"حرف الميم"
(م)
ما أجرأ فلاناً على الله: روى الآجري في: "الشريعة" بسنده إلى عبدالله بن حُجْرٍ، قال: "قال عبد الله بن المبارك – يعني لرجل سمعه يقول: ما أجرأ فلاناً على الله - : لا تقل: ما أجرأ فلاناً على الله، فإن الله – عز وجل – أكرم من أن يجترأ عليه، ولكن قُل: ما أغرّ فلاناً بالله. قال: فحدثت به أبا سليمان الدارني، فقال: صدق ابن المبارك، الله – عز وجل – أكبر من أن يجترأ عليه، ولكنهم هانوا عليه، فتركهم ومعاصيهم، ولو كرموا عليه لمنعهم منها" انتهى.
ما أنزل الله على بشر من شيء: هذا من كلام الكافرين بالرسل، فإن من آمن بهم آمن بما أُنزل عليهم، ومن كفر بهم كفر بما أُنزل عليهم. قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام:من الآية91]. وقد أبطل الله مقالتهم، ورد عليهم، ضلالهم وكفرهم.
ما ترك الأول للآخر شيئاً: قيل: لا كلمة أضر بالعلم، والعلماء، والمتعلمين، منها. وصوابها: "كم ترك الأول للآخر".
وقالوا: لا كلمة أخص على طلب العلم من القول المنسوب لعلي بن أبي طالب : "قيمة كل امرئ ما يحسنه".
ما شاء الله وشاء فلان:عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال رجل للنبي r: ما شاء الله وشئت، قال: "أجعلتني لله نداً، قل ما شاء الله وحده". أخرجه أحمد، وابن ماجه، والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهم.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "كتاب الروح" له: "والفروق بين تجريد التوحيد، وبين هضم أرباب المراتب: أن تجريد التوحيد أن لا يعطى المخلوق شيئاً من حق الخالق وخصائصه؛ فلا يعبد، ولا يصلى له – إلى قوله - : لا يساوى برب العالمين في قول القائل: ما شاء الله وشئت. وهذا منك ومن الله. وأنا بالله وبك. وأنا متوكل على الله وعليك. والله لي في السماء وأنت لي في الأرض. وهذا من صدقاتك وصدقات الله. وأنا تائب إلى الله وإليك. وأنا في حسب الله وحسبك .... " اهـ.
ما كان معي خلق إلا الله: قال النووي – رحمه الله تعالى – في "الأذكار": "فصل: قال النحاس: كره بعض العلماء أن يُقال: ما كان معي خلق إلا الله.
قلت: سبب الكراهة بشاعة اللفظ من حيث إن الأصل في الاستثناء أن يكون متصلاً وهو هنا محال، وإنما المراد هنا الاستثناء المنقطع؛ تقديره: ولكن كان الله معي، مأخوذ من قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}. وينبغي أن يُقال بدل هذا: ما كان معي أحد إلا الله سبحانه وتعالى" اهـ .
ما في الجبة إلا الله: هذه من تلاعب الشيطان بغلاة الطرقية التي انتهت ببعضهم إلى الحلول والاتحاد وبعضهم إلى دعْوى سقوط التكاليف عنه، ولهم من هذا الشطح الفاضح كثير، وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – مقامات عظيمة في كشف معتقداتهم الباطلة، وطرقهم الضالة، وأقوالهم الفاسدة.
ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثله: ههنا عبارتان جرتا من شيوخ كبار في حق أئمة أعلام: أُولاهما: ما كنت أظن أن الله خلق مثله. قالها سعيد بن المسيب لقتادة كما في "السير".
الثانية: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثله.
قيلت في حق الإمام الشافعي رحمه الله تعالى – وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى:
أما الأُولى: فلم يظهر فيها ما يحذر.
وأما الثانية: فمنذ وقفت عليها في ترجمة ابن تيمية عند عامة من ترجمة ينقلونها سلفاً وخلفاً وأنا أتطلب التخريج لها لمعنى يحسن الحمل عليه فلم يقع لي ذلك؛ لأن ظاهرها فيه إسراف غير مقبول، وإن صدرت من إمام في حق إمام، حتى وجدت السؤال عنها مسطراً في كتاب: "الإعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري" – م سنة 926 هـ ففيه ما نصه: "سئل عمن قال: إن الله تعالى ما بقي يخلق مثل الإمام الشافعي – رضي الله عنه – فقال له شخص: لا تقل ذلك فقدرته تعالى صالحة لأن يُسلم ذميّ ويشتغل بالعلم فيصير في درجة الإمام الشافعي أو أفضل. فمن المصيب منهما؟ وماذا يلزم المخطئ منهما؟ فأجاب: بأن قدرة الله تعالى صالحة لذلك، ولا شيء على الثاني بمجرد قوله لذلك، وكذا الأول؛ إذ ليس معنى كلامه أن قدرة الله تعالى لا تصلح لذلك، بل معناه أن خلق مثل الإمام الشافعي – رضي الله عنه – لا يقع نظراً لظاهر الحال، وإن كان وقوعه ممكناً. والله أعلم" ا هـ .
وعندي أن الأولى ترك العبارة الاُولى تأدباً، والمتعين ترك العبارة الثانية لما يحمله ظاهرها من معنى غير لائق، وإن صدرت من إمام معتبر، وقد علم من مدارك الشرع ترك العبارات المجملة، والكلمات الموهمة، والله أعلم.
مالي إلا الله وأنت: انظر: ما شاء الله وشاء فلان.
ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا:
هذه مقالة الدهريين كما حكاها الله عنهم، وأبطلها الله سبحانه ببراهين من كتاب الكريم.
ما يستأهل هذا:
ويُقال "ما يستحق هذا شراً" إذا كان بعضهم مريضاً أو مصاباً، وهذا اللفظ اعتراض على الله في حكمه وقضائه. وأمر المؤمن كله خير.
المبادئ الإسلامية: اشتهر في العالم أن المبادئ السائدة هي ثلاثة:
1- الإسلام.
2- الرأسمالية.
3- الشيوعية، ومنها الاشتراكية.
فإذا قيل: المبادئ؛ لا تنصرف إلا إلى الكتَّاب المسلمين، وكأنَّهم عشقوها لوفادتها أو لرشاقتها، ولهذا صاروا يعبرون عن القواعد الأساسية باسم "المبادئ الإسلامية" وهذا من الإطلاق الموهم، فيخشى أن تنسحب إلى أن تلك المذاهب "الرأسمالية. الشيوعية. الاشتراكية" هي مبادئ الإسلام.
ولهذا مانع الشيخ عبد العزيز البدري العراقي – رحمه الله تعالى – في كتابه: "حكم الإسلام في الاشتراكية " من هذه المواضعة فقال: "كثيراً ما تطلق كلمة مبادئ، ويراد بها القواعد الأساسية، وهذا إطلاق خاطئ، حيث إن المبادئ ثلاثة في العالم : الإسلام، والرأسمالية، والشيوعية، ومنها الاشتراكية. لذا كان من الخطأ أن يقال: المبادئ الإسلامية، وإنما يُقال: مبدأ الإسلام" اهـ .
المتحيز: إطلاقه على الله تعالى من ألفاظ المبتدعة.
متعنا الله بحياتك: قال الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى - : "مرادهم أن يبقيه ما دام حياً ، ولا يتبين لي فيه بأس" ا هـ .
وكان سفيان يكره أن يقول: أمتع الله بك. قال أحمد: لا أدري ما هذا؟
المتولي: وصف الله به، مضى في حرف الألف: الله متولٍّ على عباده.
مثل ورقة المصحف: مضى في حرف الكاف: كأن وجهه مصحف.
مثواه الأخير: انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد. يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون: "ثم دفن في مثواه الأخير" ونحوها.
ومعلوم أن "القبر" مرحلة بين الدنيا والآخرة، فبعده البعث ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: من الآية7].
ولذا فلو أطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفر المذكور؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها.
المثل الأعلى: قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ النحل:60] وفي سورة الروم: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ الآية27].
فالمثل الأعلى لله سبحانه وتعالى بالكمال، ولرسله بالبيان والبلاغة، ولهذا فإن مما يستنكر وصف الكتاب المعاصرين بعض الناس بأن لهم المثل الأعلى، بل المثل الأعلى لله سبحانه وتعالى. فليتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - : "العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع، ولا بقياس شمولي تستوي أفراده، فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء ... ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى" انتهى مختصراً.
المجاز: تقسيم اللفظ على حقيقة ومجاز: اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة.
ومن أقوال "الصابئة الفلاسفة" أن القرآن "مجاز" وحقيقته كلام النبي .
مُحِبُّ الله: التسمي بهذا، من طرائق الأعاجم، ولا عهد للعرب به، وبقدر ما فيه من التفاؤل ، ففيه تزكية، والله – تعالى – يقول: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [ النجم: من الآية32]. فالأولى بالمسلم ترك التسمية به.
محدث: قال الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الانبياء: من الآية2] أي أن الله تعالى تكلَّم بالقرآن بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه، وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك، ولم يزل سبحانه متكلماً إذا شاء.
فالقرآن محدث بهذا المعنى. أما تسمية المبتدعة له "محدثاً" بمعنى مخلوق فهذا باطل، لا يقول به إلا الجهمية والمعتزلة. فهذا الإطلاق بهذا الاعتبار لا يجوز. والله أعلم.
محمد الله: هذا تركيب أعجمي، مغرق في العجمة، والغلو في النبي ، كأن فيه محاكاة للنصارى في قولهم: "عيسى ابن الله" فلا تجوز التسمية به، ويجب تغييره.
وليس من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل: بيت الله، وناقة الله، وعبدالله، ونحوها، لما ذكر ، فتأمل؟؟
محمد "للاستغاثة": قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : "سُئِل القاضي عن مسائل عديدة وردت عليه من مكة وكان منها: ما تقول في قول الإنسان إذا عثر: محمد، أو: علي؟ فقال: إن قصد الاستعانة فهو مخطئ، لأن الغوث من الله تعالى، فقال: وهما ميتان فلا يصح الغوث منهما، ولأنه يجب تقديم الله على غيره" اهـ .
محمد أحمد: ونحو ذلك مما يُراد بالأول اسم الشخص "الابن" وبالثاني اسم أبيه. أي إسقاط لفظه "ابن" بين أعلام الذوات من الآدميين.
الجاري في لسان العرب، وتأيد بلسان الشريعة المشرفة إثبات لفظة "ابن" في جر النسب، لفظاً ورقماً، ولا يعرف في صدر الإسلام، ولا في شيء من دواوين الإسلام، وكتب التراجم وسير الأعلام حذفها البتة، وإنما هذا من مولدات الأعاجم، ومن ورائهم الغرب الأثيم، وكانت جزيرة العرب من هذا في عافية حتى غشاها ما غشَّى من تلكم الأخلاط، وما جلبته معها من أنواع العجمة، والبدع ، وضروب الردى، فكان من عبثهم في الأسماء إسقاط لفظة "ابن" وما كنت أظن أن هذا سيحل في الديار النجدية، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
محمد البادي: قال ابن كثير في ترجمة الفخر الرازي – م سنة 606 هـ : "وقامت عليه شناعات عظيمة بسبب كلمات كان يقولها مثل قوله: محمد البادي، يعني العرب، ويريد به النبي نسبة إلى البادية، وقال محمد الرازي يعني نفسه" اهـ .
ووصْفُ النبي بأنه بدوي مُناقضةٌ للقرآن الكريم فهو من حاضرة العرب لا من باديتها، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [ من الآية109] من سورة يوسف عليه السلام. وما يزال انعدام التوفيق يغْشى من في قلوبهم دخن.
ففي العقد التاسع بعد الثلاثمائة والألف نشر أحد الكاتبين من البادية الدارسين مقالاً صرح فيه بأن النبي من البادية. وقد ردَّ عليه الشيخ حمود بن عبد الله التويجري النجدي برسالة سمَّاها: "منشور الصواب في الرد من زعم أن النبي من الأعراب". والله أعلم.
محمد رسول الله: ذكرها بعد التسمية عند الذكاة، لا أصل له في المرفوع، وكرهه مالك، بل كره أن يقول مع التسمية: صلى الله على رسول الله.
محمدية: في كتاب "الفكر الخوالد": "وقد سمي الدِّين الذي دعا إليه النبي دين الإسلام، ولهذا التسمية بدورها مغزى ينطوي على معنى الدخول في الإسلام، ويسمى معتنق هذا الدِّين مسلماً، والمسلم: أي الرجل الذي اهتدى للإسلام. أما التسمية بـ "محمدي" و"محمدية" فلم تكن في يوم من الأيام سائدة ولا مستساغة لدى أتباع هذا الدين" ا هـ . إذاً: فالتوقي من هذا الإطلاق مناسبة. وانظر في حرف الألف من الفوائد: الأمة المحمدية.
المحو: قال الذهبي – رحمه الله تعالى – في ترجمة "كُرْزٍ الزاهد": قلت: هكذا كان زهاد السلف وعبَّادهم، أصحاب خوف وخشوع، وتعبُّد وقنوع، ولا يدخلون في الدنيا وشهواتها، ولا في عبارات أحدثها المتأخرون من: الفناء، والمحو، والاصطلام، والاتحاد، وأشباه ذلك ، مما لا يسوغه كبار العلماء، فنسأل الله التوفيق، والإخلاص، ولزوم الاتباع" انتهى.
محيي الدين: قال أحمد بن فرح اللخمي الإشبيلي: "وصح عن النووي أنه قال: لا أجعل في حل من لقبني محي الدين" اهـ .
المخرج: تسمية الله به خطأ محض.
مخرب: من أسماء بعض الأعراب؛ تفاؤلاً – زعموا – ليخرب على الأعداء.
وهو اسم مستهجن، مستقبح، فيجب تغييره، كما غيّر النبي نحوه من الأسماء المستكرهة للنفس.
مدينة السلام: بين النووي رحمه الله تعالى – كراهة السلف تسمية: "بغداد" بذلك.
مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم وأعلم: هذه من أقوال المتأخرين الذين لم ينعموا بمذهب السلف في الاعتقاد، ولم يقدر لهم قدرهم، والسلفي يقول: مذهب السلف: أسلم وأحكم وأعلم.
المرحوم: قال محمد سلطان المعصومي الخجندي – رحمه الله تعالى في رسالته: "تنبيه النبلاء من العقلاء إلى قول حامد الفقي: إن الملائكة غير عقلاء" (ص55): "فقوله – أي حامد الفقي – في حق والده: "المرحوم" بصيغة المفعول، والحكم القطعي مخالف للسنة، وما أجمع عيله سلف الأمة، من أنه لا يجزم لأحد بعينه بأنه مغفور أو مرحوم، أو بأنه معذَّب في القبر والبرزخ والقيامة، كما أنه لا يجوز ولا يشهد لأحد بعينه لا بالجنة ولا بالنار إلا من ثبت الخبر فيه عن رسول الله ........ ".
وقال الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى - : "بل يقول : الله يرحمه ، لأنه لا يدري" اهـ .
المرض الملعون: هذا من تسخط أقدار الله المؤلمة، ومن أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيْرِهِ، وشرِّهِ، وصفة المسلم: الرضا بعد القضاء، وأمر المسلم كله خير، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له.
قلت: ومنه قول الناس عن السرطان مرض خبيث أنكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لأن المرض كفارة للذنوب والمعاصي , فكيف يقال خبيث .
المريد: المريد: هو المتجرد عن إرادته. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – وتقسيم السائرين إلى الله، إلى: طالب، وسائر، وواصل، وإلى مريد، ومراد، تقسيم فيه مساهلة، لا تقسيم حقيقي، فإن الطلب، والسلوك، والإرادة، لو فارق العبد؛ لا نقطع عن الله بالكلية"اهـ .
وعلَّق عليه محقق الكتاب الشيخ محمد حامد الفقي – رحمه الله تعالى – فقال: "بل تقسيم على غير ما قسَّم الله في كتابه وعلى لسان رسوله أهدى السالكين، وأكرم الواصلين إلى مرضاة ربه في الدنيا والآخرة " اهـ .
المُزيِّن: تسمية الحلاَّق به: الزينة: ما يُتزيَّنُ به، والزَّين: ضِدُّ الشَّين، وبما أن الرجل يزيل ما أذن الشرع بإزالته من شعر الرأس والشارب فإن بعض الممتهنين هذه الحرفة سُمِّي بالمزين.
ولا أرى فيه بأساً، لكن إن كان الحلاق يحترف حلق اللحى فلا يجوز تسميته بالمزين؛ لأن اللحية زينة وكرامة للرجال، وفي الأثر: "والذي زيَّن الرجال باللحى!" والله أعلم.
مسجد بني فلان: لا بد هنا من ذكر كلمة جامعة في تسمية المساجد، ما يجوز منها، وما لا يجوز ؛ لشدة الحاجة إليها ، فأقول: "إن المساجد قد حصل بالتتبع وجود تسميتها على الوجوه الآتية وهي:
أولاً: تسمية المسجد باسم حقيقي، كالآتي:
1- إضافة المسجد إلى من بناه، وهذا من إضافة أعمال البر إلى أربابها، وهي إضافة حقيقية للتمييز، وهذه تسمية جائزة ومنها: "مسجد النبي " ويُقال: "مسجد رسول الله ".
2- إضافة المسجد إلى من يصلي فيه، أو إلى المحلة، وهي إضافة حقيقية للتمييز فهي جائزة ومنها: "مسجد قباء" و "مسجد بني زريق"، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – في حديث المسابقة إلى مسجد بني زريق. "ومسجد السوق". كما ترجم البخاري – رحمه الله – بقوله: "باب العلماء في مسجد السوق".
3- إضافة المسجد إلى وصف تميز به مثل: "المسجد الحرام" و"المسجد الأقصى" كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [ الاسراء: من الآية1]. وفي السنة ثبت عن النبي من وجوه متعددة : "لا تعمل المطي إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام. والمسجد الأقصى. ومسجدي هذا". ومنه: "المسجد الكبير". وقد وقع تسمية بعض المساجد التي على الطريق بين مكة والمدينة باسم: "المسجد الأكبر" . كما في "صحيح البخاري"، ومثله يُقال: "الجامع الكبير".
ثانياً: تسمية المسجد باسم غير حقيقي لكي يتميز ويعرف به. وهي ظاهرة منتشرة في عصرنا؛ لكثرة بناء المساجد وانتشارها ولله الحمد في بلاد المسلمين، في المدينة وفي القرية، بل في الحي الواحد، فيحصل تسمية المسجد باسم يتميز به، واختيار إضافته إلى أحد وجوه الأُمة وخيارها من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم من التابعين لهم بإحسان، مثل: "مسجد أبي بكر رضي الله عنه" ، "مسجد عمر رضي الله عنه"، وهكذا للتعريف، فهذه التسمية لا يظهر بها بأس، لاسيما وقد عُرف من هدي النبي تسميته: سلاحه، وأثاثه، ودوابه، وملابسه، كما بينها ابن القيم – رحمه الله تعالى – في أول كتاب "زاد المعاد" .
وإن استغني عنها بالتمييز بالرقم فهو أولى، مثل: "المسجد رقم 1 في حي كذا".
ثالثاً: تسمية المسجد باسم من أسماء الله تعالى مثل: "مسجد الرحمن" ، "مسجد القدوس"، "مسجد السلام"، ومعلوم أن الله سبحانه قال وقوله الفصل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [ الجـن:18]. فالمساجد جميعها لله تعالى بدون تخصيص، فتسمية مسجد باسم من أسماء الله ليكتسب العلمية على المسجد أمر محدث لم يكن عليه من مضى، فالأولى تركه. والله الهادي إلى سواء السبيل" انتهى.
قال البخاري – رحمه الله – في "صحيحه": "باب: هل يُقال: مسجد بني فلان؟".
ساق بسنده عن ابن عمر – رضي الله عنهما - : "أن رسول الله سابق بين الخيل التي أُضمرت من الحيفاء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمَّر من الثنية إلى مسجد بني زُريق. وأن ابن عمر كان فيمن سابق بها".
ومن كلام ابن حجر على هذا الحديث يستفاد أن الجمهور على الجواز، والخلاف للنخعي فيما رواه ابن أبي شيبة عنه: أنه كان يكره أن يقول: مسجد بني فلان، ويقول: مصلى بني فلان؛ لقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}.
وجوابه: أن الإضافة في مثل هذا إضافة تمييز لا تمليك. والله أعلم.
المسامرة: المسامرة في اصطلاح الصوفية هي: خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار والغيوب. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى : "المسامرة لفظ مجمل ولم يرد في السنة، والأولى العدول عنه إلى لفظ المناجاة"اهـ .
المسيح ابن الله وعزير ابن الله: قال الله تعالى في سورة التوبة مشدداً النكير على اليهود والنصارى فرط جهلهم وكذبهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة:30].
وكتب التفسير طافحة في جمع النصوص في هذا وبيانها، ومن أهم ما في ذلك كتاب: "الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - . المسيحيون: مضى في حرف الألف: إسرائيليون.
المَسِيخُ: قال ابن العربي – رحمه الله تعالى – في : " كتاب القبس": (3/1106 – 1107): "تنبيه على وهم وتعليم على جهل: رواه بعضهم "المسيخُ" بخاءٍ معجمةٍ على معنى فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو تغير الخلقةِ المعتادة، وكأنه بجهله كره أن يشترك مع عيسى ابن مريم في الاسم والصفةِ ، فأراد تغييره وليس يلزم من الاشتراك في الحالات الاشتراك في الدرجات، وقد بيَّنا ذلك في شرحِ الحديث ، بل أغرب من ذلك أنه لا يضر الاشتراك في المحاسِن والهيئات. وقد جاء آخر بجهالةٍ أعظم من الأولِ فقال: إنه مسيِخٌ بتشديد السينِ والخاء المعجمة، فجاء لا فقه ولا لغة كما قيل في الأمثالِ: "لا عقل ولا قرآن" ؛ لأن فعيل من أبنية أسماء الفاعلين ومسيح من معاني المفعولين، وهما ضدان، والله أعلم. فأما صفة النبي فأرجأناها لعظمها، وتركناها لمن يطلبها في شرحِ الحديث، فإنها موعبة فيه ولم يستوعبه أحد كاستيعاب هند بن أبي هالة، وهو جزءٌ مجموع، فلينظر هنالك أيضاً" انتهى.
مشبهة: من نبز أهل الفرق لأهل السنة والجماعة الذين يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه على الوجه اللائق بجلاله وكماله. وفي تفنيد هذا اللقب اعتنى الشيخان ابن تيمية وابن القيم – رحمهما الله تعالى – في رده وبطلانه.
المشرع: في مادة "شرع" من كتب اللغة مثل: "لسان العرب"، و"القاموس"، وشرحه و"تاج العروس": أن الشارع في اللغة هو العالم الرباني العامل المعلم، وقاله ابن الأعرابي، وقال الزبيدي أيضاً في تاج العروس: "ويطلق عليه لذلك، وقيل: لأنه شرع الدين أي أظهره وبينه" اهـ .
المشرك لا تشمل الكتابي: هذا غلط قبيح، وقد دعتْ إليه في عصرنا" منظمة مجمع الأديان السماوية " – رد الله كيدهم عليهم - والأدلَّة على شرك اليهود والنصارى، وكفرهم أكثر من أن تُحصر منها: قوله : "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ... " الحديث: دلالة على إطلاق لفظ "المشرك" على أهل الكتاب فإنهم هم المعنيون بهذا الحديث.
ولشيخنا العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي المتوفى سنة " 1393 هـ " – رحمه الله تعالى – فتوى مفصَّلة مُدلَّلة في شمول لفظ المشركين: أهل الكتاب، مع جواب على سؤالين آخرين: عن مقر العقل من الإنسان، وهل يجوز دخول الكافر مساجد الله غير المسجد الحرام؟
مصيحف: قال ابن المسيب – رحمه الله تعالى – : "لا تقولوا : مصيحف ولا مُسيجد، ما كان الله فهو عظيم حسن جميل". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (5/ 137)، والذهبي في "السير" (4/338).
وقاعدة الباب كما ذكرها أبو حيان – رحمه الله تعالى - : "لا تُصغِّرْ الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعاً، نحو أسماء الباري تعالى، وأسماء الأنبياء – صلوات الله عليهم - وما جرى مجرى ذلك؛ لأن تصغير ذلك غض لا يصدر إلا عن كافر أو جاهل" انتهى ... إلى أن قال : "وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم".
مطرنا بنوء كذا: عن زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا. فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" [متفق عليه].
مطعم الحمد لله: ومثله: ملحمة بسم الله، ومطعم التوكل على الله. ونحوها، لا تجوز؛ لما فيها من الاستهانة بالذكر العظيم، وبُعْدُ اللياقة والأدب مع هذا الأذكار الشريفة بوضعها لغير ما وضعت له، ومن ثم توظيفها لأغراض دنيوية، وهذا غير ما شرعت له.
المعاملة: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم: في مبحث كيد الشيطان لآدم وجوابه، عند قوله تعالى: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ}[الأعراف: من الآية20] : "يُقال: كيف أطمع عدُوُّ الله آدم – عليه والسلام – أن يكون بأكله من الشجرة من الملائكة، وهو يرى الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وكان آدم – عليه السلام – أعلم بالله، وبنفسه، وبالملائكة، من أن يطمع أن يكون منهم بأكله ، ولاسيما مما نهاه الله – عز وجل – عنه: فالجواب: أن آدم وحواء - عليهما السلام- لم يطمعا في ذلك أصلاً، وإنما كذبهما عدو الله وغرَّهما، وخدعهما، بأن سمَّى تلك الشجرة شجرة الخلد ، فهذا أول المكر والكيد.
ومنه ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تُحب النفوس مسمياتها ، فسموا الخمر: أم الأفراح. وسموا أخاها بلقيمة الراحة. وسموا الربا بالمعاملة. وسموا المكس بالحقوق السلطانية. وسموا أقبح الظلم وأفحشه: شرع الديوان. وسموا أبلغ الكفر، وهو جحد صفات الرب: تنزيهاً. وسموا مجالس الفسوق: مجالس الطيبة.
فلما سماها: "شجرة الخلد" قال: ما نهاكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تأكلا منها، فتخلدا في الجنة، ولا تموتا، فتكونا مثل الملائكة الذين لا يموتون.." إلى آخر كلامه – رحمه الله تعالى - .
وانظر: إلى تقلب المرابين، بأنواع الحيل، فبالأمس يسمون : "الربا": معاملة. و"المكس": شرع الديوان – كما يأتي في حرف الشين – وفي عصرنا يسمون: "الميسر": اليانصيب، بل هو شرُّ منه، كل هذا؛ لإبعاد المفاهيم عن حقيقة ما حرمه الله و رسوله .
المعبود واحد وإن كانت الرق مختلفة: هذه مقولات دعاة "مجمع الأديان" في القديم، والحديث، فهي تتضمن أن الديانة النصرانية، واليهودية، المبدلتين المنسوختين موصلتان إلى الله تعالى، وهذا عين الكفر، والضلال، فدين الإسلام ناسخ لجميع الأديان. وهو من المعلوم من الدين بالضرورة.
المُعْتنِي: ليس من أسماء الله – تعالى – فيجب على من سمى باسم: "عبد المعتني "أن يغيره إلى: "عبد الغني" مثلاً.
المعدوم شيء: قال ابن تيمية: "هذا من أفسد ما يكون ..... " انتهى.
معرفة الله: بسط ابن القيم – رحمه الله تعالى – في : "مدارج السالكين" منزلة المعرفة، مبيناً حقيقتها، والفروق بينها وبين العلم ... وفي "بدائع الفوائد" عقد فائدة بديعة ذكر فيها حقيقة العلم والمعرفة، ثم قال: "إذا عرف هذا فقال بعض المتكلمين: لا يضاف إلى الله سبحانه إلا العلم لا المعرفة؛ لأن علمه متعلق بالأشياء كلها مركبها ومفردها تعلقاً واحداً بخلاف علم المحدثين، فإن معرفتهم بالشيء المفرد وعلمهم به غير علمهم ومعرفتهم لشيء آخر. وهذا بناء منه على أن الله تعالى يعلم المعلومات كلها بعلم واحد، وأن علمه بصدق رسول الله هو عين علمه بكذب مسيلمة.
المعظم: في جواب لشيخ مشايخنا العلامة محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – كما في "فتاويه" (1/118) قال: "لا ينبغي قول المخلوق للمخلوق: "يا معظم" مواجهة؛ لما فيها من إساءة الأدب" اهـ . وفيها أيضاً: (1/206) في تقرير له لما سُئِل عن لفظ: "جلالة الملك المعظم" قال: "لا يظهر لي أن فيهما بأساً ؛ لأن له جلالة تناسبه" اهـ.
المعلم الأول: إطلاقه على واضع المنطق: أرسطو. ومنع هذا الإطلاق عليه.
المغفور له: انظر في حرف الميم: المرحوم.
المفتي الأكبر: كان الشيخ محمد ابن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب المشرّفي الوهيبي التميمي – رحم الله الجميع – المولود في 17 محرم عام 1311 هـ في الرياض، المتوفى في 14/ 9/ 1389 هـ في الرياض – منذ وفاة عمه شيخه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف خلفه على التدريس من عام 1339 هـ ، تولى عدة مناصب وجمع بين عدد من الأعمال قلّ أن تجتمع لغيره بل لا يعرف من قام بها في تاريخ هذه البلاد سواه، منها: أنه مفتي هذه البلاد، ورئيس القضاة، فصار أهل العلم من هذه البلاد وسائر الأقطار يلقبونه في مخاطباتهم بالمفتي الأكبر.
وكان – رحمه الله تعالى – لا يلقب نفسه بذلك ولا يرغب أن يلقبه أحد بذلك بل يكرهه وقد نبه على ذلك في عدة مناسبات. وقد سُئِل – رحمه الله تعالى – عن ذلك فأجاب بأنه لم يظهر له فيه ما نع شرعي. وكان الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – قد قرر في كتابه "نقض المباني" المنع من هذا اللقب. والله أعلم.
وهذا اللقب كان جارياً نحوه في حق أئمة أعلام من أعلام يدققون في الكلام، ومنه ما قاله الذهبي في "السير" (7/ 309) في ترجمة ابن الماجشون: "الإمام المفتي الكبير" اهـ .
مفاتيح الغيب: سمى الفخر الرازي تفسيره بذلك، وفي تعقبها وغيرها من أسماء بعض المؤلفات، يقول السكوني – رحمه الله تعالى – : "ويقع في تسمية الكتاب، أسماءٌ غير جائزة، مثل تسمية بعض الكتب: "الإسرى". وتسمية بعضها : "المعارج". وهذا يوهم أن المصنِّف سُري به إلى السماء، فوجب منعه؛ لكونه يشير إلى مزاحمة النبي في ذلك. ومن ذلك تسمية بعضها: "مفاتيح الغيب". وتسمية بعضها: "الآيات البينات"؛ لأن ذلك يُوهم المشاركة فيما أنزله الله على نبيه، قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}.
وكذلك يوهم تسمية كتابه: "مفاتيح الغيب" المشاركة فيما عند الله تعالى، قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}.
فليجتنب هذه التسميات، وما شاكلها من الموهمات" انتهى.
مقبل: عن جابر قال: أراد النبي أن ينهى أن يسمى الغلام بمقبل وببركة ... الحديث. رواه مسلم.
مُقْسِم: في ترجمة: مسلم بن خيشنة: كان اسمه "مقسم" فسمَّاه النبي : "مسلماً" ويأتي في: مِيسم.
الملائكة خدم أهل الجنة: في كتاب: "الحبائك في أخبار الملائك" للسيوطي: (ص156، 204) ذكر – رحمه الله تعالى – مبحثاً في المفاضلة بين بني آدم والملائكة، وفي (ص202) قال: "والملائكة خدم أهل الجنة" وقد رد محققه: الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري هذه المقولة وأنه لا دليل يبيح إطلاقها، وردها من أربعة وجوه. والله أعلم.
ملك الأملاك، ملك الملوك: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في تحفة المودود: "ومن المحرم: التسمية بملك الملوك، وسلطان السلاطين، وشاهنشـاه.
فقد ثبت في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمَّى: ملك الملوك". وفي رواية: أخنى – بدل: أخنع. وفي رواية لمسلم: "أغيظ رجل عند الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يُسمَّى: ملك الأملاك، ولا ملك إلا الله".
ملك الروم، وإنما يُقال: عظيم الروم: في "التراتيب الإدارية" قال: "احتياطه في مكاتبه الرسمية: قال الشيخ زروق في حواشيه على الصحيح: إنما قال في كتابه لهرقل: عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم؛ لئلا يكون تقريراً لملكه. اهـ .
وقال الخفاجي في شرح الشفا: "وقال : عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم، ولا ملك القبط؛ لأنه لا يستحق ذلك العنوان إلا من كان مسلماً، ومع ذلك فلم يخل بتعظيمهما تلييناً لقبيهما في أول الدعوة إلى الحق" اهـ .
من أسماء الرحيم: قاعدة أسماء الله الحسنى أن لفظ "الله" هو الاسم الجامع لمعاني أسماء الله الحسنى كلها، ما عُلِم منها وما لم يُعلم؛ ولذلك يقال في كل اسم من أسمائه الكريمة: "هو من أسماء الله، ولا ينعكس"، ولهذا لم يأت في القرآن الكريم الإسناد لأي من أسماء الله – سبحانه – إلا للفظ الجلالة: "الله" و"الرحمن". فلا نقول في اسمه – سبحانه – "الرحمن": هو من أسماء الرحيم، وهكذا ولكن نقول: هو من أسماء الله تعالى. ولهذا فإن إضافة المساجد وتسمية "بيوت الله" إلى اسم من أسماء الله سبحانه فيه ما فيه ، فلا يقال: "مسجد الرحمن". وقد رأيت عام 1410هـ في مدينة النبي على ساكنها أفضل الصلاة والسلام – مسجداً سمي بذلك، وهذا ما لا نعرفه له سلفاً فالمساجد لله. والمساجد بيوت الله. ولو جازت هذه التسمية لقلنا: مسجد الجبار. مسجد المتكبر، وهكذا، ولا قائل به بل هو مُحدث.
من أين أقبلت: قال البخاري في "الأدب المفرد": "باب هل يقول: من أين أقبلت؟ وذكر بسنده عن مجاهد قال: كان يكره أن يحدَّ الرجل النظر إلى أخيه، أو يتبعه بصره إذا قام من عنده أو يسأله: من أين جئت، وأين تذهب؟"اهـ .
والنهي هنا، ليس لذات اللفظ، ولكنه من حُسن الأدب تركه؛ لأن هذا السؤال من غزيرة حُب الاستطلاع عما لا يعني المرء.
من بكى على هالك خرج عن طريق أهل المعارف: هذه من أقوال الصوفية، في البكاء على الميت، وقد ثبت في السنة البكاء على الميت إلى ثلاثة أيام، وقد بكى النبي على: عثمان بن مظعون ، وبكى على ابنه إبراهيم – عليه السلام - .
وقد ساق ابن الجوزي – رحمه الله تعالى – مقالة المتصوفة هذه، وبين أنها من تلبيس إبليس عليهم، في مناهضتها للأحاديث المجيزة للبكاء على الميت. والله أعلم.
مِنْ زمزم: درج بعض القاطنين في الحرمين الشريفين، على الدعاء لمن يتوضأ للصلاة بعد الفراغ من وضوئه بقوله: مِنْ زمزم. ولعلَّه يراد الدعاء بأن يتمتع بشرب ماء زمزم.
وهذا لا أصل له، وترتيب دعاء لا يثبت عن المعصوم من المحدثات فتنبه. والله أعلم.
ثم رأيت بعد هذا التقييد في كتاب: ردود على أباطيل للشيخ محمد الحامد – رحمه الله تعالى – فقال: "إنه ممنوع قطعاً " اهـ . والله أعلم .
من عرف نفسه فقد عرف ربه: من الغرائب أن هذا اللفظ لا أصل له عن النبي ، ولا عن أحد من الصحابة – رضي الله عنهم - ، وأنكره الأئمة، منهم: أبو المظفر ابن السمعاني، والنووي، وابن تيمية، ونهاية ما بلغ به بعضهم أنه يحكى عن: يحيى بن معاذ الرازي، ومع هذا أُلفت في معناه الرسائل، وجالت في تأويله أنظار الطريقة، وجعلوه من أحاديث خير البرية، وحاشاه. ومن الرسائل المطبوعة في معناها: "القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربَّه" للسيوطي – رحمه الله تعالى – فقد ذكر عدم ثبوته، ثم ذكر اختلاف الناس في معناه.
والخلاصة: أنه حديث لا يثبت، فلا حاجة إلى البحث عن معناه. والله أعلم.
من علمني حرفاً صرت له عبداً: رُوي : "منْ علَّمك آية من كتاب الله، فكأنما ملك رِقَّك، إن شاء باعك، وإن شاء أعتقك" وهو موضوع.
وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – عن هذا فأنكره، وشدَّد النكير على من اعتقده؛ لمخالفته إجماع المسلمين.
منفرد: لا يقال: الله منفرد. قال العسكري – رحمه الله تعالى – في : "الفروق اللغوية": "الفرق بين الواحد والمنفرد: أن المنفرد يفيد النخلي والانقطاع عن القرناء؛ ولهذا لا يقال لله – سبحانه وتعالى - : منفرد، كما يقال: إنه متفرد.
ومعنى: "المتفرد" في صفات الله – تعالى- : المتخصص بتدبير الخلق وغير ذلك مما يجوز أن يتخصص به من صفاته، وأفعاله" انتهى.
من لا شيخ له فشيخه الشيطان: من كلمات الصوفية الشيطانية ونصها في: رحلة الآلوسي - رحمه الله تعالى.
من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "الزاد" في سياق هديه في حفظ المنطق واختيار الألفاظ: "ومن هذا قوله للخطيب الذي قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى: "بئس الخطيب أنت" اهـ .
وهذا الحديث رواه مسلم في كتاب الجمعة، وأبو داود في كتاب الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، وأحمد في "مسنده" (4/256، 379) بإسناده عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله : "بئس الخطيب أنت؛ قل: ومن يعص الله ورسوله" اهـ . فثبت من هذا صحة حديث المنع بهذا اللفظ "ومن يعصهما" وأنه يُقال: "ومن يعصِ ورسوله فقد غوى" وضعف رواية أبي داود في الجمع بينهما باللفظ المنهي عنه، وبهذا تجتمع السنن وينتفي ما ظاهره التعارض. والله أعلم.
وعلى القول بصحة رواية ابن مسعود في حديث الحاجة، ونحوه حديث أنس بلفظه : "ومن يعصهما " فهذا من خصائصه فيجوز له ذلك دون من سواه، فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام التسوية. بخلاف غيره فاقتضى التخصيص كما في حاشية السندي على "سنن النسائي" نقلاً عن العز بن عبد السلام. والله أعلم.
مناة: اسم صنم في الجاهلية، مأخوذ من اسم الله: المنان.
المنتقم: ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى، وإنما جاء في القرآن مقيداً في آيات، منها قوله: تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [ المائدة: من الآية95]. وقوله سبحانه: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}[ الدخان:16]. مهاراج: انظر في: حرف الميم: ملك الملوك. فهذه اللفظة معناها بالفارسية: شاهنشاه، وبالهندية: مهاراج. كما قرره صديق – رحمه الله تعالى – في كتابه: "الدين الخالص".
المهرجان: للفرس عيدان:
1- النيروز.
2- المهرجان – بكاف معقودة تنطق بين الكاف والجيم – ويوافق السادس عشر من شهر "مهر" وذلك عند نزول الشمس أول الميزان. ومدته لديهم ستة أيام. ولهذا فإن إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين، من مواطن النهى الجلي. والله أعلم.
مهندس الكون: مضى في حرف القاف: قوة خفية.
موبذ موبذان: يعني في لغة العجم بمعنى: قاضي القضاة.
قال مسلم بن يسار: لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبذ موبذان، يعني: قاضي القضاة.
الموحدون: هذا اللفظ لا ينصرف عند الإطلاق إلا على السلف، أهل السنة والجماعة الذين وحَّدوا ربهم، ولم يشركوا به شيئاً في ربوبيته ولا في أُلوهيته ولا في أسمائه وصفاته.
وقد تسمِّى به بعض أهل الفرق الضالة:
1- تسمية المعتزلة بالموحدين.
2- وتسمية الدروز بالموحدين.
وفي إطلاقه عليهما تضليل، للاشتراك اللفظي. ولعدم صدق الاسم عليهما ..
مولانا: مخاطبة الكافر بها.
المولى: قال النووي في "الأذكار": "قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه "صناعة الكتاب": "أما المولى فلا نعلم اختلافاً بين العلماء أنه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين: مولاي.
قلت – أي النووي - : وقد تقدم في الفصل السابق جواز إطلاق مولاي، ولا مخالفة بينه وبين هذا، فإن النحاس تكلم في المولى بالألف واللام. وكذا قال النحاس: يقال سيد لغير الفاسق. ولا يقال: السيد، بالألف واللام، لغير الله تعالى. والأظهر أنه لا بأس بقوله: المولى، والسيد بالألف واللام بشرطه السابق" اهـ . وشرطه السابق: أن لا يقولهما لفاسق أو متهم في دينه، ونحوه ذلك. كما قال شارحها.
مِيْزاب الرحمة: تسمية : " ميزاب الكعبة "بذلك، لا أعرف لها أصلاً في السنة، ولا في المأثور عن السلف.
(م)
ما أجرأ فلاناً على الله: روى الآجري في: "الشريعة" بسنده إلى عبدالله بن حُجْرٍ، قال: "قال عبد الله بن المبارك – يعني لرجل سمعه يقول: ما أجرأ فلاناً على الله - : لا تقل: ما أجرأ فلاناً على الله، فإن الله – عز وجل – أكرم من أن يجترأ عليه، ولكن قُل: ما أغرّ فلاناً بالله. قال: فحدثت به أبا سليمان الدارني، فقال: صدق ابن المبارك، الله – عز وجل – أكبر من أن يجترأ عليه، ولكنهم هانوا عليه، فتركهم ومعاصيهم، ولو كرموا عليه لمنعهم منها" انتهى.
ما أنزل الله على بشر من شيء: هذا من كلام الكافرين بالرسل، فإن من آمن بهم آمن بما أُنزل عليهم، ومن كفر بهم كفر بما أُنزل عليهم. قال الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام:من الآية91]. وقد أبطل الله مقالتهم، ورد عليهم، ضلالهم وكفرهم.
ما ترك الأول للآخر شيئاً: قيل: لا كلمة أضر بالعلم، والعلماء، والمتعلمين، منها. وصوابها: "كم ترك الأول للآخر".
وقالوا: لا كلمة أخص على طلب العلم من القول المنسوب لعلي بن أبي طالب : "قيمة كل امرئ ما يحسنه".
ما شاء الله وشاء فلان:عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال رجل للنبي r: ما شاء الله وشئت، قال: "أجعلتني لله نداً، قل ما شاء الله وحده". أخرجه أحمد، وابن ماجه، والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهم.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "كتاب الروح" له: "والفروق بين تجريد التوحيد، وبين هضم أرباب المراتب: أن تجريد التوحيد أن لا يعطى المخلوق شيئاً من حق الخالق وخصائصه؛ فلا يعبد، ولا يصلى له – إلى قوله - : لا يساوى برب العالمين في قول القائل: ما شاء الله وشئت. وهذا منك ومن الله. وأنا بالله وبك. وأنا متوكل على الله وعليك. والله لي في السماء وأنت لي في الأرض. وهذا من صدقاتك وصدقات الله. وأنا تائب إلى الله وإليك. وأنا في حسب الله وحسبك .... " اهـ.
ما كان معي خلق إلا الله: قال النووي – رحمه الله تعالى – في "الأذكار": "فصل: قال النحاس: كره بعض العلماء أن يُقال: ما كان معي خلق إلا الله.
قلت: سبب الكراهة بشاعة اللفظ من حيث إن الأصل في الاستثناء أن يكون متصلاً وهو هنا محال، وإنما المراد هنا الاستثناء المنقطع؛ تقديره: ولكن كان الله معي، مأخوذ من قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}. وينبغي أن يُقال بدل هذا: ما كان معي أحد إلا الله سبحانه وتعالى" اهـ .
ما في الجبة إلا الله: هذه من تلاعب الشيطان بغلاة الطرقية التي انتهت ببعضهم إلى الحلول والاتحاد وبعضهم إلى دعْوى سقوط التكاليف عنه، ولهم من هذا الشطح الفاضح كثير، وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – مقامات عظيمة في كشف معتقداتهم الباطلة، وطرقهم الضالة، وأقوالهم الفاسدة.
ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثله: ههنا عبارتان جرتا من شيوخ كبار في حق أئمة أعلام: أُولاهما: ما كنت أظن أن الله خلق مثله. قالها سعيد بن المسيب لقتادة كما في "السير".
الثانية: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثله.
قيلت في حق الإمام الشافعي رحمه الله تعالى – وشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى:
أما الأُولى: فلم يظهر فيها ما يحذر.
وأما الثانية: فمنذ وقفت عليها في ترجمة ابن تيمية عند عامة من ترجمة ينقلونها سلفاً وخلفاً وأنا أتطلب التخريج لها لمعنى يحسن الحمل عليه فلم يقع لي ذلك؛ لأن ظاهرها فيه إسراف غير مقبول، وإن صدرت من إمام في حق إمام، حتى وجدت السؤال عنها مسطراً في كتاب: "الإعلام والاهتمام بجمع فتاوى شيخ الإسلام زكريا الأنصاري" – م سنة 926 هـ ففيه ما نصه: "سئل عمن قال: إن الله تعالى ما بقي يخلق مثل الإمام الشافعي – رضي الله عنه – فقال له شخص: لا تقل ذلك فقدرته تعالى صالحة لأن يُسلم ذميّ ويشتغل بالعلم فيصير في درجة الإمام الشافعي أو أفضل. فمن المصيب منهما؟ وماذا يلزم المخطئ منهما؟ فأجاب: بأن قدرة الله تعالى صالحة لذلك، ولا شيء على الثاني بمجرد قوله لذلك، وكذا الأول؛ إذ ليس معنى كلامه أن قدرة الله تعالى لا تصلح لذلك، بل معناه أن خلق مثل الإمام الشافعي – رضي الله عنه – لا يقع نظراً لظاهر الحال، وإن كان وقوعه ممكناً. والله أعلم" ا هـ .
وعندي أن الأولى ترك العبارة الاُولى تأدباً، والمتعين ترك العبارة الثانية لما يحمله ظاهرها من معنى غير لائق، وإن صدرت من إمام معتبر، وقد علم من مدارك الشرع ترك العبارات المجملة، والكلمات الموهمة، والله أعلم.
مالي إلا الله وأنت: انظر: ما شاء الله وشاء فلان.
ماهي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا:
هذه مقالة الدهريين كما حكاها الله عنهم، وأبطلها الله سبحانه ببراهين من كتاب الكريم.
ما يستأهل هذا:
ويُقال "ما يستحق هذا شراً" إذا كان بعضهم مريضاً أو مصاباً، وهذا اللفظ اعتراض على الله في حكمه وقضائه. وأمر المؤمن كله خير.
المبادئ الإسلامية: اشتهر في العالم أن المبادئ السائدة هي ثلاثة:
1- الإسلام.
2- الرأسمالية.
3- الشيوعية، ومنها الاشتراكية.
فإذا قيل: المبادئ؛ لا تنصرف إلا إلى الكتَّاب المسلمين، وكأنَّهم عشقوها لوفادتها أو لرشاقتها، ولهذا صاروا يعبرون عن القواعد الأساسية باسم "المبادئ الإسلامية" وهذا من الإطلاق الموهم، فيخشى أن تنسحب إلى أن تلك المذاهب "الرأسمالية. الشيوعية. الاشتراكية" هي مبادئ الإسلام.
ولهذا مانع الشيخ عبد العزيز البدري العراقي – رحمه الله تعالى – في كتابه: "حكم الإسلام في الاشتراكية " من هذه المواضعة فقال: "كثيراً ما تطلق كلمة مبادئ، ويراد بها القواعد الأساسية، وهذا إطلاق خاطئ، حيث إن المبادئ ثلاثة في العالم : الإسلام، والرأسمالية، والشيوعية، ومنها الاشتراكية. لذا كان من الخطأ أن يقال: المبادئ الإسلامية، وإنما يُقال: مبدأ الإسلام" اهـ .
المتحيز: إطلاقه على الله تعالى من ألفاظ المبتدعة.
متعنا الله بحياتك: قال الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى - : "مرادهم أن يبقيه ما دام حياً ، ولا يتبين لي فيه بأس" ا هـ .
وكان سفيان يكره أن يقول: أمتع الله بك. قال أحمد: لا أدري ما هذا؟
المتولي: وصف الله به، مضى في حرف الألف: الله متولٍّ على عباده.
مثل ورقة المصحف: مضى في حرف الكاف: كأن وجهه مصحف.
مثواه الأخير: انتشرت هذه العبارة في زماننا على ألسنة المذيعين وبأقلام الصحفيين، وهي من جهالاتهم الكثيرة، المبنية على ضعف رعاية سلامة الاعتقاد. يقولونها حينما يموت شخص، ثم يدفن، فيقولون: "ثم دفن في مثواه الأخير" ونحوها.
ومعلوم أن "القبر" مرحلة بين الدنيا والآخرة، فبعده البعث ثم الحشر، ثم العرض في يوم القيامة ثم إلى جنة أو نار: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [ الشورى: من الآية7].
ولذا فلو أطلقها إنسان معتقداً ما ترمي إليه من المعنى الإلحادي الكفر المذكور؛ لكان كافراً مرتداً فيجب إنكار إطلاقها، وعدم استعمالها.
المثل الأعلى: قال الله تعالى: {لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ النحل:60] وفي سورة الروم: {وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [ الآية27].
فالمثل الأعلى لله سبحانه وتعالى بالكمال، ولرسله بالبيان والبلاغة، ولهذا فإن مما يستنكر وصف الكتاب المعاصرين بعض الناس بأن لهم المثل الأعلى، بل المثل الأعلى لله سبحانه وتعالى. فليتنبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى - : "العلم الإلهي لا يجوز أن يستدل فيه بقياس تمثيل يستوي فيه الأصل والفرع، ولا بقياس شمولي تستوي أفراده، فإن الله سبحانه ليس كمثله شيء ... ولكن يستعمل في ذلك قياس الأولى" انتهى مختصراً.
المجاز: تقسيم اللفظ على حقيقة ومجاز: اصطلاح حادث بعد انقضاء القرون الثلاثة.
ومن أقوال "الصابئة الفلاسفة" أن القرآن "مجاز" وحقيقته كلام النبي .
مُحِبُّ الله: التسمي بهذا، من طرائق الأعاجم، ولا عهد للعرب به، وبقدر ما فيه من التفاؤل ، ففيه تزكية، والله – تعالى – يقول: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [ النجم: من الآية32]. فالأولى بالمسلم ترك التسمية به.
محدث: قال الله تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} [الانبياء: من الآية2] أي أن الله تعالى تكلَّم بالقرآن بمشيئته بعد أن لم يتكلم به بعينه، وإن كان قد تكلم بغيره قبل ذلك، ولم يزل سبحانه متكلماً إذا شاء.
فالقرآن محدث بهذا المعنى. أما تسمية المبتدعة له "محدثاً" بمعنى مخلوق فهذا باطل، لا يقول به إلا الجهمية والمعتزلة. فهذا الإطلاق بهذا الاعتبار لا يجوز. والله أعلم.
محمد الله: هذا تركيب أعجمي، مغرق في العجمة، والغلو في النبي ، كأن فيه محاكاة للنصارى في قولهم: "عيسى ابن الله" فلا تجوز التسمية به، ويجب تغييره.
وليس من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل: بيت الله، وناقة الله، وعبدالله، ونحوها، لما ذكر ، فتأمل؟؟
محمد "للاستغاثة": قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : "سُئِل القاضي عن مسائل عديدة وردت عليه من مكة وكان منها: ما تقول في قول الإنسان إذا عثر: محمد، أو: علي؟ فقال: إن قصد الاستعانة فهو مخطئ، لأن الغوث من الله تعالى، فقال: وهما ميتان فلا يصح الغوث منهما، ولأنه يجب تقديم الله على غيره" اهـ .
محمد أحمد: ونحو ذلك مما يُراد بالأول اسم الشخص "الابن" وبالثاني اسم أبيه. أي إسقاط لفظه "ابن" بين أعلام الذوات من الآدميين.
الجاري في لسان العرب، وتأيد بلسان الشريعة المشرفة إثبات لفظة "ابن" في جر النسب، لفظاً ورقماً، ولا يعرف في صدر الإسلام، ولا في شيء من دواوين الإسلام، وكتب التراجم وسير الأعلام حذفها البتة، وإنما هذا من مولدات الأعاجم، ومن ورائهم الغرب الأثيم، وكانت جزيرة العرب من هذا في عافية حتى غشاها ما غشَّى من تلكم الأخلاط، وما جلبته معها من أنواع العجمة، والبدع ، وضروب الردى، فكان من عبثهم في الأسماء إسقاط لفظة "ابن" وما كنت أظن أن هذا سيحل في الديار النجدية، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
محمد البادي: قال ابن كثير في ترجمة الفخر الرازي – م سنة 606 هـ : "وقامت عليه شناعات عظيمة بسبب كلمات كان يقولها مثل قوله: محمد البادي، يعني العرب، ويريد به النبي نسبة إلى البادية، وقال محمد الرازي يعني نفسه" اهـ .
ووصْفُ النبي بأنه بدوي مُناقضةٌ للقرآن الكريم فهو من حاضرة العرب لا من باديتها، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى} [ من الآية109] من سورة يوسف عليه السلام. وما يزال انعدام التوفيق يغْشى من في قلوبهم دخن.
ففي العقد التاسع بعد الثلاثمائة والألف نشر أحد الكاتبين من البادية الدارسين مقالاً صرح فيه بأن النبي من البادية. وقد ردَّ عليه الشيخ حمود بن عبد الله التويجري النجدي برسالة سمَّاها: "منشور الصواب في الرد من زعم أن النبي من الأعراب". والله أعلم.
محمد رسول الله: ذكرها بعد التسمية عند الذكاة، لا أصل له في المرفوع، وكرهه مالك، بل كره أن يقول مع التسمية: صلى الله على رسول الله.
محمدية: في كتاب "الفكر الخوالد": "وقد سمي الدِّين الذي دعا إليه النبي دين الإسلام، ولهذا التسمية بدورها مغزى ينطوي على معنى الدخول في الإسلام، ويسمى معتنق هذا الدِّين مسلماً، والمسلم: أي الرجل الذي اهتدى للإسلام. أما التسمية بـ "محمدي" و"محمدية" فلم تكن في يوم من الأيام سائدة ولا مستساغة لدى أتباع هذا الدين" ا هـ . إذاً: فالتوقي من هذا الإطلاق مناسبة. وانظر في حرف الألف من الفوائد: الأمة المحمدية.
المحو: قال الذهبي – رحمه الله تعالى – في ترجمة "كُرْزٍ الزاهد": قلت: هكذا كان زهاد السلف وعبَّادهم، أصحاب خوف وخشوع، وتعبُّد وقنوع، ولا يدخلون في الدنيا وشهواتها، ولا في عبارات أحدثها المتأخرون من: الفناء، والمحو، والاصطلام، والاتحاد، وأشباه ذلك ، مما لا يسوغه كبار العلماء، فنسأل الله التوفيق، والإخلاص، ولزوم الاتباع" انتهى.
محيي الدين: قال أحمد بن فرح اللخمي الإشبيلي: "وصح عن النووي أنه قال: لا أجعل في حل من لقبني محي الدين" اهـ .
المخرج: تسمية الله به خطأ محض.
مخرب: من أسماء بعض الأعراب؛ تفاؤلاً – زعموا – ليخرب على الأعداء.
وهو اسم مستهجن، مستقبح، فيجب تغييره، كما غيّر النبي نحوه من الأسماء المستكرهة للنفس.
مدينة السلام: بين النووي رحمه الله تعالى – كراهة السلف تسمية: "بغداد" بذلك.
مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أحكم وأعلم: هذه من أقوال المتأخرين الذين لم ينعموا بمذهب السلف في الاعتقاد، ولم يقدر لهم قدرهم، والسلفي يقول: مذهب السلف: أسلم وأحكم وأعلم.
المرحوم: قال محمد سلطان المعصومي الخجندي – رحمه الله تعالى في رسالته: "تنبيه النبلاء من العقلاء إلى قول حامد الفقي: إن الملائكة غير عقلاء" (ص55): "فقوله – أي حامد الفقي – في حق والده: "المرحوم" بصيغة المفعول، والحكم القطعي مخالف للسنة، وما أجمع عيله سلف الأمة، من أنه لا يجزم لأحد بعينه بأنه مغفور أو مرحوم، أو بأنه معذَّب في القبر والبرزخ والقيامة، كما أنه لا يجوز ولا يشهد لأحد بعينه لا بالجنة ولا بالنار إلا من ثبت الخبر فيه عن رسول الله ........ ".
وقال الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى - : "بل يقول : الله يرحمه ، لأنه لا يدري" اهـ .
المرض الملعون: هذا من تسخط أقدار الله المؤلمة، ومن أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيْرِهِ، وشرِّهِ، وصفة المسلم: الرضا بعد القضاء، وأمر المسلم كله خير، إن أصابته سراء فشكر كان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له.
قلت: ومنه قول الناس عن السرطان مرض خبيث أنكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لأن المرض كفارة للذنوب والمعاصي , فكيف يقال خبيث .
المريد: المريد: هو المتجرد عن إرادته. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – وتقسيم السائرين إلى الله، إلى: طالب، وسائر، وواصل، وإلى مريد، ومراد، تقسيم فيه مساهلة، لا تقسيم حقيقي، فإن الطلب، والسلوك، والإرادة، لو فارق العبد؛ لا نقطع عن الله بالكلية"اهـ .
وعلَّق عليه محقق الكتاب الشيخ محمد حامد الفقي – رحمه الله تعالى – فقال: "بل تقسيم على غير ما قسَّم الله في كتابه وعلى لسان رسوله أهدى السالكين، وأكرم الواصلين إلى مرضاة ربه في الدنيا والآخرة " اهـ .
المُزيِّن: تسمية الحلاَّق به: الزينة: ما يُتزيَّنُ به، والزَّين: ضِدُّ الشَّين، وبما أن الرجل يزيل ما أذن الشرع بإزالته من شعر الرأس والشارب فإن بعض الممتهنين هذه الحرفة سُمِّي بالمزين.
ولا أرى فيه بأساً، لكن إن كان الحلاق يحترف حلق اللحى فلا يجوز تسميته بالمزين؛ لأن اللحية زينة وكرامة للرجال، وفي الأثر: "والذي زيَّن الرجال باللحى!" والله أعلم.
مسجد بني فلان: لا بد هنا من ذكر كلمة جامعة في تسمية المساجد، ما يجوز منها، وما لا يجوز ؛ لشدة الحاجة إليها ، فأقول: "إن المساجد قد حصل بالتتبع وجود تسميتها على الوجوه الآتية وهي:
أولاً: تسمية المسجد باسم حقيقي، كالآتي:
1- إضافة المسجد إلى من بناه، وهذا من إضافة أعمال البر إلى أربابها، وهي إضافة حقيقية للتمييز، وهذه تسمية جائزة ومنها: "مسجد النبي " ويُقال: "مسجد رسول الله ".
2- إضافة المسجد إلى من يصلي فيه، أو إلى المحلة، وهي إضافة حقيقية للتمييز فهي جائزة ومنها: "مسجد قباء" و "مسجد بني زريق"، كما في الصحيحين من حديث ابن عمر – رضي الله عنهما – في حديث المسابقة إلى مسجد بني زريق. "ومسجد السوق". كما ترجم البخاري – رحمه الله – بقوله: "باب العلماء في مسجد السوق".
3- إضافة المسجد إلى وصف تميز به مثل: "المسجد الحرام" و"المسجد الأقصى" كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [ الاسراء: من الآية1]. وفي السنة ثبت عن النبي من وجوه متعددة : "لا تعمل المطي إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام. والمسجد الأقصى. ومسجدي هذا". ومنه: "المسجد الكبير". وقد وقع تسمية بعض المساجد التي على الطريق بين مكة والمدينة باسم: "المسجد الأكبر" . كما في "صحيح البخاري"، ومثله يُقال: "الجامع الكبير".
ثانياً: تسمية المسجد باسم غير حقيقي لكي يتميز ويعرف به. وهي ظاهرة منتشرة في عصرنا؛ لكثرة بناء المساجد وانتشارها ولله الحمد في بلاد المسلمين، في المدينة وفي القرية، بل في الحي الواحد، فيحصل تسمية المسجد باسم يتميز به، واختيار إضافته إلى أحد وجوه الأُمة وخيارها من الصحابة رضي الله عنهم، فمن بعدهم من التابعين لهم بإحسان، مثل: "مسجد أبي بكر رضي الله عنه" ، "مسجد عمر رضي الله عنه"، وهكذا للتعريف، فهذه التسمية لا يظهر بها بأس، لاسيما وقد عُرف من هدي النبي تسميته: سلاحه، وأثاثه، ودوابه، وملابسه، كما بينها ابن القيم – رحمه الله تعالى – في أول كتاب "زاد المعاد" .
وإن استغني عنها بالتمييز بالرقم فهو أولى، مثل: "المسجد رقم 1 في حي كذا".
ثالثاً: تسمية المسجد باسم من أسماء الله تعالى مثل: "مسجد الرحمن" ، "مسجد القدوس"، "مسجد السلام"، ومعلوم أن الله سبحانه قال وقوله الفصل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [ الجـن:18]. فالمساجد جميعها لله تعالى بدون تخصيص، فتسمية مسجد باسم من أسماء الله ليكتسب العلمية على المسجد أمر محدث لم يكن عليه من مضى، فالأولى تركه. والله الهادي إلى سواء السبيل" انتهى.
قال البخاري – رحمه الله – في "صحيحه": "باب: هل يُقال: مسجد بني فلان؟".
ساق بسنده عن ابن عمر – رضي الله عنهما - : "أن رسول الله سابق بين الخيل التي أُضمرت من الحيفاء، وأمدها ثنية الوداع، وسابق بين الخيل التي لم تضمَّر من الثنية إلى مسجد بني زُريق. وأن ابن عمر كان فيمن سابق بها".
ومن كلام ابن حجر على هذا الحديث يستفاد أن الجمهور على الجواز، والخلاف للنخعي فيما رواه ابن أبي شيبة عنه: أنه كان يكره أن يقول: مسجد بني فلان، ويقول: مصلى بني فلان؛ لقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ}.
وجوابه: أن الإضافة في مثل هذا إضافة تمييز لا تمليك. والله أعلم.
المسامرة: المسامرة في اصطلاح الصوفية هي: خطاب الحق للعارفين من عالم الأسرار والغيوب. قال ابن القيم – رحمه الله تعالى : "المسامرة لفظ مجمل ولم يرد في السنة، والأولى العدول عنه إلى لفظ المناجاة"اهـ .
المسيح ابن الله وعزير ابن الله: قال الله تعالى في سورة التوبة مشدداً النكير على اليهود والنصارى فرط جهلهم وكذبهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [التوبة:30].
وكتب التفسير طافحة في جمع النصوص في هذا وبيانها، ومن أهم ما في ذلك كتاب: "الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح" لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - . المسيحيون: مضى في حرف الألف: إسرائيليون.
المَسِيخُ: قال ابن العربي – رحمه الله تعالى – في : " كتاب القبس": (3/1106 – 1107): "تنبيه على وهم وتعليم على جهل: رواه بعضهم "المسيخُ" بخاءٍ معجمةٍ على معنى فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو تغير الخلقةِ المعتادة، وكأنه بجهله كره أن يشترك مع عيسى ابن مريم في الاسم والصفةِ ، فأراد تغييره وليس يلزم من الاشتراك في الحالات الاشتراك في الدرجات، وقد بيَّنا ذلك في شرحِ الحديث ، بل أغرب من ذلك أنه لا يضر الاشتراك في المحاسِن والهيئات. وقد جاء آخر بجهالةٍ أعظم من الأولِ فقال: إنه مسيِخٌ بتشديد السينِ والخاء المعجمة، فجاء لا فقه ولا لغة كما قيل في الأمثالِ: "لا عقل ولا قرآن" ؛ لأن فعيل من أبنية أسماء الفاعلين ومسيح من معاني المفعولين، وهما ضدان، والله أعلم. فأما صفة النبي فأرجأناها لعظمها، وتركناها لمن يطلبها في شرحِ الحديث، فإنها موعبة فيه ولم يستوعبه أحد كاستيعاب هند بن أبي هالة، وهو جزءٌ مجموع، فلينظر هنالك أيضاً" انتهى.
مشبهة: من نبز أهل الفرق لأهل السنة والجماعة الذين يثبتون لله تعالى ما أثبته لنفسه على الوجه اللائق بجلاله وكماله. وفي تفنيد هذا اللقب اعتنى الشيخان ابن تيمية وابن القيم – رحمهما الله تعالى – في رده وبطلانه.
المشرع: في مادة "شرع" من كتب اللغة مثل: "لسان العرب"، و"القاموس"، وشرحه و"تاج العروس": أن الشارع في اللغة هو العالم الرباني العامل المعلم، وقاله ابن الأعرابي، وقال الزبيدي أيضاً في تاج العروس: "ويطلق عليه لذلك، وقيل: لأنه شرع الدين أي أظهره وبينه" اهـ .
المشرك لا تشمل الكتابي: هذا غلط قبيح، وقد دعتْ إليه في عصرنا" منظمة مجمع الأديان السماوية " – رد الله كيدهم عليهم - والأدلَّة على شرك اليهود والنصارى، وكفرهم أكثر من أن تُحصر منها: قوله : "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ... " الحديث: دلالة على إطلاق لفظ "المشرك" على أهل الكتاب فإنهم هم المعنيون بهذا الحديث.
ولشيخنا العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي المتوفى سنة " 1393 هـ " – رحمه الله تعالى – فتوى مفصَّلة مُدلَّلة في شمول لفظ المشركين: أهل الكتاب، مع جواب على سؤالين آخرين: عن مقر العقل من الإنسان، وهل يجوز دخول الكافر مساجد الله غير المسجد الحرام؟
مصيحف: قال ابن المسيب – رحمه الله تعالى – : "لا تقولوا : مصيحف ولا مُسيجد، ما كان الله فهو عظيم حسن جميل". أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (5/ 137)، والذهبي في "السير" (4/338).
وقاعدة الباب كما ذكرها أبو حيان – رحمه الله تعالى - : "لا تُصغِّرْ الاسم الواقع على من يجب تعظيمه شرعاً، نحو أسماء الباري تعالى، وأسماء الأنبياء – صلوات الله عليهم - وما جرى مجرى ذلك؛ لأن تصغير ذلك غض لا يصدر إلا عن كافر أو جاهل" انتهى ... إلى أن قال : "وتصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم".
مطرنا بنوء كذا: عن زيد بن خالد الجهني قال: صلى بنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال: "هل تدرون ماذا قال ربكم "قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: "أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته. فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا. فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب" [متفق عليه].
مطعم الحمد لله: ومثله: ملحمة بسم الله، ومطعم التوكل على الله. ونحوها، لا تجوز؛ لما فيها من الاستهانة بالذكر العظيم، وبُعْدُ اللياقة والأدب مع هذا الأذكار الشريفة بوضعها لغير ما وضعت له، ومن ثم توظيفها لأغراض دنيوية، وهذا غير ما شرعت له.
المعاملة: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى - : في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم: في مبحث كيد الشيطان لآدم وجوابه، عند قوله تعالى: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ}[الأعراف: من الآية20] : "يُقال: كيف أطمع عدُوُّ الله آدم – عليه والسلام – أن يكون بأكله من الشجرة من الملائكة، وهو يرى الملائكة لا تأكل ولا تشرب، وكان آدم – عليه السلام – أعلم بالله، وبنفسه، وبالملائكة، من أن يطمع أن يكون منهم بأكله ، ولاسيما مما نهاه الله – عز وجل – عنه: فالجواب: أن آدم وحواء - عليهما السلام- لم يطمعا في ذلك أصلاً، وإنما كذبهما عدو الله وغرَّهما، وخدعهما، بأن سمَّى تلك الشجرة شجرة الخلد ، فهذا أول المكر والكيد.
ومنه ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تُحب النفوس مسمياتها ، فسموا الخمر: أم الأفراح. وسموا أخاها بلقيمة الراحة. وسموا الربا بالمعاملة. وسموا المكس بالحقوق السلطانية. وسموا أقبح الظلم وأفحشه: شرع الديوان. وسموا أبلغ الكفر، وهو جحد صفات الرب: تنزيهاً. وسموا مجالس الفسوق: مجالس الطيبة.
فلما سماها: "شجرة الخلد" قال: ما نهاكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تأكلا منها، فتخلدا في الجنة، ولا تموتا، فتكونا مثل الملائكة الذين لا يموتون.." إلى آخر كلامه – رحمه الله تعالى - .
وانظر: إلى تقلب المرابين، بأنواع الحيل، فبالأمس يسمون : "الربا": معاملة. و"المكس": شرع الديوان – كما يأتي في حرف الشين – وفي عصرنا يسمون: "الميسر": اليانصيب، بل هو شرُّ منه، كل هذا؛ لإبعاد المفاهيم عن حقيقة ما حرمه الله و رسوله .
المعبود واحد وإن كانت الرق مختلفة: هذه مقولات دعاة "مجمع الأديان" في القديم، والحديث، فهي تتضمن أن الديانة النصرانية، واليهودية، المبدلتين المنسوختين موصلتان إلى الله تعالى، وهذا عين الكفر، والضلال، فدين الإسلام ناسخ لجميع الأديان. وهو من المعلوم من الدين بالضرورة.
المُعْتنِي: ليس من أسماء الله – تعالى – فيجب على من سمى باسم: "عبد المعتني "أن يغيره إلى: "عبد الغني" مثلاً.
المعدوم شيء: قال ابن تيمية: "هذا من أفسد ما يكون ..... " انتهى.
معرفة الله: بسط ابن القيم – رحمه الله تعالى – في : "مدارج السالكين" منزلة المعرفة، مبيناً حقيقتها، والفروق بينها وبين العلم ... وفي "بدائع الفوائد" عقد فائدة بديعة ذكر فيها حقيقة العلم والمعرفة، ثم قال: "إذا عرف هذا فقال بعض المتكلمين: لا يضاف إلى الله سبحانه إلا العلم لا المعرفة؛ لأن علمه متعلق بالأشياء كلها مركبها ومفردها تعلقاً واحداً بخلاف علم المحدثين، فإن معرفتهم بالشيء المفرد وعلمهم به غير علمهم ومعرفتهم لشيء آخر. وهذا بناء منه على أن الله تعالى يعلم المعلومات كلها بعلم واحد، وأن علمه بصدق رسول الله هو عين علمه بكذب مسيلمة.
المعظم: في جواب لشيخ مشايخنا العلامة محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – كما في "فتاويه" (1/118) قال: "لا ينبغي قول المخلوق للمخلوق: "يا معظم" مواجهة؛ لما فيها من إساءة الأدب" اهـ . وفيها أيضاً: (1/206) في تقرير له لما سُئِل عن لفظ: "جلالة الملك المعظم" قال: "لا يظهر لي أن فيهما بأساً ؛ لأن له جلالة تناسبه" اهـ.
المعلم الأول: إطلاقه على واضع المنطق: أرسطو. ومنع هذا الإطلاق عليه.
المغفور له: انظر في حرف الميم: المرحوم.
المفتي الأكبر: كان الشيخ محمد ابن إبراهيم بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب المشرّفي الوهيبي التميمي – رحم الله الجميع – المولود في 17 محرم عام 1311 هـ في الرياض، المتوفى في 14/ 9/ 1389 هـ في الرياض – منذ وفاة عمه شيخه الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف خلفه على التدريس من عام 1339 هـ ، تولى عدة مناصب وجمع بين عدد من الأعمال قلّ أن تجتمع لغيره بل لا يعرف من قام بها في تاريخ هذه البلاد سواه، منها: أنه مفتي هذه البلاد، ورئيس القضاة، فصار أهل العلم من هذه البلاد وسائر الأقطار يلقبونه في مخاطباتهم بالمفتي الأكبر.
وكان – رحمه الله تعالى – لا يلقب نفسه بذلك ولا يرغب أن يلقبه أحد بذلك بل يكرهه وقد نبه على ذلك في عدة مناسبات. وقد سُئِل – رحمه الله تعالى – عن ذلك فأجاب بأنه لم يظهر له فيه ما نع شرعي. وكان الشيخ سليمان بن حمدان – رحمه الله تعالى – قد قرر في كتابه "نقض المباني" المنع من هذا اللقب. والله أعلم.
وهذا اللقب كان جارياً نحوه في حق أئمة أعلام من أعلام يدققون في الكلام، ومنه ما قاله الذهبي في "السير" (7/ 309) في ترجمة ابن الماجشون: "الإمام المفتي الكبير" اهـ .
مفاتيح الغيب: سمى الفخر الرازي تفسيره بذلك، وفي تعقبها وغيرها من أسماء بعض المؤلفات، يقول السكوني – رحمه الله تعالى – : "ويقع في تسمية الكتاب، أسماءٌ غير جائزة، مثل تسمية بعض الكتب: "الإسرى". وتسمية بعضها : "المعارج". وهذا يوهم أن المصنِّف سُري به إلى السماء، فوجب منعه؛ لكونه يشير إلى مزاحمة النبي في ذلك. ومن ذلك تسمية بعضها: "مفاتيح الغيب". وتسمية بعضها: "الآيات البينات"؛ لأن ذلك يُوهم المشاركة فيما أنزله الله على نبيه، قال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}.
وكذلك يوهم تسمية كتابه: "مفاتيح الغيب" المشاركة فيما عند الله تعالى، قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}.
فليجتنب هذه التسميات، وما شاكلها من الموهمات" انتهى.
مقبل: عن جابر قال: أراد النبي أن ينهى أن يسمى الغلام بمقبل وببركة ... الحديث. رواه مسلم.
مُقْسِم: في ترجمة: مسلم بن خيشنة: كان اسمه "مقسم" فسمَّاه النبي : "مسلماً" ويأتي في: مِيسم.
الملائكة خدم أهل الجنة: في كتاب: "الحبائك في أخبار الملائك" للسيوطي: (ص156، 204) ذكر – رحمه الله تعالى – مبحثاً في المفاضلة بين بني آدم والملائكة، وفي (ص202) قال: "والملائكة خدم أهل الجنة" وقد رد محققه: الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري هذه المقولة وأنه لا دليل يبيح إطلاقها، وردها من أربعة وجوه. والله أعلم.
ملك الأملاك، ملك الملوك: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في تحفة المودود: "ومن المحرم: التسمية بملك الملوك، وسلطان السلاطين، وشاهنشـاه.
فقد ثبت في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "إن أخنع اسم عند الله: رجل تسمَّى: ملك الملوك". وفي رواية: أخنى – بدل: أخنع. وفي رواية لمسلم: "أغيظ رجل عند الله يوم القيامة وأخبثه رجل كان يُسمَّى: ملك الأملاك، ولا ملك إلا الله".
ملك الروم، وإنما يُقال: عظيم الروم: في "التراتيب الإدارية" قال: "احتياطه في مكاتبه الرسمية: قال الشيخ زروق في حواشيه على الصحيح: إنما قال في كتابه لهرقل: عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم؛ لئلا يكون تقريراً لملكه. اهـ .
وقال الخفاجي في شرح الشفا: "وقال : عظيم الروم، ولم يقل: ملك الروم، ولا ملك القبط؛ لأنه لا يستحق ذلك العنوان إلا من كان مسلماً، ومع ذلك فلم يخل بتعظيمهما تلييناً لقبيهما في أول الدعوة إلى الحق" اهـ .
من أسماء الرحيم: قاعدة أسماء الله الحسنى أن لفظ "الله" هو الاسم الجامع لمعاني أسماء الله الحسنى كلها، ما عُلِم منها وما لم يُعلم؛ ولذلك يقال في كل اسم من أسمائه الكريمة: "هو من أسماء الله، ولا ينعكس"، ولهذا لم يأت في القرآن الكريم الإسناد لأي من أسماء الله – سبحانه – إلا للفظ الجلالة: "الله" و"الرحمن". فلا نقول في اسمه – سبحانه – "الرحمن": هو من أسماء الرحيم، وهكذا ولكن نقول: هو من أسماء الله تعالى. ولهذا فإن إضافة المساجد وتسمية "بيوت الله" إلى اسم من أسماء الله سبحانه فيه ما فيه ، فلا يقال: "مسجد الرحمن". وقد رأيت عام 1410هـ في مدينة النبي على ساكنها أفضل الصلاة والسلام – مسجداً سمي بذلك، وهذا ما لا نعرفه له سلفاً فالمساجد لله. والمساجد بيوت الله. ولو جازت هذه التسمية لقلنا: مسجد الجبار. مسجد المتكبر، وهكذا، ولا قائل به بل هو مُحدث.
من أين أقبلت: قال البخاري في "الأدب المفرد": "باب هل يقول: من أين أقبلت؟ وذكر بسنده عن مجاهد قال: كان يكره أن يحدَّ الرجل النظر إلى أخيه، أو يتبعه بصره إذا قام من عنده أو يسأله: من أين جئت، وأين تذهب؟"اهـ .
والنهي هنا، ليس لذات اللفظ، ولكنه من حُسن الأدب تركه؛ لأن هذا السؤال من غزيرة حُب الاستطلاع عما لا يعني المرء.
من بكى على هالك خرج عن طريق أهل المعارف: هذه من أقوال الصوفية، في البكاء على الميت، وقد ثبت في السنة البكاء على الميت إلى ثلاثة أيام، وقد بكى النبي على: عثمان بن مظعون ، وبكى على ابنه إبراهيم – عليه السلام - .
وقد ساق ابن الجوزي – رحمه الله تعالى – مقالة المتصوفة هذه، وبين أنها من تلبيس إبليس عليهم، في مناهضتها للأحاديث المجيزة للبكاء على الميت. والله أعلم.
مِنْ زمزم: درج بعض القاطنين في الحرمين الشريفين، على الدعاء لمن يتوضأ للصلاة بعد الفراغ من وضوئه بقوله: مِنْ زمزم. ولعلَّه يراد الدعاء بأن يتمتع بشرب ماء زمزم.
وهذا لا أصل له، وترتيب دعاء لا يثبت عن المعصوم من المحدثات فتنبه. والله أعلم.
ثم رأيت بعد هذا التقييد في كتاب: ردود على أباطيل للشيخ محمد الحامد – رحمه الله تعالى – فقال: "إنه ممنوع قطعاً " اهـ . والله أعلم .
من عرف نفسه فقد عرف ربه: من الغرائب أن هذا اللفظ لا أصل له عن النبي ، ولا عن أحد من الصحابة – رضي الله عنهم - ، وأنكره الأئمة، منهم: أبو المظفر ابن السمعاني، والنووي، وابن تيمية، ونهاية ما بلغ به بعضهم أنه يحكى عن: يحيى بن معاذ الرازي، ومع هذا أُلفت في معناه الرسائل، وجالت في تأويله أنظار الطريقة، وجعلوه من أحاديث خير البرية، وحاشاه. ومن الرسائل المطبوعة في معناها: "القول الأشبه في حديث من عرف نفسه فقد عرف ربَّه" للسيوطي – رحمه الله تعالى – فقد ذكر عدم ثبوته، ثم ذكر اختلاف الناس في معناه.
والخلاصة: أنه حديث لا يثبت، فلا حاجة إلى البحث عن معناه. والله أعلم.
من علمني حرفاً صرت له عبداً: رُوي : "منْ علَّمك آية من كتاب الله، فكأنما ملك رِقَّك، إن شاء باعك، وإن شاء أعتقك" وهو موضوع.
وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى – عن هذا فأنكره، وشدَّد النكير على من اعتقده؛ لمخالفته إجماع المسلمين.
منفرد: لا يقال: الله منفرد. قال العسكري – رحمه الله تعالى – في : "الفروق اللغوية": "الفرق بين الواحد والمنفرد: أن المنفرد يفيد النخلي والانقطاع عن القرناء؛ ولهذا لا يقال لله – سبحانه وتعالى - : منفرد، كما يقال: إنه متفرد.
ومعنى: "المتفرد" في صفات الله – تعالى- : المتخصص بتدبير الخلق وغير ذلك مما يجوز أن يتخصص به من صفاته، وأفعاله" انتهى.
من لا شيخ له فشيخه الشيطان: من كلمات الصوفية الشيطانية ونصها في: رحلة الآلوسي - رحمه الله تعالى.
من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في "الزاد" في سياق هديه في حفظ المنطق واختيار الألفاظ: "ومن هذا قوله للخطيب الذي قال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى: "بئس الخطيب أنت" اهـ .
وهذا الحديث رواه مسلم في كتاب الجمعة، وأبو داود في كتاب الصلاة: باب الرجل يخطب على قوس، وأحمد في "مسنده" (4/256، 379) بإسناده عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله : "بئس الخطيب أنت؛ قل: ومن يعص الله ورسوله" اهـ . فثبت من هذا صحة حديث المنع بهذا اللفظ "ومن يعصهما" وأنه يُقال: "ومن يعصِ ورسوله فقد غوى" وضعف رواية أبي داود في الجمع بينهما باللفظ المنهي عنه، وبهذا تجتمع السنن وينتفي ما ظاهره التعارض. والله أعلم.
وعلى القول بصحة رواية ابن مسعود في حديث الحاجة، ونحوه حديث أنس بلفظه : "ومن يعصهما " فهذا من خصائصه فيجوز له ذلك دون من سواه، فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام التسوية. بخلاف غيره فاقتضى التخصيص كما في حاشية السندي على "سنن النسائي" نقلاً عن العز بن عبد السلام. والله أعلم.
مناة: اسم صنم في الجاهلية، مأخوذ من اسم الله: المنان.
المنتقم: ليس من أسماء الله سبحانه وتعالى، وإنما جاء في القرآن مقيداً في آيات، منها قوله: تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [ المائدة: من الآية95]. وقوله سبحانه: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}[ الدخان:16]. مهاراج: انظر في: حرف الميم: ملك الملوك. فهذه اللفظة معناها بالفارسية: شاهنشاه، وبالهندية: مهاراج. كما قرره صديق – رحمه الله تعالى – في كتابه: "الدين الخالص".
المهرجان: للفرس عيدان:
1- النيروز.
2- المهرجان – بكاف معقودة تنطق بين الكاف والجيم – ويوافق السادس عشر من شهر "مهر" وذلك عند نزول الشمس أول الميزان. ومدته لديهم ستة أيام. ولهذا فإن إطلاق هذا الشعار الفارسي الوثني على اجتماعات المسلمين، من مواطن النهى الجلي. والله أعلم.
مهندس الكون: مضى في حرف القاف: قوة خفية.
موبذ موبذان: يعني في لغة العجم بمعنى: قاضي القضاة.
قال مسلم بن يسار: لو كان أبو قلابة من العجم لكان موبذ موبذان، يعني: قاضي القضاة.
الموحدون: هذا اللفظ لا ينصرف عند الإطلاق إلا على السلف، أهل السنة والجماعة الذين وحَّدوا ربهم، ولم يشركوا به شيئاً في ربوبيته ولا في أُلوهيته ولا في أسمائه وصفاته.
وقد تسمِّى به بعض أهل الفرق الضالة:
1- تسمية المعتزلة بالموحدين.
2- وتسمية الدروز بالموحدين.
وفي إطلاقه عليهما تضليل، للاشتراك اللفظي. ولعدم صدق الاسم عليهما ..
مولانا: مخاطبة الكافر بها.
المولى: قال النووي في "الأذكار": "قال الإمام أبو جعفر النحاس في كتابه "صناعة الكتاب": "أما المولى فلا نعلم اختلافاً بين العلماء أنه لا ينبغي لأحد أن يقول لأحد من المخلوقين: مولاي.
قلت – أي النووي - : وقد تقدم في الفصل السابق جواز إطلاق مولاي، ولا مخالفة بينه وبين هذا، فإن النحاس تكلم في المولى بالألف واللام. وكذا قال النحاس: يقال سيد لغير الفاسق. ولا يقال: السيد، بالألف واللام، لغير الله تعالى. والأظهر أنه لا بأس بقوله: المولى، والسيد بالألف واللام بشرطه السابق" اهـ . وشرطه السابق: أن لا يقولهما لفاسق أو متهم في دينه، ونحوه ذلك. كما قال شارحها.
مِيْزاب الرحمة: تسمية : " ميزاب الكعبة "بذلك، لا أعرف لها أصلاً في السنة، ولا في المأثور عن السلف.