال لهم: يا إخواني! أغضبتكم؟ قالوا: يغفر الله لك يا أبا بكر. فهؤلاء كان غضبهم لله.
أنا حُرٌّ: حكم هذا اللفظ، ونحوه: أنا حُرٌّ في تصرفي، أو تصرفاتي، حسب المقام، فإن كانت في مقام يُنهى فيه عن محرم، فهي محرمة؛ لأنه مضبوط بالشرع، لا بالتشهي والهوى. وإن كانت في مقام المباحات، فلا بأس بها، وهكذا.
إنه ليس بجسم: مقصود الجهمية بهذه العبارة: أن الله سبحانه وتعالى لا يرى، ولا يتكلم بنفسه، ولا يقوم به صفة، ولا هو مباين للخلق ..، وهو مقصود باطل.
الأنبياء لم يحققوا التوحيد: هذه كلمة شنيعة إذا فاه بها مُسلم اقتضت كُفره، وردته؛ لما فيها من التنقص لمقام النبوة والتكذيب لآيات الله سبحانه؛ إذ ما من نبي بعث إلا ويأمر قومه بالتوحيد، وإفراد الله بالعبادة، وهذا كثير في القرآن الكريم في قصة كل نبي من أنبياء الله ورسله.
الأنبياء يتهمون: إذا قالها مكلف لمن قال له: تتهمني. وهذه من ألفاظ الردّة، نسأل الله السلامة.
الانتفاضة: في عام 1408هـ قام الغيورون من الفلسطينيين برد اعتداءات "يهود" ودافعوا عن أنفسه ، وعن حرماتهم، فأطبقت وسائل الإعلام، وأقلام الكاتبين، على تلقيب هذا العمل الجهادي الدفاعي باسم: "الانتفاضة".
وهذا لقب واصطلاح حادث، لم يعلق الله عليه حكماً، ثم هو ضئيل، ومن وراء ذلك هو في معناه هنا مُولَّدٌ ودخيل؛ إذ لا ينتفض إلا العليل كالمحموم والرعديد. فعلى المسلمين التيقظ والبصيرة فيما يأتون ويدعون. والله المستعان.
أنت للشيخ فلان: قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : "وأما قول القائل: أنت للشيخ فلان، وهو شيخك في الدنيا والآخرة. فهذه بدعة منكرة من جهة أنه جعل نفسه لغير الله، ومن جهة أن قوله: شيخك في الدنيا والآخرة كلام لا حقيقة له، فإنه إن أراد أنه يكون معه في الجنة، فهذا إلى الله لا إليه، وإن أراد أنه يشفع فيه فلا يشفع أحد لأحد إلا بإذن الله تعالى.
أنت فضولي: في "الدر المختار" قال في فصل: في الفضولي: هو: من يشتغل بما لا يعنيه، فالقائل لمن يأمر بالمعروف: أنت فضولي؛ يُخشى عليه الكفر. اهـ .
إنسانية: اتسع انتشار هذه اللفظة البراقة بين المسلمين عامتهم وخاصتهم، ويسْتمْلِحُ الواحد نفسه حين يقول: هذا عمل "إنساني".
وهكذا حتى في صفوف المتعلمين، والمثقفين، وما يدري المسكين أنها على معنى "ماسونية" وأنها كلمة يلوكها بلسانه وهي حرب عليه؛ لأنها ضد الدين فهي دعوة إلى أن نواجه المعاني السامية في الحياة بالإنسانية لا بالدين.
إنها في المعنى شقيقة قول المنافقين: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ}.
والخلاصة: إنها محاربة المسلمين باسم: الإنسانية، لتبقى اليهودية، ويمحى رسم الإسلام، قاتلهم الله وخذلهم.
أنديراً: ومن الأسماء المحرمة على المسلمين: التسمية بالأسماء الأعجمية المولَّدة للكافرين الخاصة بهم، والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها، وينفر منها، ولا يحوم حولها. وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أمم الكفر. وهذا من أشد مواطن الإثم، وأسباب الخذلان، ويأتي في حرف العين: عبد المطلب.
أنصت: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة، والإمام يخطب؛ فقد لغوت". رواه الشيخان، والنسائي، والترمذي، وابن ماجه، وغيرهم.
أنصتوا: في "السلسلة الصحيحة" للألباني ذكر حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قلت للناس أنصتوا وهم يتكلمون، فقد ألغيت على نفسك" [رواه أحمد في المسند].
ثم أبان الشيخ ناصر أن هذا من الآداب الرفيعة في الحديث والمجالسة، وإن أخلَّ به كثير من المتباحثين. والله المستعان.
انصرفنا من الصلاة: عن ابن عباس وابن عمر – رضي الله عنهم – قالا: لا يقال: انصرفنا من الصلاة، ولكن: قد قضيت الصلاة. [رواه ابن أبي شيبة].
إنه برئ من الإسلام: عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله : "من قال إنه بريء من الإسلام، فإن كان كاذباً فهو كما قال، وإن كان صادقاً لم يعد إلى الإسلام سالماً". [رواه النسائي، وابن أبي الدنيا، وأحمد، والحاكم، وقال: على شرط الشيخين، وأقره الذهبي].
أهلاً بذكر الله: قوله عند سماع الأذان: لا أصل له في المرفوع عن النبي . وفي الأثر عن عبد الله بن عُكيْم، قال: كان عثمان إذا سمع الأذان، قال: مرحباً بالقائلين عدلاً، وبالصلاة مرحباً وأهلاً. رواه ابن منيع كما في: "المطالب العالية"، ولا يصح.
أهل الكتاب ليسوا كفاراً: هذا القول كفر صريح، ومعتقِده مرتد عن الإسلام: قال الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} [آل عمران:70].
وقال – سبحانه - : {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة:29] .
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة. والحكم بكفر من لم يؤمن برسالة محمد من أهل الكتاب، من الأحكام القطعية في الإسلام، فمن لم يكفرهم فهو كافر؛ لأنَّه مكذِّب لنصوص الوحيين الشريفين.
أوجد الله كذا وكذا: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : لا يعرف هذا الإطلاق وإنما الذي جاء: خلقه، وبرأه، وصوره، وأعطاه خلقه، ونحو ذلك فلما لم يكن يستعمل فعله، لم يجئ اسم الفاعل منه في أسمائه الحسنى، فإن الفعل أوسع من الاسم .... وهو مهم.
أوغن: في شمال أفريقيا مجموعة من الأسماء الأعجمية ذات المعاني الخطيرة على الاعتقاد؛ لما فيها من الوثنية والتعلق بدون الله.
وفي كتاب "الإسلام وتقاليد الجاهلية" فضل التنبيه على بعض منها، وهذا نص كلامه: "وتوجد هذه الأسماء الجاهلية بكثرة في "بلاد يوربا"، وهي التي تمُتُّ بصلة إلى الآلهة، التي كانوا يعبدونها من دون الله في الجاهلية، ويعتقدون أنهم منحدرون من تلك الأصنام. مثل: "أوغن"، ومعناه الحديد المعبود. و"أوبا أوشون" ومعناه: إله البحر، أو النهر المعبود. ومثل: "أوشو" بمعنى الإله العاشق و"آفا" ومعناه: الإله الكاهن، و"وشنغو" بمعنى إله الرعد. فتجد بعض الحجاج وبعض الزعماء الإسلاميين في بلاد "يوربا" حتى اليوم لا يزال يرادف هذه الأسماء باسمه على أنها أسماء أجداده، فيحتفلوا بها؛ لأنها أصلهم ونشأتهم، أليس حسن إسلام المرء أن يبتعد عن آثار الكفر والوثنية في كل شيء، حتى لا تجد مكاناً بين المسلمين. قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208] انتهى.
أووَيْصل: قال أبو الوفاء ابن عقيل – رحمه الله تعالى - : قال أبو زيد: قلت للخليل: لِم قالوا في تصغير: "واصل" "أُويْصل" ولم يقولوا: "أُوَوَيْصِل"؟ قال: كرهوا أن يشبه كلامهم نبح الكلاب. انتهى.
إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين: قال النووي – رحمه الله تعالى - : "فصل: مما ينهى عنه ما يقوله كثير من الناس في الصلاة إذا قال الإمام: إياك نعبد وإياك نستعين. فيقول المأمون: إيَّاك نعبد وإياك نستعين. فهذا مما ينبغي تركه والتحذير منه. فقد قال صاحب "البيان" من أصحابنا: إن هذا يبطل الصلاة إلا أن يقصد به التلاوة. وهذا الذي قاله وإن كان فيه نظر، والظاهر أنه لا يوافق عليه، فينبغي أن يجتنب، فإنه لم يبطل الصلاة فهو مكروه في هذا الموضع. والله أعلم"، انتهى.
وفي "تمام المنة": من مرَّ بآية رحمة فليسأل الله من فضله، أن هذا مقصور على صلاة الليل في التطوع دون الفريضة. والله أعلم.
الإيمان شيء واحد في القلب: هذه من ألفاظ أهل البدع التي يُلْمحُوْنَ بها إلى نفي القول والعمل عن مسمى الإيمان، وهذا يقولونه مراراً من تبعض الإيمان وتعدده.
الإيمان مخلوق أو غير مخلوق: في رواية أبي طالب عن الإمام أحمد – رحمه الله تعالى- أنه قال: "من قال في الإيمان إنه مخلوق فهو جهمي، ومن قال إنه غير مخلوق فهو مبتدع". [رواه ابن أبي يعلى].
وقرر والده: أبو يعلى، في "كتاب الإيمان" أنه لا يجوز إطلاق القول في الإيمان أنه مخلوق، أو غير مخلوق.
إيْليا: روي عن كعب أنه قال: لا تُسمُّوا بيت المقدس: "إيليا" ولكن سموه باسمه، فإن إيليا: امرأة بنتِ المدينة.