"حرف التاء"
"ت"
تجب الثقة بالنفس: في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – لما سُئِل عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس، أجاب : "لا تجب، ولا تجوز الثقة بالنفس. في الحديث: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ... ".
تحياتي لفلان: لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب، المتوفى سنة 642 هـ . رسالة باسم: "شرح لفظة التحيات" في "ص50" جاء فيها ما نصه: "فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات؛ إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى؛ لأن الملك كله بيد الله، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية إلى آخرها. والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله شريعته ......" اهـ .
التخلق بأسماء الله أو بأخلاق الله: رُوي: "تخلقوا بأخلاق الله" وهو لا أصل له. وقد قرر ابن القيم أنها عبارة غير سديدة، وأنها منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبُّه بالإله على قدر الطاقة، قال: وأحسن منها: عبارة أبي الحكم بن برهان: وهي التعبُّد، وأحسن منها: العبارة المطابقة للقرآن؛ وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
تدخل القدر، تدخلت السماء، تدخلت عناية الله: انظر عن هذه الألفاظ الثلاثة في حرف الشين: شاءت حكمة الله.
التركيب: قول نفاة استواء الله تعالى على عرشه: لو كان فرق عرش لكان مركباً ... والمركب لفظ مجمل يراد به ما ركبه غيره، وما كان متفرقاً فاجتمعت أجزاؤه، وما يمكن تفريق بعضه عن بعض، والله تعالى منزه عن هذه التراكيب، وقد بسط ابن القيم معاني التركيب وأبطل إطلاق هذه حق الله سبحانه وتعالى وذلك في "الصواعق المرسلة".
التصلية: يقال: صلى صلاة، وهل يقال: تصلية؟ خلاف: فمن اللغويين من منعه كالفيروز آبادي في "القاموس" ومن قبله الجوهري في "الصحاح" فإنهما قالا: صلى صلاة ولا يقال: صلى تصلية.
وتعقبه شارحه الزبيدي فقال: "وذلك كله باطل يرده القياس والسماع، أما القياس: فقاعدة التفعلة من كل فعل على: فَعَلَ معتل اللام مضعفاً كزكى تزكية وروى تروية، وما لا يحصر.
التصوف: قاعدة الباب في الألقاب عند أهل الإسلام: الخلوص من النسبة إلى اسم معين لم يسم الله به عباده ولا رسوله فمقامات الدين هي: الإسلام، والإيمان ، والإحسان، وعباده: المسلمون. المؤمنون. المحسنون. المتقون، وهكذا، فالإسلام دين التوحيد: عقيدة، وسلوكاً، وشعاراً، وعنواناً، فالنسبة إلى اسم معين لم يرد به الشرع: عنوان للفرقة، والتحزب ، وضرب الأُمة بعضها ببعض، وتشتيت جمعها فرقاً وأحزاباً، ينتج إيجاد سدود منيعة تمنع وحدة المسلمين.
وقد لهج علماء الأُمة سلفاً وخلفاً في طرح تلكم النسب المستحدثة، ولهذا فإِنَّه في كتب التراجم لدى المتقدمين من طبقة ابن الجوزي كما في "المنتظم" وما تقدمه لا تجدهم في التراجم ينسبون إلى المذاهب الفقهية كفلان الحنفي ونحوه، وهذا من بالغ التوقي.
والخلاصة: أن القول في الألقاب في ذلك كالقول في الطريق الموصلة إلى الله تعالى، فكما أن كل طريق إلى الله مسدود إلا طريق النبي بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله فكذلك كل نسبة كالمتصوف، والسائر، والوصل، والواجد، ونحوها، نسب وألقاب ممنوعة إلا ما قام الدليل الشرعي عليه من كتاب أو سنة.
التطرف الديني: لهج المحدثون بهذا الاصطلاح في مطلع القرن الخامس عشر الهجري في وقت حصل فيه رجوع عامة شباب المسلمين إلى الله تعالى والتزامهم بأحكام الإسلام، وآدابه والدعوة إليه، فكان قبل ينبز من هذا سبيله بالرجعية، والتعصب، والجمود، ونحوها.
ودين الله بين الغالي، والجافي، وقد كان علماء الإسلام يقررون النهي عن الغلو في الدين، وينشرون النصوص بذلك في الوقت الذي يحثون فيه على التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فقلبت القوس ركوة في هذه الأزمان، فصار التائب المنيب إلى ربه ينبز بأنه متطرف؛ للتنفير منه، وشل حركة الدعوة إلى الله تعالى. ومن الغريب أنه مع سوء ما يرمي إليه فهو وافد من – يهود قبحهم الله – فتلقفه المسلمون فيا ليتهم يرفضونه والمصطلح لدى أهل العلم هو "الغلو" كما في الحديث المشهور: "إيَّاكم والغلو" الحديث.
تعالى: لا تقال في غير حق الله سبحانه وتعالى.
تعال أقامرك: عن أبي قال: قال رسول الله : "من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق". [رواه البخاري ، ومسلم].
تعريف اصطلاحاً: في التعريفات للحقائق الشرعية يغلط كثير من أهل العلم فيقولون مثلاً: "الصلاة" تعريفها اصطلاحاً كذا.
وهذا اللفظ "اصطلاح" لا يقال إلا فيما لم يتلقَّ بنص، أما ما ورد تلقيه بنص فيقال: "تعريفه شرعاً" أو "حقيقته الشرعية". وبيانه في "المواضعة في الاصطلاح" من "فقه النوازل".
تعس الشيطان: عن أبي المُليح، عن رجل، قال: كنت رديف النبي فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوَّتي، ولكن، قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب" [رواه أبو داود والنسائي].
تع: هذا اللفظ مختصر: "تعالى"، عند ذكر الله سبحانه وتعالى. اصطلح عليه بعض النساخ المتأخرين رغبة في الاختصار وهو منتشر لدى طابعي بعض كتب أهل الإسلام من تصرفات الكفرة المستشرقين. وهو اصطلاح فاسد، بل بعض هذه المصطلحات في جانب التمجيد والتقديس لله سبحانه وتعالى، وفي جانب الصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله، وفي جانب الترحم والترضي على السلف، جميعها مصطلحات فاسدة ليس من الأدب استعمالها، ولما في بعضها من معنى قريب لا يجوز، وإن كان غير مراد، فليجتن ، وعلى المسلم احتساب ذكر هذه الألفاظ المباركة خطاً ونطقاً؛ لما في ذلك من الأجر الكبير، والثواب العريض.
ومنها: "رض" مختصر: "رضي الله عنه" . "رح" مختصر: "رحمه الله". "صلعم" مختصر: "صلى الله عليه وسلم".
تغيير جبل ولا تغيير طبع: هذا جارٍ على الألسنة بمعنى المروي عن أبي الدرداء، أن النبي قال: "إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل تغير عن خُلقه فلا تُصدقوا به، وإنه يصير إلى ما جبل عليه" [رواه أحمد وسنده منقطع].
ثم معناه: يُسْترْوحُ منه: "الجبْر" بمعنى أن المرء مجبور لا وسيلة له إلى تحسين خلقه، والأحاديث الصحيحة منتشرة في الترغيب في تحسين الخلق، وهذا يدل على نكارة هذا القول رواية ودراية. والله أعلم.
تفاوتت كلمة العلماء: لا تُقال هذه؛ لما بين التفاوت والاختلاف من الفرق، كما قال العسكري: "التفاوت كله مذموم؛ ولهذا نفاه الله - تعالى - عن فعله، فقال: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}.
وإنَّما يُقال: اختلفت كلمة العلماء؛ لأن من الاختلاف ما ليس بمذموم، ألا ترى قول الله تعالى: {وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}. فهذا الضرب من الاختلاف يكون على سنن واحد، وهو دالٌّ على علم فاعله، والتفاوت: هو الاختلاف الواقع على غير سنن، وهو دال على جهل فاعله " انتهى.
تقبل الله منا ومنك: في التخاطب بها بعد الصلاة. ليس لها دليل من سنة، ولا أثر، والالتزام بها ترتيب هدي لم يدل عليه الشرع، فيكون بدعة، والله أعلم.
تكلمت بالقرآن: ذكر السكوني في "لحن العوام": "مما يمتنع قولهم: إذا قال: لفظت بالقرآن؛ لأن اللفظ في اللغة هو الطرح، والصواب أن يُقال: قرأت القرآن، ولا يُقال: لفظت بالقرآن، ولا : تكلمت بالقرآن؛ لأن المتكلم بالقرآن هو الله سبحانه، فلا يصرف عن غير مصارفه، وهو تعرض لتحريفه عما أُنزل فيه، وهذا محرم بإجماع الأُمة ..." انتهى.
تكاليف: استقرأ شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله تعالى – أنه لم يأت في الكتاب والسنة، تسمية أوامر الله، ونواهيه، وشرائعه: "تكليفاً"، بل سماها: روحاً، ونوراً .. وإنما جاء ذلك في جانب النفي {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا} الآية، فهذا الإطلاق إثباتاً لا يعرف أيضاً في لسان السلف، وإنما جاء من لدن كثير من المتكلمة والمتفقهة. والله أعلم.
التلقين: في منع إطلاق على الله – تعالى-.
توحَّد: قال العسكري – رحمه الله تعالى - : "الفرق بين قولنا: تفرَّد وبين قولنا: توحَّد، أنه يُقال: تفرَّد بالفضل والنُبل، وتوحَّد: تخلَّى" انتهى.
وبه نعلم ما في دعاء ختم القرآن، بقول الداعي: "صدق الله العظيم المتوحد ..... ".
توكلت عليك يا فلان: في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى- قال: " هذا شرك ... " اهـ .
"ت"
تجب الثقة بالنفس: في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – لما سُئِل عن قول من قال: تجب الثقة بالنفس، أجاب : "لا تجب، ولا تجوز الثقة بالنفس. في الحديث: "ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ... ".
تحياتي لفلان: لأبي طالب محمد بن علي الخيمي المنعوت بالمهذب، المتوفى سنة 642 هـ . رسالة باسم: "شرح لفظة التحيات" في "ص50" جاء فيها ما نصه: "فأما لفظ التحيات مجموعاً فلم أسمع في كتاب من كتب العربية أنه جمع إلا في جلوس الصلوات؛ إذا لا يجوز إطلاق ذلك لغير من له الخلق والأمر وهو الله تعالى؛ لأن الملك كله بيد الله، وقد نطق بذلك الكتاب العزيز: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية إلى آخرها. والذي سطره أهل اللغة إنما يعبرون عن التحية الواحدة، ولم ينتهوا لجمعه دون إفراده، إذ كان ذلك من ذخائر الإلهام لقوم آخرين فهموا عن الله تعالى كتابه فنقلوا عن رسول الله شريعته ......" اهـ .
التخلق بأسماء الله أو بأخلاق الله: رُوي: "تخلقوا بأخلاق الله" وهو لا أصل له. وقد قرر ابن القيم أنها عبارة غير سديدة، وأنها منتزعة من قول الفلاسفة بالتشبُّه بالإله على قدر الطاقة، قال: وأحسن منها: عبارة أبي الحكم بن برهان: وهي التعبُّد، وأحسن منها: العبارة المطابقة للقرآن؛ وهي الدعاء المتضمن للتعبد والسؤال.
تدخل القدر، تدخلت السماء، تدخلت عناية الله: انظر عن هذه الألفاظ الثلاثة في حرف الشين: شاءت حكمة الله.
التركيب: قول نفاة استواء الله تعالى على عرشه: لو كان فرق عرش لكان مركباً ... والمركب لفظ مجمل يراد به ما ركبه غيره، وما كان متفرقاً فاجتمعت أجزاؤه، وما يمكن تفريق بعضه عن بعض، والله تعالى منزه عن هذه التراكيب، وقد بسط ابن القيم معاني التركيب وأبطل إطلاق هذه حق الله سبحانه وتعالى وذلك في "الصواعق المرسلة".
التصلية: يقال: صلى صلاة، وهل يقال: تصلية؟ خلاف: فمن اللغويين من منعه كالفيروز آبادي في "القاموس" ومن قبله الجوهري في "الصحاح" فإنهما قالا: صلى صلاة ولا يقال: صلى تصلية.
وتعقبه شارحه الزبيدي فقال: "وذلك كله باطل يرده القياس والسماع، أما القياس: فقاعدة التفعلة من كل فعل على: فَعَلَ معتل اللام مضعفاً كزكى تزكية وروى تروية، وما لا يحصر.
التصوف: قاعدة الباب في الألقاب عند أهل الإسلام: الخلوص من النسبة إلى اسم معين لم يسم الله به عباده ولا رسوله فمقامات الدين هي: الإسلام، والإيمان ، والإحسان، وعباده: المسلمون. المؤمنون. المحسنون. المتقون، وهكذا، فالإسلام دين التوحيد: عقيدة، وسلوكاً، وشعاراً، وعنواناً، فالنسبة إلى اسم معين لم يرد به الشرع: عنوان للفرقة، والتحزب ، وضرب الأُمة بعضها ببعض، وتشتيت جمعها فرقاً وأحزاباً، ينتج إيجاد سدود منيعة تمنع وحدة المسلمين.
وقد لهج علماء الأُمة سلفاً وخلفاً في طرح تلكم النسب المستحدثة، ولهذا فإِنَّه في كتب التراجم لدى المتقدمين من طبقة ابن الجوزي كما في "المنتظم" وما تقدمه لا تجدهم في التراجم ينسبون إلى المذاهب الفقهية كفلان الحنفي ونحوه، وهذا من بالغ التوقي.
والخلاصة: أن القول في الألقاب في ذلك كالقول في الطريق الموصلة إلى الله تعالى، فكما أن كل طريق إلى الله مسدود إلا طريق النبي بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله فكذلك كل نسبة كالمتصوف، والسائر، والوصل، والواجد، ونحوها، نسب وألقاب ممنوعة إلا ما قام الدليل الشرعي عليه من كتاب أو سنة.
التطرف الديني: لهج المحدثون بهذا الاصطلاح في مطلع القرن الخامس عشر الهجري في وقت حصل فيه رجوع عامة شباب المسلمين إلى الله تعالى والتزامهم بأحكام الإسلام، وآدابه والدعوة إليه، فكان قبل ينبز من هذا سبيله بالرجعية، والتعصب، والجمود، ونحوها.
ودين الله بين الغالي، والجافي، وقد كان علماء الإسلام يقررون النهي عن الغلو في الدين، وينشرون النصوص بذلك في الوقت الذي يحثون فيه على التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فقلبت القوس ركوة في هذه الأزمان، فصار التائب المنيب إلى ربه ينبز بأنه متطرف؛ للتنفير منه، وشل حركة الدعوة إلى الله تعالى. ومن الغريب أنه مع سوء ما يرمي إليه فهو وافد من – يهود قبحهم الله – فتلقفه المسلمون فيا ليتهم يرفضونه والمصطلح لدى أهل العلم هو "الغلو" كما في الحديث المشهور: "إيَّاكم والغلو" الحديث.
تعالى: لا تقال في غير حق الله سبحانه وتعالى.
تعال أقامرك: عن أبي قال: قال رسول الله : "من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق". [رواه البخاري ، ومسلم].
تعريف اصطلاحاً: في التعريفات للحقائق الشرعية يغلط كثير من أهل العلم فيقولون مثلاً: "الصلاة" تعريفها اصطلاحاً كذا.
وهذا اللفظ "اصطلاح" لا يقال إلا فيما لم يتلقَّ بنص، أما ما ورد تلقيه بنص فيقال: "تعريفه شرعاً" أو "حقيقته الشرعية". وبيانه في "المواضعة في الاصطلاح" من "فقه النوازل".
تعس الشيطان: عن أبي المُليح، عن رجل، قال: كنت رديف النبي فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: "لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك تعاظم حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوَّتي، ولكن، قل: بسم الله، فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب" [رواه أبو داود والنسائي].
تع: هذا اللفظ مختصر: "تعالى"، عند ذكر الله سبحانه وتعالى. اصطلح عليه بعض النساخ المتأخرين رغبة في الاختصار وهو منتشر لدى طابعي بعض كتب أهل الإسلام من تصرفات الكفرة المستشرقين. وهو اصطلاح فاسد، بل بعض هذه المصطلحات في جانب التمجيد والتقديس لله سبحانه وتعالى، وفي جانب الصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله، وفي جانب الترحم والترضي على السلف، جميعها مصطلحات فاسدة ليس من الأدب استعمالها، ولما في بعضها من معنى قريب لا يجوز، وإن كان غير مراد، فليجتن ، وعلى المسلم احتساب ذكر هذه الألفاظ المباركة خطاً ونطقاً؛ لما في ذلك من الأجر الكبير، والثواب العريض.
ومنها: "رض" مختصر: "رضي الله عنه" . "رح" مختصر: "رحمه الله". "صلعم" مختصر: "صلى الله عليه وسلم".
تغيير جبل ولا تغيير طبع: هذا جارٍ على الألسنة بمعنى المروي عن أبي الدرداء، أن النبي قال: "إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل تغير عن خُلقه فلا تُصدقوا به، وإنه يصير إلى ما جبل عليه" [رواه أحمد وسنده منقطع].
ثم معناه: يُسْترْوحُ منه: "الجبْر" بمعنى أن المرء مجبور لا وسيلة له إلى تحسين خلقه، والأحاديث الصحيحة منتشرة في الترغيب في تحسين الخلق، وهذا يدل على نكارة هذا القول رواية ودراية. والله أعلم.
تفاوتت كلمة العلماء: لا تُقال هذه؛ لما بين التفاوت والاختلاف من الفرق، كما قال العسكري: "التفاوت كله مذموم؛ ولهذا نفاه الله - تعالى - عن فعله، فقال: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ}.
وإنَّما يُقال: اختلفت كلمة العلماء؛ لأن من الاختلاف ما ليس بمذموم، ألا ترى قول الله تعالى: {وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}. فهذا الضرب من الاختلاف يكون على سنن واحد، وهو دالٌّ على علم فاعله، والتفاوت: هو الاختلاف الواقع على غير سنن، وهو دال على جهل فاعله " انتهى.
تقبل الله منا ومنك: في التخاطب بها بعد الصلاة. ليس لها دليل من سنة، ولا أثر، والالتزام بها ترتيب هدي لم يدل عليه الشرع، فيكون بدعة، والله أعلم.
تكلمت بالقرآن: ذكر السكوني في "لحن العوام": "مما يمتنع قولهم: إذا قال: لفظت بالقرآن؛ لأن اللفظ في اللغة هو الطرح، والصواب أن يُقال: قرأت القرآن، ولا يُقال: لفظت بالقرآن، ولا : تكلمت بالقرآن؛ لأن المتكلم بالقرآن هو الله سبحانه، فلا يصرف عن غير مصارفه، وهو تعرض لتحريفه عما أُنزل فيه، وهذا محرم بإجماع الأُمة ..." انتهى.
تكاليف: استقرأ شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم – رحمهما الله تعالى – أنه لم يأت في الكتاب والسنة، تسمية أوامر الله، ونواهيه، وشرائعه: "تكليفاً"، بل سماها: روحاً، ونوراً .. وإنما جاء ذلك في جانب النفي {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا} الآية، فهذا الإطلاق إثباتاً لا يعرف أيضاً في لسان السلف، وإنما جاء من لدن كثير من المتكلمة والمتفقهة. والله أعلم.
التلقين: في منع إطلاق على الله – تعالى-.
توحَّد: قال العسكري – رحمه الله تعالى - : "الفرق بين قولنا: تفرَّد وبين قولنا: توحَّد، أنه يُقال: تفرَّد بالفضل والنُبل، وتوحَّد: تخلَّى" انتهى.
وبه نعلم ما في دعاء ختم القرآن، بقول الداعي: "صدق الله العظيم المتوحد ..... ".
توكلت عليك يا فلان: في تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى- قال: " هذا شرك ... " اهـ .