"حرف اللام"
(ل)
لأبي فلان: قال صالح في مسائِلِهِ عن أبيه الإمام أحمد – رحمهما الله تعالى - : "وسُئِل وأنا شاهد: يكتب لأبي فلان؟ قال: يكتب "إلي أبي فلان" أحب إِليَّ " انتهى.
اللات: اسم صنم في الجاهلية مأخوذ من: الإله.
لاهوت: مما استدركه الزبيدي على "القاموس" قوله: (5/82): "لاهوت: يقال "الله "، كما يقال: ناسوت، للإنسان. استدركه شيخنا بناءً على ادعاء بعضهم أصالة التاء. وفيه نظر"انتهى.
لعمر الله: قال إسحاق الكوسج: قلت – أي للإمام أحمد - : يكره لعمري، ولعمرك؟ قال: ما أعلم به بأساً.
قال إسحاق: تركه أسلم؛ لما قال إبراهيم. "كانوا يكرهون أن يقولوا: لعمر الله". أي على سبيل التوقي، ولذا جعلتها في الملحق؛ إذ لا نهي عنها. ويأتي.
لَعَمْري: قال القرطبي – رحمه الله تعالى – في تفسيره عند قوله تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72]. "كره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: لعمري؛ لأن معناه: وحياتي. قال إبراهيم النخعي: يكره للرجل أن يقول: لعمري؛ لأنه حلف بحياة نفسه، وذلك من كلام ضعفة الرجال، ونحو هذا قال مالك: إن المستضعفين من الرجال، والمؤنثين: يقسمون بحياتك وعيشك، وليس من كلام أهل الذكران، وإن كان الله سبحانه أقسم به في هذه القصة، فذلك بيان لشرف المنزلة والرفعة لمكانه، فلا يحمل عليه سواه ، ولا يستعمل في غيره.
وللشيخ حماد الأنصاري المدني رسالة باسم "القول المبين في أن لعمري ليست نصاً في اليمين".
والتوجيه أن يقال: إن أراد القسم منع، وإلا فلا، كما يجري على اللسان من الكلام مما لا يراد به حقيقة معناه، كقوله r لعائشة – رضي الله عنها - : " عقرى حلقى" الحديث. والله أعلم.
لعن الله كذا: اللعن هو لغة: الطرد والإبعاد. وفي الشرع: الطرد و الإبعاد عن رحمة الله تعالى - .
والأصل الشرعي: تحريم اللعن، والزجر عن جريانه على اللسان، وأن المسلم ليس بالطعان ولا اللَّعَّان، ولا يجوز التلاعن بين المسلِمين، ولا بين المؤمنين، وليس اللعن من أخلاق المسلمين ولا أوصاف الصديقين، ولهذا ثبت عن النبي r أنه قال: "لعْنُ المسلم كقتله" متفق عليه. واللَّعَّان قد جرت عليه نصوص الوعيد الشديد؛ بأنه لا يكون شهيداً، ولا شفيعاً يوم القيامة، ويُنهى عن صحبته، ولذا كان أكثر أهل النار: النساء؛ لأنهن يُكثرن اللعن، ويكفرن العشير. وأن اللعان ترجع إليه اللَّعْنةُ، إذا لم تجد إلى من وجهت إليه سبيلاً. ومن العقوبات المالية لِلَّعَّان: أنه إذا لعن دابة تُركت.
وقد بالغت الشريعة في سد باب اللعن عن من لم يستحقه، فنهى النبي r عن لعن الديك، وعن لعن البرغوث، فعلى المسلم الناصح لنفسه حفظ لسانه عن اللعن، وعن التلاعن، والوقوف عند حدود الشرع في ذلك، فلا يُلعن إلا من استحق اللعنة بنص من كتاب أو سنة، وهي في الأُمور الجامعة الآتية:
1- اللعن بوصف عام مثل: لعنة عامة على الكافرين. وعلى الظالمين. والكاذبين.
2- اللعن بوصف أخص منه، مثل: لعن آكل الربا. ولعن الزناة. ولعن السُّرَّاق والمرتشين. والمرتشي. ونحو ذلك.
3- لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر. مثل: فرعون.
4- لعن كافر معين مات، ولم يظهر من شواهد الحال دخوله في الإسلام فيلعن.
5- وإن توقَّى المسلم، وقال: لعنه الله إن كان مات كافراً، فحسن.
6- لعن كافر معيَّن حي؛ لعموم دخوله في لعنة الله على الكافرين، ولجواز قتله، وقتاله. ووجوب إعلان البراءة منه.
7- لعن المسلم العاصي – مُعيَّناً – أو الفاسق بفسقه، والفاجر بفجوره. فهذا اختلف أهل العلم في لعنه على قولين، والأكثر بل حُكي الاتفاق عليه، على عدم جواز لعنه ؛ لإمكان التوبة، وغيرها من موانع لحوق اللعنة، والوعيد مثل ما يحصل من الاستغفار، والتوبة، وتكاثر الحسنات وأنواع المكفرات الأخرى للذنوب. وإن ربي لغفور رحيم.
لعنه الله إلى آدم: كم سمعنا من مسلم يتسوره الغضب على مسلم فيقول: لعنته من آدم وبعد. وهذه من أقبح اللعن، وكله قبيح، ومن لعن نبياً أو رسولاً فقد كفر . نسأل الله السلامة.
لعنة الله على دين فلان "الكافر": هذا يعود إلى حال من وجهت إليه اللعنة من الكفار الأصليين، وهي لا تخلو من ثلاثة أحوال:
1- إن كافر كتابياً يهودياً أو نصرانياً، فإن سب أي دين جاء به نبي من أنبياء الله ، كفر.
2- إن كان الكافر كتابياً يهودياً أو نصرانياً ، لكنه على دينه المحرف كمن يقول من النصارى: عيسى ابن الله، وأنه لا يلزم اتباع محمد r فلا شيء في لعنه.
3- إن كان الكافر غير كتابي، فلا شيء في ذلك.
لعنة الله على الدابة: يحرم لعن الدابة، واللعان للدواب ترد شهادته؛ لأن هذا جرحة له.
عن عمران بن حصين أن النبي r كان في سفر، فلعنت امرأة ناقةً ، فقال r: "خذوا ما عليها، ودعوها مكانها ملعونة"، فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. [رواه أحمد ومسلم].
ولهما عن أبي برزة الأسلمي أن النبي r قال: "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة" .
لفظ الله:
أفاد ابن الطيب في كتابه: "شرح كفاية المتحفظ" في اللغة: أن: "القول" و"الكلام" اشتهر في المفيد المستعمل بخلاف: "اللفظ" فيطلق على المفيد المستعمل، وعلى المهمل الذي لا معنى له. لهذا فلا يقال يقال: لفظ الله، وإنما يقال: كلام الله. والله أعلم.
لفظي بالقرآن مخلوق: في أعقاب فتنة القول بخلق القرآن جرَّتْ ذًيُوْلاً من المباحث الكلامية الرديئة، فكان منها قول: "لفظي بالقرآن مخلوق" وقد نسب ذلك للإمام البخاري فتبرأ منه، كما تجده محرراً في: "فتح الباري" لابن حجر. وسُمي أصحاب هذا باللفظية. وقد تكاثرت مباحث أهل العلم في هذا، والذي استقر عليه مذهب أهل السنة: أن الكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري، وأنه لا يجمل بالمسلم استعمال الألفاظ الموهمة، والعبارات المحتملة . والله أعلم.
لقيمة الذكر: لقيمة الراحة: تسمية "الحشيشة" المسكرة بذلك.
للهِ حدٌّ: هل يجوز أن يقال: لله حدٌّ. أو لا؟
في ترجمة "التميمي" من "السير" للذهبي كلام نفيس، ثم قال الذهبي: "قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفاً من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا ديننا" انتهى.
لم تسمح لي الظروف: في جواب للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – لما سُئِل عن هذا اللفظ أجاب: أن هذه الإضافة لا بأس بها، فهي كإضافة المجيء والذهاب إلى الدهر، وهذا منتشر في الكتاب والسنة كما في قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} الآية.
وهذه اللفظة من باب التوسع والتجوز في الكلام، على أن الأدب تركها. والمحذور في هذا سب الدهر .. إلى آخره في جواب مفصَّل.
لوْ: "لو" حرف امتناع لامتناع، بخلاف: "لولا" فهي حرف امتناع للوجود وتأتي: "لو" لمعانٍ وأغراض أخرى، منها: التمني. والعرض. والطلب. والحض. والتعليل.
عن أبي هريرة أن النبي r قال: "المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كُلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنِّي فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم.
ومن كمال التوحيد الاستسلام لقضاء الله وقدره، واللو: تحسر يوحي بمنازعة للقدر، والله المستعان.
واستثنى العلماء من ذلك جواز "لو" في الأُمور الشرعية التي لم تمكنه؛ لأنه من باب تمني الخير وفعله، وعليه عقد البخاري في: "الصحيح": "باب ما يجوز من اللو". وجوازها فيما يستقبل مثل: لو اشتريت كذا فانا شريكك.
انظر في حرف التاء: تعس الشيطان.
اللواط: يحْمِلُ لفْظُ: "لَوَطَ" في لسان العرب، معنى: الحب، والإلصاق، والإلزاق. لكن لا يُعرف أن مصدره: "اللواط" هو بمعنى اكتفاء الرجال بالرجال في الأدبار. إلا أن المعنى لُغة لا يأبي دخوله في مشموله، ومن ثم إطلاقه عليه؛ لتوفر معانيه في هذه: "الفِعْلة" من جهة قوة الباعث: الحب والشهوة للذكران، انظر إلى قول الله تعالى – عن قوم لوط في تقريعه ولومه لهم - : {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [لأعراف:81]، فقوله: "شهوة" فيه معنى الحب الذي هو من معاني "لَوَطَ"؛ ولهذا صار: "لُوْط" اسم علم من لاط بالقلب، أي: لصق حبه بالقلب.
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل: "الحب" وكذا من جهة: "الفعل" الذي فيه إلصاق، وإلزاق، كما تقول العرب: لاط فُلان حوضه، أي: "طيَّنَّة".
وفي "الصحيحين"، من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ".... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه".
فتأيَّد هذا الاشتقاق لغة، ولم يمتنع هذا الإطلاق "اللواط" على هذه الفِعلة الشنعاء، "واللوطي" على فاعلها. وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعرف. فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط، واللوطية، في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شرح السنة، واللغويون في كتب اللغة.
ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في: قصص الأنبياء – عليهم السلام – من أهل عصرنا، فأنكر، هذه اللفظة: "اللواط" وبنى إنكاره على غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى "لاط" وأن مبناها على "الإصلاح" فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على: الحب والإلزاق، والإلصاق، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً، حسب كل فعل وباعثه والله أعلم.
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط – عليه السلام – وهو معصوم ، أولى وأحرى ، والله – سبحانه وتعالى – يقول: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلَّا الإحْسَانُ} [ الرحمن:60]. فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: "الفاحشة" إلى نبي الله: لوط – عيه السلام – ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط – عليه السلام - ؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة. فهذا – مثلاً – "سير أعلام النبلاء" ليس فيه من اسمه لوط، سوى واحد: أبو مخنف لوط بن يحيى.
هذا جميعه أقوله بحثاً ، لا قطعاً، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله. والله المستعان.
لو كنت رسول الله r: في وفيات سنة 704 هـ من "الشذرات" قال: "وفيها ضربت رقبة الكمال الأحدب. وسببه: أنه جاء إلى القاضي جمال الديِّن المالكي يستفتيه وهو لا يعلم أنه القاضي: ما تقول في إنسان تخاصم هو وإنسان، فقال له الخصم: تكذب ولو كنت رسول الله r؟ فقال له القاضي: من قال هذا؟ قال: أنا. فأشهد عليه القاضي من كان حاضراً، وحسبه، وأحضره من الغد إلى دار العدل، وحكم بقتله" اهـ .
لولا الله وفلان: لولا كَذَا لَكَانَ كَذَا: قال البخاري في "صحيحه": باب قول الرجل: لولا الله ما اهتدينا.
وساق بسنده عن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال: كان النبي r ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ، ولقد رأيته وارى الترابُ بياض بطنه يقول: "لولا أنت ما اهتدينا ...." الحديث.
ثم بيّن الحافظ – رحمه الله تعالى – موقع الحديث من الترجمة فقال: "إن هذه الصيغة إذا علَّق بها القول الحق لا يمنع، بخلاف ما لو علق بها ما ليس بحق، كمن يفعل شيئاً فيقع في محذور فيقول: لولا فعلت كذا ما كان كذا، فلو حقق لعلِم أن الذي قدره الله لابد من وقوعه سواء فعل أم ترك، فقولها واعتقاد معناها يفضي إلى التكذيب بالقدر" اهـ من "فتح الباري".
لي رب ولك رب: هذا لفظ يفيد في ظاهره التعدد، وهو كفر محض، ويظهر أن من يقوله من جهلة المسلمين – عند اللجاج والغضب – يريد: ربي وربك الله ، فلا تتعالى عليَّ، وهو مراد بعيد، واللفظ شنيع فليجتنب.
وليقل العبد: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [الشورى: من الآية15]. ونحو: "الله ربي وربكم" كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} [آل عمران: من الآية51].
ليس إلا الله: هذا من أذكار ابن سبعين وأمثاله من الملاحدة، يقولون في أذكارهم: ليس إلا الله، بدل قول المسلمين: لا إله إلا الله. لأن معتقدهم أنه وجود كل موجود، فلا موجود إلا هو، والمسلمون يعتقدون أن الله هو المعبود الحق دون سواه. فهذا الذِّكر من شطحات ابن سبعين وأصحابه من أهل وحدة الوجود ، بدل قول المسلمين: "لا إله إلا الله".
ليس على المخلوقين أضر من الخالق: هذه من شطحات أبي طالب المكي صاحب "قوت القلوب" فعن ابن العلاف: أنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: - العبارة أعلاه – فبدعه الناس وهجروه. اهـ من "تاريخ بغداد" وعنه الصفدي في: "الوافي".
ليس في الإمكان أبدع مما كان: هذه كلمة فاه بها أبو حامد الغزالي، فأخذت طوراً كبيراً عند العلماء بين الإنكار والاعتذار، حتى ألفت فيها رسائل.
(ل)
لأبي فلان: قال صالح في مسائِلِهِ عن أبيه الإمام أحمد – رحمهما الله تعالى - : "وسُئِل وأنا شاهد: يكتب لأبي فلان؟ قال: يكتب "إلي أبي فلان" أحب إِليَّ " انتهى.
اللات: اسم صنم في الجاهلية مأخوذ من: الإله.
لاهوت: مما استدركه الزبيدي على "القاموس" قوله: (5/82): "لاهوت: يقال "الله "، كما يقال: ناسوت، للإنسان. استدركه شيخنا بناءً على ادعاء بعضهم أصالة التاء. وفيه نظر"انتهى.
لعمر الله: قال إسحاق الكوسج: قلت – أي للإمام أحمد - : يكره لعمري، ولعمرك؟ قال: ما أعلم به بأساً.
قال إسحاق: تركه أسلم؛ لما قال إبراهيم. "كانوا يكرهون أن يقولوا: لعمر الله". أي على سبيل التوقي، ولذا جعلتها في الملحق؛ إذ لا نهي عنها. ويأتي.
لَعَمْري: قال القرطبي – رحمه الله تعالى – في تفسيره عند قوله تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:72]. "كره كثير من العلماء أن يقول الإنسان: لعمري؛ لأن معناه: وحياتي. قال إبراهيم النخعي: يكره للرجل أن يقول: لعمري؛ لأنه حلف بحياة نفسه، وذلك من كلام ضعفة الرجال، ونحو هذا قال مالك: إن المستضعفين من الرجال، والمؤنثين: يقسمون بحياتك وعيشك، وليس من كلام أهل الذكران، وإن كان الله سبحانه أقسم به في هذه القصة، فذلك بيان لشرف المنزلة والرفعة لمكانه، فلا يحمل عليه سواه ، ولا يستعمل في غيره.
وللشيخ حماد الأنصاري المدني رسالة باسم "القول المبين في أن لعمري ليست نصاً في اليمين".
والتوجيه أن يقال: إن أراد القسم منع، وإلا فلا، كما يجري على اللسان من الكلام مما لا يراد به حقيقة معناه، كقوله r لعائشة – رضي الله عنها - : " عقرى حلقى" الحديث. والله أعلم.
لعن الله كذا: اللعن هو لغة: الطرد والإبعاد. وفي الشرع: الطرد و الإبعاد عن رحمة الله تعالى - .
والأصل الشرعي: تحريم اللعن، والزجر عن جريانه على اللسان، وأن المسلم ليس بالطعان ولا اللَّعَّان، ولا يجوز التلاعن بين المسلِمين، ولا بين المؤمنين، وليس اللعن من أخلاق المسلمين ولا أوصاف الصديقين، ولهذا ثبت عن النبي r أنه قال: "لعْنُ المسلم كقتله" متفق عليه. واللَّعَّان قد جرت عليه نصوص الوعيد الشديد؛ بأنه لا يكون شهيداً، ولا شفيعاً يوم القيامة، ويُنهى عن صحبته، ولذا كان أكثر أهل النار: النساء؛ لأنهن يُكثرن اللعن، ويكفرن العشير. وأن اللعان ترجع إليه اللَّعْنةُ، إذا لم تجد إلى من وجهت إليه سبيلاً. ومن العقوبات المالية لِلَّعَّان: أنه إذا لعن دابة تُركت.
وقد بالغت الشريعة في سد باب اللعن عن من لم يستحقه، فنهى النبي r عن لعن الديك، وعن لعن البرغوث، فعلى المسلم الناصح لنفسه حفظ لسانه عن اللعن، وعن التلاعن، والوقوف عند حدود الشرع في ذلك، فلا يُلعن إلا من استحق اللعنة بنص من كتاب أو سنة، وهي في الأُمور الجامعة الآتية:
1- اللعن بوصف عام مثل: لعنة عامة على الكافرين. وعلى الظالمين. والكاذبين.
2- اللعن بوصف أخص منه، مثل: لعن آكل الربا. ولعن الزناة. ولعن السُّرَّاق والمرتشين. والمرتشي. ونحو ذلك.
3- لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر. مثل: فرعون.
4- لعن كافر معين مات، ولم يظهر من شواهد الحال دخوله في الإسلام فيلعن.
5- وإن توقَّى المسلم، وقال: لعنه الله إن كان مات كافراً، فحسن.
6- لعن كافر معيَّن حي؛ لعموم دخوله في لعنة الله على الكافرين، ولجواز قتله، وقتاله. ووجوب إعلان البراءة منه.
7- لعن المسلم العاصي – مُعيَّناً – أو الفاسق بفسقه، والفاجر بفجوره. فهذا اختلف أهل العلم في لعنه على قولين، والأكثر بل حُكي الاتفاق عليه، على عدم جواز لعنه ؛ لإمكان التوبة، وغيرها من موانع لحوق اللعنة، والوعيد مثل ما يحصل من الاستغفار، والتوبة، وتكاثر الحسنات وأنواع المكفرات الأخرى للذنوب. وإن ربي لغفور رحيم.
لعنه الله إلى آدم: كم سمعنا من مسلم يتسوره الغضب على مسلم فيقول: لعنته من آدم وبعد. وهذه من أقبح اللعن، وكله قبيح، ومن لعن نبياً أو رسولاً فقد كفر . نسأل الله السلامة.
لعنة الله على دين فلان "الكافر": هذا يعود إلى حال من وجهت إليه اللعنة من الكفار الأصليين، وهي لا تخلو من ثلاثة أحوال:
1- إن كافر كتابياً يهودياً أو نصرانياً، فإن سب أي دين جاء به نبي من أنبياء الله ، كفر.
2- إن كان الكافر كتابياً يهودياً أو نصرانياً ، لكنه على دينه المحرف كمن يقول من النصارى: عيسى ابن الله، وأنه لا يلزم اتباع محمد r فلا شيء في لعنه.
3- إن كان الكافر غير كتابي، فلا شيء في ذلك.
لعنة الله على الدابة: يحرم لعن الدابة، واللعان للدواب ترد شهادته؛ لأن هذا جرحة له.
عن عمران بن حصين أن النبي r كان في سفر، فلعنت امرأة ناقةً ، فقال r: "خذوا ما عليها، ودعوها مكانها ملعونة"، فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. [رواه أحمد ومسلم].
ولهما عن أبي برزة الأسلمي أن النبي r قال: "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة" .
لفظ الله:
أفاد ابن الطيب في كتابه: "شرح كفاية المتحفظ" في اللغة: أن: "القول" و"الكلام" اشتهر في المفيد المستعمل بخلاف: "اللفظ" فيطلق على المفيد المستعمل، وعلى المهمل الذي لا معنى له. لهذا فلا يقال يقال: لفظ الله، وإنما يقال: كلام الله. والله أعلم.
لفظي بالقرآن مخلوق: في أعقاب فتنة القول بخلق القرآن جرَّتْ ذًيُوْلاً من المباحث الكلامية الرديئة، فكان منها قول: "لفظي بالقرآن مخلوق" وقد نسب ذلك للإمام البخاري فتبرأ منه، كما تجده محرراً في: "فتح الباري" لابن حجر. وسُمي أصحاب هذا باللفظية. وقد تكاثرت مباحث أهل العلم في هذا، والذي استقر عليه مذهب أهل السنة: أن الكلام كلام الباري، والصوت صوت القاري، وأنه لا يجمل بالمسلم استعمال الألفاظ الموهمة، والعبارات المحتملة . والله أعلم.
لقيمة الذكر: لقيمة الراحة: تسمية "الحشيشة" المسكرة بذلك.
للهِ حدٌّ: هل يجوز أن يقال: لله حدٌّ. أو لا؟
في ترجمة "التميمي" من "السير" للذهبي كلام نفيس، ثم قال الذهبي: "قلت: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفاً من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا ديننا" انتهى.
لم تسمح لي الظروف: في جواب للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – لما سُئِل عن هذا اللفظ أجاب: أن هذه الإضافة لا بأس بها، فهي كإضافة المجيء والذهاب إلى الدهر، وهذا منتشر في الكتاب والسنة كما في قوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} الآية.
وهذه اللفظة من باب التوسع والتجوز في الكلام، على أن الأدب تركها. والمحذور في هذا سب الدهر .. إلى آخره في جواب مفصَّل.
لوْ: "لو" حرف امتناع لامتناع، بخلاف: "لولا" فهي حرف امتناع للوجود وتأتي: "لو" لمعانٍ وأغراض أخرى، منها: التمني. والعرض. والطلب. والحض. والتعليل.
عن أبي هريرة أن النبي r قال: "المؤمن القوي خير وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كُلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنِّي فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان" رواه مسلم.
ومن كمال التوحيد الاستسلام لقضاء الله وقدره، واللو: تحسر يوحي بمنازعة للقدر، والله المستعان.
واستثنى العلماء من ذلك جواز "لو" في الأُمور الشرعية التي لم تمكنه؛ لأنه من باب تمني الخير وفعله، وعليه عقد البخاري في: "الصحيح": "باب ما يجوز من اللو". وجوازها فيما يستقبل مثل: لو اشتريت كذا فانا شريكك.
انظر في حرف التاء: تعس الشيطان.
اللواط: يحْمِلُ لفْظُ: "لَوَطَ" في لسان العرب، معنى: الحب، والإلصاق، والإلزاق. لكن لا يُعرف أن مصدره: "اللواط" هو بمعنى اكتفاء الرجال بالرجال في الأدبار. إلا أن المعنى لُغة لا يأبي دخوله في مشموله، ومن ثم إطلاقه عليه؛ لتوفر معانيه في هذه: "الفِعْلة" من جهة قوة الباعث: الحب والشهوة للذكران، انظر إلى قول الله تعالى – عن قوم لوط في تقريعه ولومه لهم - : {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [لأعراف:81]، فقوله: "شهوة" فيه معنى الحب الذي هو من معاني "لَوَطَ"؛ ولهذا صار: "لُوْط" اسم علم من لاط بالقلب، أي: لصق حبه بالقلب.
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل: "الحب" وكذا من جهة: "الفعل" الذي فيه إلصاق، وإلزاق، كما تقول العرب: لاط فُلان حوضه، أي: "طيَّنَّة".
وفي "الصحيحين"، من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ".... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه".
فتأيَّد هذا الاشتقاق لغة، ولم يمتنع هذا الإطلاق "اللواط" على هذه الفِعلة الشنعاء، "واللوطي" على فاعلها. وقد أجمع على إطلاقها العلماء من غير خلاف يُعرف. فالفقهاء يعْقِدون أحكام اللواط، واللوطية، في مصنفاتهم الفقهية، والمفسرون في كتب التفسير، والمحدثون في شرح السنة، واللغويون في كتب اللغة.
ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في: قصص الأنبياء – عليهم السلام – من أهل عصرنا، فأنكر، هذه اللفظة: "اللواط" وبنى إنكاره على غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى "لاط" وأن مبناها على "الإصلاح" فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على: الحب والإلزاق، والإلصاق، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً، حسب كل فعل وباعثه والله أعلم.
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط – عليه السلام – وهو معصوم ، أولى وأحرى ، والله – سبحانه وتعالى – يقول: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلَّا الإحْسَانُ} [ الرحمن:60]. فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: "الفاحشة" إلى نبي الله: لوط – عيه السلام – ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط – عليه السلام - ؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة. فهذا – مثلاً – "سير أعلام النبلاء" ليس فيه من اسمه لوط، سوى واحد: أبو مخنف لوط بن يحيى.
هذا جميعه أقوله بحثاً ، لا قطعاً، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله. والله المستعان.
لو كنت رسول الله r: في وفيات سنة 704 هـ من "الشذرات" قال: "وفيها ضربت رقبة الكمال الأحدب. وسببه: أنه جاء إلى القاضي جمال الديِّن المالكي يستفتيه وهو لا يعلم أنه القاضي: ما تقول في إنسان تخاصم هو وإنسان، فقال له الخصم: تكذب ولو كنت رسول الله r؟ فقال له القاضي: من قال هذا؟ قال: أنا. فأشهد عليه القاضي من كان حاضراً، وحسبه، وأحضره من الغد إلى دار العدل، وحكم بقتله" اهـ .
لولا الله وفلان: لولا كَذَا لَكَانَ كَذَا: قال البخاري في "صحيحه": باب قول الرجل: لولا الله ما اهتدينا.
وساق بسنده عن البراء بن عازب – رضي الله عنهما – قال: كان النبي r ينقل معنا التراب يوم الأحزاب ، ولقد رأيته وارى الترابُ بياض بطنه يقول: "لولا أنت ما اهتدينا ...." الحديث.
ثم بيّن الحافظ – رحمه الله تعالى – موقع الحديث من الترجمة فقال: "إن هذه الصيغة إذا علَّق بها القول الحق لا يمنع، بخلاف ما لو علق بها ما ليس بحق، كمن يفعل شيئاً فيقع في محذور فيقول: لولا فعلت كذا ما كان كذا، فلو حقق لعلِم أن الذي قدره الله لابد من وقوعه سواء فعل أم ترك، فقولها واعتقاد معناها يفضي إلى التكذيب بالقدر" اهـ من "فتح الباري".
لي رب ولك رب: هذا لفظ يفيد في ظاهره التعدد، وهو كفر محض، ويظهر أن من يقوله من جهلة المسلمين – عند اللجاج والغضب – يريد: ربي وربك الله ، فلا تتعالى عليَّ، وهو مراد بعيد، واللفظ شنيع فليجتنب.
وليقل العبد: {اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ} [الشورى: من الآية15]. ونحو: "الله ربي وربكم" كما قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ} [آل عمران: من الآية51].
ليس إلا الله: هذا من أذكار ابن سبعين وأمثاله من الملاحدة، يقولون في أذكارهم: ليس إلا الله، بدل قول المسلمين: لا إله إلا الله. لأن معتقدهم أنه وجود كل موجود، فلا موجود إلا هو، والمسلمون يعتقدون أن الله هو المعبود الحق دون سواه. فهذا الذِّكر من شطحات ابن سبعين وأصحابه من أهل وحدة الوجود ، بدل قول المسلمين: "لا إله إلا الله".
ليس على المخلوقين أضر من الخالق: هذه من شطحات أبي طالب المكي صاحب "قوت القلوب" فعن ابن العلاف: أنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: - العبارة أعلاه – فبدعه الناس وهجروه. اهـ من "تاريخ بغداد" وعنه الصفدي في: "الوافي".
ليس في الإمكان أبدع مما كان: هذه كلمة فاه بها أبو حامد الغزالي، فأخذت طوراً كبيراً عند العلماء بين الإنكار والاعتذار، حتى ألفت فيها رسائل.