"حرف العين"
(ع)
العادات والتقاليد الإسلامية: في جواب للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (282)، هذا نصه: "الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد:
جـ: إن الإسلام نفسه ليس عادات ولا تقاليد ، وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه، فإذا تقلده المسلمون ودأبوا على العمل به صار خلقاً لهم وشأناً من شؤونهم، وكل مسلم يعلم أن الإسلام ليس نظماً مستقاة من عادات وتقاليد ضرورة إيمانه بالله ورسوله وسائر أُصول التشريع الإسلامي، لكن غلبت عليهم الكلمات الدارجة في الإذاعة والصحف والمجلات وفي وضع النظم واللوائح، مثل ما سُئِل عنه من قولهم: "وتمشياً مع العادات والتقاليد" فاستعملوها بحسن نية قاصدين منها الاستسلام للدين للإسلامي وأحكامه، وهذا قصد سليم يحمدون عليه غير أنهم ينبغي لهم أن يتحروا في التعبير عن قصدهم عبارة واضحة الدلالة على ما قصدوا إليه، غير موهمة أن الإسلام جملة عادات وتقاليد سرنا عليها أو ورثناها عن أسلافنا المسلمين، فيُقال مثلاً: "وتمشياً مع شريعة الإسلام وأحكامه العادلة" بدلاً من هذه الكلمة التي درج الكثير على استعمالها في مجال إبراز النهج الذي عليه هذه المجتمعات .... إلخ.
ولا يكفي المسلم حسن النية حتى يضم إلى ذلك سلامة العبارة ووضوحها. وعلى ذلك لا ينبغي للمسلم أن يستعمل هذه العبارة وأمثالها من العبارات الموهمة للخطأ باعتبار التشريع الإسلامي عادات وتقاليد ، ولا يعفيه حسن نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هذا الخطأ مع إمكانه أن يسلك سبيلاً آخر أحفظ للسانه، وأبعد عن المأخذ والإيهام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
عاشق الله: هذا مما يتسمى به الأعاجم من الهنود، وغيرهم، وهي تسمية لا تجوز، لما فيها من سوء الأدب مع الله – تعالى – فلفظ: "العشق" لا يطلق على المخلوق للخالق بمعنى: محبة الله، ولا يوصف به الله سبحانه.
وانظر في حرف العين: العشق.
عارف: امتناع وصف الله تعالى به.
قال ابن اللحام: "ولا يوصف – الله سبحانه – بأنه: عارف. ذكره بعضهم إجماعاً ، ووصفه الكرامية بذلك". يأتي مفصلاً في حرف الميم: معرفة الله.
وأما تسمية المسلم به فهو من بدوات الصوفية، في مراتب الطريق: سائر. عارف. واصل. وأما وصف المؤمن به فإن شارح الطحاوية رحمه الله تعالى – لما قال الطحاوي – رحمه الله تعالى - : "بعد أن لقوا الله عارفين" قال الشارح: "لو قال: مؤمنين، بدل قوله: عارفين، كان أولى؛ لأن من عرف الله ولم يؤمن به، فهو كافر، وإنما اكتفى بالمعرفة وحدها: الجهْمُ، وقوله مردود باطل" انتهى.
العاص: عن عبدالله بن مطيع قال: سمعت مطيعاً يقول: سمعت النبي يقول: يوم فتح مكة: "لا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم إلى يوم القيامة" فلم يدرك الإسلام أحد من عصاة قريش غير مطيع، كان اسمه: العاص فسمَّاه النبي : "مطيعاً". [رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والدارمي، والطحاوي].
عاصية: عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي غيَّر اسم: عاصية، وقال: "أنت جميلة". [رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو عوانة، وابن حبان، والبخاري في "الأدب المفرد".
العاطي: ليس من أسماء الله، فلا يجوز التعبيد به فلا يُقال: عبد العاطي.
العاقل: يُقال: الله – سبحانه - : هو الحكيم ولا يُقال: العاقل.
عالمية الإسلام: هناك عدد من الأساليب المولدة المعاصرة، منها ما هو صادر عن حسن نية، لتحبيب الإسلام إلى نفوس الشباب، ومنها ما هو استجرار بلا تفكير، ليظهر قائله فضل اطلاع لديه، ومنها ما هو عن سوء سريرة لهضم الإسلام، وكسر حاجز النفرة بينه وبين المذاهب، والتموجات الفكرية المعاصرة، وعلى أي كان السبب فإن الإسلام: لباس وحقيقة، ولباس التقوى ذلك خير، فيتعين على المتكلم، والكاتب، والمؤلف، أن لا يضغط على عكدِ اللسان، ولا يجعل سن القلم على القرطاس، إلا فيما يتسع له لسان الشرع المطهرة، وأن يبتعد عن الأساليب المنابذة له، وقد بينت طرفاً منها في كتاب : "المواضعة في الاصطلاح". والكاتبان الإسلاميان: الأًستاذ أنور الجندي، والأُستاذ محمد بن محمد حسين لهما فضل كبير بعد الله تعالى في بيان ذلك في تضاعيف مؤلفاتهما، وإليك بيان طرف من ذلك:
1- عالمية الإسلام العالمية: مذهب معاصر يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المتباينة، وهذا المذهب باطل ينسف دين الإسلام، بجمعه بين الحق والباطل، أي بين الإسلام وكافة الأديان، وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام.
فكيف نقول: عالمية الإسلام، فنخضع الإسلام لهذا المذهب الفكري العدو الكاسر على الدين؟ ألا فلنقل "الإسلام والعالمية" لنظهر فضل الإسلام، ونحط إلى القاع ما دونه من مذاهب ونحل محاها الإسلام.
والفرق أيضاً أنا إذا قلنا: عالمية الإسلام؛ أشعرنا السامع أن الإسلام عالمي يخضع لهذا المذهب، أما إذا قلنا: الإسلام والعالمية فنحن نتبين دين الإسلام وحكمه على هذا الاتجاه الفكري الجديد أو القديم.
2- تطور الفقه الإسلامي: الفقه الإسلامي ثابت لا يتطور؛ لأنه بنفسه يتلاقى مع جميع ظروف الحياة في كافة الأزمان ، والأماكن ، وإنما يقال: الفقه الإسلامي والتطور.
وتلك الدعوة إلى "تطور الفقه الإسلامي" حقيقتها خروج عليه فليتنبه.
3- موقف الإسلام من كذا: كقولهم: الربا وموقف الإسلام منه، السرقة وموقف الإسلام منها، وهكذا، وهذا التعبير فيه استصغار للإسلام، كأن السرقة شيء كبير أمام الإسلام، وكأن أحكامه نحوها فيها ما فيها فهي تنبئ عن الاعتذار والتبرير.
لماذا لا نقول: حكم الإسلام في الربا؟
4- رأي الدين: الرأي في أساسه مبني على التدبر والتفكر ومنها قولهم: "رأي الدين"، "رأي الإسلام"، "رأي الشرع"، وهي من الألفاظ الشائعة في أُخريات القرن الرابع عشر الهجري وهو إطلاق مرفوض شرعاً، لأن "رأي إذا تجاوزنا معناها اللغوي: "رأى البصيرِيَّة" إلى معناها اللغوية الآخر "رأى العلميَّة" والرأي يتردد بين الخطأ والصواب؛ صار من الواضح منع إطلاقها على ما قضى الله به في كتابه وسنة رسوله ، فهذا يقال فيه: "دين الإسلام" "إن الدين عند الله الإسلام" والله سبحانه يقول {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: من الآية36].
فتشريع الله لعباده يقال فيه: حكم الله، وأمره ونهيه وقضاؤه، وهكذا، وما كان كذلك فلا يقال فيه "رأي" والرأي مدرجة الظن والخطأ والصواب.
ومنها: "الفكر الإسلامي"، و "الفكرة الإسلامية" بمعنى الإسلام؟؟!
وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي "فكراً"، و"الفكر" هو ما يفرزه العقل، فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهراً للفكر الإنساني؟
والإسلام بوحي معصوم والفكر ليس معصوماً، وإذا كان بعض الكاتبين أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو: "التصور الإسلامي"، فإنه من باب رفع آفة بأُخرى؛ لأن التصور مصدره الفكر المحتمل للصدق والكذب.
وهذه المصطلحات المولَّدة، جميعها تعني الكلمة الأجنبية "الأيدلوجية" بمعنى الأصول الإسلامية.
فعلى المسلمين نبذ الاصطلاحات المولدة الركيكة في معناها ومبناها، والتي تقطع الصلة بحبـل العلم والإيمان.
عباد الله: إطلاقها لا يتناول من لم يؤمن بشريعة الإسلام، فلا يُقال للكفار من كتابيين، وغيرهم: عباد الله، ولا يُقال للكافر: عبد الله؛ فإن لفظ العبد في القرآن: يتناول من عبد الله، فأما عبد لا يعبده فلا يُطلق عليه لفظ: عبده.
عبَّاد الشمس: هذا اسم لبعض الزهور خارج جزيرة العرب، ويستخلص منه بعض الدُّهان، وبعض الروائح الزكية، وهي مسماة بذلك؛ لانفتاح الزهرة في مواجهة الشمس شروقاُ وغروباً والعبودية لا تكون إلا لله – تعالى - : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [الحج: من الآية18] لهذا فتسمية هذا النوع من الزهور باسم: عبَّاد الشمس، تسمية فاسدة، فتجتنب.
عبد الدِّين: يجب على من سمي باسم: "عبد الدِّين" أن يغيِّره؛ لأن التعبيد لا يكون إلا باسم من أسماء الله – تعالى – ولفظ : "الدين" ليس من أسماء الله تعالى.
عبد الرسول: التسمية هنا تنتظم الأسماء المحرمة مثل: عبد الرسول.
عبْد السُّبْحان: لايجوز؛ لأنَّه تعبيد لغير اسم من أسماء الله – تعالى - .
عبد الجن: سمت بعض العرب أبناءها "عبد الجن" وهذا من التعبيد لغير الله، وهو شرك في التسمية.
عبد الحارث: في ترجمة: الصعب بن منقر؛ كان اسمه "عبد الحارث" فسمَّاه النبي "عبد الله"، رواه ابن السكن.
عبد الحجر: في ترجمة: عبد الله بن عبد المدان الحارثي: قال ابن الكلبي: "كان اسمه: عبدالحجر فغيَّره النبي " اهـ .
عبد رُضا: في ترجمته: عبد رُضا الخولاني، قال ابن حجر "قلت: أنا أستبعد أن يكون النبي لم يغير اسمه المذكور" اهـ .
عبد شمس: في ترجمة: عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله : كان اسمه: عبد شمس فغيره النبي إلى: عبد الله قاله مصعب الزبيري، والطبراني في: الصحابة.
عبد العال: أسماء الله تعالى توقيفية وليس منها "العال" واسمه سبحانه "المتعال" قال تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:9]. عبد العزى: في ترجمة سبرة بن أبي سبرة يزيد الجعفي t أن أباه أتى إلى النبي فقال له: "ما ولدك؟ "قال: عبد العزى، والحارث، وسبرة، فغير عبد العزى، فقال: "هو عبالله"، وقال: "إن خير أسمائكم: عبد الله، وعبدالرحمن، والحارث" [رواه أبو أحمد الحاكم].
عبد عمرو : من التعبيد لغير الله ومثلها: عبد عوف، عبد غنم، عبد الكعبة، عبد كلال، عبد اللات.
في ترجمة: أكنية، من الإصابة: كان جده اسمه عبد اللات، فسماه النبي لما وفد عليه: "عبد الله". وقد أفاد بعض الأُردنيين بأنه يوجد عشيرة في بادية الأُردن باسم: "آل عبد اللات" ولم يغير إلى يومنا هذا، فليتنبه.
عبد المسيح: وقع سؤال أن امرأة مسلمة كلما ولد لها مولود من زوجها المسلم توفي الولود، فقال لها بعض الناس: سميه "عبد المسيح" ليعيش فما حكم التسمية؟
فوقع الجواب من الأُستاذ يوسف القرضاوي في كتابه: فتاوى معاصرة (ص465– 466 بما ملخصه: وهو أن هذه التسمية حرام بإجماع المسلمين لعدة أُمور:
أولاً: ما علم من قاعدة الإسلام من تحريم أي اسم معبد لغير الله تعالى.
ثانياً: هذا الاسم خاصة من ضلالات النصارى، والاسم عنوان، والعنوان دليل على المسمى، فهل يسمي المسلم نفسه أو نسله بما يعلن غير ملة الإسلام؟ هذا من أسوأ المنكرات والتشبيهات.
ثالثاً: وإذا اقترن بالتسمية الدافع المذكور في السؤال؛ فهو شرك في القصد والرسم. والله المستعان.
عبد المطلب: حكى ابن حزم في "مراتب الإجماع" تحريم كل اسم معبد لغير الله، حاشا عبد المطلب، لما وقع فيه من خلاف؛ لقول النبي r يوم حنين: "أنا ابن عبد المطلب"، لكن هذا لا يفيد جواز التعبيد به؛ لأنه حكاية نسب مضى، فهو من باب الإخبار لا من باب الإنشاء.
عبد مناة: في ترجمة: محمد بن خليفة بن عامر: كان اسمه "عبد مناة" فسماه النبيَّ : "محمداً".
عبد الوحيد: قال الخطابي في: "شأن الدعاء" بعد أن ذكر من أسماء الله سبحانه وتعالى: الواحد، والأحد قال: "فأما الوحيد فإنما يوصف به في غالب العرف: المنفرد عن أصحابه، المنقطع عنهم. وإطلاقه في صفة الله سبحانه ليس بالبين عندي صوابه، ولا أستحسن التسمية بعبد الوحيد كما أستحسنها بعبد الواحد، وبعبد الأحد، وأرى كثيراً من العامة قد تسموا به ..." اهـ .
وللشيخ شمس الحق عظيم آبادي – رحمه الله تعالى – فتوى قال فيها: "إن التسمية بعبد الوحيد، لا تستحسن؛ لأن الوحيد ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى ... " انتهى.
وهذا لأن أسماء الله سبحانه توقيفية، فلا يطلق عليه إلا ما ثبت بالكتاب أو السنة، وعليه فما لم يثبت بهما لا يجوز إطلاقه، ولا التسمية بالتعبيد به.
ومثله الغلط في التعبيد بما ليس من أسماء الله تعالى: عبد المقصود. عبد الستار. عبد الموجود. عبد المعبود. عبد الهوه. عبد المرسل. عبد الطالب... فالخطأ في هذه من جهتين: تسمية الله بما لم يسم به نفسه، والتعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله .
العبقري: منع وصف النبي بذلك.
عبَّر القرآن: يأتي في حرف الياء: يحكي القرآن.
عتلة: قال الخطابي في "معالم السنن" (4/127): "و: عتلة؛ معناها: الشدة والغلظة، ومنه قولهم: رجل عُتل: أي شديد غليظ، ومن صفة المؤمن: اللِّيْن والسهولة، وقال: المؤمنون هيِّنون ليِّنون" اهـ .
العتمة: قال البخاري في "صحيحه": باب ذكر العشاء والعتمة، ومن رآه واسعاً. وذكر أطراف أحاديث محذوفة الأسانيد كلها صحيحة مخرجة في أمكنة أُخرى صحيحة حاصلها: ثبوت تسمية هذه الصلاة تارة: عتمة، وتارة: عشاء.
ثم إن الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – حرر الخلاف على ثلاثة أقوال : الكراهة، والجواز، وأنه خلاف الأولى قال: وهو الراجح.
وقد اختار ابن القيم في التحفة أن التحقيق: كراهة هجر الاسم المشروع "العشاء" واستعمال اسم: العتمة، فأما إذا كان المستعمل هو: الاسم الشرعي ولم يهجر، وأطلق الاسم الآخر أحياناً فلا بأس بذلك، وعلى هذا تتفق الأحاديث، وبالله التوفيق.
عدالة السماء: هذا تعبير حادث في عصرنا، يريدون به: عدل الله – سبحانه – على معنى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [ الكهف: من الآية49].
فالمراد إن كان كما ذكر فهو حق، والتعبير غير سديد، بل هو قريب من إطلاقات الكلاميين التي لم يأت بها كتاب ولا سنة، كما في قولهم: "قوة خفية" فليجتنب.
عدو الله: عن أبي ذر t سمع رسول الله يقول: "من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه".
هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري بمعناه، ومعنى حار: رجع.
عدوان: كان الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عدوان الرزيني الحنظلي الأثيثي النجدي – المتوفى سنة 1179 هـ كان اسمه "عدوان"، وقد نقل الشيخ محمد بن حميد عن الشيخ محمد بن فيروز قوله: "قدم علينا، يعني المترجم له، في حياة والدي واسمه: عدوان، فحولت اسمه إلى: عبد العزيز، فكان هو اسمه" اهـ .
عزرائيل: خلاص كلام أهل العلم في هذا: أنه لا يصح في تسمية ملك الموت بعزرائيل – ولا غيره – حديث، والله أعلم.
العُزَّى: اسم صنم في الجاهلية، مأخوذ من اسم الله: العزيز. وهذا من الإلحاد في أسماء الله تعالى.
عزِيْز: قال الخطابي: "وعزيز، إنما غيّره لأن العزة لله سبحانه، وشعار العبد: الذلة والاستكانة، والله سبحانه، يقول: عندما يُقرِّعُ بعض أعدائه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
عزَّ جاهك: إضافة الجاه إلى الله تعالى تحتاج إلى دليل؛ لأنه من باب الصفات والصفات توقيفية، فلا يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو رسوله ولا دليل هنا يعلم فلا يطلق إذاً.
العشاء: "تسمية المغرب بالعشاء".
قال البخاري في "صحيحه": باب من كره أن يقال للمغرب العشاء.
ذكر بسنده حديث عبد الله المزني أن النبي قال: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال الأعراب تقول: هي العشاء".
ووجه الكراهة والله أعلم: لئلا يقع الالتباس بالصلاة الأُخرى، وعلى هذا لا يكره أيضاً أن تسمى العشاء بقيد، كأن يقول: العشاء الأُولى، ويؤيده قولهم: العشاء الآخرة، كما في الحديث الصحيح، وقد بسط ذلك الحافظ في الفتح ثم قال:
فائدة: لا يتناول النهي تسمية المغرب عشاء، على سبيل التغليب كمن قال مثلاً: صليت العشاءين؛ إذا قلنا: إن حكمة النهي عن تسميتها عشاء خوف اللبس ؛ لزوال اللبس في الصيغة المذكورة ، والله أعلم .
العشق: فيه أمران:
1- منع إطلاقه على الله – تعالى: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – خلاف طائفة من الصوفية في جواز إطلاق هذا الاسم في حق الله تعالى، وذكروا فيه أثراً لا يثبت، وأن جمهور الناس على المنع، فلا يقال: إن الله يعشق، ولا عشقه عبده، وذكر الخلاف في علة المنع. والله أعلم.
2- امتناع إطلاقه في حق النبي كما في اعتراضات ابن أبي العز الحنفي ، على قصيدة ابن أيبك؛ لأن العشق هو الميل مع الشهوة، وواجب تنزيه النبي ؛ إذ الأصل عصمته .
العصمة لله: أسماء الله وصفاته: توقيفية، وهذا اللفظ هو معنى عدد من أسمائه، مثل: الحكيم، الحفيظ، وكقول "الكمال لله" وليس من أسماء الله "الكامل"، ولي في الإطلاقين وقفة، والمشهور أن هذا تعبير لا يجوز في حق الله تعالى إذ العصمة لابد لها من عاصم، فليتنبه.
عُصيَّة: في "الصحيحين" وغيرهما: أن رسول الله قال: "أسلم: سلمها الله، وغِفار: غفر الله لها، وعُصيَّة: عصت الله".
وهذا من ارتباط المعاني بالمباني واشتقاق الأسماء من معانيها.
عفرة: قال الخطابي: "وأما عفرة: فهي نعت للأرض التي لا تنبت شيئاً، أُخذت من العُفْرة: وهي لون الأرض القحلة، فسماها: خضرة، على معنى التفاؤل؛ لتخضر وتمرع" اهـ .
العقد شريعة المتعاقدين: هذا من مصطلحات القانون الوضعي، الذي لا يراعي صحة العقود في شريعة الإسلام، فسواء كان العقد ربوياً أو فاسداُ، حلالاً، أو حراماً، فهو في قوة القانون ملزم كلزوم أحكام الشرع المطهر، وهذا من أبطل الباطل ويغني عنه في فقه الإسلام مصطلح: "العقود الملزمة".
ولو قيل في هذا التقعيد: "العقد الشرعي شريعة المتعاقدين" لصح معناه ويبقى جلْبُ قالب إلى فقه المسلمين، من مصطلحات القانونيين فليجتنب، تحاشياً عن قلب لغة العلم.
عقل: لا يصح تسمية الله تعالى به وهكذا.
العقل الفعَّال في السماء: العقول العشرة: يأتي في قوة خفية.
عقيد: تسمية الخمرة الملعونة به، تضليلاً ومغالطة.
العقيقة: جرى الخلاف في معنى العقيقة لغةً على أقوال ثلاثة:
الأول: قول أبي عبيد والأصمعي، وغيرهما، إن أصلها: الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد، وإنما سميت الشاة التي تذبح عنه: عقيقة؛ لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح .. وهذا من تسمية الشيء باسم مُلابسه، وهو من مسلك العرب في كلامها.
الثاني: أن العقيقة هي الذبح نفسه، وبهذا قال أحمد – رحمه الله – وخطأ أبا عبيدة ومن معه.
الثالث: أن العقيقة تشمل القولين، وهذا للجوهري في "الصحاح"، قال ابن القيم: وهذا أولى. الله وأعلم.
وقد جرى الخلاف أيضاً لدى العلماء في حكم إطلاقها على أقوال ثلاثة:
الأول: كراهته؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله سئل عن العقيقة فقال: "لا يحب الله العقوق" وكأنه كره الاسم، قالوا: يا رسول الله، إنما نسألك عن أحدنا يولد له، قال: "من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة".
[رواه أحمد في مسنده 2/183، وأبو داود بنحوه برقم 2842، من الأضاحي وترجمه بقول: باب في العقيقة، والنسائي].
وعليه فيقال لها: نسيكة، ولا يقال لها عقيقة.
الثاني: جوازه بلا كراهة. واحتجوا بأحاديث كثيرة منها: حديث سمرة "الغلام مرتهن بعقيقته". وغيره من الأحاديث الصحيحة التي فيها إطلاق النبي لهذا اللفظ عليها.
الثالث: ما حققه الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – بعد ذكره الخلاف في "تحفة المودود" (ص54)، بقوله: "قلت: ونظير هذا اختلافهم في تسمية العشاء بالعتمة ، وفيه روايتان عن الإمام أحمد، والتحقيق في الموضعين: كراهة هجر الاسم المشروع من العشاء والنسيكة، والاستبدال به اسم العقيقة والعتمة، فأما إذا كان المستعمل هو الاسم الشرعي، ولم يهجر، وأُطلق الاسم الآخر أحياناً فلا بأس بذلك. على هذا تتفق الأحاديث. وبالله التوفيق" اهـ.
علامة: لا يجوز إطلاقه على الله تعالى.
علماء الرسوم: يصف الصوفية علماء التصوف بأنهم لا رسم لهم، أي ليس لهم ظواهر وعلامات، ولهذا يسمون: الفقهاء وأهل الأثر ونحوهم: علماء الرسوم؛ لأنهم عندهم لم يصلوا إلى الحقائق بل اشتغلوا عن معرفتها بالظواهر والأدلة. وهذا من دراويش المتصوفة نبزٌ لعلماء الإسلام نبز احتقار، لكن الزبد يذهب جفاء، وهل بقي من تراث نافع لجهود المسلمين في خدمة الشريعة إلا ما قام به علماء الرسوم – على حد تعبيرهم - ؟ والله المستعان.
علم الباطن والظاهر: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في بيان منزلة الإرادة: "يريد – أي الهروي – أن هذا العلم – التصوف – مبني على الإرادة، فهي أساسه، ومجمع بنائه، وهو مشتمل على تفصيل أحكام الإرادة، وهي حركة القلب ، وهذا سمى علم الباطن.
كما أن علم الفقه: يشتمل على تفصيل أحكام الجوامع، ولهذا سمَّوْهُ: علم الظاهر" اهـ .
أي أن غلاة المتصوفة سموا: علم الشريعة: علم الظاهر. وسموا علم هواجس النفس: علم الباطن, وهذا من فاسد الاصطلاح، فرحم الله ابن القيم، ما أكثر اعتذاره عن الهروي في سقطاته؟ والله المستعان.
العلم اللدنّي: قال الله تعالى في حق الخضر عليه السلام: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} [الكهف: من الآية65]. وهو العلم الذي يقذفه الله في القلب إلهاماً بلا سبب من العبد، ولهذا سمي لدنياً والله تعالى هو الذي علم العباد ما لا يعلمون {عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:5].
هذه هي حقيقة العلم اللدني عند الصوفية، وقد كثر في عباراتهم وإطلاقاتهم.
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – بعد ما مر تلخيصه من مدارج السالكين: "ونحن نقول: إن الحاصل بالشواهد والأدلة: هو العلم الحقيقي، وأما ما يدعى حصوله بغير شاهد ولا دليل : فلا وثوق به وليس بعلم .... إلى أن قال: وأما دعوى وقوع علم بغير سبب من الاستدلال : فليس بصحيح ...
فالعلم اللدني: ما قام الدليل الصحيح عليه : أنه جاء من عند الله على لسان رسوله ، وما عداه فلدُنَّي من لدن نفس الإنسان منه بدأ وإليه يعود، وقد انبثق سرُّ العلم اللدني ورخص سعره حتى ادَّعت كل طائفة أن علمهم لدني" انتهى ملخصاً.
وهذا الاصطلاح من مخترعات الصوفية ومواضعاتها، وإلا فإن العلم اللدني هو: العلم العندي، فعند، ولدنّ في الآية معناهما واحد في لغة العرب التي بها نزل القرآن، فما لم يكن العلم من عند الله على لسان رسول الله؛ فلا يكون من لدنه، والأُمور مرهونة بحقائقها. والله المستعان.
علمه بحالي يغني عن سؤالي: هذا يُحكى عن الخليل عليه السلام لما أُلقي في النار، قال جبريل: عند ذلك: ألك حاجة؟ قال: أما إليك، فلا، قال جبريل: فسل ربك، فقال إبراهيم: حسبي من سؤالي علمه بحالي.
وفي لفظ: علمه بحالي يغني عن سؤالي.
وقد قال ابن تيمية فيه: "كلام باطل"، وفي: تنزيه الشريعة، لابن عراق، نقل عن ابن تيمية أنه موضوع.
وقال الألباني في: "السلسلة الصحيحة": "لا أصل له"، ثم قال بعد بحث نفيس: "وبالجملة فهذا الكلام المعزو إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام ، فكيف يقوله من سمانا مسلمين؟" اهـ .
علة فاعلة: من الإلحاد في أسماء الله تعالى تسمية الفلاسفة له: موجباً، أو: علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
العلة الفاعلة: العلة الأُولى: يأتي في حرف القاف: قوة خفية.
العلمانيـة: هـذه اللفظة: مصـدر صناعي، وكقولهم: علماني، روحاني، ونحوهما، وهو مولد معناه: "اللادينية" ويعني: "فصل الدين عن الدولة" وقيام الدولة في الحكم والإدارة والسياسة على غير الدين. وغايته: فصل الدين عن الحياة، وهي غايةٌ إلحادية فهو مصطلح فاسد لغةً ومعنىً. وفيه تلبيس، وتضليل، إذْ يجعل هؤلاء المنافقين ، الملحدين – العلمانيين – يخبون ويضعون، ويديرون الأُمة، وهم منافقون، كافرون؛ لرفضهم الإسلام وتحكيمه في الحياة، فلنستعمل الألفاظ التي يستحقونها مما علق عليه الحكم الشرعي في الكتاب والسنة: "كفار"، و"منافقون"، "مرتدون" وعلى أفعالهم الإلحادية: "كفر". "إلحاد". "نفاق" وهكذا، لكن حذار حذار أن نرتب الحكم، أو نطق اللفظ إلا بعد توفر أسبابه شرعاً.
عليك السلام: يكره أن يقولها المسلِّم في الابتداء بصيغة الإفراد.
عليك السلام: إذا قال المسلِّم: السلام عليكم، فلا ينبغي الخلاف أن يقول المُسلِّم عليه: وعليكم السلام، بصيغة الجمع، ولو أجاب بصيغة الإفراد: وعليك السلام؛ لما كان الرد بالمثل، فضلاً عن الأحسن، نبَّه على ذلك ابن دقيق العيد، وفي الجواب بهذه الصيغة خمسة مباحث حررها الحافظ في: "فتح الباري"، فانظرها، و"الإصابة" له (7/383) في ترجمة أُبي بن كعب، وفي "بدائع الفوائد" ذكر أحكام السلام بما لا تجده في محل آخر. والله أعلم.
عليك بنفسك: عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن أحب الكلام إلى الله: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. وإن أبغض الكلام الله عز وجل: أن يقول الرجل للرجل: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك" رواه البيهقي في "شعب الإيمان" بواسطة "كنز العمال".
على غير طهارة: عن أبي هريرة أن النبي لقيه في بعض طريق المدينة ، وهو جُنُبٌ، فانخنس منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ "قال: كنت جُنباً، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: "سبحان الله إن المسلم لا ينجس". رواه البخاري في: "كتاب الغسل من صحيحه" قال ابن حجر: "وكان سبب ذهاب أبي هريرة أنه - - كان إذا لقي أحداً من أصحابه، ماسحهُ، ودعا له، هكذا رواه النسائي وابن حبان من حديث حذيفة، فلما ظن أبو هريرة أن الجنب ينجس بالحدث خشي أن يماسحه - - كعادته فبادر بالاغتسال، وإنما أنكر عليه النبي قوله: "وأنا على غير طهارة ... " انتهى.
عِنبة: في ترجمة: عِنبة، غير منسوبة: كان اسمها: عنبة، فسمَّاها رسول الله : "عنقودة".
عِنْدي: انظر حرف الألف أنا.
عون الله: هذا من التسميات التي حدثت في الأُمة بعد اختلاطها بالأعجميين، وإلا فالعرب والمسلمون في صدر الإسلام لا يعرفون مثل هذه الأسماء المضافة: عون الله. ضيف الله. عطا الله. قسم الله. عناية الله. غرم الله. خلف الله. وهكذا.
والنصيحة للمسلم أن لا يسمي بها ابتداء، لكن من سُمِّي بشيء منها، فإن غيَّرها فهو مناسب، وإن بقي وهو على معنى: عون من الله، فلا بأس، وإن كان بمعنى أنه هو عون الله، فهو كذب، والمعنى الأول هو المتبادر.
(ع)
العادات والتقاليد الإسلامية: في جواب للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (282)، هذا نصه: "الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .... وبعد:
جـ: إن الإسلام نفسه ليس عادات ولا تقاليد ، وإنما هو وحي أوحى الله به إلى رسله وأنزل به كتبه، فإذا تقلده المسلمون ودأبوا على العمل به صار خلقاً لهم وشأناً من شؤونهم، وكل مسلم يعلم أن الإسلام ليس نظماً مستقاة من عادات وتقاليد ضرورة إيمانه بالله ورسوله وسائر أُصول التشريع الإسلامي، لكن غلبت عليهم الكلمات الدارجة في الإذاعة والصحف والمجلات وفي وضع النظم واللوائح، مثل ما سُئِل عنه من قولهم: "وتمشياً مع العادات والتقاليد" فاستعملوها بحسن نية قاصدين منها الاستسلام للدين للإسلامي وأحكامه، وهذا قصد سليم يحمدون عليه غير أنهم ينبغي لهم أن يتحروا في التعبير عن قصدهم عبارة واضحة الدلالة على ما قصدوا إليه، غير موهمة أن الإسلام جملة عادات وتقاليد سرنا عليها أو ورثناها عن أسلافنا المسلمين، فيُقال مثلاً: "وتمشياً مع شريعة الإسلام وأحكامه العادلة" بدلاً من هذه الكلمة التي درج الكثير على استعمالها في مجال إبراز النهج الذي عليه هذه المجتمعات .... إلخ.
ولا يكفي المسلم حسن النية حتى يضم إلى ذلك سلامة العبارة ووضوحها. وعلى ذلك لا ينبغي للمسلم أن يستعمل هذه العبارة وأمثالها من العبارات الموهمة للخطأ باعتبار التشريع الإسلامي عادات وتقاليد ، ولا يعفيه حسن نيته من تبعات الألفاظ الموهمة لمثل هذا الخطأ مع إمكانه أن يسلك سبيلاً آخر أحفظ للسانه، وأبعد عن المأخذ والإيهام.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى.
عاشق الله: هذا مما يتسمى به الأعاجم من الهنود، وغيرهم، وهي تسمية لا تجوز، لما فيها من سوء الأدب مع الله – تعالى – فلفظ: "العشق" لا يطلق على المخلوق للخالق بمعنى: محبة الله، ولا يوصف به الله سبحانه.
وانظر في حرف العين: العشق.
عارف: امتناع وصف الله تعالى به.
قال ابن اللحام: "ولا يوصف – الله سبحانه – بأنه: عارف. ذكره بعضهم إجماعاً ، ووصفه الكرامية بذلك". يأتي مفصلاً في حرف الميم: معرفة الله.
وأما تسمية المسلم به فهو من بدوات الصوفية، في مراتب الطريق: سائر. عارف. واصل. وأما وصف المؤمن به فإن شارح الطحاوية رحمه الله تعالى – لما قال الطحاوي – رحمه الله تعالى - : "بعد أن لقوا الله عارفين" قال الشارح: "لو قال: مؤمنين، بدل قوله: عارفين، كان أولى؛ لأن من عرف الله ولم يؤمن به، فهو كافر، وإنما اكتفى بالمعرفة وحدها: الجهْمُ، وقوله مردود باطل" انتهى.
العاص: عن عبدالله بن مطيع قال: سمعت مطيعاً يقول: سمعت النبي يقول: يوم فتح مكة: "لا يقتل قرشي صبراً بعد اليوم إلى يوم القيامة" فلم يدرك الإسلام أحد من عصاة قريش غير مطيع، كان اسمه: العاص فسمَّاه النبي : "مطيعاً". [رواه البخاري في "الأدب المفرد"، والدارمي، والطحاوي].
عاصية: عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي غيَّر اسم: عاصية، وقال: "أنت جميلة". [رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، وأبو عوانة، وابن حبان، والبخاري في "الأدب المفرد".
العاطي: ليس من أسماء الله، فلا يجوز التعبيد به فلا يُقال: عبد العاطي.
العاقل: يُقال: الله – سبحانه - : هو الحكيم ولا يُقال: العاقل.
عالمية الإسلام: هناك عدد من الأساليب المولدة المعاصرة، منها ما هو صادر عن حسن نية، لتحبيب الإسلام إلى نفوس الشباب، ومنها ما هو استجرار بلا تفكير، ليظهر قائله فضل اطلاع لديه، ومنها ما هو عن سوء سريرة لهضم الإسلام، وكسر حاجز النفرة بينه وبين المذاهب، والتموجات الفكرية المعاصرة، وعلى أي كان السبب فإن الإسلام: لباس وحقيقة، ولباس التقوى ذلك خير، فيتعين على المتكلم، والكاتب، والمؤلف، أن لا يضغط على عكدِ اللسان، ولا يجعل سن القلم على القرطاس، إلا فيما يتسع له لسان الشرع المطهرة، وأن يبتعد عن الأساليب المنابذة له، وقد بينت طرفاً منها في كتاب : "المواضعة في الاصطلاح". والكاتبان الإسلاميان: الأًستاذ أنور الجندي، والأُستاذ محمد بن محمد حسين لهما فضل كبير بعد الله تعالى في بيان ذلك في تضاعيف مؤلفاتهما، وإليك بيان طرف من ذلك:
1- عالمية الإسلام العالمية: مذهب معاصر يدعو إلى البحث عن الحقيقة الواحدة التي تكمن وراء المظاهر المتعددة في الخلافات المتباينة، وهذا المذهب باطل ينسف دين الإسلام، بجمعه بين الحق والباطل، أي بين الإسلام وكافة الأديان، وحقيقته هجمة شرسة على الإسلام.
فكيف نقول: عالمية الإسلام، فنخضع الإسلام لهذا المذهب الفكري العدو الكاسر على الدين؟ ألا فلنقل "الإسلام والعالمية" لنظهر فضل الإسلام، ونحط إلى القاع ما دونه من مذاهب ونحل محاها الإسلام.
والفرق أيضاً أنا إذا قلنا: عالمية الإسلام؛ أشعرنا السامع أن الإسلام عالمي يخضع لهذا المذهب، أما إذا قلنا: الإسلام والعالمية فنحن نتبين دين الإسلام وحكمه على هذا الاتجاه الفكري الجديد أو القديم.
2- تطور الفقه الإسلامي: الفقه الإسلامي ثابت لا يتطور؛ لأنه بنفسه يتلاقى مع جميع ظروف الحياة في كافة الأزمان ، والأماكن ، وإنما يقال: الفقه الإسلامي والتطور.
وتلك الدعوة إلى "تطور الفقه الإسلامي" حقيقتها خروج عليه فليتنبه.
3- موقف الإسلام من كذا: كقولهم: الربا وموقف الإسلام منه، السرقة وموقف الإسلام منها، وهكذا، وهذا التعبير فيه استصغار للإسلام، كأن السرقة شيء كبير أمام الإسلام، وكأن أحكامه نحوها فيها ما فيها فهي تنبئ عن الاعتذار والتبرير.
لماذا لا نقول: حكم الإسلام في الربا؟
4- رأي الدين: الرأي في أساسه مبني على التدبر والتفكر ومنها قولهم: "رأي الدين"، "رأي الإسلام"، "رأي الشرع"، وهي من الألفاظ الشائعة في أُخريات القرن الرابع عشر الهجري وهو إطلاق مرفوض شرعاً، لأن "رأي إذا تجاوزنا معناها اللغوي: "رأى البصيرِيَّة" إلى معناها اللغوية الآخر "رأى العلميَّة" والرأي يتردد بين الخطأ والصواب؛ صار من الواضح منع إطلاقها على ما قضى الله به في كتابه وسنة رسوله ، فهذا يقال فيه: "دين الإسلام" "إن الدين عند الله الإسلام" والله سبحانه يقول {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: من الآية36].
فتشريع الله لعباده يقال فيه: حكم الله، وأمره ونهيه وقضاؤه، وهكذا، وما كان كذلك فلا يقال فيه "رأي" والرأي مدرجة الظن والخطأ والصواب.
ومنها: "الفكر الإسلامي"، و "الفكرة الإسلامية" بمعنى الإسلام؟؟!
وكيف يصح أن يكون الإسلام ومصدره الوحي "فكراً"، و"الفكر" هو ما يفرزه العقل، فلا يجوز بحال أن يكون الإسلام مظهراً للفكر الإنساني؟
والإسلام بوحي معصوم والفكر ليس معصوماً، وإذا كان بعض الكاتبين أدرك الخطأ في هذا الاصطلاح فأبدله باصطلاح آخر هو: "التصور الإسلامي"، فإنه من باب رفع آفة بأُخرى؛ لأن التصور مصدره الفكر المحتمل للصدق والكذب.
وهذه المصطلحات المولَّدة، جميعها تعني الكلمة الأجنبية "الأيدلوجية" بمعنى الأصول الإسلامية.
فعلى المسلمين نبذ الاصطلاحات المولدة الركيكة في معناها ومبناها، والتي تقطع الصلة بحبـل العلم والإيمان.
عباد الله: إطلاقها لا يتناول من لم يؤمن بشريعة الإسلام، فلا يُقال للكفار من كتابيين، وغيرهم: عباد الله، ولا يُقال للكافر: عبد الله؛ فإن لفظ العبد في القرآن: يتناول من عبد الله، فأما عبد لا يعبده فلا يُطلق عليه لفظ: عبده.
عبَّاد الشمس: هذا اسم لبعض الزهور خارج جزيرة العرب، ويستخلص منه بعض الدُّهان، وبعض الروائح الزكية، وهي مسماة بذلك؛ لانفتاح الزهرة في مواجهة الشمس شروقاُ وغروباً والعبودية لا تكون إلا لله – تعالى - : {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [الحج: من الآية18] لهذا فتسمية هذا النوع من الزهور باسم: عبَّاد الشمس، تسمية فاسدة، فتجتنب.
عبد الدِّين: يجب على من سمي باسم: "عبد الدِّين" أن يغيِّره؛ لأن التعبيد لا يكون إلا باسم من أسماء الله – تعالى – ولفظ : "الدين" ليس من أسماء الله تعالى.
عبد الرسول: التسمية هنا تنتظم الأسماء المحرمة مثل: عبد الرسول.
عبْد السُّبْحان: لايجوز؛ لأنَّه تعبيد لغير اسم من أسماء الله – تعالى - .
عبد الجن: سمت بعض العرب أبناءها "عبد الجن" وهذا من التعبيد لغير الله، وهو شرك في التسمية.
عبد الحارث: في ترجمة: الصعب بن منقر؛ كان اسمه "عبد الحارث" فسمَّاه النبي "عبد الله"، رواه ابن السكن.
عبد الحجر: في ترجمة: عبد الله بن عبد المدان الحارثي: قال ابن الكلبي: "كان اسمه: عبدالحجر فغيَّره النبي " اهـ .
عبد رُضا: في ترجمته: عبد رُضا الخولاني، قال ابن حجر "قلت: أنا أستبعد أن يكون النبي لم يغير اسمه المذكور" اهـ .
عبد شمس: في ترجمة: عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم رسول الله : كان اسمه: عبد شمس فغيره النبي إلى: عبد الله قاله مصعب الزبيري، والطبراني في: الصحابة.
عبد العال: أسماء الله تعالى توقيفية وليس منها "العال" واسمه سبحانه "المتعال" قال تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} [الرعد:9]. عبد العزى: في ترجمة سبرة بن أبي سبرة يزيد الجعفي t أن أباه أتى إلى النبي فقال له: "ما ولدك؟ "قال: عبد العزى، والحارث، وسبرة، فغير عبد العزى، فقال: "هو عبالله"، وقال: "إن خير أسمائكم: عبد الله، وعبدالرحمن، والحارث" [رواه أبو أحمد الحاكم].
عبد عمرو : من التعبيد لغير الله ومثلها: عبد عوف، عبد غنم، عبد الكعبة، عبد كلال، عبد اللات.
في ترجمة: أكنية، من الإصابة: كان جده اسمه عبد اللات، فسماه النبي لما وفد عليه: "عبد الله". وقد أفاد بعض الأُردنيين بأنه يوجد عشيرة في بادية الأُردن باسم: "آل عبد اللات" ولم يغير إلى يومنا هذا، فليتنبه.
عبد المسيح: وقع سؤال أن امرأة مسلمة كلما ولد لها مولود من زوجها المسلم توفي الولود، فقال لها بعض الناس: سميه "عبد المسيح" ليعيش فما حكم التسمية؟
فوقع الجواب من الأُستاذ يوسف القرضاوي في كتابه: فتاوى معاصرة (ص465– 466 بما ملخصه: وهو أن هذه التسمية حرام بإجماع المسلمين لعدة أُمور:
أولاً: ما علم من قاعدة الإسلام من تحريم أي اسم معبد لغير الله تعالى.
ثانياً: هذا الاسم خاصة من ضلالات النصارى، والاسم عنوان، والعنوان دليل على المسمى، فهل يسمي المسلم نفسه أو نسله بما يعلن غير ملة الإسلام؟ هذا من أسوأ المنكرات والتشبيهات.
ثالثاً: وإذا اقترن بالتسمية الدافع المذكور في السؤال؛ فهو شرك في القصد والرسم. والله المستعان.
عبد المطلب: حكى ابن حزم في "مراتب الإجماع" تحريم كل اسم معبد لغير الله، حاشا عبد المطلب، لما وقع فيه من خلاف؛ لقول النبي r يوم حنين: "أنا ابن عبد المطلب"، لكن هذا لا يفيد جواز التعبيد به؛ لأنه حكاية نسب مضى، فهو من باب الإخبار لا من باب الإنشاء.
عبد مناة: في ترجمة: محمد بن خليفة بن عامر: كان اسمه "عبد مناة" فسماه النبيَّ : "محمداً".
عبد الوحيد: قال الخطابي في: "شأن الدعاء" بعد أن ذكر من أسماء الله سبحانه وتعالى: الواحد، والأحد قال: "فأما الوحيد فإنما يوصف به في غالب العرف: المنفرد عن أصحابه، المنقطع عنهم. وإطلاقه في صفة الله سبحانه ليس بالبين عندي صوابه، ولا أستحسن التسمية بعبد الوحيد كما أستحسنها بعبد الواحد، وبعبد الأحد، وأرى كثيراً من العامة قد تسموا به ..." اهـ .
وللشيخ شمس الحق عظيم آبادي – رحمه الله تعالى – فتوى قال فيها: "إن التسمية بعبد الوحيد، لا تستحسن؛ لأن الوحيد ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى ... " انتهى.
وهذا لأن أسماء الله سبحانه توقيفية، فلا يطلق عليه إلا ما ثبت بالكتاب أو السنة، وعليه فما لم يثبت بهما لا يجوز إطلاقه، ولا التسمية بالتعبيد به.
ومثله الغلط في التعبيد بما ليس من أسماء الله تعالى: عبد المقصود. عبد الستار. عبد الموجود. عبد المعبود. عبد الهوه. عبد المرسل. عبد الطالب... فالخطأ في هذه من جهتين: تسمية الله بما لم يسم به نفسه، والتعبيد بما لم يسم الله به نفسه ولا رسوله .
العبقري: منع وصف النبي بذلك.
عبَّر القرآن: يأتي في حرف الياء: يحكي القرآن.
عتلة: قال الخطابي في "معالم السنن" (4/127): "و: عتلة؛ معناها: الشدة والغلظة، ومنه قولهم: رجل عُتل: أي شديد غليظ، ومن صفة المؤمن: اللِّيْن والسهولة، وقال: المؤمنون هيِّنون ليِّنون" اهـ .
العتمة: قال البخاري في "صحيحه": باب ذكر العشاء والعتمة، ومن رآه واسعاً. وذكر أطراف أحاديث محذوفة الأسانيد كلها صحيحة مخرجة في أمكنة أُخرى صحيحة حاصلها: ثبوت تسمية هذه الصلاة تارة: عتمة، وتارة: عشاء.
ثم إن الحافظ ابن حجر – رحمه الله تعالى – حرر الخلاف على ثلاثة أقوال : الكراهة، والجواز، وأنه خلاف الأولى قال: وهو الراجح.
وقد اختار ابن القيم في التحفة أن التحقيق: كراهة هجر الاسم المشروع "العشاء" واستعمال اسم: العتمة، فأما إذا كان المستعمل هو: الاسم الشرعي ولم يهجر، وأطلق الاسم الآخر أحياناً فلا بأس بذلك، وعلى هذا تتفق الأحاديث، وبالله التوفيق.
عدالة السماء: هذا تعبير حادث في عصرنا، يريدون به: عدل الله – سبحانه – على معنى: {وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [ الكهف: من الآية49].
فالمراد إن كان كما ذكر فهو حق، والتعبير غير سديد، بل هو قريب من إطلاقات الكلاميين التي لم يأت بها كتاب ولا سنة، كما في قولهم: "قوة خفية" فليجتنب.
عدو الله: عن أبي ذر t سمع رسول الله يقول: "من دعا رجلاً بالكفر أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه".
هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري بمعناه، ومعنى حار: رجع.
عدوان: كان الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عدوان الرزيني الحنظلي الأثيثي النجدي – المتوفى سنة 1179 هـ كان اسمه "عدوان"، وقد نقل الشيخ محمد بن حميد عن الشيخ محمد بن فيروز قوله: "قدم علينا، يعني المترجم له، في حياة والدي واسمه: عدوان، فحولت اسمه إلى: عبد العزيز، فكان هو اسمه" اهـ .
عزرائيل: خلاص كلام أهل العلم في هذا: أنه لا يصح في تسمية ملك الموت بعزرائيل – ولا غيره – حديث، والله أعلم.
العُزَّى: اسم صنم في الجاهلية، مأخوذ من اسم الله: العزيز. وهذا من الإلحاد في أسماء الله تعالى.
عزِيْز: قال الخطابي: "وعزيز، إنما غيّره لأن العزة لله سبحانه، وشعار العبد: الذلة والاستكانة، والله سبحانه، يقول: عندما يُقرِّعُ بعض أعدائه: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}.
عزَّ جاهك: إضافة الجاه إلى الله تعالى تحتاج إلى دليل؛ لأنه من باب الصفات والصفات توقيفية، فلا يوصف الله سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو رسوله ولا دليل هنا يعلم فلا يطلق إذاً.
العشاء: "تسمية المغرب بالعشاء".
قال البخاري في "صحيحه": باب من كره أن يقال للمغرب العشاء.
ذكر بسنده حديث عبد الله المزني أن النبي قال: "لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم المغرب، قال الأعراب تقول: هي العشاء".
ووجه الكراهة والله أعلم: لئلا يقع الالتباس بالصلاة الأُخرى، وعلى هذا لا يكره أيضاً أن تسمى العشاء بقيد، كأن يقول: العشاء الأُولى، ويؤيده قولهم: العشاء الآخرة، كما في الحديث الصحيح، وقد بسط ذلك الحافظ في الفتح ثم قال:
فائدة: لا يتناول النهي تسمية المغرب عشاء، على سبيل التغليب كمن قال مثلاً: صليت العشاءين؛ إذا قلنا: إن حكمة النهي عن تسميتها عشاء خوف اللبس ؛ لزوال اللبس في الصيغة المذكورة ، والله أعلم .
العشق: فيه أمران:
1- منع إطلاقه على الله – تعالى: ذكر ابن القيم – رحمه الله تعالى – خلاف طائفة من الصوفية في جواز إطلاق هذا الاسم في حق الله تعالى، وذكروا فيه أثراً لا يثبت، وأن جمهور الناس على المنع، فلا يقال: إن الله يعشق، ولا عشقه عبده، وذكر الخلاف في علة المنع. والله أعلم.
2- امتناع إطلاقه في حق النبي كما في اعتراضات ابن أبي العز الحنفي ، على قصيدة ابن أيبك؛ لأن العشق هو الميل مع الشهوة، وواجب تنزيه النبي ؛ إذ الأصل عصمته .
العصمة لله: أسماء الله وصفاته: توقيفية، وهذا اللفظ هو معنى عدد من أسمائه، مثل: الحكيم، الحفيظ، وكقول "الكمال لله" وليس من أسماء الله "الكامل"، ولي في الإطلاقين وقفة، والمشهور أن هذا تعبير لا يجوز في حق الله تعالى إذ العصمة لابد لها من عاصم، فليتنبه.
عُصيَّة: في "الصحيحين" وغيرهما: أن رسول الله قال: "أسلم: سلمها الله، وغِفار: غفر الله لها، وعُصيَّة: عصت الله".
وهذا من ارتباط المعاني بالمباني واشتقاق الأسماء من معانيها.
عفرة: قال الخطابي: "وأما عفرة: فهي نعت للأرض التي لا تنبت شيئاً، أُخذت من العُفْرة: وهي لون الأرض القحلة، فسماها: خضرة، على معنى التفاؤل؛ لتخضر وتمرع" اهـ .
العقد شريعة المتعاقدين: هذا من مصطلحات القانون الوضعي، الذي لا يراعي صحة العقود في شريعة الإسلام، فسواء كان العقد ربوياً أو فاسداُ، حلالاً، أو حراماً، فهو في قوة القانون ملزم كلزوم أحكام الشرع المطهر، وهذا من أبطل الباطل ويغني عنه في فقه الإسلام مصطلح: "العقود الملزمة".
ولو قيل في هذا التقعيد: "العقد الشرعي شريعة المتعاقدين" لصح معناه ويبقى جلْبُ قالب إلى فقه المسلمين، من مصطلحات القانونيين فليجتنب، تحاشياً عن قلب لغة العلم.
عقل: لا يصح تسمية الله تعالى به وهكذا.
العقل الفعَّال في السماء: العقول العشرة: يأتي في قوة خفية.
عقيد: تسمية الخمرة الملعونة به، تضليلاً ومغالطة.
العقيقة: جرى الخلاف في معنى العقيقة لغةً على أقوال ثلاثة:
الأول: قول أبي عبيد والأصمعي، وغيرهما، إن أصلها: الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد، وإنما سميت الشاة التي تذبح عنه: عقيقة؛ لأنه يحلق عنه ذلك الشعر عند الذبح .. وهذا من تسمية الشيء باسم مُلابسه، وهو من مسلك العرب في كلامها.
الثاني: أن العقيقة هي الذبح نفسه، وبهذا قال أحمد – رحمه الله – وخطأ أبا عبيدة ومن معه.
الثالث: أن العقيقة تشمل القولين، وهذا للجوهري في "الصحاح"، قال ابن القيم: وهذا أولى. الله وأعلم.
وقد جرى الخلاف أيضاً لدى العلماء في حكم إطلاقها على أقوال ثلاثة:
الأول: كراهته؛ لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله سئل عن العقيقة فقال: "لا يحب الله العقوق" وكأنه كره الاسم، قالوا: يا رسول الله، إنما نسألك عن أحدنا يولد له، قال: "من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل، عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة".
[رواه أحمد في مسنده 2/183، وأبو داود بنحوه برقم 2842، من الأضاحي وترجمه بقول: باب في العقيقة، والنسائي].
وعليه فيقال لها: نسيكة، ولا يقال لها عقيقة.
الثاني: جوازه بلا كراهة. واحتجوا بأحاديث كثيرة منها: حديث سمرة "الغلام مرتهن بعقيقته". وغيره من الأحاديث الصحيحة التي فيها إطلاق النبي لهذا اللفظ عليها.
الثالث: ما حققه الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – بعد ذكره الخلاف في "تحفة المودود" (ص54)، بقوله: "قلت: ونظير هذا اختلافهم في تسمية العشاء بالعتمة ، وفيه روايتان عن الإمام أحمد، والتحقيق في الموضعين: كراهة هجر الاسم المشروع من العشاء والنسيكة، والاستبدال به اسم العقيقة والعتمة، فأما إذا كان المستعمل هو الاسم الشرعي، ولم يهجر، وأُطلق الاسم الآخر أحياناً فلا بأس بذلك. على هذا تتفق الأحاديث. وبالله التوفيق" اهـ.
علامة: لا يجوز إطلاقه على الله تعالى.
علماء الرسوم: يصف الصوفية علماء التصوف بأنهم لا رسم لهم، أي ليس لهم ظواهر وعلامات، ولهذا يسمون: الفقهاء وأهل الأثر ونحوهم: علماء الرسوم؛ لأنهم عندهم لم يصلوا إلى الحقائق بل اشتغلوا عن معرفتها بالظواهر والأدلة. وهذا من دراويش المتصوفة نبزٌ لعلماء الإسلام نبز احتقار، لكن الزبد يذهب جفاء، وهل بقي من تراث نافع لجهود المسلمين في خدمة الشريعة إلا ما قام به علماء الرسوم – على حد تعبيرهم - ؟ والله المستعان.
علم الباطن والظاهر: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في بيان منزلة الإرادة: "يريد – أي الهروي – أن هذا العلم – التصوف – مبني على الإرادة، فهي أساسه، ومجمع بنائه، وهو مشتمل على تفصيل أحكام الإرادة، وهي حركة القلب ، وهذا سمى علم الباطن.
كما أن علم الفقه: يشتمل على تفصيل أحكام الجوامع، ولهذا سمَّوْهُ: علم الظاهر" اهـ .
أي أن غلاة المتصوفة سموا: علم الشريعة: علم الظاهر. وسموا علم هواجس النفس: علم الباطن, وهذا من فاسد الاصطلاح، فرحم الله ابن القيم، ما أكثر اعتذاره عن الهروي في سقطاته؟ والله المستعان.
العلم اللدنّي: قال الله تعالى في حق الخضر عليه السلام: {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً} [الكهف: من الآية65]. وهو العلم الذي يقذفه الله في القلب إلهاماً بلا سبب من العبد، ولهذا سمي لدنياً والله تعالى هو الذي علم العباد ما لا يعلمون {عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:5].
هذه هي حقيقة العلم اللدني عند الصوفية، وقد كثر في عباراتهم وإطلاقاتهم.
يقول ابن القيم – رحمه الله تعالى – بعد ما مر تلخيصه من مدارج السالكين: "ونحن نقول: إن الحاصل بالشواهد والأدلة: هو العلم الحقيقي، وأما ما يدعى حصوله بغير شاهد ولا دليل : فلا وثوق به وليس بعلم .... إلى أن قال: وأما دعوى وقوع علم بغير سبب من الاستدلال : فليس بصحيح ...
فالعلم اللدني: ما قام الدليل الصحيح عليه : أنه جاء من عند الله على لسان رسوله ، وما عداه فلدُنَّي من لدن نفس الإنسان منه بدأ وإليه يعود، وقد انبثق سرُّ العلم اللدني ورخص سعره حتى ادَّعت كل طائفة أن علمهم لدني" انتهى ملخصاً.
وهذا الاصطلاح من مخترعات الصوفية ومواضعاتها، وإلا فإن العلم اللدني هو: العلم العندي، فعند، ولدنّ في الآية معناهما واحد في لغة العرب التي بها نزل القرآن، فما لم يكن العلم من عند الله على لسان رسول الله؛ فلا يكون من لدنه، والأُمور مرهونة بحقائقها. والله المستعان.
علمه بحالي يغني عن سؤالي: هذا يُحكى عن الخليل عليه السلام لما أُلقي في النار، قال جبريل: عند ذلك: ألك حاجة؟ قال: أما إليك، فلا، قال جبريل: فسل ربك، فقال إبراهيم: حسبي من سؤالي علمه بحالي.
وفي لفظ: علمه بحالي يغني عن سؤالي.
وقد قال ابن تيمية فيه: "كلام باطل"، وفي: تنزيه الشريعة، لابن عراق، نقل عن ابن تيمية أنه موضوع.
وقال الألباني في: "السلسلة الصحيحة": "لا أصل له"، ثم قال بعد بحث نفيس: "وبالجملة فهذا الكلام المعزو إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام لا يصدر من مسلم يعرف منزلة الدعاء في الإسلام ، فكيف يقوله من سمانا مسلمين؟" اهـ .
علة فاعلة: من الإلحاد في أسماء الله تعالى تسمية الفلاسفة له: موجباً، أو: علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
العلة الفاعلة: العلة الأُولى: يأتي في حرف القاف: قوة خفية.
العلمانيـة: هـذه اللفظة: مصـدر صناعي، وكقولهم: علماني، روحاني، ونحوهما، وهو مولد معناه: "اللادينية" ويعني: "فصل الدين عن الدولة" وقيام الدولة في الحكم والإدارة والسياسة على غير الدين. وغايته: فصل الدين عن الحياة، وهي غايةٌ إلحادية فهو مصطلح فاسد لغةً ومعنىً. وفيه تلبيس، وتضليل، إذْ يجعل هؤلاء المنافقين ، الملحدين – العلمانيين – يخبون ويضعون، ويديرون الأُمة، وهم منافقون، كافرون؛ لرفضهم الإسلام وتحكيمه في الحياة، فلنستعمل الألفاظ التي يستحقونها مما علق عليه الحكم الشرعي في الكتاب والسنة: "كفار"، و"منافقون"، "مرتدون" وعلى أفعالهم الإلحادية: "كفر". "إلحاد". "نفاق" وهكذا، لكن حذار حذار أن نرتب الحكم، أو نطق اللفظ إلا بعد توفر أسبابه شرعاً.
عليك السلام: يكره أن يقولها المسلِّم في الابتداء بصيغة الإفراد.
عليك السلام: إذا قال المسلِّم: السلام عليكم، فلا ينبغي الخلاف أن يقول المُسلِّم عليه: وعليكم السلام، بصيغة الجمع، ولو أجاب بصيغة الإفراد: وعليك السلام؛ لما كان الرد بالمثل، فضلاً عن الأحسن، نبَّه على ذلك ابن دقيق العيد، وفي الجواب بهذه الصيغة خمسة مباحث حررها الحافظ في: "فتح الباري"، فانظرها، و"الإصابة" له (7/383) في ترجمة أُبي بن كعب، وفي "بدائع الفوائد" ذكر أحكام السلام بما لا تجده في محل آخر. والله أعلم.
عليك بنفسك: عن ابن مسعود مرفوعاً: "إن أحب الكلام إلى الله: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. وإن أبغض الكلام الله عز وجل: أن يقول الرجل للرجل: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك" رواه البيهقي في "شعب الإيمان" بواسطة "كنز العمال".
على غير طهارة: عن أبي هريرة أن النبي لقيه في بعض طريق المدينة ، وهو جُنُبٌ، فانخنس منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: "أين كنت يا أبا هريرة؟ "قال: كنت جُنباً، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: "سبحان الله إن المسلم لا ينجس". رواه البخاري في: "كتاب الغسل من صحيحه" قال ابن حجر: "وكان سبب ذهاب أبي هريرة أنه - - كان إذا لقي أحداً من أصحابه، ماسحهُ، ودعا له، هكذا رواه النسائي وابن حبان من حديث حذيفة، فلما ظن أبو هريرة أن الجنب ينجس بالحدث خشي أن يماسحه - - كعادته فبادر بالاغتسال، وإنما أنكر عليه النبي قوله: "وأنا على غير طهارة ... " انتهى.
عِنبة: في ترجمة: عِنبة، غير منسوبة: كان اسمها: عنبة، فسمَّاها رسول الله : "عنقودة".
عِنْدي: انظر حرف الألف أنا.
عون الله: هذا من التسميات التي حدثت في الأُمة بعد اختلاطها بالأعجميين، وإلا فالعرب والمسلمون في صدر الإسلام لا يعرفون مثل هذه الأسماء المضافة: عون الله. ضيف الله. عطا الله. قسم الله. عناية الله. غرم الله. خلف الله. وهكذا.
والنصيحة للمسلم أن لا يسمي بها ابتداء، لكن من سُمِّي بشيء منها، فإن غيَّرها فهو مناسب، وإن بقي وهو على معنى: عون من الله، فلا بأس، وإن كان بمعنى أنه هو عون الله، فهو كذب، والمعنى الأول هو المتبادر.