"حرف الياء"
(ي)
يا أرزان: سُئِل ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عمَّن يقول: يا أرزان، يا كيان. هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة أم يحرم قولها؟ فأجاب: "الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية" ا هـ.
يا أزلي. يا أبدي. يا دهري يا ديمومي: هذه أدعية من مخاريق كتاب "دلائل الخيرات" للجزولي؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: من الآية180] وأسماء الله تعالى توقيفية بنص من كتاب أو سنة، وليس في نصوص الوحيين أنه من أسماء الله سبحانه: الأزلي. الأبدي. الدهري. الديمومي. لهذا فلا يجوز أن يُطلق عليه اسم لم يرد به نص ، ولا يجوز أن يدعى به.
يا أهل النار: في مبحث الأدب في الألفاظ والتخلص من الفظ المكروه بأمر سهل من كتاب "الطرق الحكمية" قال: "قد روينا عن عمر أنه خرج يعُسُّ المدينة بالليل فرأى ناراً موقدة في خباء فوقف وقال: يا أهل الضوء . وكره أن يقول: أهل النار".
يا جاه محمد: هذا دعاء، والدعاء لا يكون إلا لله، فصرفه إلى غيره شرك به. قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في "الفتاوى": "وأما قول القائل إذا عثر: يا جاه محمد، ياست نفسية، أو سيدي الشيخ فلان، أو نحو ذلك مما فيه استغاثته وسؤاله: فهو من المحرمات، وهو من جنس الشرك فإن الميت سواء كان نبياً أو غير نبي لا يدعى، ولا يسأل ولا يستغاث به لا عند قبره، ولا مع البعد من قبره، بل هذا من جنس دين النصاري الذين: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ .... }.. " إلى آخر سياقه – رحمه الله تعالى -.
يا حمار ... يا تيس ... يا كلب: قال النووي – رحمه الله تعالى - : "فصل: ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار ، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين، أحدهما: أنه كذب. والآخر: أنه إيذاء، وهذا بخلاف قوله: يا ظالم، ونحوه، فإن ذلك يسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالباً، فقلَّ إنسان إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها" اهـ .
يا حنين: كره الإمام مالك الدعاء بنحو: يا حنَّان! لأنه ليس من أسماء الله سبحانه : الحنّان. وعوام مصر يصغرون فيقولون: يا حنيِّن يا رب. وتصغير اسم الله تعالى مُحّرَّمٌ لا يجوز، فليتنبه، فكيف ولم يثبت اسم: الحنان؟!
يا خيبة الدهر: عن أبي هريرة أن النبي قال: "لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر". رواه البخاري، ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، والدارمي، وأبو عوانة، والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهم.
وللخطابي - رحمه الله تعالى- بحث ماتع في كتابه "شأن الدعاء" فليرجع إليه. والله أعلم.
يا دائم المعروف: وفي "المعيار" للونشريسي، أنها من البدع المحدثة بعد الأذان، وكان المؤذنون بمكة - حرسها الله تعالى- يأتون بهذا اللفظة مع ذكر طويل بعد الأذان فأُبطل هذا. والحمد لله.
يا ذات: انظر لفظ : يا معبود. و"بدائع الفوائد" (1/164).
يا رب جمعت العقوبات: قال الداودي في ترجمة أبي ذر الحنفي قال: "أفتى فيمن قال : يا رب جمعت العقوبات علي؛ تسخطاً: يكفر ذكره في القنية" اهـ .
يا رحمة الله: هذا من باب دعاء الصفة، والدعاء إنما يُصرف لمن اتَّصف بها سبحانه؛ لهذا فلا يجوز هذا الدعاء، ونحوه: يا مغفرة الله، يا قدرة الله، يا عزة الله، وليس له تأويل، ولا محمل سائغ، وهو دعاء محدث لا يعرف في النصوص، ولا أدعية السلف. وإنما المشروع هو: التوسل بها كما في الحديث: "برحمتك أستغيث" ونحوه، وقد غلَّظ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- النهي عن الدعاء بالصفة، وقال: إنَّه كُفر.
ولا يُسوِّغُ الدعاء بالصفة، جوازُ الحلفِ بها، فإن الحلف بها من باب التعظيم، أما الدعاء، فهو عبادة، والعبادة لا تصرف إلا لله تعالى، فكيف تُعبد صفته – سبحانه – فتُدعى؟
ومما تقدم نعلم الأحوال الثلاث:
1- دعاء الصفة : لا يجوز؛ لأن الدعاء عبادة والعبادة لا تصرف إلا لله سبحانه.
2- التوسل إلى الله بصفاته أو بصفة منها: مشروع، كما وردت به السنة ، وأدعية السلف.
3- الحلف بها: جائزة؛ لأنه من باب التعظيم لله – سبحانه - .
والله أعلم
يا ساتر: لم أره في عداد أسماء الله تعالى، وقال بعض المعاصرين: وإنَّما يُقال: "يا ستِّيْر" لحديث: "إن الله حيي حليم ستير يحب الحياء والستر" رواه أحمد، وأبو داود والنسائي. وأنا متوقف في هذا الحرف؟
يا ساكن العرش: رأيت في رسالة: "الصفات الإلهية بين السلف والخلف"، للشيخ عبد الرحمن الوكيل – رحمه الله تعالى – في معرض بحث الاستواء لله تعالى على ما يليق بجلاله، قال: "ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً – إذا هم رغبوا إلى الله عز وجل في الأمر النازل بهم – يقولون: يا ساكن العرش" اهـ .
وهذا تعبير غير سليم؛ لأن القاعدة أن الصفات والأسماء توقيفية، وهذا اللفظ: "ساكن العرش" مما لم يرد، فلا يشرع إذاً الدعاء به فتنبه. والله أعلم.
والشيخ – رحمه الله تعالى – أراد المعنى: علو الله سبحانه وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حق.
يا سبحان: قال الخطابي: في شأن الدعاء: "ومما يسمع على ألسنة العامة، وكثير من القصاص قولهم : يا سبحان، يا برهان ، يا غفران، يا سلطان، وما أشبه ذلك. وهذه الكلمات، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بذي ، فإنه مستهجن ، مهجور؛ لأنه لا قدرة فيه. ويغلط كثير منهم في مثل قولهم: يا رب طه، ويس، ويا رب القرآن العظيم. وأول من أنكر ذلك ابن عباس: فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة: يا رب القرآن ، فقال: مه! إن القرآن لا رب له، إن كل مربوب مخلوق" اهـ .
ياسين: تكره التسمية به قال: وسألته: أينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي؛ لقول الله عز وجل: { يّـس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}" انتهى .
مضى في حرف الطاء: طه وفي حرف الواو: وصال.
يا غائث المستغيثين: هذا لحن صوابه: يا مغيث المستغيثين؛ لأنه من "أغاث" الرباعي. ويقال: يا غياث المستغيثين.
يا قدِيْدِي: القديدي – بالفتح – جمعه: القديديون، وهم: أتباع العسكر من الصناع، كالشَّعَّاب، والحداد، والبيطار، في كلام أهل الشام. ويشتم الرجل فيقال: يا قديدي، ويا قُديدي.
يا كافر: عن أبي هريرة وابن عمر – رضي الله عنهم – أن رسول الله قال: "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". رواه البخاري ومسلم والترمذي، ومالك، والبخاري في "الأدب المفرد".
يا كبيكج: عن ابن مسعود أن النبى قال: "إن الرُّقى، والتمائم، والتولة: شرك". رواه أبو داود ، وابن ماجه، وابن حبان، وأحمد، كما في السلسلة الصحيحة، وقال: "الرقى: هي هنا ما كان فيه الاستعاذة من الجن، أو لا يفهم معناها. مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظ "يا كبيكج" لحفظ الكتب من الأرضة زعموا" ا هـ .
يا عظيم الرجا: لفظ "الرجاء" من الأمل لا يكون إلا ممدوداً، وبالقصر: "الرَّجا" بمعنى الناحية، وبعد بيان القرطبي لذلك في تفسير آية البقرة 218: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال: "والعوام من الناس يُخطئون قولهم: يا عظيم الرَّجا، فيقصرون ولا يمدون" انتهى.
يا معبود: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في مبحث الأسماء والصفات: "الثاني عشر: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة، ومدار النجاة والفلاح: المرتبة الأُولى: إحصاء ألفاظها وعددها. والمرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها. والمرتبة الثالثة: دعاؤها بها كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
وهو مرتبتان؛ إحداهما: دعاء ثناء والثاني: دعاء طلب ومسألة ، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، كذلك لا يُسأل إلا بها ، فلا يُقال: يا موجود، أو يا شيء، أو يا ذات اغفر لي، وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم ...".
ويوضح هذا ما بينه ابن القيم قبل ذلك في "البدائع"من أن فصل الخطاب أن ما يطلق عليه سبحانه من باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه. فلينظر فإنه مهم. وهو ما نقله ابن سلوم في "مختصر شرح السفارينية" والله أعلم.
يا معظم: مواجهة المخلوق به فيه إساءة أدب.
يا من لا هو إلا هو: هذا من الأدعية الباطلة المخترعة في "دلائل الخيرات" للجزولي فإن: "الهو" ليس من أسماء الله تعالى، ولذا فلا يجوز الدعاء به.
يا وجه الله: يجري على لسان بادية الجزيرة قول: يا وجه الله. فسُئِل المفتي الشيخ محمد – رحمه الله تعالى – عن ذلك فقال: "ما تنبغي، وممكن أن مقصودهم الذات" انتهى.
يا ويله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكي، يقول: "يا ويله – وفي رواية أبي كريب: يا ويلي – أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار" رواه مسلم.
قال النووي في شرحه: "وقوله: "يا ويله"هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاوناً عن صورة إضافة السوء إلى نفسه. وقوله في الرواية الأُخرى: يا ويلي؛ يجوز فيه فتح اللام وكسرها"اهـ .
يا هو: هذا من جهلة الصوفية، وهو خطأ؛ لأنه لا ينادى لفظ ضمير الغائب لغةً، ويمتنع دعاء الله تعالى بذلك. وانظر في حرف الياء: يا رحمن. وفي حرف الهاء: هو هو.
وكما يمتنع شرعاً فهو ممتنع لغة، قال أبو حيان: "وقول جهلة الصوفية في نداء الله: "يا هو" ليس جارياً على كلام العر ".
يا يهودي: ومثله: يا نصراني، لمن أسلم منهم.
في تفسير قول الله تعالى في سورة الحجرات: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ}[ آية:11]. قال الحسن البصري: "كان اليهودي والنصراني، يُسلم فيقال له بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنهوا عن ذلك" رواه عبد الرزاق في تفسيره، وابن جرير في التفسير. وهكذا لا يجوز نبز وتعيير من تاب من ذنب، فكان أن الإسلام يجبُّ ما قبله فالتوبة تجبُّ ما قبلها، والنفوس واجب حملها على الخير، لا على الشر.
وعليه فلا يقال لمن فعل فعلة من المسلمين، ثم تاب منها: يا فاسق. يا زاني. يا سارق. وهكذا فتنبه. والله أعلم.
يثرب: وفي صحيح مسلم: عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله سمَّى المدينة طابة".
ويكره تسميتها: يثرب ففي سنن النسائي من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديث" اهـ . مختصراً .
يحق من الله كذا: سُئِل الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى – عن قول بعض الناس: يحق من الله كذا، إذا كان أمر نعمة، فأجاب: إن قول بعض الناس الجهَّال: يحق من الله أن يكون كذا ، فهذه كلمة قبيحة يخاف أن يكون كفراً فينهى من قال ذلك وينصح" اهـ .
ولابن أبي العز الحنفي بحث في ردها بلفظ: "يجب على الله".
قول اليهود لعنهم الله: يد الله مغلولة: قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: من الآية64].
يحكي القرآن: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : "وإن قلت لما يبلغه المبلغ عن غيره: هذا حكاية كلام ذلك، كان الإطلاق خطأ، فإن لفظ: "الحكاية" إذا أُطلق يُراد به أنه أتى بكلام يشبه كلامه، كما يقال: هذا يحاكي هذا، وهذا قد حكى هذا؛ لكن قد يُقال: فلان قد حكى هذا الكلام عن فلان. كما يقال: رواه عنه، وبلغه عنه، ونقله عنه، وحدث به عنه؛ ولهذا يجيء في الحديث عن النبي : "فيما يروي عن ربه". فكل ما أبلغه النبي فقد حكاه عنه، ورواه عنه.
فالقائل إذا قال للقارئ: هذا يحكي كلام الله، أو يحكي القرآن، فقد يفهم منه أنه يأتي بكلام يحاكي به كلام الله ، وهذا كفر، وإن أراد أنه بلغه وتلاه فالمعنى صحيح؛ لكن ينبغي تعبيره بما لا يدل على معنى باطل، فيقول: قرأه وتلاه، وبلغه وأدَّاه؛ ولهذا إذا قيل: يحكي القراءات السبع، ويرويها، وينقلها، لم ينكـر ذلك؛ لأنـه لا يفهم منه إلا تبليغها؛ لا أنه يأتي بمثلها" انتهى.
يُروى: هذه صيغة من صيغ التمريض في الرواية. فلا يجوز أن تُقال في مساق الصحيح من حديث وأثر وإنما تكون هي أو نحوها من صيغ التمريض إذا كان المسوق ضعيفاً رواية. وقد تقدَّم كلام النووي في ذلك في: حرف الراء بلفظ: روي عن النبي .
يعلم الله: قال النووي في "الأذكار": "إن من أقبح الألفاظ المذمومة ما يعتاده كثير من الناس إذا أراد أحدهم أن يحلف على شيء يتورع من قوله: "والله" كراهة الحنث، أو إجلالاً لله تعالى، ثم يقول: الله يعلم ما كان هو كذا ونحوه، فإن كان صاحبها يتيقن الأمر كما قال ، فلا بأس بها، وإن شك في ذلك فهو من أقبح القبائح ؛ لأنه تعرض للكذب على الله تعالى ، فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئاً لا يتيقن كيف هو، وفيه دقيقة أقبح من هذه هي أنه تعرض لوصفه بأنه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفراً، فهذه العبارة فيها خطر، فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارات والألفاظ" انتهى باختصار.
يُقبَّل يدك: في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن عبدالواحد المقدسي الحنبلي م سنة 614 هـ - رحمه الله تعالى -، قال ابن العماد: "وكان كثير الورع، والصدق، سمعته – أي الراوي عنه – يقول لرجل: كيف ولدك؟ فقال: يقبل يدك، فقال: لا تكذب" اهـ .
اليوبيل: هذه لفظة يهودية، جاءت في "سفر اللاويين" وهي تعني عندهم: الاحتفال بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على كذا؟
وقد تطور هذا الاحتفال إلى: اليوبيل الذهبي وهو بعد مضي خمسين عاماً، واليوبيل الماسي وهو بعد مضي ستين عاماً، واليوبيل الثمانيني وهو بعد مضي ثمانين عاماً.
فهذا الاحتفال باليوبيل في جذوره اليهودية، لفظاً ومعنى، تسرَّب إلى المسلمين بمقاديره الزمانية في الاحتفال لأعمار الأشخاص ، والمؤسسات، ونحوها.
فهو احتفال بدعي في الإسلام ، وتشبه باليهود، وهو احتفال محرم شرعاً، وقد بسطته في: "فقه النوازل".
هذا ما يسر الله من تهذيب معجم المناهي اللفظية والحمد لله رب العالمين.
(ي)
يا أرزان: سُئِل ابن تيمية – رحمه الله تعالى – عمَّن يقول: يا أرزان، يا كيان. هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة أم يحرم قولها؟ فأجاب: "الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلاً عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية" ا هـ.
يا أزلي. يا أبدي. يا دهري يا ديمومي: هذه أدعية من مخاريق كتاب "دلائل الخيرات" للجزولي؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: من الآية180] وأسماء الله تعالى توقيفية بنص من كتاب أو سنة، وليس في نصوص الوحيين أنه من أسماء الله سبحانه: الأزلي. الأبدي. الدهري. الديمومي. لهذا فلا يجوز أن يُطلق عليه اسم لم يرد به نص ، ولا يجوز أن يدعى به.
يا أهل النار: في مبحث الأدب في الألفاظ والتخلص من الفظ المكروه بأمر سهل من كتاب "الطرق الحكمية" قال: "قد روينا عن عمر أنه خرج يعُسُّ المدينة بالليل فرأى ناراً موقدة في خباء فوقف وقال: يا أهل الضوء . وكره أن يقول: أهل النار".
يا جاه محمد: هذا دعاء، والدعاء لا يكون إلا لله، فصرفه إلى غيره شرك به. قال ابن تيمية – رحمه الله تعالى – في "الفتاوى": "وأما قول القائل إذا عثر: يا جاه محمد، ياست نفسية، أو سيدي الشيخ فلان، أو نحو ذلك مما فيه استغاثته وسؤاله: فهو من المحرمات، وهو من جنس الشرك فإن الميت سواء كان نبياً أو غير نبي لا يدعى، ولا يسأل ولا يستغاث به لا عند قبره، ولا مع البعد من قبره، بل هذا من جنس دين النصاري الذين: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ .... }.. " إلى آخر سياقه – رحمه الله تعالى -.
يا حمار ... يا تيس ... يا كلب: قال النووي – رحمه الله تعالى - : "فصل: ومن الألفاظ المذمومة المستعملة في العادة قوله لمن يخاصمه: يا حمار ، يا تيس، يا كلب، ونحو ذلك، فهذا قبيح لوجهين، أحدهما: أنه كذب. والآخر: أنه إيذاء، وهذا بخلاف قوله: يا ظالم، ونحوه، فإن ذلك يسامح به لضرورة المخاصمة، مع أنه يصدق غالباً، فقلَّ إنسان إلا وهو ظالم لنفسه ولغيرها" اهـ .
يا حنين: كره الإمام مالك الدعاء بنحو: يا حنَّان! لأنه ليس من أسماء الله سبحانه : الحنّان. وعوام مصر يصغرون فيقولون: يا حنيِّن يا رب. وتصغير اسم الله تعالى مُحّرَّمٌ لا يجوز، فليتنبه، فكيف ولم يثبت اسم: الحنان؟!
يا خيبة الدهر: عن أبي هريرة أن النبي قال: "لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر". رواه البخاري، ومسلم في صحيحيهما، وأبو داود، والنسائي، وأحمد، والدارمي، وأبو عوانة، والبخاري في "الأدب المفرد" وغيرهم.
وللخطابي - رحمه الله تعالى- بحث ماتع في كتابه "شأن الدعاء" فليرجع إليه. والله أعلم.
يا دائم المعروف: وفي "المعيار" للونشريسي، أنها من البدع المحدثة بعد الأذان، وكان المؤذنون بمكة - حرسها الله تعالى- يأتون بهذا اللفظة مع ذكر طويل بعد الأذان فأُبطل هذا. والحمد لله.
يا ذات: انظر لفظ : يا معبود. و"بدائع الفوائد" (1/164).
يا رب جمعت العقوبات: قال الداودي في ترجمة أبي ذر الحنفي قال: "أفتى فيمن قال : يا رب جمعت العقوبات علي؛ تسخطاً: يكفر ذكره في القنية" اهـ .
يا رحمة الله: هذا من باب دعاء الصفة، والدعاء إنما يُصرف لمن اتَّصف بها سبحانه؛ لهذا فلا يجوز هذا الدعاء، ونحوه: يا مغفرة الله، يا قدرة الله، يا عزة الله، وليس له تأويل، ولا محمل سائغ، وهو دعاء محدث لا يعرف في النصوص، ولا أدعية السلف. وإنما المشروع هو: التوسل بها كما في الحديث: "برحمتك أستغيث" ونحوه، وقد غلَّظ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى- النهي عن الدعاء بالصفة، وقال: إنَّه كُفر.
ولا يُسوِّغُ الدعاء بالصفة، جوازُ الحلفِ بها، فإن الحلف بها من باب التعظيم، أما الدعاء، فهو عبادة، والعبادة لا تصرف إلا لله تعالى، فكيف تُعبد صفته – سبحانه – فتُدعى؟
ومما تقدم نعلم الأحوال الثلاث:
1- دعاء الصفة : لا يجوز؛ لأن الدعاء عبادة والعبادة لا تصرف إلا لله سبحانه.
2- التوسل إلى الله بصفاته أو بصفة منها: مشروع، كما وردت به السنة ، وأدعية السلف.
3- الحلف بها: جائزة؛ لأنه من باب التعظيم لله – سبحانه - .
والله أعلم
يا ساتر: لم أره في عداد أسماء الله تعالى، وقال بعض المعاصرين: وإنَّما يُقال: "يا ستِّيْر" لحديث: "إن الله حيي حليم ستير يحب الحياء والستر" رواه أحمد، وأبو داود والنسائي. وأنا متوقف في هذا الحرف؟
يا ساكن العرش: رأيت في رسالة: "الصفات الإلهية بين السلف والخلف"، للشيخ عبد الرحمن الوكيل – رحمه الله تعالى – في معرض بحث الاستواء لله تعالى على ما يليق بجلاله، قال: "ومن دعاء أهل الإسلام جميعاً – إذا هم رغبوا إلى الله عز وجل في الأمر النازل بهم – يقولون: يا ساكن العرش" اهـ .
وهذا تعبير غير سليم؛ لأن القاعدة أن الصفات والأسماء توقيفية، وهذا اللفظ: "ساكن العرش" مما لم يرد، فلا يشرع إذاً الدعاء به فتنبه. والله أعلم.
والشيخ – رحمه الله تعالى – أراد المعنى: علو الله سبحانه وأنه مستوٍ على عرشه سبحانه وتعالى، وهذا حق.
يا سبحان: قال الخطابي: في شأن الدعاء: "ومما يسمع على ألسنة العامة، وكثير من القصاص قولهم : يا سبحان، يا برهان ، يا غفران، يا سلطان، وما أشبه ذلك. وهذه الكلمات، وإن كان يتوجه بعض في العربية على إضمار النسبة بذي ، فإنه مستهجن ، مهجور؛ لأنه لا قدرة فيه. ويغلط كثير منهم في مثل قولهم: يا رب طه، ويس، ويا رب القرآن العظيم. وأول من أنكر ذلك ابن عباس: فإنه سمع رجلاً يقول عند الكعبة: يا رب القرآن ، فقال: مه! إن القرآن لا رب له، إن كل مربوب مخلوق" اهـ .
ياسين: تكره التسمية به قال: وسألته: أينبغي لأحد أن يتسمى بياسين؟ قال: ما أراه ينبغي؛ لقول الله عز وجل: { يّـس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}" انتهى .
مضى في حرف الطاء: طه وفي حرف الواو: وصال.
يا غائث المستغيثين: هذا لحن صوابه: يا مغيث المستغيثين؛ لأنه من "أغاث" الرباعي. ويقال: يا غياث المستغيثين.
يا قدِيْدِي: القديدي – بالفتح – جمعه: القديديون، وهم: أتباع العسكر من الصناع، كالشَّعَّاب، والحداد، والبيطار، في كلام أهل الشام. ويشتم الرجل فيقال: يا قديدي، ويا قُديدي.
يا كافر: عن أبي هريرة وابن عمر – رضي الله عنهم – أن رسول الله قال: "أيما رجل قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما". رواه البخاري ومسلم والترمذي، ومالك، والبخاري في "الأدب المفرد".
يا كبيكج: عن ابن مسعود أن النبى قال: "إن الرُّقى، والتمائم، والتولة: شرك". رواه أبو داود ، وابن ماجه، وابن حبان، وأحمد، كما في السلسلة الصحيحة، وقال: "الرقى: هي هنا ما كان فيه الاستعاذة من الجن، أو لا يفهم معناها. مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتبهم لفظ "يا كبيكج" لحفظ الكتب من الأرضة زعموا" ا هـ .
يا عظيم الرجا: لفظ "الرجاء" من الأمل لا يكون إلا ممدوداً، وبالقصر: "الرَّجا" بمعنى الناحية، وبعد بيان القرطبي لذلك في تفسير آية البقرة 218: {أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال: "والعوام من الناس يُخطئون قولهم: يا عظيم الرَّجا، فيقصرون ولا يمدون" انتهى.
يا معبود: قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في مبحث الأسماء والصفات: "الثاني عشر: في بيان مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السعادة، ومدار النجاة والفلاح: المرتبة الأُولى: إحصاء ألفاظها وعددها. والمرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها. والمرتبة الثالثة: دعاؤها بها كما قال تعالى:{وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.
وهو مرتبتان؛ إحداهما: دعاء ثناء والثاني: دعاء طلب ومسألة ، فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، كذلك لا يُسأل إلا بها ، فلا يُقال: يا موجود، أو يا شيء، أو يا ذات اغفر لي، وارحمني، بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب، فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم ...".
ويوضح هذا ما بينه ابن القيم قبل ذلك في "البدائع"من أن فصل الخطاب أن ما يطلق عليه سبحانه من باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه في باب الأخبار لا يجب أن يكون توقيفياً كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه. فلينظر فإنه مهم. وهو ما نقله ابن سلوم في "مختصر شرح السفارينية" والله أعلم.
يا معظم: مواجهة المخلوق به فيه إساءة أدب.
يا من لا هو إلا هو: هذا من الأدعية الباطلة المخترعة في "دلائل الخيرات" للجزولي فإن: "الهو" ليس من أسماء الله تعالى، ولذا فلا يجوز الدعاء به.
يا وجه الله: يجري على لسان بادية الجزيرة قول: يا وجه الله. فسُئِل المفتي الشيخ محمد – رحمه الله تعالى – عن ذلك فقال: "ما تنبغي، وممكن أن مقصودهم الذات" انتهى.
يا ويله: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد؛ اعتزل الشيطان يبكي، يقول: "يا ويله – وفي رواية أبي كريب: يا ويلي – أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار" رواه مسلم.
قال النووي في شرحه: "وقوله: "يا ويله"هو من آداب الكلام، وهو أنه إذا عرض في الحكاية عن الغير ما فيه سوء، واقتضت الحكاية رجوع الضمير إلى المتكلم صرف الحاكي الضمير عن نفسه تصاوناً عن صورة إضافة السوء إلى نفسه. وقوله في الرواية الأُخرى: يا ويلي؛ يجوز فيه فتح اللام وكسرها"اهـ .
يا هو: هذا من جهلة الصوفية، وهو خطأ؛ لأنه لا ينادى لفظ ضمير الغائب لغةً، ويمتنع دعاء الله تعالى بذلك. وانظر في حرف الياء: يا رحمن. وفي حرف الهاء: هو هو.
وكما يمتنع شرعاً فهو ممتنع لغة، قال أبو حيان: "وقول جهلة الصوفية في نداء الله: "يا هو" ليس جارياً على كلام العر ".
يا يهودي: ومثله: يا نصراني، لمن أسلم منهم.
في تفسير قول الله تعالى في سورة الحجرات: {بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ}[ آية:11]. قال الحسن البصري: "كان اليهودي والنصراني، يُسلم فيقال له بعد إسلامه: يا يهودي، يا نصراني، فنهوا عن ذلك" رواه عبد الرزاق في تفسيره، وابن جرير في التفسير. وهكذا لا يجوز نبز وتعيير من تاب من ذنب، فكان أن الإسلام يجبُّ ما قبله فالتوبة تجبُّ ما قبلها، والنفوس واجب حملها على الخير، لا على الشر.
وعليه فلا يقال لمن فعل فعلة من المسلمين، ثم تاب منها: يا فاسق. يا زاني. يا سارق. وهكذا فتنبه. والله أعلم.
يثرب: وفي صحيح مسلم: عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله يقول: "إن الله سمَّى المدينة طابة".
ويكره تسميتها: يثرب ففي سنن النسائي من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون: يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديث" اهـ . مختصراً .
يحق من الله كذا: سُئِل الشيخ عبد الله أبا بطين – رحمه الله تعالى – عن قول بعض الناس: يحق من الله كذا، إذا كان أمر نعمة، فأجاب: إن قول بعض الناس الجهَّال: يحق من الله أن يكون كذا ، فهذه كلمة قبيحة يخاف أن يكون كفراً فينهى من قال ذلك وينصح" اهـ .
ولابن أبي العز الحنفي بحث في ردها بلفظ: "يجب على الله".
قول اليهود لعنهم الله: يد الله مغلولة: قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: من الآية64].
يحكي القرآن: قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : "وإن قلت لما يبلغه المبلغ عن غيره: هذا حكاية كلام ذلك، كان الإطلاق خطأ، فإن لفظ: "الحكاية" إذا أُطلق يُراد به أنه أتى بكلام يشبه كلامه، كما يقال: هذا يحاكي هذا، وهذا قد حكى هذا؛ لكن قد يُقال: فلان قد حكى هذا الكلام عن فلان. كما يقال: رواه عنه، وبلغه عنه، ونقله عنه، وحدث به عنه؛ ولهذا يجيء في الحديث عن النبي : "فيما يروي عن ربه". فكل ما أبلغه النبي فقد حكاه عنه، ورواه عنه.
فالقائل إذا قال للقارئ: هذا يحكي كلام الله، أو يحكي القرآن، فقد يفهم منه أنه يأتي بكلام يحاكي به كلام الله ، وهذا كفر، وإن أراد أنه بلغه وتلاه فالمعنى صحيح؛ لكن ينبغي تعبيره بما لا يدل على معنى باطل، فيقول: قرأه وتلاه، وبلغه وأدَّاه؛ ولهذا إذا قيل: يحكي القراءات السبع، ويرويها، وينقلها، لم ينكـر ذلك؛ لأنـه لا يفهم منه إلا تبليغها؛ لا أنه يأتي بمثلها" انتهى.
يُروى: هذه صيغة من صيغ التمريض في الرواية. فلا يجوز أن تُقال في مساق الصحيح من حديث وأثر وإنما تكون هي أو نحوها من صيغ التمريض إذا كان المسوق ضعيفاً رواية. وقد تقدَّم كلام النووي في ذلك في: حرف الراء بلفظ: روي عن النبي .
يعلم الله: قال النووي في "الأذكار": "إن من أقبح الألفاظ المذمومة ما يعتاده كثير من الناس إذا أراد أحدهم أن يحلف على شيء يتورع من قوله: "والله" كراهة الحنث، أو إجلالاً لله تعالى، ثم يقول: الله يعلم ما كان هو كذا ونحوه، فإن كان صاحبها يتيقن الأمر كما قال ، فلا بأس بها، وإن شك في ذلك فهو من أقبح القبائح ؛ لأنه تعرض للكذب على الله تعالى ، فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئاً لا يتيقن كيف هو، وفيه دقيقة أقبح من هذه هي أنه تعرض لوصفه بأنه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفراً، فهذه العبارة فيها خطر، فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارات والألفاظ" انتهى باختصار.
يُقبَّل يدك: في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم بن عبدالواحد المقدسي الحنبلي م سنة 614 هـ - رحمه الله تعالى -، قال ابن العماد: "وكان كثير الورع، والصدق، سمعته – أي الراوي عنه – يقول لرجل: كيف ولدك؟ فقال: يقبل يدك، فقال: لا تكذب" اهـ .
اليوبيل: هذه لفظة يهودية، جاءت في "سفر اللاويين" وهي تعني عندهم: الاحتفال بعد مضي خمسة وعشرين عاماً على كذا؟
وقد تطور هذا الاحتفال إلى: اليوبيل الذهبي وهو بعد مضي خمسين عاماً، واليوبيل الماسي وهو بعد مضي ستين عاماً، واليوبيل الثمانيني وهو بعد مضي ثمانين عاماً.
فهذا الاحتفال باليوبيل في جذوره اليهودية، لفظاً ومعنى، تسرَّب إلى المسلمين بمقاديره الزمانية في الاحتفال لأعمار الأشخاص ، والمؤسسات، ونحوها.
فهو احتفال بدعي في الإسلام ، وتشبه باليهود، وهو احتفال محرم شرعاً، وقد بسطته في: "فقه النوازل".
هذا ما يسر الله من تهذيب معجم المناهي اللفظية والحمد لله رب العالمين.