السبائك الذهبية في المصطلحات الحديثية
لأبي جهاد
سمير الجزائري
الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله
هذا مختصر لكتاب "مصطلح الحديث" لدرة الفقهاء العلامة
الأصولي إبن عثيمين رحمه
الله حاولت تقريبه و تيسيره لطلبة العلم سائلا المولى عز و جل العظيم رب العرش العظيم و أنا
في الثلث الأخير من الليل أن يغفر لي و لزوجتي ولكل المسلمين ما تقدم وما تأخر من
ذنوبنا وأن يجعل هذا العمل عملا متقبلا مبرورا تنشرح له الصدور وتحبه القلوب ولا تمل
من قراءته العيون والعقول.
مصطلح الحديث:
علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القَبول والرد.
وفائدته:
معرفة
ما يقبل ويرد من الراوي والمروي.
الحديث : ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل،
أو تقرير، أو
وصف.
الخبر:
بمعنى الحديث؛ فَيُعَرَّف بما سبق في تعريف الحديث.
وقيل: الخبر ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وإلى غيره؛ فيكون أعم من
الحديث وأشمل.
الأثر: ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي، وقد يراد به ما أضيف إلى
النبي صلّى الله
عليه وسلّم مقيداً فيقال: وفي الأثر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
الحديث القدسي: ما رواه النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ربه - تعالى
-، ويسمى أيضاً (الحديث الرباني)
و(الحديث الإلهي)
مثاله
: قوله صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه - تعالى - أنه قال:
"أنا عند ظن عبدي
بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن
ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير
منهم" أقسام الخبر باعتبار طرق نقله إلينا:
الأول
- المتواتر:
ما رواه جماعة يستحيل في العادة أن يتواطؤوا على الكذب،
وأسندوه إلى شيء محسوس.
ب - وينقسم
المتواتر إلى قسمين:
متواتر لفظاً ومعنىً، ومتواتر معنىً فقط.
فالمتواتر لفظاً ومعنى:
ما اتفق الرواة فيه على لفظه ومعناه.
مثاله: قوله
صلّى الله عليه وسلّم:
"من كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوَّأ مقعدَه من النار". فقد رواه عن النبي
صلّى الله عليه
وسلّم أكثر من ستين صحابيًّا، منهم العشرة المبشرون بالجنة، ورواه عن هؤلاء خلق كثير.
والمتواتر
معنى:
ما اتفق فيه الرواة على معنىً كلي، وانفرد كل حديث بلفظه الخاص.
مثاله: أحاديث الشفاعة، والمسح على الخفين، ولبعضهم:
مما تواترَ حديثُ مَنْ كَذَبْ… وَمَنْ بَنَى للهِ بيتاً
واحْتَسَبْ
ورؤيةٌ شَفَاعَةٌ والْحَوضُ… وَمْسُحُ خُفَّيْنِ وَهذى بَعْضُ
جـ -
والمتواتر بقسميه يفيد:
أولاً: العلم
وهوالقطع بصحة نسبته إلى من نقل عنه.
ثانياً: العمل بما دل عليه بتصديقه إن كان خبراً، وتطبيقه إن كان طلباً.
الثاني
- الآحاد:
ما سوى
المتواتر.
ب - وتنقسم
باعتبار الطرق إلى ثلاثة أقسام:
مشهور وعزيز وغريب.
1- فالمشهور : ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر.
مثاله : قوله
صلّى الله عليه وسلّم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
2- والعزيز: ما رواه اثنان فقط.
مثاله
: قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من ولده ووالده والناس
أجمعين".
3- والغريب: ما رواه واحد فقط.
مثاله : قوله صلّى الله عليه وسلّم: "إنما الأعمال بالنيات
وإنما لكل امرئ ما
نوى..." الحديث.
جـ - وتنقسم الآحاد باعتبار الرتبة إلى خمسة أقسام:
صحيح لذاته،
ولغيره، وحسن لذاته، ولغيره، وضعيف.
1- فالصحيح لذاته:
ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة.
مثاله : قوله
صلّى الله عليه وسلّم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في
الدين"[. رواه البخاري
ومسلم.
وتعرف صحة الحديث بأمور ثلاثة:
الأول: أن
يكون في مصنف التزم فيه الصحة إذا كان مصنفه ممن يعتمد قوله في
التصحيح "كصحيحي
البخاري ومسلم"
.الثاني:
أن ينص على صحته إمام يعتمد قوله في التصحيح ولم يكن معروفاً
بالتساهل فيه.
الثالث: أن ينظر في رواته وطريقة تخريجهم له، فإذا تمت فيه شروط
الصحة حكم بصحته.
2- والصحيح لغيره:
الحسن لذاته إذا تعددت طرقه.
وإنما سمِّي
صحيحاً لغيره، لأنه لو نظر إلى كل طريق بانفراد لم يبلغ رتبة
الصحة، فلما نظر إلى مجموعهما
قوي حتى بلغها.
3- والحسن لذاته: ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل
وسلم من الشذوذ والعلة
القادحة.
4- والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر
بعضها بعضاً، بحيث لا يكون فيها كذاب، ولا متهم بالكذب
وإنما سمي
حسناً لغيره؛ لأنه لو نظر إلى كل طريق بانفراده لم يبلغ رتبة
الحسن، فلما نظر إلى مجموع طرقه
قوي حتى بلغها.
5- والضعيف: ما خلا عن شروط الصحيح والحسن.
مثاله: حديث:
"احترسوا من الناس بسوء الظن".
شرح تعريف الصحيح لذاته:
سبق أن الصحيح لذاته: ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل، وسلم من
الشذوذ والعلة
القادحة.
فالعدالة
: استقامة الدين والمروءة.
فاستقامة الدين : أداء الواجبات، واجتناب ما يوجب الفسق من المحرمات.
واستقامة
المروءة : أن يفعل ما يحمده الناس عليه من الآداب والأخلاق، ويترك
ما يذمّه الناس عليه من ذلك
وتعرف عدالة
الراوي بالاستفاضة كالأئمة المشهورين: مالك وأحمد والبخاري ونحوهم،
وبالنص عليها ممن يعتبر
قوله في ذلك.
وتمام الضبط : أن يؤدي ما تحمّله من مسموع، أو مرئي على الوجه الذي تحمله من غير زيادة ولا
نقص، لكن لا يضر خطأ يسير؛ لأنه لايسلم منه أحد.
ويعرف ضبط الراوي بموافقته الثقات والحفاظ ولو غالباً، وبالنص
عليه ممن يعتبر قوله في
ذلك.
واتصال السند : أن يتلقى كل راو ممن روى عنه مباشرة أو حكماً.
فالمباشرة : أن يلاقي من روى عنه فيسمع منه، أو يرى، ويقول: حدثني، أو سمعت،
أو رأيت فلاناً ونحوه.
والحكم : أن يروي عمن عاصره بلفظ يحتمل السماع والرؤية، مثل: قال فلان، أو: عن
فلان، أو: فعل فلان، ونحوه.
وهل يشترط مع المعاصرة ثبوت الملاقاة أو يكفي إمكانها؟
على قولين؛ قال بالأول البخاري، وقال بالثاني مسلم.
ومحل هذا في غير المدلِّس، أما المدلِّس فلا يحكم لحديثه بالاتصال
إلا ما صرح فيه
بالسماع أو الرؤية.
والشذوذ : أن يخالف الثقة من هو أرجح منه إما: بكمال العدالة، أو
تمام الضبط،
وكثرة العدد، أو ملازمة المروي عنه، أو نحو ذلك.
والعلة القادحة : أن يتبين بعد البحث في الحديث سبب يقدح في قبوله.
بأن يتبين أنه منقطع، أو موقوف، أو أن الراوي فاسق، أو سيِّئ الحفظ، أو مبتدع
والحديث يقوي بدعته، ونحو ذلك؛ فلا يحكم للحديث بالصحة حينئذٍ؛ لعدم سلامته من العلة القادحة.
فإن كانت العلة غير قادحة لم تمنع من صحة الحديث أو حسنه.
أ - منقطع السند:
هو الذي لم يتصل سنده، وقد سبق أن من شروط الحديث الصحيح والحسن أن يكون بسند
متصل.
ب - وينقسم إلى أربعة أقسام:
مرسل ومعلق ومعضل ومنقطع.
1- فالمرسل: ما رفعه إلى النبي صلّى الله عليه
وسلّم صحابي لم يسمع منه
أو تابعي.
2- والمعلق: ما حذف أول إسناده.
وقد يراد به: ما حذف جميع إسناده كقول البخاري: وكان النبي صلّى
الله عليه وسلّم
يذكر الله في كل أحيانه.
3- والمعضل: ما حذف من أثناء سنده راويان فأكثر على التوالي.
4- والمنقطع: ما حذف من أثناء سنده راوٍ واحد، أو راويان فأكثر
لا على التوالي.
وقد يراد به : كل ما لم يتصل سنده، فيشمل الأقسام الأربعة كلها.
مثال ذلك: ما رواه البخاري؛ قال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا
سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع
علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم يقول: "إنما الأعمال بالنيات ..." إلخ.
فإذا حذف من هذا السند عمر
بن الخطاب رضي الله عنه؛ سمي مرسلاً.
وإذا حذف منه الحميدي؛ سمي
معلقاً.
وإذا حذف منه سفيان ويحيى بن
سعيد؛ سمي معضلاً.
وإذا حذف منه سفيان وحده أو مع التيمي؛ سمي منقطعاً.
جـ - حكمه:
ومنقطع السند بجميع أقسامه
مردود؛ للجهل بحال المحذوف، سوى ما يأتي:
1- مرسل الصحابي.
2- مرسل كبار التابعين
عند كثير من أهل العلم، إذا عضده مرسل آخر، أو عمل صحابي أو قياس.
ما جاء متصلاً من طريق آخر، وتمت فيه شروط
لأبي جهاد
سمير الجزائري
الحمد لله و
الصلاة و السلام على رسول الله
هذا مختصر لكتاب "مصطلح الحديث" لدرة الفقهاء العلامة
الأصولي إبن عثيمين رحمه
الله حاولت تقريبه و تيسيره لطلبة العلم سائلا المولى عز و جل العظيم رب العرش العظيم و أنا
في الثلث الأخير من الليل أن يغفر لي و لزوجتي ولكل المسلمين ما تقدم وما تأخر من
ذنوبنا وأن يجعل هذا العمل عملا متقبلا مبرورا تنشرح له الصدور وتحبه القلوب ولا تمل
من قراءته العيون والعقول.
مصطلح الحديث:
علم يعرف به حال الراوي والمروي من حيث القَبول والرد.
وفائدته:
معرفة
ما يقبل ويرد من الراوي والمروي.
الحديث : ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم من قول، أو فعل،
أو تقرير، أو
وصف.
الخبر:
بمعنى الحديث؛ فَيُعَرَّف بما سبق في تعريف الحديث.
وقيل: الخبر ما أضيف إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وإلى غيره؛ فيكون أعم من
الحديث وأشمل.
الأثر: ما أضيف إلى الصحابي أو التابعي، وقد يراد به ما أضيف إلى
النبي صلّى الله
عليه وسلّم مقيداً فيقال: وفي الأثر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
الحديث القدسي: ما رواه النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ربه - تعالى
-، ويسمى أيضاً (الحديث الرباني)
و(الحديث الإلهي)
مثاله
: قوله صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه - تعالى - أنه قال:
"أنا عند ظن عبدي
بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن
ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير
منهم" أقسام الخبر باعتبار طرق نقله إلينا:
الأول
- المتواتر:
ما رواه جماعة يستحيل في العادة أن يتواطؤوا على الكذب،
وأسندوه إلى شيء محسوس.
ب - وينقسم
المتواتر إلى قسمين:
متواتر لفظاً ومعنىً، ومتواتر معنىً فقط.
فالمتواتر لفظاً ومعنى:
ما اتفق الرواة فيه على لفظه ومعناه.
مثاله: قوله
صلّى الله عليه وسلّم:
"من كذب عليَّ مُتعمداً فليتبوَّأ مقعدَه من النار". فقد رواه عن النبي
صلّى الله عليه
وسلّم أكثر من ستين صحابيًّا، منهم العشرة المبشرون بالجنة، ورواه عن هؤلاء خلق كثير.
والمتواتر
معنى:
ما اتفق فيه الرواة على معنىً كلي، وانفرد كل حديث بلفظه الخاص.
مثاله: أحاديث الشفاعة، والمسح على الخفين، ولبعضهم:
مما تواترَ حديثُ مَنْ كَذَبْ… وَمَنْ بَنَى للهِ بيتاً
واحْتَسَبْ
ورؤيةٌ شَفَاعَةٌ والْحَوضُ… وَمْسُحُ خُفَّيْنِ وَهذى بَعْضُ
جـ -
والمتواتر بقسميه يفيد:
أولاً: العلم
وهوالقطع بصحة نسبته إلى من نقل عنه.
ثانياً: العمل بما دل عليه بتصديقه إن كان خبراً، وتطبيقه إن كان طلباً.
الثاني
- الآحاد:
ما سوى
المتواتر.
ب - وتنقسم
باعتبار الطرق إلى ثلاثة أقسام:
مشهور وعزيز وغريب.
1- فالمشهور : ما رواه ثلاثة فأكثر، ولم يبلغ حد التواتر.
مثاله : قوله
صلّى الله عليه وسلّم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
2- والعزيز: ما رواه اثنان فقط.
مثاله
: قوله صلّى الله عليه وسلّم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من ولده ووالده والناس
أجمعين".
3- والغريب: ما رواه واحد فقط.
مثاله : قوله صلّى الله عليه وسلّم: "إنما الأعمال بالنيات
وإنما لكل امرئ ما
نوى..." الحديث.
جـ - وتنقسم الآحاد باعتبار الرتبة إلى خمسة أقسام:
صحيح لذاته،
ولغيره، وحسن لذاته، ولغيره، وضعيف.
1- فالصحيح لذاته:
ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل وسلم من الشذوذ والعلة القادحة.
مثاله : قوله
صلّى الله عليه وسلّم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في
الدين"[. رواه البخاري
ومسلم.
وتعرف صحة الحديث بأمور ثلاثة:
الأول: أن
يكون في مصنف التزم فيه الصحة إذا كان مصنفه ممن يعتمد قوله في
التصحيح "كصحيحي
البخاري ومسلم"
.الثاني:
أن ينص على صحته إمام يعتمد قوله في التصحيح ولم يكن معروفاً
بالتساهل فيه.
الثالث: أن ينظر في رواته وطريقة تخريجهم له، فإذا تمت فيه شروط
الصحة حكم بصحته.
2- والصحيح لغيره:
الحسن لذاته إذا تعددت طرقه.
وإنما سمِّي
صحيحاً لغيره، لأنه لو نظر إلى كل طريق بانفراد لم يبلغ رتبة
الصحة، فلما نظر إلى مجموعهما
قوي حتى بلغها.
3- والحسن لذاته: ما رواه عدل خفيف الضبط بسند متصل
وسلم من الشذوذ والعلة
القادحة.
4- والحسن لغيره: الضعيف إذا تعددت طرقه على وجه يجبر
بعضها بعضاً، بحيث لا يكون فيها كذاب، ولا متهم بالكذب
وإنما سمي
حسناً لغيره؛ لأنه لو نظر إلى كل طريق بانفراده لم يبلغ رتبة
الحسن، فلما نظر إلى مجموع طرقه
قوي حتى بلغها.
5- والضعيف: ما خلا عن شروط الصحيح والحسن.
مثاله: حديث:
"احترسوا من الناس بسوء الظن".
شرح تعريف الصحيح لذاته:
سبق أن الصحيح لذاته: ما رواه عدل تام الضبط بسند متصل، وسلم من
الشذوذ والعلة
القادحة.
فالعدالة
: استقامة الدين والمروءة.
فاستقامة الدين : أداء الواجبات، واجتناب ما يوجب الفسق من المحرمات.
واستقامة
المروءة : أن يفعل ما يحمده الناس عليه من الآداب والأخلاق، ويترك
ما يذمّه الناس عليه من ذلك
وتعرف عدالة
الراوي بالاستفاضة كالأئمة المشهورين: مالك وأحمد والبخاري ونحوهم،
وبالنص عليها ممن يعتبر
قوله في ذلك.
وتمام الضبط : أن يؤدي ما تحمّله من مسموع، أو مرئي على الوجه الذي تحمله من غير زيادة ولا
نقص، لكن لا يضر خطأ يسير؛ لأنه لايسلم منه أحد.
ويعرف ضبط الراوي بموافقته الثقات والحفاظ ولو غالباً، وبالنص
عليه ممن يعتبر قوله في
ذلك.
واتصال السند : أن يتلقى كل راو ممن روى عنه مباشرة أو حكماً.
فالمباشرة : أن يلاقي من روى عنه فيسمع منه، أو يرى، ويقول: حدثني، أو سمعت،
أو رأيت فلاناً ونحوه.
والحكم : أن يروي عمن عاصره بلفظ يحتمل السماع والرؤية، مثل: قال فلان، أو: عن
فلان، أو: فعل فلان، ونحوه.
وهل يشترط مع المعاصرة ثبوت الملاقاة أو يكفي إمكانها؟
على قولين؛ قال بالأول البخاري، وقال بالثاني مسلم.
ومحل هذا في غير المدلِّس، أما المدلِّس فلا يحكم لحديثه بالاتصال
إلا ما صرح فيه
بالسماع أو الرؤية.
والشذوذ : أن يخالف الثقة من هو أرجح منه إما: بكمال العدالة، أو
تمام الضبط،
وكثرة العدد، أو ملازمة المروي عنه، أو نحو ذلك.
والعلة القادحة : أن يتبين بعد البحث في الحديث سبب يقدح في قبوله.
بأن يتبين أنه منقطع، أو موقوف، أو أن الراوي فاسق، أو سيِّئ الحفظ، أو مبتدع
والحديث يقوي بدعته، ونحو ذلك؛ فلا يحكم للحديث بالصحة حينئذٍ؛ لعدم سلامته من العلة القادحة.
فإن كانت العلة غير قادحة لم تمنع من صحة الحديث أو حسنه.
أ - منقطع السند:
هو الذي لم يتصل سنده، وقد سبق أن من شروط الحديث الصحيح والحسن أن يكون بسند
متصل.
ب - وينقسم إلى أربعة أقسام:
مرسل ومعلق ومعضل ومنقطع.
1- فالمرسل: ما رفعه إلى النبي صلّى الله عليه
وسلّم صحابي لم يسمع منه
أو تابعي.
2- والمعلق: ما حذف أول إسناده.
وقد يراد به: ما حذف جميع إسناده كقول البخاري: وكان النبي صلّى
الله عليه وسلّم
يذكر الله في كل أحيانه.
3- والمعضل: ما حذف من أثناء سنده راويان فأكثر على التوالي.
4- والمنقطع: ما حذف من أثناء سنده راوٍ واحد، أو راويان فأكثر
لا على التوالي.
وقد يراد به : كل ما لم يتصل سنده، فيشمل الأقسام الأربعة كلها.
مثال ذلك: ما رواه البخاري؛ قال: حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا
سفيان، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع
علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلّى الله
عليه وسلّم يقول: "إنما الأعمال بالنيات ..." إلخ.
فإذا حذف من هذا السند عمر
بن الخطاب رضي الله عنه؛ سمي مرسلاً.
وإذا حذف منه الحميدي؛ سمي
معلقاً.
وإذا حذف منه سفيان ويحيى بن
سعيد؛ سمي معضلاً.
وإذا حذف منه سفيان وحده أو مع التيمي؛ سمي منقطعاً.
جـ - حكمه:
ومنقطع السند بجميع أقسامه
مردود؛ للجهل بحال المحذوف، سوى ما يأتي:
1- مرسل الصحابي.
2- مرسل كبار التابعين
عند كثير من أهل العلم، إذا عضده مرسل آخر، أو عمل صحابي أو قياس.
ما جاء متصلاً من طريق آخر، وتمت فيه شروط