حرف الشين"
(ش)
شاءت الطبيعة: يأتي في الطبيعة.
الشائي: جاء في بعض نقول الحموية: "الشائي". وهو: اسم فاعل من شاء، من الإخبار عن الله بلفظ الاسم، وليس اسماً من أسماء الله تعالى.
شاءت حكمة الله: المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى من يستحقها، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة. فيقال: شاء الله سبحانه، ولا يقال: شاءت حكمة الله، ولا يقال: شاءت قدرة الله، ولا: شاء القدر، ولا: شاءت عناية الله، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، وإنما يقال: شاء الله، واقتضت حكمة الله، وعنايته سبحانه. وكل هذه ونحوها، في حرف التاء: "تدخَّل القدر"، من عبارات بعض أهل عصرنا الذين لا يتورعون عن هذه وأمثالها.
الشاطر: هو بمعنى قاطع الطريق، وبمعنى: الخبيث الفاجر. وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ، فليتنبه.
نعم: "الشاطر" في اصطلاح الصوفية، هو "السابق المسرع إلى الله" فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب.
شاهنشاه: وفي تاريخ ابن الكثير قال في ترجمة: عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة الديلمي: "وهو أول من تسمى "شاهنشاه". ومعناه: ملك الملوك"اهـ . وقال سفيان بن عيينة: "ملك الملوك: مثل شاهنشاه" [رواه البخاري، ومسلم].
الشديد: ليس من أسماء الله تعالى.
الشراب الروحي: ويقولون: الأشربة الروحية للخمر. وهذا من التلبيس ..
شرح القرآن: قال أبو هلال العسكري – رحمه الله تعالى - : "الفرق بين الشرح والتفصيل: أن الشرح: بيان المشروح، وإخراجه من وجه الإشكال إلى التجلي، والظهور؛ ولهذا لا يُستعمل الشرح في القرآن.
والتفصيل هو ذكر ما تضمنته الجملة على سبيل الإفراد؛ ولهذا قال تعالى: {ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ولم يقل: شُرحت. وفرق آخر: أن التفصيل: هو وصف آحاد الجنس، وذكرها معاً، وربما احتاج التفصيل إلى الشرح والبيان، والشيء لا يحتاج إلى نفسه" انتهى.
شرع الديوان: في "معيد النعم" للسبكي قال: "ومن قبائحهم: أنهم إذا اعتمدوا شيئاً مما جرت به عوائدهم القبيحة يقولون: هذا شرع الديوان لا شرع له، بل الشرع لله تعالى، ولرسوله ، فهذا الكلام ينتهي إلى الكفر، وإن لم تنشرح النفس لتكفير قائله، فلا أقلَّ من ضربه بالسياط؛ ليكف لسانه عن هذا التعظيم الذي هو في غنية عنه، بأن يقول: عادة الديوان، أو طريقه، أو نحو ذلك من الألفاظ التي لا تنكر" اهـ .
الشريف: قال الهيتمي بعد بحث: "واعلم أن اسم: "الشريف" كان يطلق في الصدر الأول على من كان من أهل البيت، ولو عباسياً، أو عقيلياً، ومنه قول المؤرخين: الشريف العباسي، الشريف الزينبي، فلما ولي الفاطميون بمصر، قصروا الشرف على ذرية الحسن والحسين، فقط، واستمر ذلك إلى الآن" انتهى.
ثم ذكر مطلباً في اتخاذ الشريف للعلامة الخضراء، وأنه لا أصل لها، وإنما حدثت سنة 773 هـ .
أقول: وكذلك لفظ: "الشريف" لم يعرف في الاصطلاح المذكور إلا في القرن الثالث، ولا أصل له. وإنما هو مأخوذ من شرف اتصال النسب بالنبي وجرى الناس عليه. وانظر في حرف السين : السيد.
شعبان الأكرم: لا يعرف في السُّنَّة إثبات فضل لشهر شعبان إلا ما ثبت عن النبي من إكثار الصيام فيه، وأما حديث: "فضل شعبان على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء" فهو موضوع.
قال ابن عاشور – رحمه الله تعالى: "ولعلَّ هذا الحديث هو الذي حمل الكُتاب على أن يُتْبِعُون اسم شعبان بوصف الأكرم، وهو فُضُوْلٌ زايد" انتهى.
الشعور: لا يجوز إطلاقه على الله - تعالى -.
الشَّعب: لفظ: "الشعب" بهذا المعنى – إطلاقه على الأُمة – هو مصطلح عبراني لدى اليهود، فهو يعني عندهم: "بني إسرائيل" الذي يجمع ثلاثة أوصاف: أنهم أبناء رجل واحد هو: "إسرائيل" أي: يعقوب وأن هذا الأب الذي يجمعهم "مختار"؛ لهذا لقبوا أنفسهم: "الشعب المختار" أو "شعب الله المختار" وأن أرضاً واحدة تجمعهم هي: "فلسطين".
فانظر كيف يُساق المسلمون فيُسحبون من شعاراتهم الإسلامية في الألقاب، ويُحشرون تحت مصطلح يهودي منكراً لفظاً ومعنى، يهدم إسلامهم، ويسلبهم حقهم، ويكسبهم ذل التبعية، والتفرق، والتشرذم. إن: "أُمة الإسلام" وإن: "المسلمين" لا يؤمنون بواحد من هذه الأوصاف الثلاثة التي قام عليها هذا اللقب العبراني اليهودي: "الشعب"؛ لأن أخوتهم إسلامهم، والإسلام قد محا كل رابطة دونه، فلا يجمعهم النسب إلى أب واحد وإنما يجمعهم: دين واحد هو: الإسلام.
والمسلمون لا يؤمنون بمبدأ الاختيار، وشغْلِ صكوك الغُفْران، بل هم: أمة مسلمة مكلفة وفق شريعة إسلامية محمدية: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.
أقول بعد هذا البيان: انظر كيف يُبتلى المسلمون فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيهجر لفظ: الأُمة المسلمة إلى لفظ الشعب، ثم يطير به الناس كل مطار، فترى في ديار المسلمين: "جريدة الشعب". "مطبعة الشعب" "كتاب الشعب". "متجر الشعب" وهكذا يؤخذ الناس ضُحى.
ومن مواقع الأسف الشديد، أنك لا ترى من نبَّه على هذا، وقاوم هذا المصطلح الوافد، من علماء الأُمة وفقهائها، وإنما انساق الناس إليه كالعنق الواحد، فإلى الله المشتكى.
شكله غلط: هذا اللفظ من أعظم الغلط الجاري على ألسنة بعض المترفين عندما يرى إنساناً لا يعجبه؛ لما فيه من تسخط لخلق الله، وسخرية به.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار:6- 8]، وقال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:4].
شهاب: قال الخطابي: "الشهاب: الشعلة من النار، والنار عقوبة الله سبحانه، وهي محرقة مهلكة ".
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ذُكِر عند رسول الله رجل يقال له: شهاب، فقال رسول الله : "بل أنت هاشم" [رواه البخاري في "الأدب المفرد "].
شهيد: قال البخاري – رحمه الله تعالى – في "صحيحه": باب لا يقال: فلان شهيد. قال ابن حجر: أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر. وفي كتاب: "النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح" لمحمد الطاهر بن عاشور، قال (ص118) عن ترجمة البخاري هذه: "هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلام ثابت شرعاً، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم، وقد ورد في حديث "الموطأ"، وفي "الصحيحين": أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلان شهيد، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة، إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن تجري عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله ، مثل قوله في عامر بن الأكوع: "إنه لجاهد مجاهد".
ومن هذا القبيل زجر رسول الله : أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون: شهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال لها: "وما يدريك أن الله أكرمه" اهـ.
الشوق: "إطلاق على الله تعالى": لابن القيم – رحمه الله – في مواضع من كتبه بحث مطول في هذا اللفظ، وأنه لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، فهذا مما لم يرد به القرآن، ولا السنة فإطلاقه متوقف على السمع، ولم يرد به فلا ينبغي إطلاقه، وهذه قاعدة الأسماء والصفات في مبحث مبسوط، والله أعلم.
أما إطلاقه على العبد من أنه يشتاق إلى الله وإلى لقائه فهذا غير ممتنع، ففي دعاء النبي : "وأسألك الشوق إلى لقائك" [رواه أحمد، والنسائي، من حديث السائب عن عمار بن ياسر .
شيخ الإسلام: فيه عدة أبحاث وفوائد:
1. في أول من لقب به: أثر أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين سمعتك تقول على المنبر: اللهم أصلحني بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين، فمن هم؟ قال فاغرورقت عيناه، وأهملهما، ثم قال: أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – : إماما الهدى وشيخا الإسلام .. إلخ. ذكره المحب الطبري في "الرياض النضرة" بلا إسناد، وعنه: السخاوي في "الجواهر والدرر" وعنه الكتاني في "التراتيب الإدارية" لكنه لا يصح.
والذهبي – رحمه الله تعالى – في "السير" (3/ 204) قال عن ابن عمر – رضي الله عنهما – : شيخ الإسلام" ولعله الصحابي الوحيد الذي نعتهُ الذهبي بذلك. والله أعلم.
2. لقب بهذا جماعات من أهل العلم منهم: أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي م سنة 227 هـ ، - رحمه الله تعالى – ، قال الإمام أحمد بن حنبل لرجل سأله: عمن أكتب؟ قال: اخرج إلى أحمد بن يونس اليربوعي، فإنه شيخ الإسلام. اهـ .
ومنهم شيخ الإسلام الصابوني (م.سنة 449 هـ - رحمه الله تعالى.
ومنهم أبو إسماعيل الهروي الحنبلي م سنة 481 هـ - رحمه الله تعالى - في جماعة آخرين ذكر منهم السخاوي جملة في "الجواهر والدرر".
3. في ترجمة الإمام شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، م سنة 181 هـ - رحمه الله تعالى - قال الذهبي - رحمه الله تعالى - : "وناهيك به شيخ الإسلام، وشيخ الإسلام إنما هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – الذي ثبت الزكاة، وقاتل أهل الردة فاعرفه" اهـ .
4. وفي ترجمة الهكاري من "وفيات الأعيان" أن بعض الأكابر قال له: أنت شيخ الإسلام، فقال: بل أنا شيخ في الإسلام. اهـ .
5. لا نعرف في علماء الإسلام من فاقت شهرته بهذا اللقب بحيث ينصرف إليه، ولو لم يقرن باسمه، سوى: شيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحنبلي السلفي المجتهد المطلق م سنة 728 هـ - رحمه الله تعالى - وقد جفا في حقه أقوام على تتابع القرون سيراً في خط المقاومة الخلفية للعقيدة السلفية، فكفَّروا من لقبه بشيخ الإسلام، حتى ألف الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي كتابه النافع العظيم "الرد الوافر على من زعم أن من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام فهو كافر" فساق فيه من أقوال أهل المذاهب، والفرق، من لقبه بذلك، وقد أبطل الله مناوآتهم، وكشف سريرتهم، ورفع شأن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ، وكان أرأس المجتهدين في القرون بعد.
6. وقد غلا أقوام في آخرين، من عالم في مذهب، أو شيخ طريقة فأضافوا عليهم من الألقاب ما لا يطاق، وفي العصر الذي نعيش فيه – وأنا أقيد في هذا المعجم المبارك عام 1405 هـ - كثر إطلاق: سماحة الشيخ، وصاحب السماحة على من هم – على العلم وأهله – عالة، وإنما لما لهم من حظ وحظوة في هذه الدنيا؟
وللكنوي - رحمه الله تعالى - له بحث ماتع في: "الفوائد البهية" (ص241 – 242)، ولهذا الأمر السادس أدخلت "شيخ الإسلام" في المناهي اللفظية. والله أعلم.
شيخ شيوخ العارفين: في معيد النعيم للسبكي قال: "المثال الثامن والستون: شيخ الخانقاه، وربما سمي كبير هذه الطائفة: شيخ الشيوخ، وربما قيل: العارفين، وسمعت الشيخ الإمام: يشدد النكير في هذه العبارة، ويقول: شيخ شيوخ العارفين؟! يرددها مراراً منكراً لها، ويقول: لم يقنع بادعاء المعرفة حتى ادعى أنه شيخ شيوخها"اهـ .
الشيطان: فيه مبحثان:
الأول: النهي عن التسمية به.
قال الخطابي: "وشيطان: اشتقاق من الشطن وهو البعد عن الخير، وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس"اهـ .
وعبد الله بن قرط الأزدي كان اسمه "شيطان" فغيره النبي إلى: "عبد الله".
والثاني: في حكم سبه، ومضي في حرف التاء: تعس الشيطان.
شيء: إطلاقه على الله تعالى. يعني إثبات للوجود، ونفياً للعدم، قال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [ الأنعام: من الآية19] والله – سبحانه – كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: من الآية11]، لكن لفظ: "الشيء "ليس اسماً لله – تعالى -.
وهكذا يُقال: في إطلاق لفظ: "الشيء" على القرآن، لكن جهماً وأتباعه يطلقونه اسماً من أسماء الله؛ حتى يدللوا على: أن أسماء الله مخلوقة، وعلى أن القرآن مخلوق لعموم قول الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [ الزمر:62]. وهذا الاستدلال تلبيس من بِشر وشيخه الجهم. وعلى طريقتهم الضالة: أليس الله يقول: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ويقول سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. والله – سبحانه – حيٌّ دائِمٌ لا يموت. والله أعلم.
شيَّعْتُ فُلاناً: قال صالح عن أبيه أحمد بن حنبل – رحمهما الله تعالى -: "حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، أنهُ كان يكره أن يقول: شيَّعْتُ فُلاناً، وقال: إنما يُشيَّع الميت" انتهى.
(ش)
شاءت الطبيعة: يأتي في الطبيعة.
الشائي: جاء في بعض نقول الحموية: "الشائي". وهو: اسم فاعل من شاء، من الإخبار عن الله بلفظ الاسم، وليس اسماً من أسماء الله تعالى.
شاءت حكمة الله: المشيئة صفة من صفات الله تعالى والصفة تضاف إلى من يستحقها، ولله تعالى المشيئة الكاملة والقدرة التامة، ومشيئته سبحانه فوق كل مشيئة، وقدرته سبحانه فوق كل قدرة. فيقال: شاء الله سبحانه، ولا يقال: شاءت حكمة الله، ولا يقال: شاءت قدرة الله، ولا: شاء القدر، ولا: شاءت عناية الله، وهكذا من كل ما فيه نسبة الفعل إلى الصفة، وإنما يقال: شاء الله، واقتضت حكمة الله، وعنايته سبحانه. وكل هذه ونحوها، في حرف التاء: "تدخَّل القدر"، من عبارات بعض أهل عصرنا الذين لا يتورعون عن هذه وأمثالها.
الشاطر: هو بمعنى قاطع الطريق، وبمعنى: الخبيث الفاجر. وإطلاق المدرسين له على المتفوق في الدرس خطأ، فليتنبه.
نعم: "الشاطر" في اصطلاح الصوفية، هو "السابق المسرع إلى الله" فانظر كيف سرى هذا الاصطلاح الصوفي إلى تلقينه للطلاب.
شاهنشاه: وفي تاريخ ابن الكثير قال في ترجمة: عضد الدولة أبي شجاع بن ركن الدولة الديلمي: "وهو أول من تسمى "شاهنشاه". ومعناه: ملك الملوك"اهـ . وقال سفيان بن عيينة: "ملك الملوك: مثل شاهنشاه" [رواه البخاري، ومسلم].
الشديد: ليس من أسماء الله تعالى.
الشراب الروحي: ويقولون: الأشربة الروحية للخمر. وهذا من التلبيس ..
شرح القرآن: قال أبو هلال العسكري – رحمه الله تعالى - : "الفرق بين الشرح والتفصيل: أن الشرح: بيان المشروح، وإخراجه من وجه الإشكال إلى التجلي، والظهور؛ ولهذا لا يُستعمل الشرح في القرآن.
والتفصيل هو ذكر ما تضمنته الجملة على سبيل الإفراد؛ ولهذا قال تعالى: {ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} ولم يقل: شُرحت. وفرق آخر: أن التفصيل: هو وصف آحاد الجنس، وذكرها معاً، وربما احتاج التفصيل إلى الشرح والبيان، والشيء لا يحتاج إلى نفسه" انتهى.
شرع الديوان: في "معيد النعم" للسبكي قال: "ومن قبائحهم: أنهم إذا اعتمدوا شيئاً مما جرت به عوائدهم القبيحة يقولون: هذا شرع الديوان لا شرع له، بل الشرع لله تعالى، ولرسوله ، فهذا الكلام ينتهي إلى الكفر، وإن لم تنشرح النفس لتكفير قائله، فلا أقلَّ من ضربه بالسياط؛ ليكف لسانه عن هذا التعظيم الذي هو في غنية عنه، بأن يقول: عادة الديوان، أو طريقه، أو نحو ذلك من الألفاظ التي لا تنكر" اهـ .
الشريف: قال الهيتمي بعد بحث: "واعلم أن اسم: "الشريف" كان يطلق في الصدر الأول على من كان من أهل البيت، ولو عباسياً، أو عقيلياً، ومنه قول المؤرخين: الشريف العباسي، الشريف الزينبي، فلما ولي الفاطميون بمصر، قصروا الشرف على ذرية الحسن والحسين، فقط، واستمر ذلك إلى الآن" انتهى.
ثم ذكر مطلباً في اتخاذ الشريف للعلامة الخضراء، وأنه لا أصل لها، وإنما حدثت سنة 773 هـ .
أقول: وكذلك لفظ: "الشريف" لم يعرف في الاصطلاح المذكور إلا في القرن الثالث، ولا أصل له. وإنما هو مأخوذ من شرف اتصال النسب بالنبي وجرى الناس عليه. وانظر في حرف السين : السيد.
شعبان الأكرم: لا يعرف في السُّنَّة إثبات فضل لشهر شعبان إلا ما ثبت عن النبي من إكثار الصيام فيه، وأما حديث: "فضل شعبان على سائر الشهور كفضلي على سائر الأنبياء" فهو موضوع.
قال ابن عاشور – رحمه الله تعالى: "ولعلَّ هذا الحديث هو الذي حمل الكُتاب على أن يُتْبِعُون اسم شعبان بوصف الأكرم، وهو فُضُوْلٌ زايد" انتهى.
الشعور: لا يجوز إطلاقه على الله - تعالى -.
الشَّعب: لفظ: "الشعب" بهذا المعنى – إطلاقه على الأُمة – هو مصطلح عبراني لدى اليهود، فهو يعني عندهم: "بني إسرائيل" الذي يجمع ثلاثة أوصاف: أنهم أبناء رجل واحد هو: "إسرائيل" أي: يعقوب وأن هذا الأب الذي يجمعهم "مختار"؛ لهذا لقبوا أنفسهم: "الشعب المختار" أو "شعب الله المختار" وأن أرضاً واحدة تجمعهم هي: "فلسطين".
فانظر كيف يُساق المسلمون فيُسحبون من شعاراتهم الإسلامية في الألقاب، ويُحشرون تحت مصطلح يهودي منكراً لفظاً ومعنى، يهدم إسلامهم، ويسلبهم حقهم، ويكسبهم ذل التبعية، والتفرق، والتشرذم. إن: "أُمة الإسلام" وإن: "المسلمين" لا يؤمنون بواحد من هذه الأوصاف الثلاثة التي قام عليها هذا اللقب العبراني اليهودي: "الشعب"؛ لأن أخوتهم إسلامهم، والإسلام قد محا كل رابطة دونه، فلا يجمعهم النسب إلى أب واحد وإنما يجمعهم: دين واحد هو: الإسلام.
والمسلمون لا يؤمنون بمبدأ الاختيار، وشغْلِ صكوك الغُفْران، بل هم: أمة مسلمة مكلفة وفق شريعة إسلامية محمدية: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.
أقول بعد هذا البيان: انظر كيف يُبتلى المسلمون فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيهجر لفظ: الأُمة المسلمة إلى لفظ الشعب، ثم يطير به الناس كل مطار، فترى في ديار المسلمين: "جريدة الشعب". "مطبعة الشعب" "كتاب الشعب". "متجر الشعب" وهكذا يؤخذ الناس ضُحى.
ومن مواقع الأسف الشديد، أنك لا ترى من نبَّه على هذا، وقاوم هذا المصطلح الوافد، من علماء الأُمة وفقهائها، وإنما انساق الناس إليه كالعنق الواحد، فإلى الله المشتكى.
شكله غلط: هذا اللفظ من أعظم الغلط الجاري على ألسنة بعض المترفين عندما يرى إنساناً لا يعجبه؛ لما فيه من تسخط لخلق الله، وسخرية به.
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الإنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ *فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ} [الانفطار:6- 8]، وقال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين:4].
شهاب: قال الخطابي: "الشهاب: الشعلة من النار، والنار عقوبة الله سبحانه، وهي محرقة مهلكة ".
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: ذُكِر عند رسول الله رجل يقال له: شهاب، فقال رسول الله : "بل أنت هاشم" [رواه البخاري في "الأدب المفرد "].
شهيد: قال البخاري – رحمه الله تعالى – في "صحيحه": باب لا يقال: فلان شهيد. قال ابن حجر: أي على سبيل القطع بذلك إلا إن كان بالوحي، وكأنه أشار إلى حديث عمر. وفي كتاب: "النظر الفسيح عند مضايق الأنظار في الجامع الصحيح" لمحمد الطاهر بن عاشور، قال (ص118) عن ترجمة البخاري هذه: "هذا تبويب غريب، فإن إطلاق اسم الشهيد على المسلم المقتول في الجهاد الإسلام ثابت شرعاً، ومطروق على ألسنة السلف فمن بعدهم، وقد ورد في حديث "الموطأ"، وفي "الصحيحين": أن الشهداء خمسة غير الشهيد في سبيل الله، والوصف بمثل هذه الأعمال يعتمد النظر إلى الظاهر الذي لم يتأكد غيره، وليس فيما أخرجه البخاري هنا إسناداً وتعليقاً ما يقتضي منع القول بأن فلان شهيد، ولا النهي عن ذلك.
فالظاهر أن مراد البخاري بذلك أن لا يجزم أحد بكون أحد قد نال عند الله ثواب الشهادة، إذ لا يدري ما نواه من جهاده، وليس ذلك للمنع من أن يقال لأحد: إنه شهيد، وأن تجري عليه أحكام الشهداء، إذا توفرت فيه، فكان وجه التبويب أن يكون: باب لا يجزم بأن فلاناً شهيد إلا بإخبار من رسول الله ، مثل قوله في عامر بن الأكوع: "إنه لجاهد مجاهد".
ومن هذا القبيل زجر رسول الله : أم العلاء الأنصارية حين قالت في عثمان بن مظعون: شهادتي عليك: لقد أكرمك الله، فقال لها: "وما يدريك أن الله أكرمه" اهـ.
الشوق: "إطلاق على الله تعالى": لابن القيم – رحمه الله – في مواضع من كتبه بحث مطول في هذا اللفظ، وأنه لا يجوز إطلاقه على الله تعالى، فهذا مما لم يرد به القرآن، ولا السنة فإطلاقه متوقف على السمع، ولم يرد به فلا ينبغي إطلاقه، وهذه قاعدة الأسماء والصفات في مبحث مبسوط، والله أعلم.
أما إطلاقه على العبد من أنه يشتاق إلى الله وإلى لقائه فهذا غير ممتنع، ففي دعاء النبي : "وأسألك الشوق إلى لقائك" [رواه أحمد، والنسائي، من حديث السائب عن عمار بن ياسر .
شيخ الإسلام: فيه عدة أبحاث وفوائد:
1. في أول من لقب به: أثر أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى علي بن أبي طالب فقال: يا أمير المؤمنين سمعتك تقول على المنبر: اللهم أصلحني بما أصلحت به الخلفاء الراشدين المهديين، فمن هم؟ قال فاغرورقت عيناه، وأهملهما، ثم قال: أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – : إماما الهدى وشيخا الإسلام .. إلخ. ذكره المحب الطبري في "الرياض النضرة" بلا إسناد، وعنه: السخاوي في "الجواهر والدرر" وعنه الكتاني في "التراتيب الإدارية" لكنه لا يصح.
والذهبي – رحمه الله تعالى – في "السير" (3/ 204) قال عن ابن عمر – رضي الله عنهما – : شيخ الإسلام" ولعله الصحابي الوحيد الذي نعتهُ الذهبي بذلك. والله أعلم.
2. لقب بهذا جماعات من أهل العلم منهم: أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي م سنة 227 هـ ، - رحمه الله تعالى – ، قال الإمام أحمد بن حنبل لرجل سأله: عمن أكتب؟ قال: اخرج إلى أحمد بن يونس اليربوعي، فإنه شيخ الإسلام. اهـ .
ومنهم شيخ الإسلام الصابوني (م.سنة 449 هـ - رحمه الله تعالى.
ومنهم أبو إسماعيل الهروي الحنبلي م سنة 481 هـ - رحمه الله تعالى - في جماعة آخرين ذكر منهم السخاوي جملة في "الجواهر والدرر".
3. في ترجمة الإمام شيخ الإسلام عبد الله بن المبارك، م سنة 181 هـ - رحمه الله تعالى - قال الذهبي - رحمه الله تعالى - : "وناهيك به شيخ الإسلام، وشيخ الإسلام إنما هو أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – الذي ثبت الزكاة، وقاتل أهل الردة فاعرفه" اهـ .
4. وفي ترجمة الهكاري من "وفيات الأعيان" أن بعض الأكابر قال له: أنت شيخ الإسلام، فقال: بل أنا شيخ في الإسلام. اهـ .
5. لا نعرف في علماء الإسلام من فاقت شهرته بهذا اللقب بحيث ينصرف إليه، ولو لم يقرن باسمه، سوى: شيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحنبلي السلفي المجتهد المطلق م سنة 728 هـ - رحمه الله تعالى - وقد جفا في حقه أقوام على تتابع القرون سيراً في خط المقاومة الخلفية للعقيدة السلفية، فكفَّروا من لقبه بشيخ الإسلام، حتى ألف الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي كتابه النافع العظيم "الرد الوافر على من زعم أن من لقب ابن تيمية بشيخ الإسلام فهو كافر" فساق فيه من أقوال أهل المذاهب، والفرق، من لقبه بذلك، وقد أبطل الله مناوآتهم، وكشف سريرتهم، ورفع شأن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - ، وكان أرأس المجتهدين في القرون بعد.
6. وقد غلا أقوام في آخرين، من عالم في مذهب، أو شيخ طريقة فأضافوا عليهم من الألقاب ما لا يطاق، وفي العصر الذي نعيش فيه – وأنا أقيد في هذا المعجم المبارك عام 1405 هـ - كثر إطلاق: سماحة الشيخ، وصاحب السماحة على من هم – على العلم وأهله – عالة، وإنما لما لهم من حظ وحظوة في هذه الدنيا؟
وللكنوي - رحمه الله تعالى - له بحث ماتع في: "الفوائد البهية" (ص241 – 242)، ولهذا الأمر السادس أدخلت "شيخ الإسلام" في المناهي اللفظية. والله أعلم.
شيخ شيوخ العارفين: في معيد النعيم للسبكي قال: "المثال الثامن والستون: شيخ الخانقاه، وربما سمي كبير هذه الطائفة: شيخ الشيوخ، وربما قيل: العارفين، وسمعت الشيخ الإمام: يشدد النكير في هذه العبارة، ويقول: شيخ شيوخ العارفين؟! يرددها مراراً منكراً لها، ويقول: لم يقنع بادعاء المعرفة حتى ادعى أنه شيخ شيوخها"اهـ .
الشيطان: فيه مبحثان:
الأول: النهي عن التسمية به.
قال الخطابي: "وشيطان: اشتقاق من الشطن وهو البعد عن الخير، وهو اسم المارد الخبيث من الجن والإنس"اهـ .
وعبد الله بن قرط الأزدي كان اسمه "شيطان" فغيره النبي إلى: "عبد الله".
والثاني: في حكم سبه، ومضي في حرف التاء: تعس الشيطان.
شيء: إطلاقه على الله تعالى. يعني إثبات للوجود، ونفياً للعدم، قال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [ الأنعام: من الآية19] والله – سبحانه – كما قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: من الآية11]، لكن لفظ: "الشيء "ليس اسماً لله – تعالى -.
وهكذا يُقال: في إطلاق لفظ: "الشيء" على القرآن، لكن جهماً وأتباعه يطلقونه اسماً من أسماء الله؛ حتى يدللوا على: أن أسماء الله مخلوقة، وعلى أن القرآن مخلوق لعموم قول الله تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [ الزمر:62]. وهذا الاستدلال تلبيس من بِشر وشيخه الجهم. وعلى طريقتهم الضالة: أليس الله يقول: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} ويقول سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}. والله – سبحانه – حيٌّ دائِمٌ لا يموت. والله أعلم.
شيَّعْتُ فُلاناً: قال صالح عن أبيه أحمد بن حنبل – رحمهما الله تعالى -: "حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا هشيم، عن منصور، عن ابن سيرين، أنهُ كان يكره أن يقول: شيَّعْتُ فُلاناً، وقال: إنما يُشيَّع الميت" انتهى.